"أقمار صغيرة" قد تحمل أسرار ماضي نظامنا الشمسي
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
يحمل النظام الشمسي العديد من الأسرار التي ما يزال العلماء يحاولون كشفها. لذلك تسلط الأبحاث الضوء على الصخور الفضائية بجميع أنواعها لفك بعض ألغاز ماضي نظامنا الشمسي.
وقد بدأ هذا النهج يؤتي ثماره بالفعل، حيث اكتشفت مهمة OSIRIS REx التابعة لناسا، في أكتوبر 2023، الماء والكربون (وهما من سلائف الحياة على الأرض) على الكويكب بينو البالغ من العمر 4.
ومن بين آلاف الكويكبات التي تتجمع بالقرب من مدار الأرض، قد تكون الأقمار الصغيرة (minimoons) - وهي أجسام كونية صغيرة تحكم مداراتها الأرض بشكل جزئي، وأجسام أخرى في النظام الشمسي بجزء آخر - هي المرشحين الرئيسيين للتعرف على أصول النظام الشمسي، حسبما قال ريتشارد بينزيل، وهو عالم فيزياء وأستاذ علوم الكواكب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وعلى الرغم من أن القمر هو القمر الطبيعي الوحيد التابع لكوكب الأرض، إلا أنه يوجد عدد من الأجرام القريبة من الأرض والتي لها مدارات في رنين مداري (عندما يمارس جرمان يدوران تأثيرا جاذبيا دوريا على بعضهما البعض) مع الأرض. وهذه الأجرام سميت بشكل غير رسمي بأنها الأقمار الثانية أو الأقمار الصغيرة لكوكب الأرض.
وأوضح بينزيل: "من المحتمل أن يكون لدى الأقمار الصغيرة تجربة الانتقال فجأة من مكان إلى آخر في النظام الشمسي الداخلي، حيث ترتد وتجذب من قبل الكواكب المختلفة. لقد وجدوا أنفسهم أخيرا بالطريقة التي تم بها سحبهم في مدار دائري إلى حد ما بالقرب من الأرض".
وبحسب العلماء، فإن قرب الأقمار الصغيرة نسبيا من الأرض يعني أن السفر إليها والحصول على عينة سيستغرق وقتا ووقودا أقل بكثير مما قد يستغرقه الوصول إلى كويكبات مثل بينو. وعلى الرغم من أن العلماء ليسوا متأكدين بعد من أين جاءت الكويكبات الصغيرة، إلا أن هناك نظرية رائدة تشير إلى أنها نشأت في حزام الكويكبات الرئيسي الذي يقع بين المريخ والمشتري.
إقرأ المزيد قمر "الخوف" يكسف الشمس من سطح الكوكب الأحمروقال بول أبيل، كبير العلماء لاستكشاف الأجسام الصغيرة في وكالة ناسا، إن الكويكبات القريبة من الأرض من هذه المنطقة، مثل بينو أو القمر الصغير، تشبه "كبسولات زمنية. إنها تعطينا مؤشرات حول ما كان عليه النظام الشمسي المبكر وما هي الظروف التي كان عليها".
ويمكن أن يساعد جمع العينات من الأقمار الصغيرة في التخفيف من بعض مشاكل أبحاث الكويكبات الحالية، حيث أنه في معظم الحالات، يدرس العلماء قطعا من الكويكبات التي سقطت على الأرض على شكل نيازك.
وبحسب أبيل فإنه على الرغم من أن هذه العينات يمكن أن تعلمنا المزيد عن التكوين المبكر للنظام الشمسي، إلا أنه قد يكون من الصعب تحليلها اعتمادا على الحالة التي توجد فيها.
وشرح: "عندما يسقط نيزك على الأرض، فهو ملوث بالفعل بالرطوبة والغازات الموجودة في الغلاف الجوي للأرض. وعندما نتحدث عن الجزيئات العضوية والماء (مواد أكثر تطايرا) فإن الذهاب إلى المصدر ومعرفة ما هو موجود هو أمر مهم حقا. ولهذا السبب نرغب في القيام بمهام إعادة العينات هذه، مثل OSIRIS REx".
وأسقطت المركبة الفضائية OSIRIS-REx عينة من بينو على الأرض في سبتمبر الماضي، لتكمل أول مهمة ناجحة لناسا لجمع عينات من كويكب بعيد. وهي الآن في طريقها إلى مهمتها التالية لاستكشاف الكويكب أبوفيس، ومن المتوقع أن تصل إليه في عام 2029 عندما تمر الصخرة الكونية على بعد 31865 كم من كوكبنا.
المصدر: لايف ساينس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات الارض الفضاء النظام الشمسي بحوث دراسات علمية قمر مركبات فضائية الأقمار الصغیرة النظام الشمسی على الأرض من الأرض
إقرأ أيضاً:
رصدتها الأقمار صناعية.. الصين تبني أكبر مركز في العالم لأبحاث الاندماج النووي
قالت وكالة «رويترز» نقلًا عن خبراء، إن الصين تبني فيما يبدو مركزًا كبيرًا لأبحاث الاندماج النووي المشتعل بالليزر في مدينة ميانيانج جنوب غرب البلاد، وهو مركز قد يساعد في تصميم الأسلحة النووية والعمل على استكشاف توليد الطاقة.
وتظهر صور الأقمار الصناعية نحو 4 أذرع خارجية ستضم حجرات الليزر، وحجرة تجربة مركزية ستحتوي على غرفة هدف تحتوي على نظائر الهيدروجين التي سوف تندمج مع أشعة الليزر القوية لإنتاج الطاقة، وفقًا لديكر إيفليث، الباحث في منظمة الأبحاث المستقلة CNA Corp ومقرها الولايات المتحدة.
يشبه منشأة أمريكيةالتصميم الصيني مشابه إلى حد كبير لمنشأة الإشعال الوطنية الأمريكية المعروفة بـ«نيف- NIF» التي تبلغ تكلفتها 3.5 مليار دولار شمال كاليفورنيا، والتي أنتجت في عام 2022 المزيد من الطاقة من تفاعل الاندماج مقارنة بالليزر.
ويقدر الخبراء أن حجرة التجارب في المنشأة الصينية أكبر بنحو 50% من تلك الموجودة في منشأة نيف، وهي الأكبر في العالم حاليًا.
تزيد ثقة الدولة المالكة لهاهذه المنشأة أيضًا وفقًا للخبراء، من شأنها أن تزيد ثقة الدولة المالكة لها في تحسين تصميمات الأسلحة لديها، وتسهيل حصولها على القنابل المستقبلية دون اختبار.
وفي شهر نوفمبر عام 2020، نشر المبعوث الأمريكي لمراقبة الأسلحة مارشال بيلينجسلي، صورًا التقطتها الأقمار الصناعية، قال إنها تظهر بناء الصين لمرافق دعم الأسلحة النووية، وتضمنت الصور قطعة أرض تم تطهيرها ووصفها بأنها «مناطق بحث أو إنتاج جديدة منذ عام 2010».
وتقع هذه الأرض على موقع مركز أبحاث الاندماج النووي، الذي يطلق عليه مختبر الأجهزة الرئيسية للاندماج النووي بالليزر، وذلك وفقًا لوثائق البناء التي أطلعت عليها «رويترز».