حوار بين سوداني وسائق تاكسي في القاهرة
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
□□
□ شاب أنيق في الثلاثينات تقريباً من عمره، وكعادة إخوتنا المصريين دخل معنا دون إستئذان وبأريحية في حوار تتخلله بعض القفشات والنكات علمت مؤخراً أن القصد منها كان في تقديري تهيأتنا لنقدٍ قاسٍ سيوجهه لنا كسودانيين.
□ كنا ثلاثة تحركنا معه من مصر الجديدة إلى الهرم، مهد هذا الشاب لحديثه بأنهم شعب رغم عيوبهم الكثيرة والواضحة جداً للعيان إلّا أن الوطن عندهم خط أحمر، وحدثنا كذلك عن ظروف مصر التي جعلت عدداً كبيراً منهم في أرض المهجر من أجل تحسين وضعهم الإقتصادي، وركز بقوة علي أنهم في المرتبة الأولي وبلا منافس في تربيتهم الوطنية وحبهم لمصر مقارنة مع الشعوب العربية الأخري.
□ ولكي يصل لخلاصة موضوعه طلب منا بأدبٍ جم ألّا نزعل منه، لأنه سيقول كلاماً ربما لا يُرضينا ولكنه في تقديره حقيقة يجب أن تقال، رغم مرارتها لأنه يعتبر نفسه واحداً منا ومصر والسودان دولة واحدة واضاف: ” نحن أخوات ” ٠
□ كانت رسالته التي أراد أن ينقلها للسودانيين عبرنا أنه غير راضٍ من الشباب السوداني الذي خرج من وطنه هرباً من ويلات الحرب وجاء لمصر بلا هدف وبلا عمل
وبسلوكيات لا تشبه السودانيين الذين كانوا يزورنهم من قبل الحرب مضيفا بأنه كان من واجب هولاء ان يبقوا لصد العدوان عن وطنهم !!
□ وقال إنه متأكد أن هذه الحرب لو حدثت في مصر فلن يخرج شبابها هكذا وبذات الصورة التي رأها عندنا!
□ حمدت الله كثيراً أن آخر كلماته كانت مع نهاية الرحلة فنزلت وشكرته، وعدت الى غرفتي حزيناً لأني لم أجد ما أقوله! وعزائي قوله تعالى ( إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا ) ثم عزائي أيضا أنه لازال فينا أمثال الشاب المجاهد الأمة ودالعمدة لهم مني جميعاً وللقوات المسلحة والقوات الأمنية الأخري والشباب المستنفر من الرجال والنساء عموماً ولكل سوداني صبر ولم يخرج كل حب وتقدير ونسأل الله ان يهدينا سواء السبيل٠
أ.مبارك الكودة
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
عالم بالأزهر الشريف: الجهاد يشمل جميع الأعمال التي تقربنا إلى الله
قال الشيخ السيد عبد الباري، من علماء الأزهر الشريف، إن الحديث النبوي الذي سأل فيه سيدنا أبو ذر النبي صلى الله عليه وسلم: «يا رسول الله، أي العمل أفضل؟»، أجاب النبي عليه قائلًا: «إيمان بالله وجهاد في سبيله»، يُعد من الأحاديث العظيمة التي تبين لنا مفهوم الجهاد في الإسلام، مشيرًا إلى أن الجهاد ليس محصورًا في القتال فقط، بل يمتد ليشمل جميع الأعمال التي تقرب المسلم إلى الله تعالى.
وأوضح الشيخ السيد عبد الباري، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن الإيمان بالله يعني أن يؤمن الإنسان في قلبه يقينًا بأن الله تعالى على كل شيء قدير، وأن قدرته لا حد لها، وأنه إذا أراد شيئًا قال له «كن فيكون».
وأضاف أن الصحابة كانوا في البداية يفهمون الجهاد بمعناه التقليدي، أي القتال في سبيل الله، لكن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن لهم أن الجهاد يشمل العديد من الأفعال التي تساهم في إعانة النفس والآخرين، مثل العفة عن السؤال والاعتماد على النفس، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو خرج الرجل ليعف نفسه عن أن يسأل الناس أو يتكفف الخلق، فهو في سبيل الله، ولو خرج ليعيل أولاده الصغار، فهو في سبيل الله، ولو خرج ليخدم أبويه الشيخين الكبيرين، فهو في سبيل الله».
وأوضح أن هذا الحديث يوضح لنا أن الجهاد يشمل كل عمل يقوم به المسلم بنية خالصة لوجه الله، سواء كان ذلك في العمل لكسب الرزق أو في مساعدة الأبناء والآباء، مؤكدا أن العمل من أجل تحسين حياة الإنسان، سواء في رعاية أسرته أو في تيسير أمور الناس، هو نوع من الجهاد الذي يثاب عليه المسلم.
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم أيضًا نصيحة عظيمة بأن الإنسان يمكن أن يرتقي إلى درجات عالية في الأعمال الصالحة عن طريق مساعدة الآخرين في أعمالهم اليومية، مثل مساعدة صانع أو تعليم شخص محتاج، موضحا أن الجهود الصغيرة التي نقوم بها في حياتنا اليومية، مثل مساعدة شخص ضعيف أو معاق، تعتبر من الأعمال التي تقربنا إلى الله.