الرئيس الصماد.. رئيس كل اليمنيين
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
منذ تعيينه رئيسا للجمهورية اليمنية قائدا أعلى للقوات المسلحة اليمنية، عمل الرئيس الشهيد صالح علي الصماد – رضوان الله عليه على ترسيخ دعائم الدولة، وإعمال سلطة النظام والقانون ، وإدارة شؤون البلاد بصفته رئيسا لكل اليمنيين ، تعامل مع الجميع بمعيار صدق الولاء والانتماء والعمل والإخلاص لهذا الوطن المعطاء، وعلى الرغم من أنه كان يشغل منصب رئيس المكتب السياسي لأنصار الله، إلا أنه كان شوكة الميزان والقاسم المشترك بين كافة المكونات السياسية الوطنية، ولم يظهر أي انحياز أو تعصب للمكون الذي ينتمي إليه، وهو ما أكسبه تقدير واحترام السواد الأعظم من اليمنيين .
دعا إلى إزالة كافة الصور والملصقات والشعارات من على الأطقم والآليات والمركبات التابعة للقوات المسلحة والأمن ، واتخذ العديد من القرارات التي تصب في جانب تعزيز وحدة الصف الوطني، وتماسك الجبهة الداخلية، وخلق حالة من الثقة لدى مختلف المكونات السياسية بأسلوبه الراقي وسياسته الحكيمة والمتزنة، وتوجهاته الوطنية، عمل على إنهاء معاناة أبناء الشعب جراء أزمة الغاز، ونجح في إقناع كبار تجار الغاز بتخفيض سعره مقابل إلغاء الرسوم الجمركية والتحسين وغيرها لتصل أسطوانة الغاز المنزلي إلى المستهلك بسعر ثلاثة آلاف ريال ، واتخذ العديد من الخطوات الوطنية التي جعلته يحظى بمكانة عالية في أوساط اليمنيين .
كانت خطاباته التي ألقاها في المناسبات واللقاءات والمهرجانات وغيرها من المحافل محط اهتمام ومتابعة غالبية اليمنيين، لأنها كانت نابعة من القلب، وتصب في مصلحة الوطن وخدمة أبناء الشعب ، زار مختلف المحافظات الحرة متفقدا أوضاع المواطنين ومتلمسا احتياجاتهم، في الوقت الذي كان اسمه على قائمة المطلوبين للتحالف الأمريكي السعودي الإماراتي، ولكنه كان متسلحا بالإيمان، متوكلا على الواحد المنان، أقواله أفعال، ومواقفه خالية من التصنع ، وهو ما أشعر الناس بالارتياح ودفعهم للتفاؤل بأن البلاد ستكون في خير بإذن الله تحت قيادته الحكيمة .
رأى فيه الكثير من اليمنيين نسخة أخرى من الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي، فأطلقوا عليه لقب حمدي اليمن، وما كذبوا ولا نافقوا في ذلك، فقد أظهر الرئيس الشهيد صالح علي الصماد معدنه الأصيل، وبراعته في إدارة شؤون الدولة بكل كفاءة واقتدار، عمل من أجل الشعب، وسخر نفسه خادما للشعب لا رئيسا عليه، لم ينظر للمنصب سوى أنه وسيلة لخدمة المجتمع ، لم يورث لأولاده القصور الفارهة، ولا العقارات الهائلة، ولا الأرصدة البنكية الضخمة،ولا الشركات الاستثمارية و الأراضي والمزارع ، وقالها خلال زيارته الأخيرة لمحافظة ذمار ( لا يوجد بفضل الله ما نختلف عليه، إحنا ما نختلف نهائيا و صالح الصماد لو يستشهد غد ، آخر الشهر ما مع جهالة وين يرقدوا، إلا يرجعوا مسقط رأسهم وهذه نعمة كبيرة بفضل الله سبحانه وتعالى ) .
بالمختصر المفيد لقد شكل الرئيس الشهيد صالح علي الصماد مضرب المثل في القيادة والمسؤولية، فكان رئيسا لكل اليمنيين، فلا يكاد يخلو منزل في اليمن من صوره، للتعبير عن حبهم وعرفانهم له، ووفاء للمواقف التي سطرها في حياته خدمة لهم ، ولعمري لم أشاهد حالة من الحزن والأسى مثل تلك الحالة التي خيمت على اليمن واليمنيين عشية الإعلان عن استشهاده في محافظة الحديدة، حيث دخل الحزن إلى داخل كل بيت يمني، وعاش اليمنيون لحظات عصيبة جدا، كانت الصدمة قوية، وكان المصاب جللا، الكل ذرف الدموع ، وخيم الحزن على الجميع، نفس الأيادي الإجرامية التي امتدت لاغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وشقيقه عبدالله، هي ذاتها التي امتدت لاغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد ورفاقه ، أرادوا باغتيال الرئيس الصماد اغتيال مشروع بناء الدولة، ووأد حلم شعب بحياة هانئة ومستقبل أفضل، ولكنهم بذلك حولوا اليمن واليمنيين إلى صالح الصماد، حيث أثمرت توجهاته الحكيمة عن تحولات نوعية في مجال التصنيع الحربي ، وبات الصماد الذي اغتالوه على متن سيارته، يلاحقهم في الجو من خلال سلاح الجو المسير ومن خلال القوة الصاروخية اليمنية، وجحافل الجيش اليمني الذين استلهموا من الرئيس الشهيد صالح الصماد روح العزيمة والإصرار وقوة الإيمان والمضي قدما في مقارعة قوى الإجرام والظلم والطغيان والجور والتسلط، وسيظل رضوان الله عليه ملهما لكافة اليمنيين الشرفاء، وكافة الأحرار في المنطقة والعالم .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
قالت دار الإفتاء المصرية إن من رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين أنه يسَّر لهم طريق العبادة، ورفع عنهم كل حرجٍ فيه؛ فما كلفهم إلا بما هو في طاقتهم ووسعهم؛ قال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، وقال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 28]، وقال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78].
الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاةقال الإمام البغوي في "معالم التنزيل" (1/ 601، ط. دار إحياء التراث العربي): [﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ﴾: يُسَهِلَ عليكم أحكام الشرع، وقد سَهَّلَ؛ كما قال جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ﴾ [الأعراف: 157]، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ السَّهْلَةِ»] اهـ.
ومن المقرر شرعًا أنه ينبغي للمصلِّي عند سجوده أن يباشر الأرض بسبعة أعضاء مخصوصة؛ منها: اليدان؛ فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ: عَلَى الْجَبْهَةِ -وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ-، وَالْيَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ، وَلَا نَكْفِتَ الثِّيَابَ وَالشَّعَرَ» متفق عليه.
قال الإمام النووي في "المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج" (4/ 208، ط. دار إحياء التراث العربي): [هذه الأحاديث فيها فوائد؛ منها: أن أعضاء السجود سبعة، وأنه ينبغي للساجد أن يسجد عليها كلها] اهـ.
المقصود باليدين في الحديث باطن الكفين
والمقصود باليدين في الحديث باطن الكفين؛ لما أخرجه الإمام ابن خزيمة في "صحيحه" عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ: عَلَى وَجْهِهِ، وَكَفَّيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَقَدَمَيْهِ، وَنُهِيَ أَنْ يَكُفَّ شَعَرًا أَوْ ثَوْبًا".
قال الإمام الرافعي في "العزيز شرح الوجيز" (1/ 521، ط. دار الكتب العلمية): [والاعتبار في اليدين بباطن الكف] اهـ.
وقال العلامة العدوي في "حاشيته على كفاية الطالب الرباني" (1/ 269، ط. دار الفكر) عقب استدلاله بهذا الحديث: [المراد باليدين: الكفان] اهـ.
حكم صلاة من يصلي بالقفازين "الجوانتي" لشدة البرد
أوضحت الإفتاء أنه إذا شق على المصلي أن يباشر الأرض بكفَّيه وهما مكشوفتان عند سجوده من شدة البرد، فله أن يسجد عليهما مع وجود حائلٍ بينهما وبين الأرض؛ كأن يلبس القفاز الساتر لكفَّيه ونحوه، ولا يمنع ذلك من صحة الصلاة؛ قياسًا على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يتقي -عند سجوده- حرَّ الأرض وبرودتها بفضول ثوبه، وكذلك ما جاء عن الصحابة رضوان الله عليهم أنهم كانوا يصلون وأيديهم داخل أكمامهم دون أن يخرجوها؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ يَتَّقِي بِفُضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ وَبَرْدَهَا" أخرجه الإمامان: أحمد في "مسنده"، وابن أبي شيبة في "مصنفه".
وقد بوَّب الإمام البخاري في "صحيحه" بابًا أسماه: (باب السجود على الثوب في شدة الحر)، وقال: قال الحسن: "كَانَ الْقَوْمُ يَسْجُدُونَ عَلَى الْعِمَامَةِ وَالْقُلُنْسُوَةِ، وَيَدَاهُ فِي كُمِّهِ".
وأخرج فيه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: "كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَيَضَعُ أَحَدُنَا طَرَفَ الثَّوْبِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ فِي مَكَانِ السُّجُودِ".
وبوَّب الإمام ابن خزيمة في "صحيحه" بابًا أسماه: (باب إباحة السجود على الثياب اتقاء الحر والبرد).
وبوَّب الإمام ابن ماجه في "سننه" أيضًا بابًا أسماه: (باب السجود على الثياب في الحر والبرد)، وأخرج فيها عن ثابت بن الصامت رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم "صَلَّى فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ مُتَلَفِّفٌ بِهِ، يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَيْهِ، يَقِيهِ بَرْدَ الْحَصَى".
وكذلك بوَّب الإمام الترمذي في "سننه" أيضًا بابًا أسماه: (باب ما ذكر من الرخصة في السجود على الثوب في الحر والبرد).
وعن إبراهيم النخعي أنه قال: "كَانُوا يُصَلُّونَ فِي مَسَاتِقِهِمْ وَبَرَانِسِهِمْ وَطَيَالِسِهِمْ؛ مَا يُخْرِجُونَ أَيْدِيَهُمْ مِنْهَا"، قلنا له: ما الْمِسْتَقَةُ؟ قال: "هِيَ جُبَّةٌ يَعْمَلُهَا أَهْلُ الشَّامِ، وَلَهَا كُمَّانِ طَوِيلَانِ، وَلَبِنُهَا عَلَى الصَّدْرِ، يَلْبَسُونَهَا، وَيَعْقِدُونَ كُمَّيْهَا إِذَا لَبِسُوهَا" أخرجه الإمامان: عبد الرزاق في "مصنفه" واللفظ له، والبيهقي في "السنن الكبرى".