في ذكرى وفاته الثالثة.. محطات في حياة الفنان الشامل يوسف شعبان
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
تحل اليوم الأربعاء، الذكرى الثالثة على رحيل فارس السينما المصرية وملك الدراما التليفزيونية الفنان يوسف شعبان، الذي برع في تجسيد العديد من الشخصيات الدرامية، وجعلته يتربع في قلوب المشاهدين، ويُعد أحد أهم العلامات البارزة في تشكيل ملامح تاريخ الفن المصري، بما قدمه من أعمال فنية أثرت في وجدان الشعب المصري.
وفي السادس عشر من يوليو عام 1931 ولد الفنان يوسف شعبان في حي شبرا بالقاهرة، عشق الفن منذ الصغر وخاصة الرسم، الذي تفوق به في مراحل تعليمه، فقرر أن يُنمي هذه الموهبة بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة وتحقيق حلمه كفنان ورسام متميز بين زملاء جيله، لكن كان لأسرته رأي آخر ورغبة في الالتحاق بكلية الشرطة أو الكلية الحربية أسوة بأبناء أعمامه وأخواله او كلية الحقوق، فقرر الالتحاق بالكلية الحربية لتحقيق رغبة أسرته، لكنه تسبب في عدم قبوله أثناء اختبار الهيئة، حتى يسعى إلى تحقيق حلمه في الفنون الجميلة.
الفنان يوسف شعبانأجبرته أسرته على الالتحاق بكلية الحقوق جامعة عين شمس، وذلك بعد فشل التحاقه بالكلية الحربية، وهناك تعرف على زملاء عمره وهم: الفنان كرم مطاوع، والفنان سعيد عبدالغني، والكاتب إبراهيم نافع، فنصحه صديقه كرم مطاوع بالانضمام إلى فريق التمثيل بالكلية وصار أحد أعضائها، ومن هنا ترك دراسة الحقوق وهو بالفرقة الثالثة والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية والذي تخرج فيه عام 1962م، ليثقل موهبته الفنية بالدراسة الأكاديمية.
فيلم سهم اللهوكانت بداية الفنان يوسف شعبان السينمائية في الفيلم التاريخي "سهم الله" عام 1958، وقدم خلاله دور الفتى الوثني "هشام"، والفيلم من تأليف حسين صدقي، وإخراج أحمد طنطاوي، والذي أتبعه بالعديد من الأعمال السينمائية التي قاربت الـ 150 فيلما سينمائيا حقق خلالها نجاحا جماهيريا كبيرا، فقد لاقى في بداياته منافسة شرسة لكنها شريفة من أبرز نجوم فترة الستينات وهم: رشدي أباظة، وصلاح ذو الفقار، وكمال الشناوي، وشكري سرحان، وحسن يوسف، لكنه استطاع بخفة ظله وثقل موهبته أن يلفت انتباه كبار المخرجين والمنتجين نحوه، فقد تم اختيار 7 أفلام اشترك فيها، ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية حسب استفتاء النقاد في عام 1996، وهي: "فى بيتنا رجل" عام 1961، و"أم العروسة" عام 1963، و"مراتى مدير عام" عام 1966، و"الرجل الذي فقد ظله" عام 1968، و"ميرامار" عام 1969، و"زائر الفجر" عام 1975، و"المذنبون" عام 1976.
مسلسل رأفت الهجانومنذ عام ١٩٦٣ لم تتوقف رحلة عطاء الفنان يوسف شعبان الفنية، فقدم للدراما التليفزيونية ما يقرب من 140 مسلسلا تلفزيونيا، منها على سبيل المثال وليس الحصر
العائلة والناس، وانتقام امرأة، والشهد والدموع، والوتد، وعيلة الدوغري، ولحظة ضعف، ومحمد رسول الله إلى العالم، والمكان المقصود، وأعمال رجال، والتوأم، وضد التيار، وأميرة في عابدين، وامرأة من زمن الحب، والضوء الشارد، والمال والبنون، وليالي الحلمية ج5، والسيرة الهلالية ج1، والحقيقة والسراب، وغيرها من المسلسلات التي حققت نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرا.
ويظل مسلسل "رأفت الهجان" العلامة الفارقة في حياته الدرامية، فقد تألق وبرع في أداء دور ضابط المخابرات المصري محسن ممتاز، والذي عرض عام ١٩٨٨، ومن تأليف صالح مرسي، وإخراج يحيى العلمي.
وشاركه البطولة الفنانين: محمود عبدالعزيز، ويسرا، ومحمد وفيق، وتيسير فهمي، ومصطفى متولي، وصبري عبدالمنعم، وشوقي شامخ، ويسري مصطفى، ونبيل بدر، وعادل أمين، ونبيل الدسوقي، وآخرون، ويعد هذا المسلسل من أنجح وأشهر المسلسلات في تاريخ الدراما المصرية، كما يعد المسلسل الأردني "وضحا وابن عجلان" الأكثر مشاهدة في دول الخليج، والأردن، وسوريا في حينه، ويعتبر نقلة نوعية في مسيرته الفنية.
وكانت آخر أعمال يوسف شعبان الدرامية في مسلسل "ملوك الجدعنة"، الذي عرض ضمن السباق الرمضاني لعام 2021، ومن تأليف عبير سليمان، وفكرة محمد سيد بشير، وسيناريو وحوار أمين جمال، وشارك في الكتابة ساهر الأسيوطي، وبيبو، وإخراج أحمد خالد موسى.
قدم يوسف شعبان دور "حكم" في المسلسل، وشاركه البطولة الفنانين: مصطفى شعبان، وعمرو سعد، ورانيا يوسف، وعمرو عبدالجليل، ودلال عبدالعزيز، وحسن الرداد، وأيمن الشيوي، وعلاء قوقة، ومحمد التاجي، وياسمين رئيس، وأحمد كشك، وآخرون.
مسلسل ملوك الجدعنة
شارك يوسف شعبان في العديد من الأعمال المسرحية كانت بدايتها مع مسرحية "الطريق المسدود" للمخرج نور الدمرداش، ثم أتبعها عدة مسرحيات منها: "شيء في صدري"، و"أرض النفاق"، و"مطار الحب"، و"دماء على ستار الكعبة"، و"عروسة تجنن"، و"رجل في القلعة"، و"باب الفتوح"، وغيرها من المسرحيات التي رسخت في وجدان عشاق المسرح، هذا إلى جانب مشاركته في السهرات والمسلسلات الإذاعية.
شغل الفنان يوسف شعبان منصب نقيب المهن التمثيلية على مدار دورتين متتاليتين من 1997 حتى 2003.
وفي الثامن والعشرين من فبراير عام 2021، رحل الفنان يوسف شعبان عن عمر ناهز 90 عامًا، متأثرا بإصابته بمرض فيروس كورونا في مستشفى العجوزة بالجيزة، تاركا إرثا فنيا ضخما يثري به المكتبة المصرية في مختلف القنوات الفنية سواء في السينما، والمسرح، والتليفزيون، والإذاعة، وتظل أعماله حاضرة في أذهان الشعب المصري رغم رحيله.
مسرحية باب الفتوحالمصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: يوسف شعبان الذكرى الثالثة حي شبرا المعهد العالي للفنون المسرحية سهم الله رأفت الهجان باب الفتوح أرض النفاق السينما المسرح التليفزيون الفنان یوسف شعبان
إقرأ أيضاً:
منير مراد.. من هو شهيد فلسطين الذي دعا لمصر قبل وفاته؟
رحل الشاب الفلسطيني "منير مراد" مؤخرًا تاركًا خلفه حزنًا عميقًا بين أصدقائه ومتابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي.
كان قد كتب منشورًا مؤثرًا قبيل استشهاده دعا فيه الله أن يحفظ شعب مصر، معبراً عن حبه العميق لهذا البلد، فقال: "اللهم إن شعب مصر بلد يحبنا ونحبه فلا ترينا فيهم بأسًا يبكيهم فيبكينا."
ومع انتشار خبر استشهاده، عمّ الحزن قلوب الكثيرين ممن عرفوه شخصيًا أو تابعوه على فيس بوك، حيث عبّر أصدقاؤه عن مدى تأثرهم بفقدانه بكلمات مؤثرة تجسد محبته الصادقة وأخلاقه النبيلة.
وترك رحيل منير أثراً كبيراً في نفوس كل من عرفه، وعبّر الكثيرون عن حزنهم العميق وتضامنهم مع عائلته، راجين أن يكون في مقام الشهداء، وأن يظل ذكره طيبًا بين الناس، فهو كان مثالاً للشاب الطيب، ذو الأخلاق العالية والمبادئ السامية.
وكتب أحد أصدقائه المقربين: "الله يرحمك يا أخي، إن شاء الله نلتقي في الجنة. صديقي الوحيد من فلسطين الحبيبة، ما رأيت منك إلا الخير والأخلاق." بينما كتب آخر: "يا حبيبي يا منير، ربنا يتقبلك يا جاري."
وكتب أحدهم: يشهد الله أننا نحبكم ونقاسمكم الألم والقهر ولكن الفرق بيننا وبينكم عظيم لأنكم اصطفاكم الله للجهاد وإتخذ منكم شهداء ونحن نموت حسرات ونتجرع الخذلان لطف الله بكم وهون عليكم مصابكم وإن النصر لآت وإن النصر مع الصبر وإن مع العسر يسراً.
وكتب أحد المصريين :الله يرحمك ويغفر لك يا أخي سبحان من اجري علي لسانك هذه الكلمات الصادقة لتكون وكأنها رسالة وداع ويتناقلها الكثيرون من بعدك ونشهد الله إننا نحبكم وأنكم اخوتنا وأن قلوبنا تنفطر حزنا وألما
مسيرة منير
كان منير يدرس تخصص صيانة الحاسوب في كلية مجتمع غزة ويقيم في القدس، وقد تمت خطبته مؤخرًا في شهر أغسطس الماضي، مما زاد من ألم الفراق لدى أحبته.
وظهر منير كشاب شغوف بالعلم والعمل، مهتم بمستقبله، ومحبًا للسلام والأخلاق، وكان من المعروف عنه بين أصدقائه حبه العميق للصلاة وحرصه على العبادة.
وفي سيرته الذاتية، كان يحتفظ بذكرى خاصة لمصر ويعبر عن إعجابه بها، إذ كان يرى أنها من أقرب البلدان إلى قلبه، ويتمنى زيارتها دائمًا.
تعتبر هذه الروح المحبة لمصر والاهتمام العميق بأوضاعها وصمود شعبها انعكاسًا للعلاقة الأخوية التي تربط بين الشعبين المصري والفلسطيني.