قناة إسرائيلية تكشف مسودة لصفقة تبادل مع حماس
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
كشفت قناة إسرائيلية مساء الثلاثاء عن فحوى مسودة مزعومة نتجت عن "اجتماع باريس" بشأن صفقة لتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، ادعت أنها تتضمن إطلاق سراح 40 محتجزا بقطاع غزة مقابل 404 أسرى فلسطينيين.
وزعمت القناة 13 الإسرائيلية، التي نشرت المسودة أمس الثلاثاء، أنه تم الاتفاق عليها يوم الجمعة الماضي بالعاصمة الفرنسية بعد مفاوضات تمت بمشاركة قطر ومصر والولايات المتحدة وإسرائيل.
ووفق القناة، فإن الوثيقة "تتضمن بشكل أساسي تفاصيل المرحلة الأولى من الصفقة المتبلورة التي حظيت بموافقة إسرائيل".
وتابعت أن "المرحلة الأولى تمتد لمدة 40 يوما يسود خلالها وقف لإطلاق النار في قطاع غزة".
ووفق المسودة "سيتم في المرحلة الأولى إطلاق سراح 40 محتجزا، بينهم 15 شخصا فوق 50 عاما، و13 مريضا و7 نساء إضافة إلى 5 مجندات".
في المقابل، تنص المسودة على "إطلاق سراح 404 أسرى فلسطينيين، بينهم 15 أسيرا محكوما عليهم بالسجن لمدد طويلة، و47 أفرج عنهم في صفقة شاليط (عام 2011) وأعادت إسرائيل اعتقالهم لاحقا"، وفق المصدر ذاته.
ولن تنطبق الترتيبات المتفق عليها في المرحلة الأولى من الصفقة المقترحة على المرحلة الثانية التي ستخضع لمفاوضات منفصلة لاحقا، كما ذكرت القناة.
وتنص المسودة أيضا، وفق المصدر نفسه، على "زيادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة لتحقيق هدف دخول 500 شاحنة من المساعدات إلى غزة يوميا بنهاية المرحلة الأولى".
ونقلت القناة 13 عن مسؤول غربي لم تسمه أن "الوثيقة صيغت من قبل الولايات المتحدة وقطر ومصر"، وفق قولها.
ولم تؤكد أي جهة رسمية صحة الوثيقة التي نشرتها القناة الإسرائيلية أو محتواها.
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن الإدارة الأميركية متفائلة بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار مؤقت في غزة قريبا.
وأوضح أن فريقه "منخرط في المحادثات لبلورة الاتفاق، لكن ذلك لا يعني مسابقة الزمن قبل حلول شهر رمضان".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد قال خلال مقابلة أجرتها محطة "إن بي سي" الأميركية إن إسرائيل مستعدة لوقف هجماتها في غزة خلال شهر رمضان بموجب اتفاق لوقف إطلاق نار يؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين.
من جانبها، تحدثت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن "تفاؤل حذر في المفاوضات، لكن الفجوات لا تزال كبيرة".
وأضافت في تقرير لها مساء الثلاثاء أنه "من المقرر أن يتلقى الوفد الإسرائيلي الموجود في قطر رد حماس على بعض القضايا الخلافية التي تمت مناقشتها في المحادثات".
وأرسلت إسرائيل أول أمس الاثنين فريق تفاوض من "الموساد" والجيش إلى الدوحة لمواصلة المفاوضات بشأن الصفقة والحصول على رد حماس عليها.
في الدوحة، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن قطر متفائلة بشأن محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتأمل في وقف الأعمال القتالية خلال شهر رمضان الكريم، لكنه أكد عدم وجود أي اتفاق إلى غاية الآن بين حركة حماس وإسرائيل.
وأضاف الأنصاري في مؤتمر صحفي الثلاثاء بالدوحة، "ندعو جميع الأطراف إلى التهدئة ونسعى للوصول إلى هذا الهدف رغم وجود معوقات"، وأكد أن الجهود مستمرة على مختلف الصعد بشأن الوساطة، وتحدث عن تفاؤل في ظل استمرار المفاوضات، و"لكن لا يوجد شيء جديد للإعلان عنه".
وأكد أن قطر تأمل أن يتمكن الطرفان من وقف الأعمال القتالية خلال شهر رمضان، وأشار إلى أن الدوحة "لا يمكنها التعليق" على تصريحات الرئيس الأميركي التي تحدث خلالها عن إمكانية التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار الاثنين المقبل.
وانتقد المتحدث باسم الخارجية القطرية غياب الضغط الدولي لإدخال المساعدات إلى غزة في ظل تراجع كمية المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى القطاع في الفترة الماضية، وقال "من المؤلم أن يكون الجانب الإنساني جزءا من المفاوضات".
وتقدّر تل أبيب عدد المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بنحو 134 إسرائيليا من بينهم جنود، في حين يحتجز الاحتلال الإسرائيلي في سجونه ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، وفق مصادر رسمية فلسطينية وإسرائيلية.
ونجحت وساطة قطرية -بدعم مصري أميركي- في التوصل لهدنة إنسانية مؤقتة يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، واستمرت أسبوعا تم خلاله إطلاق سراح 240 أسيرا فلسطينيا من سجون الاحتلال مقابل إطلاق أكثر من 100 محتجز لدى المقاومة في غزة، من بينهم نحو 80 إسرائيليا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المرحلة الأولى خلال شهر رمضان إطلاق النار فی قطاع غزة إطلاق سراح وقف إطلاق
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: ما تقوم به إسرائيل استخفاف قاس بالحياة البشرية في قطاع غزة
جنيف غزة "د ب أ" "أ ف ب": قال متحدث باسم الأمم المتحدة،اليوم إن الحصار الإسرائيلي المفروض على المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة يعرض السكان مجددا للخطر.
وذكر ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن برنامج الأغذية العالمي لا يزال لديه 5700 طن من المواد الغذائية التي تم إحضارها إلى المنطقة خلال وقف إطلاق النار.
وأوضح أن هذه الكمية تكفي لمدة أسبوعين.
وكانت إسرائيل قد أوقفت إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية في بداية مارس قائلة إن ذلك يرجع إلى رفض حماس قبول خطة بوساطة أمريكية لمواصلة اتفاق وقف إطلاق النار.
واتهم منتقدون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعطيل تنفيذ المرحلة الثانية من خطة وقف إطلاق النار للحفاظ على بقائه في السلطة، حيث إن شركاءه في الائتلاف اليميني غير راغبين بالانسحاب من غزة.
ووجه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اتهامات خطيرة للسلطات الإسرائيلية، حيث قال ينس لايركه: "ما نشهده استخفافا قاسيا بالحياة البشرية والكرامة، والأعمال الحربية التي نشهدها تحمل بصمات جرائم وحشية."
وفي إطار القانون الدولي، يشير مصطلح "جرائم وحشية" إلى الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
وأضاف لايركه بأن "لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني."
المحادثات تتكثّف
أكد عضو المكتب السياسي في حماس باسم نعيم الجمعة أنّ المحادثات بين الحركة والوسطاء من أجل استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، "تكثّفت في الأيام الأخيرة".
وقال نعيم لوكالة فرانس برس "نأمل أن تشهد الأيام القليلة القادمة انفراجة حقيقية في مشهد الحرب، بعدما تكثّفت الاتصالات من ومع الوسطاء في الأيام الأخيرة".
وأفادت مصادر مقرّبة من حماس فرانس برس، بأنّ محادثات بدأت مساء الخميس بين الحركة الفلسطينية ووسطاء من مصر وقطر في الدوحة، من أجل إحياء وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في غزة.
وفي السياق، أوضح نعيم أنّ المقترح الذي يجري التفاوض بشأنه "يهدف لوقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات والأهم العودة للمفاوضات حول المرحلة الثانية والتي يجب أن تؤدي إلى وقف الحرب بشكل كامل وانسحاب قوات الاحتلال".
وفي 18 مارس، استأنف الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة ثمّ عملياته البرية، بعد شهرين من هدنة نسبية في الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وتعثرت المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ تسعى إسرائيل إلى تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، بينما تطالب حماس بإجراء محادثات بشأن المرحلة الثانية التي من المفترض أن تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وبحسب وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، قُتل 896 شخصا في القطاع منذ استئناف إسرائيل ضرباتها.
ومن بين 251 رهينة إسرائيلية احتجزتهم حماس في هجوم السابع أكتوبر 2023، لا يزال 58 في القطاع بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.
وأتاحت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار عودة 33 رهينة إلى إسرائيل بينهم ثمانية توفوا، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.
وبدأت محادثات في الدوحة غداة تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالاستيلاء على أجزاء من غزة إذا لم تفرج حماس عن الرهائن.
من جانبه، قال نعيم إنّ الحركة تتعامل "بكل مسؤولية وإيجابية ومرونة"، مضيفا "نصب عينيها كيف ننهي معاناة شعبنا الفلسطيني وتثبيته على أرضه ونفتح الطريق لاستعادة الحقوق".