سواليف:
2025-04-22@05:46:11 GMT

إدامة الأردن ليس خيانة لدم الفلسطينيين

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

#إدامة_الأردن ليس خيانة لدم الفلسطينيين – #ماهر_أبوطير

غالبية الدول العربية والاسلامية تواصل حياتها كالمعتاد ولم تتأثر بما يجري في #غزة والضفة الغربية والقدس، وربما يمثل الأردن نموذجاً مختلفا يستحق التحليل مقارنة ببقية هذه الدول.

في أسباب التأثر كلام معروف، من القرب، والتاريخ والجغرافيا، والتداخل الاجتماعي والمخاوف من تمدد الحرب، والتركيز على سيناريوهات التهجير، وغير ذلك، كما أن التأثر المعنوي والوطني يبلغ مداه الاعلى مقارنة ببقية الدول العربية والاسلامية في دليل على طهارة معدن الناس في هذا البلد، وهم الذين يتعلقون بكل قضاياهم في العراق وسورية وفلسطين وغير ذلك.

بالمقابل حين تجالس زوارا قادمين من الضفة الغربية والقدس، يتحدثون لك بطريقة مختلفة، وهم الاقرب الى غزة، عن ضرورة ان يبقى الأردن حيوياً ومستقراً، وألا تتوقف اشكال الحياة فيه، لأن للأردن ايضا حياته وشعبه واولوياته ومصالحه، دون ان يفرط بموقعه ووجوده وسط هذا الاقليم الى جانب جواره العربي في هذه المحن، ويضرب هؤلاء امثلة عن استمرار الحياة بشكل طبيعي قدر الامكان حتى في الضفة الغربية والقدس ومناطق فلسطين المحتلة عام 1948، في سياقات اشاراتهم الى ان الحياة لم تتوقف حتى داخل فلسطين، ولا حتى داخل قطاع غزة المبتلى بالذبح والجرائم والدم، لكن التجارة مثلا ما تزال قائمة، والناس يكافحون حتى يبقوا على قيد الحياة، ويعرفون بالفطرة ان الاستسلام لليأس والركود والخوف امر تريده اسرائيل اولا.

مقالات ذات صلة طيار مغامر يقاتل العدو بلا ساقين . . ! 2024/02/27

ابتكار معادلة تسترد الحياة في الأردن بشكل طبيعي قدر الامكان، دون ادارة الظهر لقطاع غزة، عملية ممكنة، فلا احد يريد ان يتضرر الأردن ايضا، خصوصا، إن أي ضرر على الأردن على الصعيد الداخلي يصب لصالح مخططات اسرائيل الاستراتيجية، التي تريد ان تبقى شعوب جوار فلسطين هشة ضعيفة بلا مستقبل، ولا حاضر، وان نبقى بلا خطط لمواجهة كثير من التحديات والظروف الصعبة التي تمر بها كل هذه المنطقة، منذ سنوات طويلة اصلا.

الذي يتابع شؤون الدول العربية والاسلامية يكتشف اصلا ان ملف قطاع غزة خارج تغطية اغلب هذه الدول وشعوبها، والتعاطف شكلي، فيما شؤون الحياة المختلفة تسير بشكل طبيعي، والسؤال هنا في الأردن يرتبط بالحد الفاصل بين شعور الانسان انه يدافع ايضا عن وجوده واستمراره، وبين كونه لا يأبه بأهل غزة، ولا أوجاعهم، وهذا الحد الفاصل دقيق جدا، ويختلط الامر على كثيرين، بحيث تبدو استعادة الحياة في الأردن، وكأنها خيانة لدم الفلسطينيين، مثلا، وهذا توهم، لأن الفلسطينيين ذاتهم يريدون ان يبقى الأردن قويا، طبيعيا، حيويا، لنفسه ولشعبه ولجواره ايضا، فماذا سيستفيد الفلسطينيون اذا شاهدوا الأردن يتضرر داخليا، خصوصا، ان المطلوب محدد وواضح، اي ان يتضرر الاحتلال وحده، ويدفع الثمن، وليس ابناء هذه الأمة.

في تصرفات كثيرة يبلور الأردنيون موقفا مهما مما يجري في قطاع غزة من المسيرات الى المقاطعة وغير ذلك من إصرار على قطع كل العلاقات مع اسرائيل، ويتجنبون الكثير من الاحتفاليات حتى على المستوى الشخصي، وهناك ادلة كثيرة على أن قضية فلسطين هي قضية أردنية مباشرة، لكن المؤشرات الاعمق التي يتم رصدها تؤشر إلى ما هو اخطر من كل هذا، اي التراجعات الاقتصادية، والمناخات المعنوية السيئة، والشعور بعدم اليقين بشأن المستقبل، وحالة الترقب التي تجمد كل شيء، وعلينا ان ننتبه هنا الى ان هذا كل ما تريده اسرائيل اصلا، اي معاقبة الشعوب العربية التي تناصر فلسطين، بوسائل داخلية، سببها عدم التمييز، أحيانا، بين الموقف المنتج لصالح فلسطين، والموقف الذي يتسبب بضرر داخل الأردن، وكأننا نعاقب انفسنا، في سلوك يعتبره الفلسطينيون داخل الضفة الغربية والقدس، غير مفيد اساسا لأحد.

المطلوب هنا ليس ادارة الظهر لغزة، فلا عاش من يدير ظهره لها، ولكن المطلوب ان تكون اعيننا مفتوحة على الأردن، حتى يبقى، وهذا جهد شعبي، لا بد من ارفاقه بتدخل رسمي عميق لتحريك الداخل الأردني معنويا بشكل منطقي وعاقل، وتحفيزه اقتصاديا وسياسيا وحياتيا، دون ان نبقى اسرى لعقدة اتهامنا بكوننا ندير ظهرنا لغزة ولفلسطين، فلا احد اقرب منا في هذه الدنيا، لفلسطين واهلها وتاريخها.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: إدامة الأردن غزة الغربیة والقدس

إقرأ أيضاً:

قصف وحصار وتجويع حتى الموت.. وكالات أممية وطبية: حرب شاملة على الحياة في غزة

البلاد – رام الله
أربعة تقارير متزامنة أطلقتها منظمات دولية ووكالات أممية وطبية، ترسم صورة قاتمة لأوضاع غزة، حيث يتعمد الاحتلال قصف خيام النازحين، وتنهار البنية الصحية، وتفتك المجاعة بالأطفال، بينما تصرخ الأمم المتحدة و”أونروا” و”أوكسفام” وبرنامج الأغذية العالمي في وجه الصمت الدولي المريب، مطالبة بوقف النار ورفع الحصار فورًا.
أكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، أن الاحتلال يستخدم أسلحة فتاكة ترفع نسبة الحروق إلى مستويات غير مسبوقة، ويستهدف خيام النازحين بشكل مباشر، مما يضاعف أعداد الأطفال القتلى. وقال إن كثيرًا من المستشفيات قد دُمّرت بالكامل أو أُخرجت عن الخدمة، محذرًا من أن “عددًا كبيرًا من الأطفال يفارقون الحياة بسبب سوء التغذية”، في ظل “صمت دولي مريب من المنظمات الدولية”، على حد وصفه.
من جانبه، قال الدكتور فادي المدهون، المدير الطبي في منظمة “أطباء بلا حدود” بغزة، إن الوضع الصحي في القطاع شبه منهار تمامًا، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 50 ألف مريض وجريح بحاجة إلى عمليات جراحية عاجلة، وآلاف الأطفال يعانون من سوء التغذية، في ظل نقص فادح في الإمدادات الغذائية والطبية.
أما وكالة “أونروا”، فأكدت أن غالبية سكان غزة من المدنيين الذين “يعانون معاناة لا يمكن وصفها”، مضيفة أن “لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”، داعية إلى وقف إطلاق النار فورًا. وتدير “أونروا” حاليًا 115 مركز إيواء يؤوي أكثر من 90 ألف نازح، وسط أوضاع إنسانية تتدهور بسرعة بفعل القصف واستمرار الحصار.
وفي سياق متصل، وصفت منسقة الشؤون الإنسانية بمنظمة “أوكسفام” في غزة، كليمونس لاجواردات، الوضع الإنساني في القطاع بأنه “الأسوأ منذ بداية الحرب”، مؤكدة أنهم يعملون في “بيئة غير آمنة”، وسط صعوبات هائلة في توفير المياه والغذاء بسبب الغارات والتدمير المنهجي للبنية التحتية.
أما برنامج الأغذية العالمي، فأكد أن العائلات في غزة لا تعرف من أين ستأتي وجبتها التالية، وسط حصار خانق مستمر منذ أكثر من سبعة أسابيع. وحث البرنامج كافة الأطراف على إعطاء الأولوية لاحتياجات المدنيين، مشددًا على ضرورة السماح بدخول المساعدات فورًا. وأرفق منشوره بلافتات كتب عليها: “المخبز مغلق حتى إشعار آخر” و”غزة بحاجة إلى الغذاء”.
ومنذ 2 مارس الماضي، أغلق الاحتلال معابر غزة بالكامل، ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية والبضائع، ما فاقم من الكارثة الإنسانية، وفق تقارير حقوقية وأممية، بينما تشير التقديرات إلى نزوح أكثر من 420 ألف شخص مجددًا منذ منتصف مارس، بعد أن استأنف الاحتلال عدوانه عقب تهدئة هشة خرقها مرارًا.
غزة اليوم ليست فقط ساحة حرب، بل مسرح لإبادة جماعية بطيئة تتغذى على الجوع والخوف والدمار. ومع تواطؤ الصمت الدولي، تبقى نداءات المنظمات شاهدة على جريمة مستمرة، لا يغفرها التاريخ ولا يسامح عليها الضمير الإنساني.

مقالات مشابهة

  • قصف وحصار وتجويع حتى الموت.. وكالات أممية وطبية: حرب شاملة على الحياة في غزة
  • حفيد مانديلا: اليمن أيقظ ضمير العالم في الدفاع عن فلسطين.. ونتعهد بتحقيق وعد التحرير
  • 22 مليار دولار قيمة الصادرات العربية التي تهددها رسوم ترامب وهذه هي الدول المتضررة
  • الجنوب اللبناني يعيد الحياة إلى أسواقه
  • أيقونة المسرح المصري بين الحياة والموت (صورة)
  • الجزيرة .. موعد مع الحياة (١)
  • ‏الأردن يرحب بالتوافق الذي توصّلت إليه واشنطن وطهران خلال الجولة الثانية من المباحثات التي عُقِدَت في العاصمة الإيطالية روما
  • تحالف الفتح :قناة خور عبدالله ضمن السيادة العراقية وبيعه للكويت مقابل رشا خيانة
  • الوطني الفلسطيني: الاعتداءات التي يواجها الصحفي الفلسطيني محاولة متعمدة لإسكات صوت فلسطين
  • السيسي وملك الأردن يبحثان جهود وقف إطلاق النار بغزة ويرفضان تهجير الفلسطينيين