مشاركون لـ «العرب»: «قمة الويب» فرصة فريدة لرواد الأعمال لتبادل الأفكار والخبرات
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
أجمع مشاركون في قمة الويب- قطر 2024 أنها حدث ضخم يجذب انتباه العالم، خاصة وأنها تقام لأول مرة في الشرق الأوسط، مما يمثل فرصة فريدة لرواد الأعمال، المستثمرين، وخبراء التكنولوجيا من جميع أنحاء العالم للتلاقي وتبادل الأفكار والخبرات في ظل تواجد أكثر من 12 ألف مشارك، وما يزيد على 1000 شركة ناشئة من 80 دولة، من بينها 100 شركة قطرية، وأكثر من 500 مستثمر، و200 متحدث
كما أشاروا إلى أن القمة بنسختها الأولى في قطر تحظى بمشاركة عدد من قادة الفكر البارزين والملهمين من أبرزهم معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية؛ والملكة رانيا العبدالله من الأردن؛ وتريفور نوح، مقدم البرامج والفائز بجائزة أفضل برنامج كوميدي ضمن جوائز إيمي، وسارة صبري، المؤسس والرئيس التنفيذي لمبادرة الفضاء العميق، وأمجد مسعد، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ريبليت، وحسام عرب، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تابي، وساشين ديف دوجال، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة بيلدر، وفيليب نيتو، أحد أبرز مشاهير اليوتيوب، وجيلبرتو سيلفا، لاعب كرة القدم البرازيلي.
وقال هؤلاء إن القمة تسلط الضوء على الفرص الاستثمارية في الشرق الأوسط وتعزز من مكانة قطر كمركز تكنولوجي رائد من خلال جـذب الاستثمارات والشركات الناشئة من مختلف أنحاء العالم، وستساهم القمة في دعم القطاع الريادي والابتكاري في المنطقة، كما يمثل هذا الحدث الفريد فرصة لا تفوت للتواصل مع فاعلين مهمين في المجال التكنولوجي، لمعرفة أحدث التوجهات، واستكشاف الفرص الجديدة التي تقدمها التكنولوجيا للعالم.
وأشادوا بحرص دولة قطر على الاستثمار في بنيتها التحتية التكنولوجية، بما في ذلك المناطق الحرة المتعددة، ومراكز البيانات السحابية، وبرامج احتضان المشاريع الناشئة، حيث تحتل مراتب متقدمة في ريادة الأعمال في العالم العربي ومؤشر ريادة الأعمال العالمي.
الجمالي: تعزز من خبرات الشركات المحلية
أكد السيد عيسى الجمالي، مدير العلاقات في واحة العلوم والتكنولوجيا في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا أن قمة الويب 2024 التي تقام في قطر كأول دولة في منطقة الشرق الأوسط- تمثل فرصة لتبادل الخبرات وعقد الشراكات، مشيراً إلى أن واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، تشارك في القمة بصفتها شريكًا ماسيًا.
وأضاف أن واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، تركز على ريادة الأعمال وتطوير التكنولوجيا في قطر، وأشاد بالحضور الكبير من مختلف دول العالم في قمة الويب.
ونوه إلى أن الواحة لديها برامج لدعم ريادة الأعمال، كما تحتضن 25 شركة في حاضنة الأعمال، مبيناً أن الشركات الناشئة في الواحة تشمل مختلف القطاعات التكنولوجية، وتركز على مجالات الصحة، والطاقة والبيئة وتكنولوجيا المعلومات.
وأشار الجمالي إلى أنه من خلال حضوره آخر نسختين لقمة الويب، يرى أن القمة في قطر تمثل فرصة كبيرة لدعم ريادة الأعمال والشركات الناشئة في التكنولوجيا، حيث تفتح المجال لتبادل الخبرات بين رواد الأعمال والتعرف على البرامج.
وأوضح أن رواد الأعمال يمكنهم التعرف البرامج التي توفرها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا خلال القمة، مؤكداً أن الاحتكاك مع الشركات العالمية يمثل فرصة لزيادة خبرات الشركات في ريادة الأعمال، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات المهتمة بتمويل المشروعات التكنولوجية المختلفة. وقال الجمالي إن واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا تستضيف مراكز بحثية لشركات عالمية والتي تفتح المجال لاستفادة رواد الأعمال من الخبرات العالمية، على سبيل المثال (إكسون موبيل - توتال - شل – مايكروسوفت - سيسكو - كونوكو فيليبس). كما تعرض الواحة بعض الأفكار والمشاريع خلال قمة الويب والتي تمثل فرصة لعقد الشراكات، مبدياً تفاؤله أن تتمكن الشركات الناشئة من تحقيق نجاحات كبيرة خلال هذا الحدث الاستثنائي.
الدليمي: نقطة تحول في قطاع التكنولوجيا
قال محمد الدليمي، المؤسس والعضو المنتدب لشركة سكيب كاش، إن دولة قطر توفر المناخ الأمثل لبناء اقتصاد بفضل التسهيلات والأجواء المحفزة لأداء الأعمال، حيث تسخر الدولة كافة الإمكانات المتاحة لذلك، لافتا إلى أن القمة توفر الفرصة للشركات الناشئة والمستثمرين للمشاركة في هذا الحدث الاستثنائي الذي سيشكل نقطة تحول لدولة قطر في قطاع التكنولوجيا.
كما أعرب الدليمي عن سعادته باستضافة قطر قمة الويب 2024، ما يعكس اهتمام الدولة بهذا القطاع الحيوي، حيث تحظى القمة بحضور كبير من المهتمين والزوار من كافة أنحاء العالم.
وقال إن «سكيب كاش» متخصصة في توفير حلول الدفع الإلكتروني حيث تقدم ثلاث خدمات تكنولوجية في قطاع المدفوعات، وهي مرخصة من مصرف قطر المركزي ومركز قطر للمال، وتعمل منذ ثلاث سنوات، كما أن هناك خططا للتوسع في دول مجلس التعاون الخليجي وذلك اعتبارا من مطلع العام المقبل.
وأضاف الدليمي: «سكيب كاش» أصبحت متقدمة في مجال المدفوعات وتحظى بثقة نحو 1500 جهة تستخدم خدماتها وذلك في قطاعات مختلفة تشمل التعليم، والسيارات والتجزئة، وغيرها من المجالات، كما أن «سكيب كاش» لديها حالياً بعض المشاريع مع جهات حكومية ما يعزز من فرص توسعها في السوق القطري.
وأشاد المؤسس والعضو المنتدب لشركة سكيب كاش بتخصيص دولة قطر استثمارات بقيمة مليار دولار لدعم الشركات الناشئة في قطر والعالم، مؤكداً أن هذه الخطوة تعكس إيمان الجهات المسؤولة بأهمية قطاع التكنولوجيا والذي بدوره يعزز جهود الدولة لتنويع الاقتصاد الوطني.
كما أبدى الدليمي سعادته بمبادرة مركز قطر للمال بتسهيل إجراءات تأسيس الشركات الناشئة، مشيراً إلى أن قطر ستصبح وجهة رائدة لشركات التكنولوجيا في المستقبل القريب.
القدومي: تنظيم مميز وحضور كبير
أشاد وصفي القدومي، مدير شركة «جيل ميديا»، بالمشاركة الكبيرة والتنظيم المميز لقمة الويب 2024 في قطر، حيث تشهد القمة حضور أكثر من 1000 شركة ناشئة تمثل 80 دولة، مشيراً إلى أن القمة تمثل منصة رائدة للتعرف على أفكار جديدة والتشاور مع قادة التكنولوجيا والمختصين، وبحث فرص اقامة شراكات جديدة وتطوير الأعمال في المنطقة. وقال القدومي إن دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة قطر تتمتع بمستقبل واعد في قطاع التكنولوجيا، حيث حققت طفرة تنموية كبيرة في مختلف المجالات خلال السنوات القليلة الماضية، وتواصل جذب أنظار العالم، وتأكيد جدارتها في استضافة كبرى الأحداث العالمية بكفاءة واقتدار، وقمة تؤكد هذا التميز، حيث تشهد الدوحة أضخم حدث في عالم التكنولوجيا، ولأول مرة في الشرق الأوسط وإفريقيا، بحضور الآلاف من رواد الأعمال والمستثمرين وقادة قطاع التكنولوجيا من جميع دول العالم.
وتابع أن مشاركته في قمة الويب هذا العام هي الثالثة له حيث سبق مشاركته في نسختين سابقتين في لشبونة، مؤكدا حرصه على المشاركة باعتبارها الحدث التكنولوجي الأكبر دوليا، ومحور اهتمام الجيل الجديد من الشباب في المنطقة والعالم، إلى ما يمكن أن تقدمه من عائد اقتصادي وفرص استثمارية. وأضاف القدومي أن «جيل ميديا» هي شركة تسويق إلكتروني موجودة في قطر والأردن وتونس وتركيا، وتقدم مختلف خدمات التسويق الإلكتروني، والتي تشمل، خططا تسويقية وإدارة الحملات الترويجية، وصناعة المحتوى سواء الثابت مثل التصاميم أو الفيديو لتحقيق الأهداف المختلف لعملائنا سواء كانت زيادة المشاهدات للموقع الإلكترونية أو التوسع في الأعمال وزيادة المبيعات والوصول إلى أكبر شريحة مستهدفة من الجمهور.
جيلبرتو سيلفا: قطر تعكس الصورة الحقيقية للعالم العربي
أشاد جيلبرتو سيلفا اللاعب السابق لمنتخب البرازيل، والمتوج بلقب كأس العالم لكرة القدم باليابان وكوريا الجنوبية عام 2002، والمالك المؤسس لإحدى الشركات التكنولوجية العاملة بالقطاع الرياضي بالنمو الكبير الذي تشهده قطر خلال السنوات الأخيرة في مختلف القطاعات، بما فيها التكنولوجيا التي حققت نموا واضحا في المنطقة، خاصة في قطر التي تعكس اليوم الصورة الحقيقية والإيجابية عن العالم العربي.
وقال في ندوة نقاشية على هامش فعاليات قمة الويب إن النجاحات الكثيرة التي حققتها قطر في الفترة الماضية، باحتضانها للعديد من المناسبات الدولية ومن بينها قمة الويب لأول مرة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتقديمها للمتابعين بصورة رائعة، وبطولة كأس العالم الأخيرة خير مثال على ذلك والتي شكلت واحدة من أفضل النسخ المونديالية على مر التاريخ، لافتا إلى سعادته الكبيرة بالتواجد في الدوحة من بوابة قمة الويب.
كما نوه سيلفا بالدور الكبير الذي باتت تلعبه التكنولوجيا في كل المجالات، وعلى رأسها الرياضة التي ارتبطت بها بشكل وثيق خلال الفترة الأخيرة، قائلا إن السوشيال ميديا لعبت دورا كبيرا في تقريب الرياضيين من الجماهير، وتعريفهم بهم أكثر، بالإضافة إلى دورها اليوم في تقديم البيانات اللازمة للرياضيين، للاستخدام الشخصي أو في عمليات الانتقال من ناد إلى آخر، ما يسهل العمل اليوم على وكلاء اللاعبين والفرق التي بات بإمكانها الوصول بسهولة إلى لاعبين وفق المواصفات التي يبحثون عنها.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر قمة الويب رواد الأعمال خبراء التكنولوجيا قطاع التکنولوجیا الشرکات الناشئة التکنولوجیا فی ریادة الأعمال رواد الأعمال الشرق الأوسط فی المنطقة قمة الویب دولة قطر أن القمة فی قطاع إلى أن فی قطر
إقرأ أيضاً:
مشاركون بمنتدى الجزيرة يدعون لمشروع عربي موحد يقود عملية بناء سوريا
الدوحة- اتفق مشاركون في منتدى الجزيرة الـ16 بالدوحة على أن سقوط نظام الأسد هو فرصة لبناء مشروع عربي مشترك يحقق الأمن القومي العربي ويفيد الشعب السوري، معتبرين أن عملية إعادة بناء سوريا الجديدة وتحقيق الاستقرار لن تكون سهلة، خاصة أن تعدد المكونات.
وشددوا على أن القوى الإقليمية ستلعب دورا مهما في تحديد شكل النظام السياسي الجديد وطريقة فرض الحلول السياسية، خاصة أنها قد تكون بحد ذاتها أحد التحديات التي تواجه عملية التحول، إذ من الممكن أن تتحول إلى وقود لإشعال الساحة إذا لم يتم الأخذ بعين الاعتبار على الأقل بجزء من مصالحها.
ويرى المشاركون في المنتدى، الذي يعقد على يومين تحت عنوان "من الحرب على غزة إلى التغيير في سوريا: الشرق الأوسط أمام توازنات جديدة"، أن إسقاط النظام السوري يعد مرحلة وليس كل شيء، وأن التحدي الآن أكبر وليس أقل من إسقاط النظام الذي ترك دولة مدمرة كليا على كافة الجوانب، الاقتصادية والأمنية والسياسية والاجتماعية.
وفي الجلسة الثانية من أعمال المنتدى تحت عنوان "تغيير النظام في سوريا: آثاره في الداخل وأبعاده الإقليمية"، أكد الأمين العام لملتقى العدالة والديمقراطية والقيادي بالجماعة الإسلامية في لبنان عزام الأيوبي، أهمية إيجاد قاعدة مشتركة بين الدول العربية متعلقة بالأمن القومي العربي، وكيفية التعاطي مع المشاريع الموجودة في المنطقة، ومنها المشروع الإسرائيلي الاحتلالي التوسعي، والمشروع الإيراني الذي يستفيد من الفراغ الموجود في العالم العربي، وغيرهما.
وقال الأيوبي للجزيرة نت إن غياب المشروع العربي يفسح المجال أمام المشاريع الأخرى للتمدد داخل المنطقة، وبالتالي تهديد الأمن العربي، لذلك يجب استغلال سقوط نظام الأسد، والجلوس من أجل إيجاد مشروع يوحّد العرب ويحقق أمنهم.
إعلانوأكد أهمية ذلك خاصة أن بعد تعرض العالم العربي "لابتزاز واضح وصريح يمس أمنه القومي بسبب المقترح الأميركي تهجير الفلسطينيين، وهو مشروع صهيوني سيهدد بقاء أنظمة عربية ومنها الأردن ومصر" حسب وصفه.
وأضاف أن بعض الأنظمة العربية ما زالت تسير في الاتجاه المعاكس، وضد مصلحة النظام العربي وضد نفسها، بحيث تحقق مصالح مشاريع أخرى، كما كان يفعل النظام السوري السابق للمشروع الإيراني، لكنه شدد على أن التوصل إلى مشروع عربي مشترك قد يستطيع على الحد الأدنى، أن يدفع التحديات والمخاطر التي تأتي من المشاريع الأخرى في المنطقة.
وأوضح أن بناء سوريا الجديدة وتحقيق الاستقرار لن يكون بالأمر السهل، خاصة أن مكونات الشعب السوري ليست واحدة، وأن الإدارة السورية الحالية -حتى اليوم- لا تسيطر على كل الأرض السورية، "فهناك الشرق السوري الذي تسيطر عليه تنظيمات الأكراد المدعومة أميركيا، والجنوب السوري الذي يضم قوى خارج إطار الإدارة، حتى المكونات التي كانت جزءا من النظام السابق لم تنته وما زالت موجودة".
ووفقا للأيوبي "لا يمكن بناء سوريا الجديدة دون الأخذ بعين الاعتبار كل التحديات المتعلقة بالبنية التحتية المدمرة والظروف الاقتصادية المتدهورة والأمنية الهشة".
كما أشار إلى دور القوى الإقليمية التي تعد بحد ذاتها أحد أهم تحديات عملية التحول، "لذلك لا يجوز أن نأخذها على أنها بمثابة تدخل خارجي أو توزيع حصص، لأنها قد تعيق عملية الاستقرار، وتحول الأمر من حالة بناء لسوريا إلى صراع داخلي قد لا ينتهي" وفقا للأيوبي.
اعتبر الأكاديمي والمحامي والدبلوماسي السابق حسام حافظ أن هناك حاجة ملحة لمشروع عربي موحد تجاه الدولة الجديدة التي تخلق في سوريا، يساعد على سلمية عملية التحول والاستقرار في البلاد على كافة الجوانب، سواء كانت سياسية أو أمنية أو اجتماعية أو اقتصادية، ومن ثم ينعكس إيجابيا على الأمن القومي العربي.
إعلانوشدد حافظ للجزيرة نت على "ضرورة صياغة مشروع عربي إيجابي من شأنه أن يخفف من حالة الاحتقان في سوريا، ويخرج البلاد من حالة الصراع ويحافظ على هذه التجربة، ويساهم في عملية البناء، وكذلك يدعم القضية الفلسطينية، والأمن القومي العربي".
وأضاف أن "الاستقرار في سوريا مصلحة عربية عامة، لذلك يجب الحفاظ على أسس معينة في بناء الدولة الجديدة، ومنها العدالة الانتقالية، وإعلان دستوري يحدد ملامح الفترة المقبلة، خاصة أن الوصول إلى حالة انتقالية منضبطة ودولة ديمقراطية ما زال بعيدا".
وأوضح حافظ -خلال الجلسة- أن الرهان كبير على الشعب السوري لإنجاح هذه التجربة، وضمان عملية التحول السلمي، "خاصة أنه يضم مكونات وقوى مختلفة، وأنه من الصعب في الفترة المقبلة أن يحكم البلادَ مكون واحد من جديد"، لافتا إلى أن التحديات كبيرة بعدما ترك النظام البلاد مدمرة كليا.
رأى مؤسس ومدير مركز جسور للدراسات محمد سرميني أن "سوريا تعيش حاليا مرحلة تغيير جذري، بعد إسقاط نظام دكتاتوري ظل مدة 50 عاما"، وأضاف أن "التحديات أمام الشعب السوري ما زالت كبيرة جدا، لذلك الأمر يحتاج إلى توافق عربي لإنجاح هذه التجربة"، حسب وصفه.
وأوضح أن أكبر تحدٍّ هو إعادة الحياة الاقتصادية، "لأنه لا يواجه الحكومة فقط، وإنما يواجه المواطن السوري سواء داخل أو خارج البلاد، فضلا عن العقوبات المفروضة على النظام السوري والتي تمثل عائقا كبيرا أمام إعادة الإعمار".
وتوقع أن تتحول سوريا من نظام حكم الفرد إلى التعددية والديمقراطية، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن هذا الأمر يواجه تحديات كبيرة، منها معالجة الوضع الأمني الهش، عبر جمع القوات العسكرية المختلفة تحت مؤسسة واحدة تابعة للدولة، وكذلك بناء تحالفات إقليمية جديدة تساهم في تسريع عملية التحول السلمي للبلاد.
إعلانأما الأستاذ المشارك في قسم العلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس، إسماعيل نعمان تلجي، فقد شدد على أن الدول العربية وخاصة دول الخليج بمواردها الاقتصادية، ستلعب دورا مهما في إعادة بناء سوريا، حيث إنها ستحاول الانتفاع من ذلك في زيادة وتقوية نفوذها الإقليمي في ظل اضمحلال النفوذ الإيراني.
وقال تلجي إن قطر والسعودية متحمستان لدعم الإدارة السورية الجديدة، وإن هناك مجالات كثيرة للتعاون، خاصة في الناحية الاقتصادية التي تمثل حاجة ملحة للسوريين حاليا، مشيرا إلى أن "الملف الأمني مهم جدا في ظل وجود فلول لتنظيم الدولة الإسلامية، لذلك يجب التعامل معه بطريقة فعالة وسليمة، كي لا يشكل تهديدا على نجاح التجربة السورية خاصة وأمن المنطقة عامة".
وأضاف أن تركيا تدعم منذ البداية الثورة السورية، ولم توقف إطلاقا هذا الدعم، وأنها ستسعى خلال الفترة المقبلة لمساعدة سوريا في الوصول إلى الحوكمة والديمقراطية والاستفادة من التجربة التركية، وكذلك تقوية المؤسسات والتعددية، حيث إن الوضع الديمقراطي سيكون الأكثر حكمة لسوريا، وسيجعلها أكثر اندماجا في المنطقة.