هل يمكنني أن أكون محبوبة عند الله رغم معصيتي؟
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
هل يحبني الله رغم معصيتي؟
السؤال:
هل يمكنني أن أكون محبوبة عند الله رغم معصيتي؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
فمحبة الله عز وجل للعبد تكون بقدر ما فيه من صفات يحبها الله عز وجل، والصفات التي يحبها الله قد بينها سبحانه في كتابه، ومن تلك الصفات الإحسان؛ قال تعالى {وأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} فمن أحسن إلى خلق الله أحبه الله، ومنها التوبة والحرص على الطهارة الظاهرة والباطنة؛ قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} فمن أراد محبة الله فعليه أن يبادر بالتوبة ويحرص على الطهارة من وضوء وغسل والأخذ بخصال الفطرة والتنزه عن القاذورات والنجاسات، ومن تلك الصفات التوكل على الله عز وجل، وذلك بالأخذ بالأسباب ثم تفويض الأمور إلى الله؛ قال تعالى {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} وكذلك أهل العدل الذي يعدلون في حكمهم وأهلهم وما ولوا؛ قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} وعليك بفعل المأمورات واجتناب المحظورات والصبر على أقدار الله فتلك هي التقوى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} والله سبحانه يحب أهل الجهاد الذين يجاهدون في سبيل الله بما يستطيعون بأموالهم بألسنتهم بأيديهم {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} وعليك بالصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله والصبر على قضاء الله وقدره؛ قال تعالى {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} وعليك بالتواضع مع عباد الله المؤمنين فإن الله تعالى يحب من كان بتلك الصفة؛ قال سبحانه {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ} فبقدر توافر تلك الصفات فيك تكون محبة الله لك؛ أما المعصية فلا يكاد يسلم منها أحد؛ فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
الشيخ عبدالحي يوسف
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قال تعالى
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: الدعاء يكون صدقة جارية إذا كان من ولد صالح لوالديه
قال فضيلة الإمام الأكبر إن الدعاء ورد في القرآن الكريم بأكثر من معنى، والمعنى اللغوي له هو الطلب، موضحا أن هذا الطلب إن جاء من الأعلى للأدنى يكون أمرا، وإن جاء من الأدنى للأعلى يكون التماسا، أما إن جاء بين متناظرين، أو من عبد إلى عبد آ خر، فيكون التباسا، لافتا أن صيغة الدعاء في كل الأحوال هي الأمر، حتى وهي موجهة من الأدنى للأعلى، ومن ذلك قوله تعالى: «رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا» وقوله تعالى: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً"، فالأفعال "اغفر وآتنا» هنا أفعال أمر من حيث الصيغة والشكل، إلا أنها تقتصر على ذلك لفظا، ويتحول المعنى في فعل الأمر هنا إلى معنى الدعاء أو الالتماس، والعكس صحيح إن كانت من الأعلى إلى الأدنى تكون أمرا، مضيفا أنه إن كان ذلك بين النظيرين أو المتساويين، فإنه لا يكون أمرا، فالأمر الحقيقي لا يأتي إلى من الأعلى إلى الأدنى بمعنى أنه لا يكون إلا من الله تعالى إلى العبد، وبذلك يكون الأمر بين المتناظرين التباسا.
وبين الإمام الطيب، في الحلقة السادسة والعشرون من برنامج «الإمام الطيب»، أن معنى الدعاء في قوله تعالى: «لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ۚ»، هو النداء، حيث كان بعض الصحابة، ينادونه صلى الله عليه وسلم باسمه، فأوضح لهم الله تعالى أن النبي "صلى الله عليه وسلم» له حرمة، ويجب أن نتأدب معه، فهو صاحب الوحي مصداقا لقوله تعالى: «قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي»، والوحي هنا يرفعه صلى الله عليه وسلم إلى درجة الإنسان الكامل، لافتا أننا حين نستقرئ حياته الشريفة، نوقن أنه لا يحتملها البشر العادي، ولا يجود بما جاد به هذا النبي الكريم، لأن الله تعالى هو الذي أدبه ورباه على هذه الفضائل، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: «أدبني ربي فأحسن تأديبي"، فشخصية بهذه المواصفات يجب أن يعرف من حوله قدره حين ينادونه، فلا ينادونه إلا بـ "يا رسول الله" أو "يا نبي الله».
وأوضح فضيلة الإمام الطيب ضرورة مراعاة أخلاق الإسلام في مناداة الكبير بشكل عام، فلا ينادى مجردا باسمه، بل لا بد وأن يسبق اسمه بـ«حضرتك»، أو غيرها من كلمات التقدير والاحترام، لافتا أنه قد حدث هبوط مفاجئ على مستوى التربية في البيت ودور التعليم، وعلى مستوى ما يتلقاه الطفل من الإعلام بشكل عام، بجانب ما يتلقاه أبناؤنا اليوم من الأجهزة الإلكترونية الحديثة التي بدأت تعبث بفطرتهم وتشوهها وتفرض عليهم سلوكيات لا تناسب تقاليدنا ولا أخلاقنا الإسلامية، إلا أن الله تعالى، ورغم كل ذلك، يبعث لهذه الأمة من يحميها من هذه الغيوم السوداء الداكنة التي تتدفق علينا من الغرب.
وحول سبب نزول الآية الكريمة في قوله تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ»، قال الإمام الطيب إن هذه الآية قد نزلت لتجيب على تساؤل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين سألوه «أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه»، وقريب هنا ليست قرب مكانة ولا قرب ذات، وإنما قرب علم وسمع ورحمة، مضيفا الله تعالى يحب منا أن نتوجه إليه دائما بالدعاء، فهو تعالى لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية، ولكن صفات الذات الإلهية كالإكرام والعفو والغفران تتطلب من العبد الاتجاه إليه تعلى بالدعاء دائما طلبا للرحمة والعفو والغفران.
واختتم فضيلته بالإشارة إلى أن الفارق بين الدعاء والتسبيح، أن الدعاء من ذكر الله أما التسبيح فهو ثناء وإجلال وتنزيه لله سبحانه وتعالى، لافتا أن الدعاء يكون صدقة جارية إذا كان من ولد صالح مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، فيكون الدعاء من الولد الصالح هنا صدقة جارية يحصل ثوابها للمدعو له، سواء كان الأب أو الأم، موصيا من يتوجه إلى الله بالدعاء بالثقة في الله وأن يكون الحال عنده أن لا ليس له ملجأ إلا هذا الذي يدعوه وأن الباقي كلهم عباد مثله لا يضرونه ولا ينفعونه.
اقرأ أيضاًنزلة برد شديدة.. شيخ الأزهر يعتذر عن لقاءاته بناء على نصيحة الطبيب
شيخ الأزهر يوضح الدلالات اللغوية والشرعية لـ اسم الله «المقيت»
شيخ الأزهر يدعو لمواجهة المخططات غير المقبولة لتهجير الفلسطينيين