القوات الأمريكية تسقط 5 مسيرات للحوثيين
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن طائراتها وسفينة حربية تابعة للتحالف أسقطت 5 مسيرات أطلقت من مناطق يسيطر عليها الحوثيون باليمن.
وأضافت القيادة المركزية في بيان صباح اليوم الأربعاء أن الطائرات المسيرة (أطلقت الثلاثاء) "شكلت تهديدا وشيكا للسفن التجارية والبحرية الأمريكية وسفن التحالف" بالبحر الأحمر.
ويأتي الإعلان بعد ساعات من تصريحات حوثية قالوا خلالها إنهم لن يعيدوا النظر في هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر إلا بعد أن تنهي إسرائيل "عدوانها" في قطاع غزة.
وقالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري في مذكرة إن ناقلة بضائع سائبة مملوكة لليونان وترفع علم جزر مارشال أبلغت يوم الثلاثاء عن صاروخ سقط في المياه على مسافة ثلاثة أميال بحرية منها على بعد 63 ميلا بحريا شمال غربي الحديدة باليمن.
وأبلغت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية عن الواقعة أيضا مضيفة أن السفينة وطاقمها بخير وأنها أبحرت باتجاه أقرب ميناء.
وكان قد ذكر إعلام حوثي في وقت متأخر الثلاثاء أن قوات أمريكية وبريطانية وجهت ضربتين جويتين للحديدة أقدم المدن الساحلية باليمن.
وتصاعدت مخاطر الشحن بسبب ضربات الحوثيين المتكررة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب منذ نوفمبر/ تشرين الثاني فيما يصفونه تضامنا مع الفلسطينيين ضد إسرائيل في حرب غزة.
يذكر أن الحوثيين خطفوا في 19 نوفمبر السفينة جالاكسي ليدر لنقل السيارات بطاقمها المؤلف من 25 فردا. وقالت شركة جالاكسي ماريتايم المحدودة، المالك المسجل في المملكة المتحدة للسفينة، يوم الثلاثاء إن البحارة من بلغاريا وأوكرانيا والمكسيك ورومانيا والفلبين "لا علاقة لهم بالصراع في الشرق الأوسط".
جدير بالذكر أن بريطانيا والولايات المتحدة تشنان منذ منتصف الشهر الماضي هجمات على مواقع للحوثيين بهدف تقويض قدراتهم على استهداف السفن التجارية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأمريكية 5 مسيرات الحوثيون سفينة حربية الطائرات المسيرة
إقرأ أيضاً:
البنتاغون يغرق في الفوضى: استقالات وإقالات جماعية تكشف انهيار القيادة الأمريكية وسط فشل عسكري متصاعد
يمانيون../
تشهد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) واحدة من أعقد أزماتها الإدارية والعسكرية منذ عقود، مع تصاعد موجة استقالات وإقالات في صفوف كبار المسؤولين العسكريين، في مشهد يعكس بوضوح تصدع القيادة داخل أهم مؤسسات الدولة الأمريكية.
صحيفة واشنطن بوست، في تقرير موسع حمل دلالات خطيرة، كشفت أن أكثر من 12 مسؤولًا عسكريًا رفيع المستوى، من ضمنهم رئيس هيئة الأركان المشتركة وكبار الأدميرالات في البحرية، غادروا مواقعهم خلال فترة قصيرة، ما يشير إلى أن حالة التآكل باتت تضرب جذور البنتاغون.
هذه الفوضى، بحسب التقرير، لم تكن نتاج ضغوط خارجية أو حروب ميدانية فقط، بل نتاج مباشر لأسلوب قيادة وزير الدفاع الحالي بيت هيغسيث، المثير للجدل، والذي جاء من خلفية إعلامية شعبوية عبر قناة فوكس نيوز، بلا خبرة حقيقية في إدارة منظومة عسكرية معقدة بحجم البنتاغون.
ووفقًا لما أورده التقرير، فإن جو كاسبر، رئيس أركان وزير الدفاع، قدم استقالته طواعيةً، ولكن في ظل أجواء مسمومة من الانقسامات والاتهامات المتبادلة، بين مستشاري هيغسيث، الذين أقال ثلاثة منهم مؤخرًا بتهم “التسريب”، وهي تهم رفضها المستشارون بشدة، معتبرين أن الإقالات جاءت على خلفية صراعات نفوذ داخلي وشكوك مفرطة من الوزير، الذي يصفه كثيرون داخل الوزارة بأنه “مصاب بجنون العظمة” و”مهووس بالتغطيات الإعلامية اليومية” أكثر من اهتمامه بتطوير الأداء العسكري.
التقرير أشار إلى أن كاسبر، الذي كان من الشخصيات المحترمة نسبيًا داخل البنتاغون، وجد نفسه عاجزًا عن العمل وسط هذه الأجواء، خصوصًا بعد أن تعمقت عزلة هيغسيث، وضيّق دائرة القرار إلى عدد محدود جدًا من الأسماء الموالية له، مما أضعف كفاءة الإدارة العسكرية وأدى إلى شلل واضح في اتخاذ القرار.
ولم تتوقف الأزمة عند حدود الانقسامات الإدارية، بل امتدت إلى تجاوزات أمنية خطيرة. فحسب التحقيقات الجارية، يستخدم هيغسيث تطبيق “سيجنال” المشفر لتداول رسائل تتعلق بشؤون الدفاع، في خرق محتمل لقوانين التعامل مع المعلومات المصنفة، مما دفع المفتش العام لوزارة الدفاع لفتح تحقيق رسمي قد يضع الوزير نفسه تحت طائلة المساءلة القانونية.
من جهة أخرى، انفجرت موجة جديدة من الغضب السياسي ضد الإدارة، بعد تصاعد خسائر المدنيين في اليمن نتيجة الغارات الأمريكية الأخيرة، وهو ما دفع ثلاثة من أبرز أعضاء مجلس الشيوخ (كريس فان هولين، إليزابيث وارن، وتيم كين) إلى المطالبة العلنية بتحقيق فوري في هذه العمليات، معتبرين أن ما يحدث “ينسف بالكامل” الادعاءات التي يروج لها ترامب بأنه يسعى لتحقيق “سلام عالمي” في ولايته الثانية.
التعليقات الشعبية التي رصدها تقرير الصحيفة بدت أكثر قسوة، حيث اعتبر كثيرون أن الإدارة الحالية تتصرف بطريقة “متهورة ولا إنسانية”، وأن “الاستهتار بحياة المدنيين في اليمن سيولد موجات عداء جديدة ضد الولايات المتحدة، تفوق ما خلفته مغامراتها العسكرية السابقة”.
التقرير لم يخفِ قلقه من أن الانقسامات الداخلية داخل البنتاغون تأتي في وقت حساس للغاية، حيث تواجه واشنطن تحديات استراتيجية متصاعدة على عدة جبهات، من البحر الأحمر إلى المحيط الهادئ، في مواجهة قوى صاعدة مثل الصين وروسيا، بينما يظهر أن البنية القيادية التي يُفترض أن توجه هذه المواجهات تنهار من الداخل بفعل التخبط، وانعدام الرؤية، والصراعات الشخصية.
وفي الخلاصة، يبدو أن انهيار الثقة داخل وزارة الدفاع الأمريكية لم يعد مجرد أزمة مؤقتة، بل تحول إلى ظاهرة بنيوية عميقة، تنذر بإضعاف الجاهزية العسكرية الأمريكية على المدى المتوسط، وتكشف عن فشل ذريع في إدارة التحولات الجيوسياسية التي تعصف بالعالم اليوم.
في ظل هذا المشهد المضطرب، تتزايد التساؤلات:
من يقود فعليًا الدفاع الأمريكي؟
وما الذي تبقى من مصداقية الولايات المتحدة أمام حلفائها وخصومها على السواء؟
وهل يستطيع البيت الأبيض إنقاذ ما تبقى من مؤسسات الدولة قبل أن ينهار المشهد بالكامل؟
تشير هذه الاضطرابات غير المسبوقة داخل البنتاغون إلى أزمة أعمق بكثير مما تبدو عليه من الخارج؛ فهي تعكس تآكل البنية المؤسسية للنظام الأمريكي ذاته، الذي كان لسنوات طويلة يتباهى بصلابته واستقراره الإداري.
اليوم، وبينما تتصدع وزارة الدفاع تحت وطأة الصراعات الداخلية وسوء الإدارة، يتآكل في المقابل دور الولايات المتحدة كقوة مهيمنة على النظام الدولي. فالعالم لم يعد ينتظر توجيهات واشنطن كما في السابق؛ إذ تصعد قوى بديلة مثل الصين وروسيا بثقة، مستفيدة من هذا الانكشاف الأمريكي المتسارع.
في الشرق الأوسط، يتجلى هذا التراجع بأوضح صوره؛ إذ لم تعد الغارات الأمريكية، رغم قسوتها ووحشيتها كما في اليمن، قادرة على فرض إرادة واشنطن كما كانت تفعل من قبل. وفي أوكرانيا، أصبحت المساعدات الأمريكية محل جدل داخلي، وسط انقسام عميق بين النخب السياسية والشعبية. أما في آسيا والمحيط الهادئ، فإن التحالفات التي تبنيها الصين مع دول الجوار باتت تهدد النفوذ الأمريكي التقليدي.
إن ما يحدث اليوم داخل البنتاغون، من انهيار الثقة إلى الانقسامات الداخلية، ليس مجرد أزمة إدارة، بل هو عرض من أعراض مرض أعمق: أفول الإمبراطورية الأمريكية. فبينما تغرق القيادات الأمريكية في صراعاتها الصغيرة وأوهامها الإعلامية، يفقد النظام الأمريكي أدواته الناعمة والصلبة التي كانت تُمكّنه من فرض رؤيته على العالم.
وبينما تتزايد الفوضى في الداخل، تتسع الفجوة بين صورة الولايات المتحدة كـ “قوة عظمى” وبين واقعها كقوة تتآكل من الداخل، عاجزة عن فرض استقرارها الداخلي ناهيك عن إعادة فرض هيبتها على الساحة الدولية.
وبالتالي، فإن السؤال لم يعد “متى تستعيد الولايات المتحدة دورها الريادي؟”، بل أصبح “كيف ومتى سيتشكل النظام العالمي الجديد على أنقاض التفكك الأمريكي المتسارع؟”.