تصعيد مقلق قبل الهدنة والتحذيرات والضغوط الأممية والأميركية تتوالى
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
شكلت التحذيرات الأممية التي تلاحقت امس من اخطار اندلاع حرب واسعة في لبنان مؤشراً متقدماً للغاية حيال المستوى البالغ الخطورة الذي تجاوزته المواجهات المتقابلة بين حزب الله واسرائيل في ظل اتساع "حرب الأعماق" لليوم الثاني على التوالي، بما رسم صورة شديدة القتامة من امكان انفلات زمام السيطرة على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية في أي لحظة.
وكتبت"الاخبار": التصعيد المتزايد يمكن وصفه بـ«كباش اللحظات الأخيرة» التي تسبق تقرير مصير الهدنة المرتقبة في غزة، وما إذا كانت ستمتد مفاعيلها إلى الحدود مع لبنان، أم سيتم فصل الجبهات كما يواصل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت التهديد.
وفي هذا الإطار، حملت عمليات المقاومة في الساعات الأربع والعشرين الماضية أكثر من رسالة، من حيث طبيعة الاستهداف والمدى، ومن ضمنها، استهداف قاعدة الفرقة 146، خلال وجود رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي الذي جال على امتداد الحدود الشمالية، وأجرى تقديراً للموقف مع قائد المنطقة الشمالية وقائد الفرقة 146 وآخرين، كما التقى أفراد وحدات الاستعداد والحراسة المحلية في بلدة شتولا المحاذية للحدود. ومن هناك، قال هليفي: «لقد قرّر حزب الله مساء السابع من أكتوبر الماضي الانضمام (إلى المواجهة)، ما يعني وجوب جعله يدفع الثمن غالياً جداً بالمقابل»، في تكرار روتيني للتصريحات الإسرائيلية المرتفعة النبرة ضد حزب الله. لكنّ المشهد العام للتهديدات الإسرائيلية والواقع الميداني، لخّصته هيئة البث الإسرائيلية في خبر قالت فيه إن «حزب الله أطلق الصواريخ اليوم (الثلاثاء) على مقر قيادة الفرقة 146 في الجليل الغربي التي زارها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي».
وكتبت" النهار":اذا كان الاعتداء الإسرائيلي اول من امس على سهل بعلبك شكل المؤشر الأكثر خطورة منذ حرب تموز 2006 حيال انزلاق المواجهات الى حرب أعماق من شأنها ان تفجر الحرب، فان الرد الصاروخي الواسع والكثيف وغير المسبوق الذي تولاه "حزب الله" امس الى حدود عكا، عكس رسالة نارية للحزب مفادها الإمعان في تعميق ازمة "نازحي المستوطنات الشمالية " التي تتحكم بسياسات الحكومة الإسرائيلية وخططها وشروطها حيال المواجهة مع "حزب الله". هذه التطورات المثيرة لتصاعد القلق من امكان ان يكون لبنان يقترب يوما بعد يوم من حافة الحرب، ستجعل من الأيام الفاصلة عن بدء شهر رمضان بحدود العاشر من اذار المقبل أياما مفصلية لجهة اختبار ما اذا كان "ربط الساحات" سيبقى ساريا ام ستنفصل الجبهة الجنوبية عن حرب غزة لحظة التوصل الى اعلان الهدنة التي تتلاحق المفاوضات في شأنها.
وبدا لافتا في هذا السياق ان أجواء مناقضة للتصعيد الميداني برزت لاحقا اذ أوردت وكالة "رويترز" ان "حزب الله" سيوقف اطلاق النار اذا وافقت "حماس" على هدنة مع إسرائيل ما لم يستمر قصف لبنان. كما ان وزارة الخارجية الأميركية اكدت ان إسرائيل أبلغت واشنطن انها لا تريد التصعيد مع لبنان وأنها تريد حل النزاع ديبلوماسيا، وشددت الخارجية على "اننا لا نريد تصعيد التوتر في شمال إسرائيل سواء منها أو من حزب الله وتركيزنا الآن على التوصل لوقف نار مؤقت في غزة".
وكتبت" الديار": يشهد لبنان مجددا حركة موفدين اوروبيين ناشطة تحت عنوان تخفيف حدة الاحتقان وتغليب الحل السياسي والدبلوماسي لاعادة الاستقرار الى الحدود الجنوبية. كما ان وفدين بريطاني ونمساوي سيزوران بيروت غدا ويلتقيان الرئيسين بري وميقاتي وعددا من المسؤولين في هذا الاطار.
واعلن وزير الدفاع موريس سليم، عدم جاهزية الجنود اللبنانيين للقتال، مشيراً إلى أن «الراتب المتدني الذي يتقاضاه الجندي يجعله غير متفرّغ للدور القتالي، خصوصاً أن أغلب العسكريين يعملون خلال إجازاتهم لتوفير قوت أبنائهم».
وقال سليم لـ«الشرق الأوسط»: «أبلغنا كل المسؤولين الدوليين الذين التقيناهم أننا بحاجة ماسة إلى تجهيز العسكريين المقاتلين، كما أننا بحاجة إلى إنشاء وحدات قتالية جديدة إذا استدعى الأمر رفع عديد الجيش في الجنوب». ودعا سليم الدول الصديقة إلى «تقديم الدعم الكافي الذي يؤهّل الجيش بالعديد والعتاد، حتى يتمكن من تنفيذ المهام المطلوبة منه».
وقال وزير الدفاع إن «القرار 1701 نصّ على نشر 15 ألف جندي لبناني على الحدود الجنوبية، لكنّ الجيش لم يستطع توفير العدد الكافي، لذلك نحن بحاجة لدعم الدول الصديقة المهتمة بالاستقرار في المنطقة، وبالتزام جميع الأطراف القرارات الدولية».
فرونتيكا
وكانت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونِتسكا التي كانت التقت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي نهارا، بيانا "أعربت فيه عن قلقها العميق إزاء التوسع التدريجي في تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق من حيث المساحة والكثافة، مما يزيد من مخاطر اندلاع نزاع أوسع نطاقا ويقوض قرار مجلس الأمن رقم 1701". وحثت على "الوقف الفوري لدوامة العنف الخطيرة والعودة إلى وقف الأعمال العدائية". وأعربت عن "أسفها لتأثير القتال على حياة المدنيين وممتلكاتهم ونزوح الآلاف من سكان المناطق الحدودية" واعادت "تأكيد الحاجة الملحة إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين في جميع الأوقات". وأشارت الى انها "في إطار ممارسة مساعيها الحميدة، كثفت المنسقة الخاصة تواصلها مع جميع المعنيين من أجل اتخاذ خطوات عاجلة لوقف التصعيد. كما شجعت على بذل جهود متضافرة من قبل الشركاء الدوليين لمساعدة الأطراف على إيجاد حلول مستدامة تعزز الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق. وأكدت التزامها دعم عملية سياسية تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأمد للصراع على النحو المنصوص عليه في القرار 1701.".
في السياق نفسه اعلن رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو "اننا شهدنا خلال الأيام الماضية تحولاً مقلقاً في تبادل إطلاق النار ونشهد الآن توسعاً وتكثيفاً للضربات". واضاف "واصلنا عملنا النشط مع الأطراف لتخفيف التوترات ومنع سوء الفهم الخطير، ولكن الأحداث الأخيرة لديها القدرة على تعريض الحلّ السياسي لهذا النزاع للخطر". وختم : "إننا نحثّ جميع الأطراف المعنيّة على وقف الأعمال العدائية لمنع المزيد من التصعيد وترك المجال لحلّ سياسي ودبلوماسي يمكن أن يعيد الاستقرار ويضمن سلامة الناس في هذه المنطقة".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
غالانت التقى هوكستين في إطار مساعي الهدنة
قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، إنه اجتمع مع المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، وأشار إلى التقدم بشأن التوصل إلى اتفاق "يضمن إعادة سكان شمال إسرائيل إلى بيوتهم بأمان".
وبعد الاجتماع الذي وصفه غالانت بـ"الناجح"، قال "سمعت عن التقدم الكبير نحو التوصل إلى اتفاق سيضمن إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم بأمان".
وأضاف أنه على مدار العام الماضي، من خلال عشرات المكالمات والاجتماعات مع هوكستين والقيادة الأميركية، حددت المبادئ الثلاث التي لن تتنازل عنها إسرائيل، وفقط إذا تم الالتزام بهذه المبادئ سيكون من الممكن تغيير الوضع الأمني.
وأوضح غالانت أن المبادئ الثلاثة تشمل إبعاد قوات حزب الله إلى شمال نهر الليطاني و"تفكيك جميع بنى الإرهاب" شمال نهر الليطاني، وإنشاء آلية تنفيذ لتفكيك "بنى الإرهاب" في المنطقة ومنع أي محاولة لإعادة بناء وتعاظم قدرات حزب الله، مع الحفاظ على حرية العمل الكاملة للجيش الإسرائيلي بدعم كامل من الإدارة الأميركية، ما يتيح فرض الاتفاق إذا تم انتهاكه، وقطع سبل دعم حزب الله وعزل لبنان من الجو والبحر والبر لمنع نقل الوسائل القتالية لحزب الله.
وذكر أنه "بفضل الإنجازات الأمنية والعسكرية خلال الفترة التي قمت فيها بقيادة المنظومة الأمنية، يمكن لإسرائيل التقدم نحو اتفاق وإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم. وهذه الخطوة ستضعف بشكل كبير إيران وحزب الله وستتيح لإسرائيل تنفيذ المزيد من العمليات الإضافية لاستعادة الرهائن واستكمال أهداف الحرب في غزة."
وأكد غالانت على شكر المبعوث هوكستين على جهوده المتواصلة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل ولبنان.
وزار الوسيط الأميركي هوكستين إسرائيل لإجراء محادثات مع المسؤولين في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قال إنه "في متناول أيدينا" خلال زيارة إلى بيروت هذا الأسبوع.
واجتمع هوكستين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.
وفي إشارة إلى استمرار وجود فجوات، قال مسؤول لبناني كبير لرويترز إن بيروت تسعى إلى إدخال تعديلات على مقترح أميركي لوقف إطلاق النار ليشمل انسحاب القوات الإسرائيلية بوتيرة أسرع من جنوب لبنان.
وهذه المساعي الدبلوماسية أكثر المحاولات جدية حتى الآن لإنهاء الصراع بين إسرائيل وجماعة حزب الله المدعومة من إيران، ويشكل الصراع جزءا من التداعيات الإقليمية لحرب غزة المستمرة منذ أكثر من عام.