الثورة نت:
2025-01-30@07:05:52 GMT

من هو الإرهابي..؟!

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

 

 

تستمر واشنطن في مواصلة سياسة الغطرسة والعنجهية بطرق وأساليب مقززة تعكس عقلية وثقافة (الكابوي) و (رعاة البقر) الذين قدموا وجلبهم الغازي الأول لأمريكا (كريستوفر كولمبوس) القائد الاستعماري الأسوأ في التاريخ الذي تمّ على يديه وبمساعدته إبادة سكان أمريكا الأصليين والقضاء على حضارتهم وتاريخهم وثقافة، في تقديرات أولية تقول إن ضحايا المستعمر الأبيض من الهنود الحمر بلغ أكثر من ( خمسين مليون إنسان) تم التخلص منهم بدم بارد من أجل أن يستولي القادمون البيض لأمريكا على أراضيهم وإقامة دولتهم العنصرية والإرهابية والتي تسمى الولايات المتحدة الأمريكية، نشأة هذه الدولة الاستعمارية _أولا _كمستعمرة بريطانية وإليها نقلت بريطانيا الرجل الأبيض القادم من إيرلندا، ونيوزلندا، والعديد من المستعمرات التي كانت تحت سيطرة التاج البريطاني، وعلى أيدي هؤلاء تم إبادة سكان أمريكا الأصليين من الهنود الحمر وتدمير حضارتهم، ولا يزل حتى اليوم هناك بعض من قبائل السكان الأصليين من الهنود يعيشون في محميات مغلقة وكأنهم حيوانات وليسوا بشرا.

.!
بعد أن استقرت الأوضاع داخل هذه القارة للرجل الأبيض وجد نفسه غير قادر على استصلاح وتعمير وتنمية الوطن الجديد، فذهب تجار النخاسة إلى القارة الأفريقية وبرعاية استعمارية، فأقنعوا شباب ورجال ونساء أفريقيا بالعمل في أمريكا باعتبارها الجنة الموعودة، فصدق الأفارقة الخديعة وهرولوا على متن السفن التي ستقلهم للجنة، ولكن تجار النخاسة كانوا وبمجرد أن تتحرك السفن من موانئ أفريقيا حتى يقوم هؤلاء التجار بوشم أجساد الركاب بوشم العبودية والتملك باعتبارهم عبيدا يملكهم من أقنعهم بالسفر، ولم يكن أمام هؤلاء المخدوعين من خيار غير التسليم بالأمر الواقع، وفيهم من كانت نزعة الحرية طاغية في وجدانه فقاوم النخاسين على متن هذه السفن فتعرض للقتل وبعضهم كان يقفز للمحيط مفضلا الموت غرقا من حياة العبودية فذهب الملايين ضحية هذا السلوك الاستعماري البغيض..!
تم خداع ملايين من الأفارقة وإيصالهم إلى أمريكا، فتم بيعهم فيها كعبيد من قبل من جلبوهم من أفريقيا وتم شراؤهم من قبل أصحاب الأراضي والشركات العاملة في مجال الطرقات والسكك الحديدية ومنشأت البنية التحتية، فتعمرت أمريكا بسواعد الأفارقة الذين كانوا أحرارا في بلدانهم الأصلية، ولكن أمريكا المتحضرة حولتهم إلى (عبيد)..!
بعد فترة من ميلاد هذه الدولة نمت نزعة استقلالية لدى بعض النخب فيها الذين كانوا يستعبدون الأفارقة، لكنهم رفضوا بالمقابل أن يكونوا عبيدا (للوردات لندن) فقرروا الاستقلال عن بريطانيا وقاد (جورج واشنطن) ثورة الاستقلال عن بريطانيا بعد أن تلقى إهانة من أحد اللوردات الإنجليز وكان هذا دافعه للثورة والاستقلال، فتأسست الولايات المتحدة الأمريكية كوطن مفتوح لكل القادمين إليها، واعتبارها دولة رأسمالية وصناعية ودولة مهاجرين ترحب لكل قادم اليها قادر على العمل والعطاء والاستثمار، ووضعت لنفسها دستورا مكونا من ( صفحة واحدة تحتوي على 12 مادة)..!
خلال الفترة من عام 1861 إلى 1865م اندلعت الحرب الأهلية في أمريكا، بعد قرار الرئيس ( إبراهام لنكولن) تحرير العبيد وإلغاء حياة العبودية للسود، وبما أن الجنوب كان يعتمد اعتماد أساسي على حياة العبودية واستغلال العبيد، فقد رفض القرار وقرر الجنوب الأمريكي الانفصال عن الدولة الاتحادية، وقد واجهت الدولة المركزية الانفصاليين في إحدى عشرة ولاية جنوبية مجتمعة، والتي أطلقت على نفسها اسم ( الولايات الكونفدرالية الأمريكية.) غير أن الدولة المركزية أو ما يسمى بجيش الاتحاد كان هو من فاز وانتصر بهذه الحرب التي ما زالت تعدّ الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة..!
وخلال عقود طويلة من ميلاد هذه الدولة ظلت تمارس الإرهاب بكل أشكاله وطرقه من الإرهاب العسكري، إلى الإرهاب السياسي، إلى الإرهاب الثقافي والإعلامي والاجتماعي، وصولا إلى الإرهاب الاقتصادي، مستغلة كل عوامل القوة التي توفرت لديها للسيطرة على الآخرين، ولم تكن أمريكا يوما غير دولة إرهاب وغطرسة مستندة على ترسانتها العسكرية وقد زادت غطرستها بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد أن جيرت النصر على ألمانيا واليابان لصالحها مع أن من صنع هذا الانتصار كان الاتحاد السوفييتي وليست أمريكا، ولكنها انتزعت ثمار النصر بإلقائها قنابلها النووية على اليابان والهدف إرعاب الاتحاد السوفييتي وفعلا هذا ما حدث وخضع (ستالين) في لقاء طهران مع (تشرشل وروزفلت) لمنطق ومطالب الأخيرين وتعمد هذا الخضوع في اتفاقية (مالطا) التي أعطت أمريكا كل النصر الذي مكنها من فرض هيمنتها على العالم.
مع انهيار الاتحاد السوفييتي الذي صنف _العدو الأول _لأمريكا والغرب بعد ثلاثة أشهر فقط من إبرام اتفاقية مالطا، اعتبرت أمريكا أنها سيدة العالم ومارست كل صنوف الإرهاب المختلفة لدرجة أنها ذهبت لاستبدال القانون الدولي بقوانينها الخاصة وأجبرت الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات التابعة لهما بأن يصبحوا تحت إمرة وزارة الخارجية الأمريكية.
ابتكرت أمريكا خلال سنوات هيمنتها الأخيرة قوانين الحصار الاقتصادي على كل من يخالفها ويعارض سياستها الاستعمارية والاستعلائية، وهذه القوانين منافية لكل القوانين الدولية، ثم منحت نفسها حق تصنيف وتوصيف كل من يخالفها ب (الإرهاب) دون وجه حق وثمة دول أطلقت عليها (دول محور الشر) دون أسس قانونية أو أخلاقية، لكنها استغلت عملتها كعملة دولية لفرض قوانينها وخاصة ما يتصل بالحصار على الآخرين المخالفين لها وطالت هذه الإجراءات دولاً وأحزاباً ومنظمات وأفراداً في سابقة غير معهودة بالتاريخ وهذا هو أسوأ أشكال الإرهاب الذي يستهدف تجويع شعوب بأكملها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أنصار الله والإرهاب الأمريكي

 

 

أمريكا أم الإرهاب وصانعته، ومنبع الإرهاب وحاضنته، وكل الإرهاب وراعيته، والشر المستطير بكل صوره وأشكاله، والإجرام بكل ألوانه وأنواعه، ما إن تحضر إلا ويحضر بحضورها الخراب والدمار، تاريخها وسجلها الإجرامي خير شاهد على ذلك، من جرائم الإبادة العنصرية بحق الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا، مرورا بمذابحها البشعة في اليابان، وحرب الإبادة في فيتنام والصومال وصولا إلى جرائمها في أفغانستان والعراق وليبيا والسودان وسوريا ولبنان وإيران وفلسطين واليمن.
العالم بأسره يدرك حقيقة أمريكا، وعلى اطلاع تام بكافة مخططاتها ومؤامراتها ومشاريعها ونشاطاتها وتحركاتها ومواقفها وقراراتها ذات الصبغة الإجرامية المتوحشة، والنزعة الاستعمارية الاستيطانية التسلطية، وفي مقدمة ذلك تلكم الأنظمة والدول الحليفة والموالية لها، والتي طالها أذاها، واكتوت بنيرانها قبل غيرها، رغم كل ما تقدمه من قرابين الولاء والطاعة من أموال وثروات هائلة، بهدف كسب ودها، والحصول على رضاها، في مشهد يعكس حالة الخذلان التي عليها هذه الأنظمة التي باعت نفسها للشيطان، وسخرت كل إمكانياتها دعما وإسنادا للإرهاب والإجرام والتوحش الأمريكي.
الإرهاب الأمريكي تجلى من خلال مشاركتهم في جرائم حرب الإبادة الجماعية التي مورست بحق نساء وأطفال وأبناء غزة على يد جنود الكيان الصهيوني، ودعمهم وإسنادهم لهذا الكيان بالمال والسلاح والفيتو، والدعم والإسناد الدولي من خلال الانحياز الفاضح للقاتل السفاح الصهيوني على حساب الضحية الفلسطيني واللبناني، فليس بخاف على أحد بأن أمريكا هي من تقف خلف الجماعات الإرهابية التي تتدثر بعباءة الإسلام، من قاعدة وداعش ونصرة وهيئة تحرير الشام وغيرها من التنظيمات التكفيرية التي تتحرك وفق التوجيهات والأوامر والمخططات الأمريكية، والتي تخضع لدعمها وإشرافها وتسليحها وحمايتها.
ومن المضحك جدا بعد كل هذه الحقائق الدامغة، أن يأتي الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب فور توليه مهام الرئاسة الأمريكية بالتوقيع على الأمر التنفيذي الذي نص على إعادة تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية أجنبية، وذلك على خلفية مواقف اليمن الداعمة لقطاع غزة والمساندة لهم في سياق معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، المواقف التي شكلت ضربات موجعة لأمريكا قبل إسرائيل، فالأولى حشدت حاملات طائراتها وبوارجها ومدمراتها وقطعها البحرية وزودت الثانية بأحدث منظومات الدفاعات الجوية والأسلحة والذخائر الذكية، والثانية أغرقت في توحشها وإجرامها وصلفها ودمويتها، وارتكبت أبشع المجازر والمذابح والجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، ورغم كل ذلك انتصرت غزة، ونجح اليمن في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
وعقابا لليمن على واجبه الديني والإنساني والأخلاقي الذي قام به تجاه غزة ولبنان، ذهب ترمب لتصنيف أنصار الله منظمة إرهابية أجنبية، إرضاء للصهاينة، وتغطية على هزيمتهم وفشلهم في تحييد القوات المسلحة اليمنية عن معركة نصرة ودعم وإسناد غزة، ظنا منهم بأن مثل هذا القرار الأرعن، سيفت من عضد اليمنيين، وسيؤثر على نفسياتهم، وسيبث فيهم حالة الرعب والخوف، رغم أن الأمريكي سبق وأن اتخذ مثل هذا القرار في وقت سابق، ولم يحقق أي نتيجة من خلاله، وكما أخفق في الماضي، سيخفق الآن، ولن يحصد غير الفشل الذريع بحول الله وعونه وتأييده .
وأمام هذه النزعة العدائية الأمريكية تجاه بلادنا، نجدد التأكيد على أن التصنيف الأمريكي لأنصار الله، هو تصنيف لكافة أبناء الشعب اليمني، وهو ما يعد بمثابة وسام على صدر كل يمني حر شريف، وقف مساندا لغزة ولبنان، وثبت في الميدان، وأعلن دعمه وتأييده للقيادة الثورية في خياراتها وقراراتها التصعيدية التي مرغت أنف أمريكا وبريطانيا وإسرائيل في الوحل، وإذا كان العالم كله يرى في نصرة غزة ولبنان إرهابا حسب الرؤية والتوصيف الأمريكي، فإنه يسرنا ويسعدنا وبكل فخر واعتزاز وسمنا بالإرهاب، وليشهد العالم بأسره على ذلك، فليس في ذلك ما يخيفنا أو يرعبنا، أو ما يدفعنا للتخلي عن موقفنا الواضح والثابت في دعم وإسناد قطاع غزة على الإطلاق .
وللمحتفين من مرتزقة السعودية والإمارات بالقرار الأمريكي نقول لهم : موتوا بغيظكم، وحافظوا على أنفسكم، فالأمريكي يريد الزج بكم في معركة خاسرة، ويستخدمكم لدعم وإسناد كيان العدو الصهيوني، لا تفرحوا بتصنيف أمريكا لأنصار الله، لأنكم وقود هذا القرار إن ذهب الأمريكي للتصعيد، لا تفجروا في خصومتكم مع أنصار الله، لقد صرتم مضرب المثل في الخسة والنذالة، وصرنا نعاف مواقفكم المخزية والمذلة التي أخجلتم بها الخزي والمذلة نفسها، كونوا على يقين بأن أمريكا لن تنفعكم، ولكم في كيان العدو الصهيوني خير مثال، لا تكتبوا نهايتكم بأيديكم، كفاكم خيانة وعمالة وارتزاقا، كفاكم ذلا ومهانة، ارتقوا قليلا ولو غصبا عليكم، قبل فوات الأوان .

مقالات مشابهة

  • جهاز مكافحة الإرهاب يلقي القبض على إرهابيين اثنين ويدمر 3 مضافات في 4 محافظات
  • فرنسا.. نزع وسم “صنع بالمغرب” من منتجات الخضر والفواكه التي مصدرها الصحراء الغربية
  • "لحماية الدولة".. ترامب يجدد تهديده بفرض رسوم على واردات أمريكا
  • سيظل الإرهاب يهددنا ما لم نعالج جذور الغضب العدمي
  • القبض على 3 عناصر من تنظيم داعش الإرهابي بالعراق
  • هجوم نيجيريا.. القصة الكاملة للهجوم الإرهابي على قاعدة عسكرية وتحليل أبعاد الصراع
  • كبسولات في عين العاصفة : رسالة رقم [ 139 ]
  • أنصار الله والإرهاب الأمريكي
  • منظمات حقوقية مصرية تندد بإحالة المئات إلى محاكم الإرهاب بدلاً من الإفراج عنهم
  • هزاع بن زايد: المجتمعات القوية هي التي يتشارك أبناؤها المسؤولية