الثورة نت:
2025-04-08@00:03:50 GMT

اليمن والمستعمرون الجدد

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

 

اتجهت السياسات الاستعمارية الحديثة إلى الاستفادة من تجارب الاخفاق في التعامل مع اليمن بشكل مباشر وبواسطة الإخضاع العسكري والسيطرة الأمنية نظرا للمخاطر الكبيرة التي تنتج عن ذلك، أمريكا استطاعت الإمساك بالأمور من خلال تنصيب سفيرها سلطاناً غير متوج، لكنه يدير الأمور من السفارة الأمريكية ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة، حتى أن السلطات – آنذاك – سمحت للطيران الأمريكي بالتحليق في الأجواء اليمنية، ومطاردة بعض المطلوبين لديها وتصفيتهم، واستطاعت أيضاً تدمير الأسلحة المتطورة وأنظمة الصواريخ وغيرهما، ومثل ذلك بريطانيا من خلال سفيرها، وغير ذلك من الدول التي لها ثقل سياسي واقتصادي، ولم يقتصر الأمر على تلك الدول، بل إن الدول المصنوعة والعميلة لتلك المنظومة مارست دور الموجه للسياسات اليمنية –مثل: السعودية، والإمارات وغيرها، وكل هذه التحالفات العالمية والإقليمية تريد تأمين مصالحها من خلال اليمن الذي يتفرد بالموقع الجغرافي، وبالثروات المتعددة، والحضارة والتاريخ.


توالت الأزمات السياسية والاقتصادية، وكلما انجلت أزمة برزت أخرى، وأدخل اليمن في أجندة وحسابات برامج الإفقار والتدمير للبنك والصندوق الدوليين، وهي متوالية مخطط لها مسبقاً، وفق حسابات التدمير للإنسان اليمني، وتكريس التخلف والانحطاط.
وحينما ظن اليمنيون أنهم قادرون على إيجاد الحلول المشتركة، ومواجهة التحديات من خلال تطبيق قرارات الحوار الوطني، تعقدت الأمور، وشكل الحلف، وتم إدخال اليمن في حسابات المجتمع الدولي واتخاذ القرارات الصارمة، ومن ذلك القرار رقم (2216)، والذي وضع اليمن تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهو ما يعني (فقدان السيادة الوطنية، والخضوع للوصاية من تنصبه أو تقترحه أو توافق عليه الأمم المتحدة –حسب توصيف أستاذتنا القديرة د. وهيبة فارع،- وهذا الأمر يجب العمل وفق الأطر القانونية على التخلص من تبعاته حتى لا تظل اليمن رهناً للإرادة الدولية، خاصة وقد تفردت أمريكا وبريطانيا وغيرهما من دول الاستكبار العالمي، ومن المحيط الإقليمي الممثل لتلك السياسات – السعودية والإمارات وغيرهما من الدول المنضوية تحت عباءة الحلف الصهيوني الأمريكي- بتوجهاته الإجرامية وخططه التآمرية ضد الأمة العربية والإسلامية، وأبرز مثال على ذلك الموقف من القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا المصيرية.
إن التعويل على التحرك من خلال الأطر الأممية لمواجهة القرار السابق والتخلص من تبعاته سهل للغاية إذا تمت تلبية المطالب الأمريكية والبريطانية والغربية عموماً؛ لأنها هي الداعم والمؤثر في إصدار القرار، ومثل ذلك تلبية المطالب لوكلائهم في المنطقة السعودية والإمارات، ومن تلك المطالب التخلي عن دعم القضية الفلسطينية، والدخول في دائرة التطبيع، أو حتى الصمت، وكل هذه الأمور لا تخدم القضية اليمنية، ولا تتفق مع المبادئ والقيم والأخلاق التي تمثلها المسيرة القرآنية تحت قيادة السيد العلم عبدالملك بن بدرالدين الحوثي –يحفظه الله-، وهي مسيرة تواجه الظلم والطغيان، وتسعى إلى تحقيق العدالة والحرية والاستقلال.
أما حكومة ما تسمى بالشرعية المنتهية ولايتها، فلا يمكنها أن تمارس أي دور في الحفاظ على السيادة اليمنية؛ لأنها خاضعة في قراراتها لحكومات تلك الدول المتواجد فيها قيادات تلك الحكومة المعملية وحتى إذا سمح لها بالاستقرار على بعض المناطق التي تمت السيطرة عليها، فإن التحكم بقراراتها يتم من خلال المليشيات الممولة من العواصم المسيطرة.
الاستعمار الجديد بوجهه القبيح يسعى اليوم لتقليل الخسائر من خلال مواجهة اليمنيين بعضهم لبعض، ولا يريد أن يقدم جنوده ولا حتى المخلصين له في المعارك والمواجهات؛ لأنه يعي جيداً قدرة اليمنيين على حسم المعارك، وإلى ذلك فإنه يسعى للاستفادة القصوى من الثروات اليمنية في المناطق التي يسيطر عليها، في أسلوب تقاسم للنفوذ بين الخصمين الأساسيين (السعودية والإمارات)- الموانئ، والإيرادات، وتسويق المنتجات، وجعل اليمن حديقة خلفية لكل الموبقات، لذلك فهو يعمد إلى تصفية الرموز الوطنية والشخصيات الاجتماعية التي قد تشكل خطراً عليه حاضراً ومستقبلاً، وأيضاً تحطيم القدرات العسكرية من خلال النيران الصديقة، وتحطيم القدرات الوطنية تحت ذريعة مواجهة النفوذ الحوثي، ومساعدة الشرعية، وفي حقيقة الأمر أنه يريد تحطيم قدرات اليمن أرضاً وإنساناً وحضارة وقيما حتى يستطيع أن يدير مصالحه ويمد نفوذه ويكسب أكثر قدر من الثروات اليمنية.
إن الالتحام بالشعب وتلبية متطلباته هما الرد العملي على إرادة الإخضاع لليمن سواء من خلال القرارات الأممية أو من خلال الاستعمار بصوره المتعددة والمتلونة، لكنها هي ذاتها في جوهرها ومضمونها الاستعباد والاذلال والاستحواذ والمصادرة للإرادة والثروة خاصة وقد رأينا ورأى العالم العجز والفشل إذا تعلق الأمر بحقوق الشعوب العربية والإسلامية، كقضية فلسطين وغيرها فالفيتو الأمريكي وغيره قادر على حماية الإجرام الصهيوني، والإجرامي الهندوسي وغير ذلك من الإجرام، أما إن كان الأمر لقطر من أقطار الأمة العربية والإسلامية فله القذرة والسطوة والسلطة يحطم العراق ويدمرها ثم يستصدر القرارات المؤيدة، تحت ذريعة مواجهة أسلحة الدمار الشامل، ويتضح أنه لا أسلحة، ويغزو أفغانستان بدعوى المشاركة في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ويدمرها، ويفرض العقوبات على ليبيا ويصادر برنامجها النووي السلمي ويفرض عليها التعويضات ويدمرها ويتركها نهبا للعصابات الإجرامية ومثل ذلك سوريا واليمن وفلسطين ويستطيع أن يفصل جنوب السودان ولا يستطيع أن يوقف الحرب بين الجيش والمليشيات المدعومة من الخارج.
أن استجداء الشرعية الدولية وفق منطقها ومطلقاتها الظالمة والمسيطر عليها من قبل راعي النظام الدولي الأمريكي أو غيره ما هو إلا تسليم المنطق الإجرام والطغيان والظلم فالنظام الذي يقوده المنحرفون سلوكا وأخلاقاً لن يكون إلا صورة معكوسة لتلك الأخلاق والمثل وهي مبادئ وأفكار تتنافى مع الفطرة السليمة وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، والأديان السماوية، وهو ما سيعجل بانهيارها لتصادمها مع الفطرة الصحيحة التي خلق الله الإنسان عليها ” فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” الروم الآية (30).

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مديرية الإعلام في حلب تبحث سبل تذليل الصعوبات والتحديات التي تواجه الإعلاميين

حلب-سانا

بحثت مديرية الإعلام في حلب مع عدد من الإعلاميين الواقع الإعلامي في المحافظة، وسبل تذليل الصعوبات والتحديات التي تواجههم خلال عملهم الميداني.

مديرية الإعلام في حلب 2025-04-05Afraaسابق فالنسيا يسقط ريال مدريد في الوقت القاتل ضمن الجولة 30 من الدوري الإسبانيآخر الأخبار 2025-04-05مديرية الإعلام في حلب تبحث سبل تذليل الصعوبات والتحديات التي تواجه الإعلاميين 2025-04-05الصحة تطلق حملة (شفاء) لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المجانية للفئات ‏الأشد حاجة في مختلف المحافظات 2025-04-05مفتي الجمهورية يؤدي واجب العزاء في مدينة نوى بشهداء الوطن الذين ارتقوا جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي 2025-04-05سماحة شيخ العقل حمود الحناوي يزور محافظ السويداء ويهنئه بعيد الفطر المبارك 2025-04-05فرق تطوعية تقوم بحملة تنظيف للشوارع والساحات العامة في مدينة اللاذقية 2025-04-05استشهاد شاب جراء انفجار لغم من مخلفات الحرب بالقرب من قرية الفحيل شرقي إدلب 2025-04-05المشافي الحكومية تقدم نحو 25 ألف خدمة طبية خلال عطلة العيد ‏ 2025-04-05وفد من منظمة Mercy Malaysia يطلع على واقع مشفى حماة الوطني 2025-04-05مدير قناة الإخبارية السورية لسانا: تأخير انطلاق القناة بسبب العقوبات على سوريا 2025-04-05وزير الاتصالات: بدأنا التواصل مع كبرى المنصات التقنية العالمية لاعتماد العلم الوطني الجديد كملصق إلكتروني

صور من سورية منوعات أول دراسة سريرية بالعالم… زراعة الخلايا الجذعية تحسن الوظائف الحركية لمرضى الشلل 2025-03-26 جامعة ناغازاكي تطور “مرضى افتراضيين” لتدريب طلاب كلية الطب 2025-03-24فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • أمريكا تستخدم قواعد هذه الدول “العربية” للعدوان على اليمن
  • مواقع تتبع الحركة الجوية.. أمريكا تستخدم قواعد هذه الدول للعدوان على اليمن
  • قائمة بالهواتف التي سيتوقف واتساب عن العمل عليها بداية من الشهر المقبل
  • الاحتلال يستولي على 57 دونما من أراضي محافظة بيت لحم
  • مشروع "مسام" يعلن انتزاع 543 لغمًا من الأراضي اليمنية خلال الأسبوع الماضي
  • منظمة دولية تتحدث عن أبرز تحدي يواجه محافظة مأرب التي تضم أكبر تجمع للنازحين في اليمن
  • نائبة أميركية تحتضن طفلها الرضيع خلال كلمتها في مجلس النواب .. فيديو
  • مديرية الإعلام في حلب تبحث سبل تذليل الصعوبات والتحديات التي تواجه الإعلاميين
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • أستاذ علم اجتماع: دور المدرسة ليس مقتصرًا على التعليم فقط