إدامة الأردن ليس خيانة لدم الفلسطينيين
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
#إدامة_الأردن ليس خيانة لدم الفلسطينيين – #ماهر_أبوطير
غالبية الدول العربية والاسلامية تواصل حياتها كالمعتاد ولم تتأثر بما يجري في #غزة والضفة الغربية والقدس، وربما يمثل الأردن نموذجاً مختلفا يستحق التحليل مقارنة ببقية هذه الدول.
في أسباب التأثر كلام معروف، من القرب، والتاريخ والجغرافيا، والتداخل الاجتماعي والمخاوف من تمدد الحرب، والتركيز على سيناريوهات التهجير، وغير ذلك، كما أن التأثر المعنوي والوطني يبلغ مداه الاعلى مقارنة ببقية الدول العربية والاسلامية في دليل على طهارة معدن الناس في هذا البلد، وهم الذين يتعلقون بكل قضاياهم في العراق وسورية وفلسطين وغير ذلك.
بالمقابل حين تجالس زوارا قادمين من الضفة الغربية والقدس، يتحدثون لك بطريقة مختلفة، وهم الاقرب الى غزة، عن ضرورة ان يبقى الأردن حيوياً ومستقراً، وألا تتوقف اشكال الحياة فيه، لأن للأردن ايضا حياته وشعبه واولوياته ومصالحه، دون ان يفرط بموقعه ووجوده وسط هذا الاقليم الى جانب جواره العربي في هذه المحن، ويضرب هؤلاء امثلة عن استمرار الحياة بشكل طبيعي قدر الامكان حتى في الضفة الغربية والقدس ومناطق فلسطين المحتلة عام 1948، في سياقات اشاراتهم الى ان الحياة لم تتوقف حتى داخل فلسطين، ولا حتى داخل قطاع غزة المبتلى بالذبح والجرائم والدم، لكن التجارة مثلا ما تزال قائمة، والناس يكافحون حتى يبقوا على قيد الحياة، ويعرفون بالفطرة ان الاستسلام لليأس والركود والخوف امر تريده اسرائيل اولا.
مقالات ذات صلة طيار مغامر يقاتل العدو بلا ساقين . . ! 2024/02/27ابتكار معادلة تسترد الحياة في الأردن بشكل طبيعي قدر الامكان، دون ادارة الظهر لقطاع غزة، عملية ممكنة، فلا احد يريد ان يتضرر الأردن ايضا، خصوصا، إن أي ضرر على الأردن على الصعيد الداخلي يصب لصالح مخططات اسرائيل الاستراتيجية، التي تريد ان تبقى شعوب جوار فلسطين هشة ضعيفة بلا مستقبل، ولا حاضر، وان نبقى بلا خطط لمواجهة كثير من التحديات والظروف الصعبة التي تمر بها كل هذه المنطقة، منذ سنوات طويلة اصلا.
الذي يتابع شؤون الدول العربية والاسلامية يكتشف اصلا ان ملف قطاع غزة خارج تغطية اغلب هذه الدول وشعوبها، والتعاطف شكلي، فيما شؤون الحياة المختلفة تسير بشكل طبيعي، والسؤال هنا في الأردن يرتبط بالحد الفاصل بين شعور الانسان انه يدافع ايضا عن وجوده واستمراره، وبين كونه لا يأبه بأهل غزة، ولا أوجاعهم، وهذا الحد الفاصل دقيق جدا، ويختلط الامر على كثيرين، بحيث تبدو استعادة الحياة في الأردن، وكأنها خيانة لدم الفلسطينيين، مثلا، وهذا توهم، لأن الفلسطينيين ذاتهم يريدون ان يبقى الأردن قويا، طبيعيا، حيويا، لنفسه ولشعبه ولجواره ايضا، فماذا سيستفيد الفلسطينيون اذا شاهدوا الأردن يتضرر داخليا، خصوصا، ان المطلوب محدد وواضح، اي ان يتضرر الاحتلال وحده، ويدفع الثمن، وليس ابناء هذه الأمة.
في تصرفات كثيرة يبلور الأردنيون موقفا مهما مما يجري في قطاع غزة من المسيرات الى المقاطعة وغير ذلك من إصرار على قطع كل العلاقات مع اسرائيل، ويتجنبون الكثير من الاحتفاليات حتى على المستوى الشخصي، وهناك ادلة كثيرة على أن قضية فلسطين هي قضية أردنية مباشرة، لكن المؤشرات الاعمق التي يتم رصدها تؤشر إلى ما هو اخطر من كل هذا، اي التراجعات الاقتصادية، والمناخات المعنوية السيئة، والشعور بعدم اليقين بشأن المستقبل، وحالة الترقب التي تجمد كل شيء، وعلينا ان ننتبه هنا الى ان هذا كل ما تريده اسرائيل اصلا، اي معاقبة الشعوب العربية التي تناصر فلسطين، بوسائل داخلية، سببها عدم التمييز، أحيانا، بين الموقف المنتج لصالح فلسطين، والموقف الذي يتسبب بضرر داخل الأردن، وكأننا نعاقب انفسنا، في سلوك يعتبره الفلسطينيون داخل الضفة الغربية والقدس، غير مفيد اساسا لأحد.
المطلوب هنا ليس ادارة الظهر لغزة، فلا عاش من يدير ظهره لها، ولكن المطلوب ان تكون اعيننا مفتوحة على الأردن، حتى يبقى، وهذا جهد شعبي، لا بد من ارفاقه بتدخل رسمي عميق لتحريك الداخل الأردني معنويا بشكل منطقي وعاقل، وتحفيزه اقتصاديا وسياسيا وحياتيا، دون ان نبقى اسرى لعقدة اتهامنا بكوننا ندير ظهرنا لغزة ولفلسطين، فلا احد اقرب منا في هذه الدنيا، لفلسطين واهلها وتاريخها.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: إدامة الأردن غزة الغربیة والقدس
إقرأ أيضاً:
قصة جديدة لفرار الأسد: خيانة اللحظة الأخيرة.. الأسد يهرب تاركًا أقاربه وأتباعه
21 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: كشف تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية, اللحظات الأخيرة للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد قبل هروبه إلى موسكو التي منحته اللجوء الإنساني، وذلك استنادا إلى مقابلات مع 12 شخصا مطلعين على تحركات الأسرة وفرار الأسد.
وذكر التقرير أنه عشية سيطرة فصائل المعارضة على العاصمة دمشق، استقل بشار الأسد مركبة مدرعة عسكرية روسية مع ابنه الكبير حافظ تاركا أقارب وأصدقاء يبحثون “بشكل محموم عن الرجل الذي وعد بحمايتهم”، وفق وصف الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إنه في الساعة الـ11 من مساء السابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري (ليلة السقوط)، وجد رفاق بشار الأسد القدامى -أثناء مرورهم أمام منزله في حي المالكي- نقاط حراسة مهجورة ومباني فارغة، في حين كان الزي العسكري يتناثر في الشوارع.
وأوضحت المصادر للصحيفة أنه بحلول منتصف الليل كان الأسد في طريقه بالفعل مع حافظ إلى قاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية الواقعة على البحر المتوسط.
وكما أكدت المصادر أن الأسد لم يأمر الجيش بالاستسلام إلا بعد أن أصبح خارج دمشق، وأصدر أوامر بحرق المكاتب والوثائق.
وقال مصدر مطلع للصحيفة إن روسيا جعلت الأسد وابنه ينتظران في قاعدة حميميم حتى الرابعة فجرا من الثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري قبل أن تسمح لهما بالتوجه إلى موسكو.
وكما انضمت ابنة الأسد -زين- إلى أبيها وأخيها في موسكو قادمة من الإمارات المتحدة حيث كانت تدرس في جامعة السوربون في أبو ظبي، وفق مصدر مقرب من العائلة.
وبذلك اجتمعت العائلة الهاربة مع أسماء الأسد التي كانت في موسكو لتلقي علاج السرطان مع والدتها ووالدها فواز الأخرس الذي فرضت عليه الخزانة الأميركية عقوبات.
ورافق الأسد في رحلة الهروب اثنين على الأقل من أتباعه الماليين الذين يحملون مفاتيح الأصول المهربة إلى الخارج، وهما يسار إبراهيم (رجل أعمال) ومنصور عزام (وزير شؤون رئاسة الجمهورية سابقا)، وفق ترجيحات مصادر مطلعة نقلت عنها فايننشال تايمز.
وقالت المصادر إن اختيار الأسد لرفاق رحلة هروبه يشير إلى أن “الأولوية كانت لثروته وليست لعائلته”، إذ هرب المقربون منه لاحقا كل بمفرده إما نحو لبنان أو العراق أو الإمارات أو البلدان الأوروبية لمن يحمل جوازات أجنبية، في حين اختبأ بعضهم في السفارة الروسية بدمشق، بعد اكتشافهم هروب الأسد الذي وعد لآخر لحظة بالانتصار.
ومن بين الذين تركهم الأسد وراءه، أخوه ماهر القائد السابق للفرقة الرابعة، الذي فر نحو العراق بعد اكتشاف فرار أخيه، بحسب مصادر مطلعة نقلت عنها الصحيفة.
وقالت المصادر إن الأسد لم يوجه كلمة واحدة للذين تعهد بحمايتهم، كما ترك العديد من أتباعه السابقين في حالة من الذهول والغضب الشديد، ولم يكلف نفسه عناء تحذير أقاربه بما في ذلك أبناء عمومته وإخوته وأبناء أخته وأخيه فضلا عن أسرة زوجته.
وقبل 4 أيام من مغادرته دمشق، أصبح الرئيس المخلوع يائسا بشكل متزايد، مما دفعه لإخبار روسيا بأنه مستعد للقاء المعارضة السياسية في جنيف لإجراء محادثات، لكن يبدو أن روسيا لم تهتم، وفق ما نقلته فايننشال تايمز عن مصادر.
ومن غير المرجح أن تسلم روسيا الرئيس السوري المخلوع ليخضع للمحاكمة بعد حكمه الدموي لسوريا، إذ من المتوقع أن يقضي حياته فارا في موسكو.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts