موقع النيلين:
2025-04-28@07:23:53 GMT

حوار بين سوداني وسائق تاكسي في القاهرة

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT


□□
□ شاب أنيق في الثلاثينات تقريباً من عمره، وكعادة إخوتنا المصريين دخل معنا دون إستئذان وبأريحية في حوار تتخلله بعض القفشات والنكات علمت مؤخراً أن القصد منها كان في تقديري تهيأتنا لنقدٍ قاسٍ سيوجهه لنا كسودانيين.

□ كنا ثلاثة تحركنا معه من مصر الجديدة إلى الهرم، مهد هذا الشاب لحديثه بأنهم شعب رغم عيوبهم الكثيرة والواضحة جداً للعيان إلّا أن الوطن عندهم خط أحمر، وحدثنا كذلك عن ظروف مصر التي جعلت عدداً كبيراً منهم في أرض المهجر من أجل تحسين وضعهم الإقتصادي، وركز بقوة علي أنهم في المرتبة الأولي وبلا منافس في تربيتهم الوطنية وحبهم لمصر مقارنة مع الشعوب العربية الأخري.

□ ولكي يصل لخلاصة موضوعه طلب منا بأدبٍ جم ألّا نزعل منه، لأنه سيقول كلاماً ربما لا يُرضينا ولكنه في تقديره حقيقة يجب أن تقال، رغم مرارتها لأنه يعتبر نفسه واحداً منا ومصر والسودان دولة واحدة واضاف: ” نحن أخوات ” ٠

□ كانت رسالته التي أراد أن ينقلها للسودانيين عبرنا أنه غير راضٍ من الشباب السوداني الذي خرج من وطنه هرباً من ويلات الحرب وجاء لمصر بلا هدف وبلا عمل
وبسلوكيات لا تشبه السودانيين الذين كانوا يزورنهم من قبل الحرب مضيفا بأنه كان من واجب هولاء ان يبقوا لصد العدوان عن وطنهم !!

□ وقال إنه متأكد أن هذه الحرب لو حدثت في مصر فلن يخرج شبابها هكذا وبذات الصورة التي رأها عندنا!

□ حمدت الله كثيراً أن آخر كلماته كانت مع نهاية الرحلة فنزلت وشكرته، وعدت الى غرفتي حزيناً لأني لم أجد ما أقوله! وعزائي قوله تعالى ( إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا ) ثم عزائي أيضا أنه لازال فينا أمثال الشاب المجاهد الأمة ودالعمدة لهم مني جميعاً وللقوات المسلحة والقوات الأمنية الأخري والشباب المستنفر من الرجال والنساء عموماً ولكل سوداني صبر ولم يخرج كل حب وتقدير ونسأل الله ان يهدينا سواء السبيل٠

أ.مبارك الكودة

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

تراكم أخطاء إتفاقيات السلام … وثمارها المرة الحرب الحالية .. 2023 – 2025م .. وفي الحروب التي ستأتي !

تراكم أخطاء إتفاقيات السلام …
وثمارها المرة الحرب الحالية … 2023 – 2025م … وفي الحروب التي ستأتي !
إن هذه الحرب بكل فظاعاتها وإجرامها المرتكب من القوات المتمردة هي نتيجة حتمية للأخطاء التفاوضية الكارثية لكل إتفاقيات السلام منذ 1972م ، ومن هذه الأخطاء مثالا لا حصرا :
+ قبول التفاوض مع الحركات المتمردة.
+ دمج المتمرد في الجيش والأسوأ أن يكون ضابطا في الجيش ويتمرد ثم يعاد دمجه من جديد.
+ تعيين قيادات التمرد في المناصب القيادية في الدولة.
+ السكوت عن إنتزاع إقرار بتجريم استهداف الممتلكات العامة :
في كل الإتفاقيات سكت المفاوض الحكومي عن إنتزاع إقرار واعتذار من الحركات المتمردة عن إستهدافها وتخريبها للبنيات التحتية والممتلكات العامة وهذا التخريب للممتلكات العامة تحديدا ظل ممارسة كل الحركات المتمردة ، وليت الأمر توقف عند ذلك فقد وصل إلى أن يتحول المتمرد السابق إلى مفاوض حكومي في تمرد تال !
+ السكوت عن ترويج المتمرد السابق لسرديته الخاصة وتاريخه الشخصي الذي يسميه كفاحا ونضالا.
فبعد إنضمام المتمرد السابق لأجهزة الدولة تم السكوت عن قيام المتمردين السابقين بالترويج لقتالهم ضد الجيش السوداني باعتباره كفاح ونضال وإسباغ هالات البطولة على قياداتهم ما يعني تجريما ضمنيا للجيش السوداني وهضما لتضحيات ضباطه وجنوده.
كل هذه التفريطات شجعت التكاثر المتزايد للحركات حتى تضخمت أعداد الحركات المسلحة ووصلت العشرات وصارت بارعة في تكتيكات الإنشقاقات بحيث يتفاوض منها جزء وينضم لإجهزة الدولة بيننا يظل شقهم الآخر متمترسا في الميدان.
ولكل هذه الأخطاء المتراكمة لا ييأس التمرد الحالي 2023م – 2025م وداعميه من إرتكاب الجرائم والانتهاكات لأن لديهم سوابق لا يختلف عنها إلا باختلاف القوة والكم وجميعها تم السكوت عنها في مفاوضات السلام بل وتم لاحقا إصدار قرارات بالعفو أو إلغاء العقوبات عن مرتكبيها.
وحتى لا تتواصل دورات الحروب فلا مناص لكل الحركات المتمردة حاليا أو التي وصلت للمناصب من التبروء والإعتذار عن كل ما مارسته من استهداف للممتلكات العامة وتحريضها على الحصار الاقتصادي للسودان والمؤسسات السودانية مع تجريم استخدام مصصطلحات التهميش والعدالة والمساواة كمبررات لحمل السلاح.
#كمال_حامد ????

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حوار عون وحزب اللهلم يبدأ بعد ولا معطيات حاسمة حيال الموعد والشكل
  • احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن
  • تراكم أخطاء إتفاقيات السلام … وثمارها المرة الحرب الحالية .. 2023 – 2025م .. وفي الحروب التي ستأتي !
  • تعرف على الأسرى الإسرائيليين الذين قتلوا خلال الحرب
  • موقع الحرب الأمريكي: ما هي الدفاعات الجوية التي يمتلكها الحوثيون في اليمن فعليًا؟ (ترجمة خاصة)
  • هل يجوز قطع صلة الرحم مع الأقارب الذين يُكثرون من الإساءة إليّ ولأسرتي؟.. الأزهر للفتوى يجيب
  • قمر صناعي روسي يخرج عن السيطرة... انتكاسة لبرنامج الأسلحة الفضائية؟
  • لاجئ سوداني تقوده الحرب إلى إيقاف كرستيانو رونالدو و ساديو ماني غداً السبت
  • الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية
  • طبيب نساء سوداني ــ  برليني عند بحيرة ليتزينزي