موقع النيلين:
2025-03-18@06:15:19 GMT

هل يمكنني أن أكون محبوبة عند الله رغم معصيتي؟

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT


هل يحبني الله رغم معصيتي؟
السؤال:
هل يمكنني أن أكون محبوبة عند الله رغم معصيتي؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
فمحبة الله عز وجل للعبد تكون بقدر ما فيه من صفات يحبها الله عز وجل، والصفات التي يحبها الله قد بينها سبحانه في كتابه، ومن تلك الصفات الإحسان؛ قال تعالى {وأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} فمن أحسن إلى خلق الله أحبه الله، ومنها التوبة والحرص على الطهارة الظاهرة والباطنة؛ قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} فمن أراد محبة الله فعليه أن يبادر بالتوبة ويحرص على الطهارة من وضوء وغسل والأخذ بخصال الفطرة والتنزه عن القاذورات والنجاسات، ومن تلك الصفات التوكل على الله عز وجل، وذلك بالأخذ بالأسباب ثم تفويض الأمور إلى الله؛ قال تعالى {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} وكذلك أهل العدل الذي يعدلون في حكمهم وأهلهم وما ولوا؛ قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} وعليك بفعل المأمورات واجتناب المحظورات والصبر على أقدار الله فتلك هي التقوى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} والله سبحانه يحب أهل الجهاد الذين يجاهدون في سبيل الله بما يستطيعون بأموالهم بألسنتهم بأيديهم {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} وعليك بالصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله والصبر على قضاء الله وقدره؛ قال تعالى {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} وعليك بالتواضع مع عباد الله المؤمنين فإن الله تعالى يحب من كان بتلك الصفة؛ قال سبحانه {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ} فبقدر توافر تلك الصفات فيك تكون محبة الله لك؛ أما المعصية فلا يكاد يسلم منها أحد؛ فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.

الشيخ عبدالحي يوسف

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: قال تعالى

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر: كرمٌ الله مطلق لا يشوبه نقص.. وكرم البشر محدودٌ بطبائع النفس

تناول فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال حديثه اليوم بالحلقة الخامسة عشرة من برنامج «الإمام الطيب»، شرحًا مفصَّلًا لاسم الله "الكريم"، مؤكدًا أنه من الأسماء الحسنى التي نُصَّ عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وأجمع عليها المسلمون. 

شيخ الأزهر يُوضِّح حقيقة اسم الله "الجليل".. ويحذر من الخلط بصفات البشرشيخ الأزهر: نصيب العبد من اسم الله "الحسيب" يكون بالبذل والعطاء والمساعدة


 
وبيّن فضيلته أن اسم "الكريم" ورد صريحًا في القرآن الكريم، كقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ، بالإضافة إلى الأحاديث النبوية كقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ اسْمُهُ كَرِيمٌ يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا»، موضحًا أن "السَّفْساف" تعني الأمور الحقيرة الرديئة.

وأوضح شيخ الأزهر أن اسم «كريم» جاء على وزن "فَعِيل"، الذي قد يحمل معنى "المفعول" (مِثل "مَكْرُم") بدلًا من "فاعِل"، قائلًا: «الشرع وَرَدَ بهذا الاسم دون الاشتقاق القياسي (كارم)، فالأسماء الحسنى توقيفية تُؤخذ كما وردت، مضيفا أن المعنى الذي يليق بالله تعالى هو "المُكْرِم" الذي لا ينفك كرمه عن ذاته، بخلاف البشر الذين يتصفون بالكرم كـ"فعلٍ" مؤقت.
 
وتطرق فضيلته إلى شرح القاضي أبي بكر ابن العربي في كتابه "الأمد الأقصى"، الذي حصر ١٦ معنى لـ"الكريم"، بينها ما ينطبق على الله تعالى كـ"كثير الخير"، "سريع العطاء"، "المنزَّه عن النقائص"، و"الذي يعطي بلا انتظار مقابل". واستثنى معنى واحدًا لا يليق بالله، وهو "الذي يعطي وينتظر مِنَّةً على المُعطَى"، مؤكدًا أن الله تعالى يعطي دون انتظار شكر أو منّة.
 
وأكد الإمام الأكبر، أن كرم البشر محدودٌ بطبائع النفس وغواية الشيطان، حيث يتنازع الإنسان بين البخل والعطاء، بينما كرم الله مُطْلَقٌ ولا يشوبه نقص، كما لفت إلى أن كرم الله يجمع بين صفات الجلال (كصفة ذاتية) وصفات الأفعال (كعطاءٍ متجدد)، بينما كرم الإنسان مرتبط بحالاته وظروفه، محذرا المؤمنين من الغرور بكرم الله، رغم تأكيده أن اسم "الكريم" يبعث على التفاؤل، قائلًا: «لا يغرنَّكم هذا الكرم، فالله يحاسب ويراقب»، مشيرًا إلى التوازن بين رحمة الله وعدله

مقالات مشابهة

  • النداء الأخير!
  • بالفيديو.. محمد مختار جمعة: عظمة القرآن الكريم ليس لها حد وبلاغته إعجاز علمي
  • رمضان.. والتحلي بالأخلاق
  • ريم عبدالله: أستحق أكون الأعلى أجرًا.. فيديو
  • رمضان.. شهر البركة
  • الأسئلة الثلاثة الكبرى والأهداف من خلق الخلق .. علي جمعة يجيب
  • درس التراويح بالجامع الأزهر يدعو للتمسك بخلق التواضع
  • أمير طعيمة يكشف عن الصفات المشتركة بينه وبين زوجته يسرا
  • ليه ربنا خلقنا.. علي جمعة يجيب: علشان يكرمنا
  • شيخ الأزهر: كرمٌ الله مطلق لا يشوبه نقص.. وكرم البشر محدودٌ بطبائع النفس