مشاركون لـ «العرب»: «قمة الويب» فرصة فريدة لرواد الأعمال لتبادل الأفكار والخبرات
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
أجمع مشاركون في قمة الويب- قطر 2024 أنها حدث ضخم يجذب انتباه العالم، خاصة وأنها تقام لأول مرة في الشرق الأوسط، مما يمثل فرصة فريدة لرواد الأعمال، المستثمرين، وخبراء التكنولوجيا من جميع أنحاء العالم للتلاقي وتبادل الأفكار والخبرات في ظل تواجد أكثر من 12 ألف مشارك، وما يزيد على 1000 شركة ناشئة من 80 دولة، من بينها 100 شركة قطرية، وأكثر من 500 مستثمر، و200 متحدث
كما أشاروا إلى أن القمة بنسختها الأولى في قطر تحظى بمشاركة عدد من قادة الفكر البارزين والملهمين من أبرزهم معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية؛ والملكة رانيا العبدالله من الأردن؛ وتريفور نوح، مقدم البرامج والفائز بجائزة أفضل برنامج كوميدي ضمن جوائز إيمي، وسارة صبري، المؤسس والرئيس التنفيذي لمبادرة الفضاء العميق، وأمجد مسعد، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ريبليت، وحسام عرب، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تابي، وساشين ديف دوجال، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة بيلدر، وفيليب نيتو، أحد أبرز مشاهير اليوتيوب، وجيلبرتو سيلفا، لاعب كرة القدم البرازيلي.
وقال هؤلاء إن القمة تسلط الضوء على الفرص الاستثمارية في الشرق الأوسط وتعزز من مكانة قطر كمركز تكنولوجي رائد من خلال جـذب الاستثمارات والشركات الناشئة من مختلف أنحاء العالم، وستساهم القمة في دعم القطاع الريادي والابتكاري في المنطقة، كما يمثل هذا الحدث الفريد فرصة لا تفوت للتواصل مع فاعلين مهمين في المجال التكنولوجي، لمعرفة أحدث التوجهات، واستكشاف الفرص الجديدة التي تقدمها التكنولوجيا للعالم.
وأشادوا بحرص دولة قطر على الاستثمار في بنيتها التحتية التكنولوجية، بما في ذلك المناطق الحرة المتعددة، ومراكز البيانات السحابية، وبرامج احتضان المشاريع الناشئة، حيث تحتل مراتب متقدمة في ريادة الأعمال في العالم العربي ومؤشر ريادة الأعمال العالمي.
الجمالي: تعزز من خبرات الشركات المحلية
أكد السيد عيسى الجمالي، مدير العلاقات في واحة العلوم والتكنولوجيا في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا أن قمة الويب 2024 التي تقام في قطر كأول دولة في منطقة الشرق الأوسط- تمثل فرصة لتبادل الخبرات وعقد الشراكات، مشيراً إلى أن واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، تشارك في القمة بصفتها شريكًا ماسيًا.
وأضاف أن واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، تركز على ريادة الأعمال وتطوير التكنولوجيا في قطر، وأشاد بالحضور الكبير من مختلف دول العالم في قمة الويب.
ونوه إلى أن الواحة لديها برامج لدعم ريادة الأعمال، كما تحتضن 25 شركة في حاضنة الأعمال، مبيناً أن الشركات الناشئة في الواحة تشمل مختلف القطاعات التكنولوجية، وتركز على مجالات الصحة، والطاقة والبيئة وتكنولوجيا المعلومات.
وأشار الجمالي إلى أنه من خلال حضوره آخر نسختين لقمة الويب، يرى أن القمة في قطر تمثل فرصة كبيرة لدعم ريادة الأعمال والشركات الناشئة في التكنولوجيا، حيث تفتح المجال لتبادل الخبرات بين رواد الأعمال والتعرف على البرامج.
وأوضح أن رواد الأعمال يمكنهم التعرف البرامج التي توفرها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا خلال القمة، مؤكداً أن الاحتكاك مع الشركات العالمية يمثل فرصة لزيادة خبرات الشركات في ريادة الأعمال، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات المهتمة بتمويل المشروعات التكنولوجية المختلفة. وقال الجمالي إن واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا تستضيف مراكز بحثية لشركات عالمية والتي تفتح المجال لاستفادة رواد الأعمال من الخبرات العالمية، على سبيل المثال (إكسون موبيل - توتال - شل – مايكروسوفت - سيسكو - كونوكو فيليبس). كما تعرض الواحة بعض الأفكار والمشاريع خلال قمة الويب والتي تمثل فرصة لعقد الشراكات، مبدياً تفاؤله أن تتمكن الشركات الناشئة من تحقيق نجاحات كبيرة خلال هذا الحدث الاستثنائي.
الدليمي: نقطة تحول في قطاع التكنولوجيا
قال محمد الدليمي، المؤسس والعضو المنتدب لشركة سكيب كاش، إن دولة قطر توفر المناخ الأمثل لبناء اقتصاد بفضل التسهيلات والأجواء المحفزة لأداء الأعمال، حيث تسخر الدولة كافة الإمكانات المتاحة لذلك، لافتا إلى أن القمة توفر الفرصة للشركات الناشئة والمستثمرين للمشاركة في هذا الحدث الاستثنائي الذي سيشكل نقطة تحول لدولة قطر في قطاع التكنولوجيا.
كما أعرب الدليمي عن سعادته باستضافة قطر قمة الويب 2024، ما يعكس اهتمام الدولة بهذا القطاع الحيوي، حيث تحظى القمة بحضور كبير من المهتمين والزوار من كافة أنحاء العالم.
وقال إن «سكيب كاش» متخصصة في توفير حلول الدفع الإلكتروني حيث تقدم ثلاث خدمات تكنولوجية في قطاع المدفوعات، وهي مرخصة من مصرف قطر المركزي ومركز قطر للمال، وتعمل منذ ثلاث سنوات، كما أن هناك خططا للتوسع في دول مجلس التعاون الخليجي وذلك اعتبارا من مطلع العام المقبل.
وأضاف الدليمي: «سكيب كاش» أصبحت متقدمة في مجال المدفوعات وتحظى بثقة نحو 1500 جهة تستخدم خدماتها وذلك في قطاعات مختلفة تشمل التعليم، والسيارات والتجزئة، وغيرها من المجالات، كما أن «سكيب كاش» لديها حالياً بعض المشاريع مع جهات حكومية ما يعزز من فرص توسعها في السوق القطري.
وأشاد المؤسس والعضو المنتدب لشركة سكيب كاش بتخصيص دولة قطر استثمارات بقيمة مليار دولار لدعم الشركات الناشئة في قطر والعالم، مؤكداً أن هذه الخطوة تعكس إيمان الجهات المسؤولة بأهمية قطاع التكنولوجيا والذي بدوره يعزز جهود الدولة لتنويع الاقتصاد الوطني.
كما أبدى الدليمي سعادته بمبادرة مركز قطر للمال بتسهيل إجراءات تأسيس الشركات الناشئة، مشيراً إلى أن قطر ستصبح وجهة رائدة لشركات التكنولوجيا في المستقبل القريب.
القدومي: تنظيم مميز وحضور كبير
أشاد وصفي القدومي، مدير شركة «جيل ميديا»، بالمشاركة الكبيرة والتنظيم المميز لقمة الويب 2024 في قطر، حيث تشهد القمة حضور أكثر من 1000 شركة ناشئة تمثل 80 دولة، مشيراً إلى أن القمة تمثل منصة رائدة للتعرف على أفكار جديدة والتشاور مع قادة التكنولوجيا والمختصين، وبحث فرص اقامة شراكات جديدة وتطوير الأعمال في المنطقة. وقال القدومي إن دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة قطر تتمتع بمستقبل واعد في قطاع التكنولوجيا، حيث حققت طفرة تنموية كبيرة في مختلف المجالات خلال السنوات القليلة الماضية، وتواصل جذب أنظار العالم، وتأكيد جدارتها في استضافة كبرى الأحداث العالمية بكفاءة واقتدار، وقمة تؤكد هذا التميز، حيث تشهد الدوحة أضخم حدث في عالم التكنولوجيا، ولأول مرة في الشرق الأوسط وإفريقيا، بحضور الآلاف من رواد الأعمال والمستثمرين وقادة قطاع التكنولوجيا من جميع دول العالم.
وتابع أن مشاركته في قمة الويب هذا العام هي الثالثة له حيث سبق مشاركته في نسختين سابقتين في لشبونة، مؤكدا حرصه على المشاركة باعتبارها الحدث التكنولوجي الأكبر دوليا، ومحور اهتمام الجيل الجديد من الشباب في المنطقة والعالم، إلى ما يمكن أن تقدمه من عائد اقتصادي وفرص استثمارية. وأضاف القدومي أن «جيل ميديا» هي شركة تسويق إلكتروني موجودة في قطر والأردن وتونس وتركيا، وتقدم مختلف خدمات التسويق الإلكتروني، والتي تشمل، خططا تسويقية وإدارة الحملات الترويجية، وصناعة المحتوى سواء الثابت مثل التصاميم أو الفيديو لتحقيق الأهداف المختلف لعملائنا سواء كانت زيادة المشاهدات للموقع الإلكترونية أو التوسع في الأعمال وزيادة المبيعات والوصول إلى أكبر شريحة مستهدفة من الجمهور.
جيلبرتو سيلفا: قطر تعكس الصورة الحقيقية للعالم العربي
أشاد جيلبرتو سيلفا اللاعب السابق لمنتخب البرازيل، والمتوج بلقب كأس العالم لكرة القدم باليابان وكوريا الجنوبية عام 2002، والمالك المؤسس لإحدى الشركات التكنولوجية العاملة بالقطاع الرياضي بالنمو الكبير الذي تشهده قطر خلال السنوات الأخيرة في مختلف القطاعات، بما فيها التكنولوجيا التي حققت نموا واضحا في المنطقة، خاصة في قطر التي تعكس اليوم الصورة الحقيقية والإيجابية عن العالم العربي.
وقال في ندوة نقاشية على هامش فعاليات قمة الويب إن النجاحات الكثيرة التي حققتها قطر في الفترة الماضية، باحتضانها للعديد من المناسبات الدولية ومن بينها قمة الويب لأول مرة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتقديمها للمتابعين بصورة رائعة، وبطولة كأس العالم الأخيرة خير مثال على ذلك والتي شكلت واحدة من أفضل النسخ المونديالية على مر التاريخ، لافتا إلى سعادته الكبيرة بالتواجد في الدوحة من بوابة قمة الويب.
كما نوه سيلفا بالدور الكبير الذي باتت تلعبه التكنولوجيا في كل المجالات، وعلى رأسها الرياضة التي ارتبطت بها بشكل وثيق خلال الفترة الأخيرة، قائلا إن السوشيال ميديا لعبت دورا كبيرا في تقريب الرياضيين من الجماهير، وتعريفهم بهم أكثر، بالإضافة إلى دورها اليوم في تقديم البيانات اللازمة للرياضيين، للاستخدام الشخصي أو في عمليات الانتقال من ناد إلى آخر، ما يسهل العمل اليوم على وكلاء اللاعبين والفرق التي بات بإمكانها الوصول بسهولة إلى لاعبين وفق المواصفات التي يبحثون عنها.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر قمة الويب رواد الأعمال خبراء التكنولوجيا قطاع التکنولوجیا الشرکات الناشئة التکنولوجیا فی ریادة الأعمال رواد الأعمال الشرق الأوسط فی المنطقة قمة الویب دولة قطر أن القمة فی قطاع إلى أن فی قطر
إقرأ أيضاً:
محافظ عدن طارق سلام: اليمن بقيادة السيد عبد الملك الحوثي بات البوصلة التي تتجه نحوها أنظار العالم
يمانيون../
حذر محافظ عدن طارق مصطفى سلام، من التحركات الأمريكية الأوروبية في المحافظات الجنوبية والشرقية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي السعوديّ.
وقال في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة” إن المواطنين في تلك المحافظات باتوا اليوم يحشدون للتصدي لمشاريع المحتل التقسيمية وطرده والخلاص منه ومن أدواته الرخيصة
إلى نص الحوار:
-تحدثتم في وقت سابق من هذا الشهر عن تحركات أمريكية -أوروبية بعدن بالتزامن مع وصول سفراء أوروبيين إلى عدن وزيارات أوروبية مكثفة إلى الجنوب المحتل.. كيف تنظرون إلى هذه التحركات؟
بداية الأمر، التحركات الأجنبية الغربية ضد اليمن لم تتوقف كما أشرت منذ العدوان السعوديّ الأمريكي على بلادنا 2014 والمساعي الغربية الحثيثة ضد اليمن أرضاً وإنسانًا، وقد ظلت تحاك بمختلف وشتى الوسائل؛ من أجل إعادة اليمن إلى مربع الوصاية والهيمنة، وبرغم كلّ تلك المؤامرات والتحديات ظلت اليمن بقيادتها وشعبها وجيشها شامخة عصية أمام كلّ تلك المخاطر، والمؤامرات، وتمكنت -بفضل الله- من إجهاض كلّ مشاريع ومؤامرات العدوّ ، حتى جاءت معركة طوفان الأقصى، والتي كان لليمن فيها رأي مغاير ومختلف عن كلّ التوجهات الإقليمية والجيوسياسية، والمصالح والحسابات المختلفة.
كان اليمن -بفضل الله- وحكمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -سلام الله عليه- هي البوصلة التي توجهت نحوها الأنظار، والآراء؛ نتيجة الموقف اليمني البطولي والفريد، بالإضافة إلى موقف الإخوة المجاهدين في المقاومة الإسلامية في كلّ من لبنان والعراق وإيران ومختلف الفصائل المساندة والمجاهدة، وبفضل هذا التغييرات والمواقف الجديدة التي فرضتها اليمن على اللعبة والمؤامرة ضد الأمّة، والشعب الفلسطيني المظلوم سعت القوى الدولية المختلفة راكضة للدفاع عن المصالح الأمريكية والإسرائيلية والغربية التي تضررت بفعل الضربات اليمنية، ولذا فإن التحركات الغربية الجديدة في اليمن تعمل على محاولة إعادة البوصلة التي دارت عجلتها ولم يتمكن العدوّ الأمريكي والإسرائيلي من وقفها عن مسارها الجديد الذي فرضه الشعب اليمني.
-ما تفاصيل التحركات الأوروبية الأمريكية في المناطق المحتلة؟
المساعي، والتحركات الغربية الأجنبية، والخطط والمؤامرات، التي تدار وتناقش من خلف الكواليس وعلى الطاولات لا شك أنها قد انكشفت وتعرت أمام رجال الله و القيادة الثورية والسياسية الحكيمة والمخلصة والتي أصبحت اليوم -بفضل الله- هي من تضع الخطط وهي من تدير اللعبة، على عكس ما يتوقعه العدوّ؛ فبعد أن وجد الأعداء أنفسهم عاجزين أمام بسالة وعنفوان الشعب اليمني المساند للمقاومة في غزة عملوا على محاولة لملمة وترتيب صفوف مليشياتهم الإجرامية على خطوط التماس، وحشدوا الآليات والأسلحة المختلفة والمتنوعة من الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية وقاموا باستدعاء قادة المرتزِقة ووضعهم أمام الصورة الجديدة والمهمة التي كلفوا بها؛ من أجل حماية إسرائيل والدفاع عنها، حتى أنهم جاءوا بالمرتزق طارق عفاش وجالوا به مختلف العواصم المطبعة وتنقل بين عدد من القواعد الأمريكية والتقى بقادة وجنرالات أمريكيين وإسرائيليين؛ من أجل توجيه المرتزِقة وتحريكهم ضد قوات الجيش اليمني الذين يخوضون معارك ضارية وبطولات عظيمة ضد كيان العدوّ سواء في البحر أو الجو أو من خلال أدواتهم الرخيصة المتواجدة على الأرض.
-أشرت إلى وصول عدد كبير من القوات الأمريكية والأجنبية للمحافظات المحتلة “مؤخرًا” بالتزامن مع تلك التحركات والهدف تفجير الوضع العسكري.. ما حجم هذه القوات؟
التواجد الأجنبي في اليمن حاضر وبقوة منذ العام 2015 ومنذ سيطرة الاحتلال السعوديّ الأمريكي على المحافظات الجنوبية اليمنية، وتعزز ذلك التواجد بفعل الارتباطات والمصالح التي منحت للدول الأجنبية مقابل مشاركتها في العدوان على اليمن، وكانت تلك المنح والمزايا التي يقدمها المرتزِقة للدول الأجنبية في اليمن هي الضوء الأخضر الذي مكن العدوّ الأمريكي والبريطاني والفرنسي والإسرائيلي وغيرهم من القوات الأجنبية والغربية من التمادي والتوسع في أنشطة أعمالها العدائية والعدوانية ضد اليمن، ومما لا شك فيه أن هذه القوات قد تضاعفت قوتها وتزايدت أعدادها بفعل المجريات الجديدة في المعركة التي تخوضها اليمن مع المجاهدين في غزة ضد الاحتلال الصهيوني الأمريكي والأطماع الغربية في المنطقة.
لاحظنا مؤخراً النشاط الأمريكي والاسرائيلي المريب في المحافظات المحتلة وحجم التحشيدات العسكرية والاستخباراتية واللوجستية ناهيك عن مستوى الدعايات والحملات الإعلامية الرخيصة التي لم تتوقف ضد اليمن والشعب اليمني منذ اللحظات الأولى لمعركة الإسناد اليمني للإخوة المجاهدين في غزة.
-برأيكم.. ما حاجة أمريكا للتواجد بهذه الأعداد في اليمن إذا كان المخطط يعتمد على توجيه المرتزِقة لأية معركة قادمة لحسابها وحساب المشروع الصهيوني الشرق أوسطي؟
المعركة اليوم لم تعد تدار خلف الستار، أو من تحت الطاولة.. معركة غزة وبطولات المجاهدين التي يجترحها الأبطال كلّ يوم والتضحيات العظيمة التي يقدمها الشعب الفلسطيني واللبناني في سبيل الدفاع عن شرف الأمّة ومقدساتها عرت وفضحت وكشفت كلّ تلك المؤامرات والخطط، أصبحت المعركة اليوم مواجهة مباشرة مع العدوّ الأمريكي الإسرائيلي، ولم يعد أولئك سوى أدوات أو كلاب استكشافية يطلقها العدوّ أمامه لتمهد له الطريق، وليكونوا كبش فداء تحركاته التي تتمركز في كلّ من المخاء والمهرة وحضرموت وسقطرى وغيرها من المحافظات المحتلة، والتي باتت اليوم معسكرات تحتضن تلك القوات الأمريكية والإسرائيلية التي تطمح لتحقيق أهدافها وغاياتها الدنيئة على حساب الشعب اليمني وثرواته وحقوقه المشروعة.
-برأيكم.. ما حظوظ هذ التحركات، في هذا الوقت الذي باتت فيه صنعاء بقوتها تواجه أسياد أولئك المرتزِقة، وتتوعدهم بالزوال؟
كلّ تلك المساعي والتحركات المرصودة قد حُكِمَ عليها بالفشل إلى ما لا نهاية؛ لأنها استخدمت، وجربت بالمستوى المهين الذي لا يمكن لها أن تستعيد قوتها، بالإضافة إلى غياب المشروع والرؤية والهدف، ومع تجاذب المصالح والأطماع والمؤامرات ضد اليمن من قبل قوى العدوّ الصهيوني جعل من أولئك المرتزِقة أعداء لأنفسهم ودينهم قبل أن يكونوا أعداء لأنفسهم؛ ولذا فأي تحرك لهم اليوم هو يأتي في إطار ما يخطط له العدوّ من تحركات لردع الموقف اليمني المساند لغزة، وسيواجه بضربات قاصمة، وتصدٍ كبير بفضل الله، وبفضل العزيمة والإيمان الذي يتحلى به الشعب اليمني من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، ووعيه وإدراكه بحجم هذا العدوّ، وخطورة مشروعة الإجرامية ضد الأمّة.
-ألا يظهر تصادم مشاريع الانتقالي، المحرمي، الإخوان، وجماعة عفاش، كعامل انتكاس واقعي لمليشيا أمريكا، إسرائيل، السعودية، الإمارات، والأوروبيين؟
هذا من جانب، وهو غياب الرؤية والهدف وتجاذب المصالح والأطماع والولاءات، بالإضافة إلى ذلك وهو الأهم الزخم الشعبي اليمني المتعاظم مع القضية الفلسطينية، والدعم اليمني المساند سواء على المستوى الشعبي، أو العسكري، أو السياسي ضد كيان العدوّ الصهيوني ومؤامراته.. أضف إلى ذلك مستوى وحجم الاستعدادات الكبيرة، ومستوى التطوير الكبير في السلاح، والإمكانيات التي باتت اليمن تمتلكها مؤخراً، كلّ تلك المعطيات ستسهم -بفضل الله- في ردع ذلك العدوّ قبل أن يفكر بالتحرك في إطار المشروع الأمريكي الإسرائيلي الغربي الذي يحاك ضد اليمن، وسيدفن تحت رمال هذه التربة الطاهرة التي لا تقبل العمالة والخنوع والارتهان لأعداء الأمّة ومجرميها.
-كيف ينظر أبناء المحافظات الجنوبية اليمنية للتحركات الأمريكية وتحركات المرتزِقة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها أبناء الجنوب؟
الشارع اليمني اليوم متأزم أكثر من أي وقت مضى بفعل المعاناة والأزمة التي يعيشها المواطنون في المحافظات المحتلة؛ نتيجة تراكم الأزمات الاقتصادية والانهيار الكارثي للريال اليمني، والتي انعكست على أوضاع المعيشة للمواطنين، وتسببت في ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية مع انقطاع المرتبات عن الموظفين منذ أكتوبر الماضي، وكلّ هذه العوامل والأسباب تنذر بانفجار وشيك للوضع بعد أن وصلت المعاناة إلى مرحلة لا تطاق، وبات المواطن اليمني يحلم بتوفير قوت يومه الأساسي كالخبز والماء.
-ولكن ما تأثير هذا على المرتزِقة وأدوات تحالف العدوان؟
لا شك، أنه وبعد هذا الوقت أصبح المواطن اليمني في المحافظات الجنوبية المحتلة جلَّ تركيزه واهتمامه موجه صوب قوات الاحتلال السعوديّ والإماراتي والأمريكي، ولم تعد تلك الأدوات في نظرهم سوى جماعات مرتزقة رخيصة باعت الأرض والعرض والشرف مقابل المال المدنس، ولذا فإن الأصوات والاحتجاجات التي نسمعها، ونشاهدها اليوم كلها مطالبة برحيل الاحتلال والتحالف من اليمن، وما يدركه الشعب اليمني أكثر من أي وقت مضى بأن رحيل المحتل هو المطلب الأساسي، وبرحيله لن يكون لأولئك المرتزِقة الرخاص الذين تسببوا بكل هذه المعاناة والأوضاع والقتل والترهيب والإجرام ضد الشعب اليمني أية قيمة أو أثر.
-مسؤول في المهرة يلوح بالتصعيد الشعبي ضد التحالف وحكومة المرتزِقة ويتحدث عن توجه المحافظة نحو تنفيذ خيارات مفتوحة تتجاوز توقعات التحالف…برأيكم ماذا يمكن أن تكون تلك الخيارات؟
لا شك أن هذه الأصوات والمواقف وإن كانت متأخرة إلا أنها تعكس الرغبة اليمنية في استعادة ما نهب وسلب واستبيح من قبل المحتل السعوديّ الإماراتي، وهي رسالة واضحة بأن المحتل محكوم عليه بالزوال سواء أكان ذلك اليوم أو غداً من خلال أعدائه، أو من خلال من تحالف معه بداية الأمر.
وكم نتمنى أن نسمع مثل هذه الأصوات والمواقف التي تكفر عن خطيئتها، وتعمل على تصحيح ما ارتكبته من أخطاء ومظلومية بحق الشعب اليمني، وتعمل على تصحيح ذلك الاعوجاج الذي تسبب في قتل وتشريد وتجويع ملايين اليمنيين ونهب الثروات وتدمير المقدرات الوطنية لأجل مصالح العدوّ، وتسهيل مشاريعها التدميرية على حساب الشعب اليمني وحقوقه المشروعة.
-هل هي مطالبات الحكم الذاتي أم مخططات تقسيم؟
لا أعتقدها مخططات حكم ذاتي بقدر ما هي خطط وضعت وأعدت في إطار مواجهة المخططات الرامية إلى جرها اليوم نحو التشرذم والانقسام، وحتى تظل اليمن ضعيفة منهزمة منكسرة أمام هذه الزخم والغزو الأجنبي والغربي في اليمن بما يمهد لكل قوة أو طرف أن تسيطر على منطقة، ويرجع اليوم إلى حكم السلطنات والمشيخات تحت إدارة وسيطرة المحتل الأجنبي الذي سيكون هو الوالي على تلك المنطقة.
-السعودية والإمارات تسعيان لتأزيم وضع المحافظات المحتلة أكثر فأكثر، حيثُ الصراع بينهما كبير.. وكلّ يوم يمر يمثل صورة أسوأ في حياة الناس هناك؟ كيف تقرأون هذا الصنيع من وكلاء الاستعمار من أعراب الجزيرة؟
مستوى الصراع بين السعودية والإمارات وصل إلى مستويات ومراحل متأزمة، وهو بلا شك قد ألقى بظلاله على مجريات الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي تعيشها المحافظات المحتلة اليوم، فبعد أن اتضحت حقيقة كلّ طرف تجاه الآخر، وتعرت وانكشفت تلك المخططات الاحتلالية والمصالح والأطماع أمام الشعب اليمني، وباتت حقيقة تلك المؤامرات، حيثُ تأزم الوضع أكثر وخاف كلّ طرف من خسارة ما لديه أو تراجعه عما بدأ به، وهو ما تسبب اليوم بخلق واقع متأزم من الصراع اللامتناهي بين السعودية والإمارات وسعي كلّ طرف تثبيت نفسه على حساب الآخر، ولا شك أن هذه المهزلة ستنتهي قريباً ويجتث اليمنيون المحتل وأدواته الرخيصة إلى مزبلة التاريخ بعد أن يلقنهم دروساً قاسية في الرجولة والعزة والكرامة.
-ما مستوى إدراك رجل الشارع، والمواطن البسيط في المناطق المحتلة لدور المرتزِقة في تنفيذ أجندة المحتل؟
المواطن اليوم حائر بين الركض وراء لقمة عيشه، والنظر إلى ما يدور حوله من مؤامرات؛ ففي الوقت الذي يفترض فيه أن يتم توفير أو تحسين مستوى الخدمات المعيشية للمواطنين أصبح المواطن اليوم يسخر من مرتزِقة التحالف، ومن مستوى الوضاعة التي وصلوا إليها مع أسيادهم.. لقد فقد المواطن اليمني الثقة بالمحتل ومرتزِقته وبات اليوم يحشد للتصدي لمشاريع المحتل التقسيمية وطرده، والخلاص منه ومن أدواته الرخيصة.
-قبل أيام جرى الحديث عن حكم ذاتي لسقطرى؟ كيف تعلق على هذا؟
صراع النفوذ بين قطبي الاحتلال في المحافظات المحتلة ألقى بظلاله على مجريات الأحداث في تلك المناطق والأطراف الموالين لهم، فالإمارات التي باتت تشعر بالخطر من التمدد السعوديّ في حضرموت والمهرة وعدن ولحج وجدت نفسها أمام خيار استئصال سقطرى من المحيط اليمني وسلبها الهوية اليمنية، ناهيك عن الأهمية الجغرافية للجزيرة التي تتمتع بموقع استراتيجي هام، جعلها محل أطماع، وأنظار قوى الاستعمار ممثلة بأمريكا وإسرائيل، وما نراه اليوم من استحداثات عسكرية، وعمليات سلخ الهوية اليمنية جزء من ذلك المخطط.
-السعودية دفعت مؤخراً بتعزيزات عسكرية “ضخمة” باتجاه عدن ليست المرة الأولى.. ما الهدف من هذه التعزيزات؟
لا شك، أن ما يدور خلف الكواليس من تحركات مريبة ومشبوهة تعكس الوجه الحقيقي للسعودية الذي يعتمد على الخداع والغدر وهو ليس بخفي على أبطال الجيش اليمني، والأجهزة الاستخباراتية في صنعاء، وقد بات واضحاً وجلياً للجميع حقيقة الدور الخبيث الذي تقوده السعودية في هذا التحالف الغربي على اليمن، وكيف أنها جعلت من نفسها مطية لتلك المؤامرات على اليمن، والتي بلا شك ستكون وبالاً عليها، وجحيماً على أمنها واستقرارها الذي بات رهن إشارة الأبطال، وستجني ثمار ما تحصد من غدر، وعدوان هي وكلّ المتآمرين على اليمن.
-في المقابل السعودية تتحدث عن اتصالات مع صنعاء لتنفيذ ما تم التوافق عليه من قبل.. كيف تقرأون هذا التحرك السعودي بالتزامن مع تصعيد أمريكي إسرائيلي في اليمن؟
السعودية بسياستها الحالية تكيل بمكيالين، الأول تراوغ في الشق السياسي، وتعمل على جعل نفسها وسيطة في الملف اليمني، وكأنها ليست الطرف المعتدي على اليمن، والآخر تحيك المؤامرات، وتحضر مع الأعداء في إدارة العدوان على اليمن، وهي بهذا السلوك تؤكد حقيقة ما عرفها اليمنيون عليه خلال الأزمنة الماضية، كحاضنة رئيسية للعداوة والمؤامرة على اليمن، وهذا ما يجب أن تخاف منه السعودية، والتي وضعت نفسها في موقف لا مفر منه أمام غضب وبطش الشعب اليمني الذي يقوم بواجباته الإنسانية والأخلاقية تجاه أمته ومقدساته، ولن يتهاون ويتساهل أمام أي طرف كان قد يتسبب بالأذى والضرر للشعب اليمني والأمّة.
-هناك كثير من الأصوات التي تدعو إلى مواجهة التجنيد للجماعات “التكفيرية”، فتكرار حضور هذه الجماعات في مناطق الصراعات في المنطقة يشير دائماً إلى ما يصاحبها من فوضى.. ما مستوى التخوف من حضور هذه الجماعات؟
هناك تخوف من تبعات هذا التمدد الوهابي الذي يعتمد على القتل والتكفير وتشويه الدين الإسلامي الحنيف، والأمر لا يقتصر على الفتاوى والخطب، بل امتد ليشمل وجود معسكرات تجنيد وقوات عسكرية باسم الدين تعمل على نشر تلك الأفكار المتطرفة والارهابية بهدف زعزعة الاستقرار، ونشر الفوضى والارهاب بين المواطنين في مخطط يعكس الأهداف الخفية للتمدد السعوديّ الخفي تحت غطاء الدين الذي بات يتوسع بكثرة في الآونة الأخيرة في المحافظات المحتلة.
حضورها يهدف إلى إغراق المحافظات المحتلة في وحل الإرهاب ومستنقع الفوضى كما يجري الآن في بعض مناطق شبوة وأبين، حيثُ تتمركز الجماعات الإرهابية المتطرفة، وتسيطر على بعض المناطق، بشكل كلي، وأيضاً بما يتوفر لها من إمكانيات ضخمة لمساعدتها في السيطرة على الأوضاع، وهو ما يجري له التخطيط حالياً ليشمل باقي المحافظات، من خلال نشر وإنشاء مراكز دينية متطرفة تعمل على دعم هذه الأفكار ونشرها ليخدم مصالح العدوّ ويمكنه من مواصلة احتلاله تحت غطاء مكافحة الإرهاب الذي أسسه وأوجده بنفسه.
-أخيرًا.. كيف تنظرون إلى مستقبل اليمن في ظل الأحداث والتطورات الجارية محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا؟
لا شك، أن الموقف اليمني المساند والقوي تجاه القضية الفلسطينية قد أربك الأعداء وفضح مخططاتهم وعرى حقيقتهم المظلمة تجاه الأمّة والشعب، وما جرى، ويجرى من مؤامرات وتحركات ضد اليمن ليست إلا محاولات لوقف هذا الإسناد المتعاظم، ومساعٍ لإفشال العمليات البطولية التي تقوم بها المقاومة ضد كيان العدوّ في كلّ من غزة والبحر الأحمر ولبنان، وقد أثبتت الأيام أن هذه الحرب لن تتوقف، وأن جبهة الإسناد لن تتراجع ما لم يكن هناك وقف كلي للحرب على غزة، وتراجع الكيان الصهيوني في المضي نحو مشروعه التقسيمي للأمة، وأن الشعب اليمني وقيادته الحكيمة والربانية ماضون نحو تحقيق الأهداف المنشودة لهذه الأمّة في ردع العدوّ، وقض مضاجعهم، ولن تكون هناك أية قوة، أو تحالف، أو عدوّ يستطيع من وقف هذا المد الجارف من الغضب الشعبي اليمني تجاه ما يجري، ويحصل لإخواننا في غزة وفلسطين مهما كلفنا ذلك من ثمن.
وفيما يتعلق بالمرتزقة والعملاء نقول لهم إن الشعب اليمني قد عرف حقيقتكم، وبانت مؤامراتكم وعمالتكم للعدو الصهيوني الأمريكي، ولن تكونوا بمنأى عن ضرباته وعملياته البطولية التي ستنال منكم، حيثُ كنتم، ولا شك أنكم الآن تدركون حقيقة الوضع الذي أوقعكم العدوّ فيه، فلا أرض تقبلكم، ولا سماء تحميكم، ولا سلاح يدفع عنكم بأس وغضب الشعب اليمني المقاوم.
المسيرة – حاوره إبراهيم العنسي