منتدى تكنولوجيا التجارة يسلط الضوء على قدرة التقنيات الحديثة على إحداث ثورة في التجارة العالمية
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
جمعت النسخة الأولى من منتدى تكنولوجيا التجارة مجموعة من كبار الخبراء لمناقشة كيفية الاستفادة من التقدم التكنولوجي المتسارع لتحقيق نظام تجاري عالمي أكثر كفاءة وأمانًا وسهولة وفعالية من حيث التكلفة، يعمل على تسريع حركة السلع والخدمات عبر أنحاء العالم، ويضيف قيمة تجارية مقدرة بنحو 9 تريليونات دولار في دول مجموعة السبع وحدها.
وعقد المنتدى بالتزامن مع المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية، الذي تستضيفه دولة الإمارات في العاصمة أبوظبي خلال الفترة من 26 إلى 29 فبراير الجاري، ويعد ا ركيزة أساسية لمبادرة تكنولوجيا التجارة العالمية، التي أطلقتها دولة الإمارات بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي في يناير 2023 لتعزيز الاعتماد واسع النطاق للتقنيات الناشئة التي تهدف إلى تحديث التجارة العالمية.
وكان من بين المتحدثين في منتدى تكنولوجيا التجارة سعادة سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية التي سجلت قصص نجاح عالمية في إدماج التقنيات الحديثة في عملياتها التشغيلية حول العالم، بالإضافة إلى بورج بريندي، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، وباميلا كوك هاميلتون، المدير التنفيذي لمركز التجارة الدولية.
وانضم إليهم مجموعة واسعة من رواد تكنولوجيا التجارة العالميين في جلسات متعددة منها “رقمنة الإجراءات الجمركية لمعاملات سلسة عبر الحدود” بالتعاون مع التحالف العالمي لتسهيل التجارة؛ و”تمكين التجارة لدى المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة من خلال التكنولوجيا والابتكار” بالتعاون مع مركز التجارة الدولية؛ و”مستقبل التجارة: دور الذكاء الاصطناعي الموثوق في قيادة التحول التجاري” بالتعاون مع شركة IBM؛ و”من الوثائق إلى البيانات: رسم المسار وإزالة العقبات” بالتعاون مع غرفة التجارة الدولية؛ و”استخدام التقنيات الجديدة والحلول المبتكرة لتحسين الجمارك وتعزيز الأمن وتسهيل التجارة” بالتعاون مع منظمة الجمارك العالمية.
وأكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية رئيس المؤتمر الوزاري الثالث عشر، الذي يساهم في قيادة حشد الجهود الدولية لتحديث نظام التجارة العالمية لجعلها أكثر كفاءة واستدامة وشمولاً .. إدراكه للإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها التكنولوجيا المتقدمة في تحويل التجارة حول العالم.
وفي كلمته خلال افتتاح المنتدى، قال معالي الدكتور ثاني الزيودي: “توفر التكنولوجيا الحديثة حالياً عدداً متزايداً من الأدوات والتطبيقات التي يمكنها تعزيز كل حلقة في سلاسل التوريد العالمية، حيث يمكن رؤية تأثير إمكانات الذكاء الاصطناعي في تعزيز طرق الشحن وإدارة عمليات التخزين، والتحليل الاستباقي لإدارة الأزمات والمساعدة في التنبؤ بها، واستخدام تقنية البلوكتشين في الإجراءات الجمركية وحلول الدفع ومعاملات التمويل التجاري.”
وأضاف معاليه “تعمل مبادرة تكنولوجيا التجارة العالمية التي أطلقتها الإمارات بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي على إحداث تحول كامل في التجارة الدولية، والدولة عازمة على أن تكون رائدة عالميًا في تطوير هذه المبادرة وتوسيع نطاق الاستفادة منها عالمياُ. ومن خلال التعاون وتبادل الخبرات المشتركة، يمكن تعزيز استخدام التكنولوجيا في التجارة العالمية لبناء نظام تجاري أكثر إنصافًا واستدامة يمكّن الأفراد والمجتمعات والدول في جميع أنحاء العالم من الاستفادة القصوى من فوائد التجارة.”
وخلال كلمته، أعلن معالي الدكتور ثاني الزيودي عن إطلاق تقرير بعنوان ” اللائحة 5.0 لتكنولوجيا التجارة المستقبلية”. ويهدف إلى تدشين حقبة جديدة للوائح التجارة عن طريق استكشاف أهم الاتجاهات في تكنولوجيا التجارة وتأثيرها على التجارة العالمية، وتوفير مخطط لنظام تشريعي عالمي منسّق يشرف على أنظمة التجارة في المستقبل. وسيركز تحالف عالمي مقترح بصورة خاصة على رعاية التعاون الدولي حول لوائح “تكنولوجيا التجارة” لضمان تطبيقها الموحّد من جانب الدول الممارسة للتجارة، خصوصاً تلك النامية والأقل نمواً.
ومن جهته، قال بورج بريندي، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي إن منتدى تكنولوجيا التجارة ركز على اتجاهات النمو والتحديات التي تواجه التجارة الدولية حالياً مؤكداً أن التعافي الاقتصادي الحقيقي لن يتحقق من دون تعافي التجارة والاستثمار.
وأضاف أنه بإمكاننا تحقيق الأفضل، حيث يمكن للتكنولوجيا أن تجعل التجارة أكثر مرونة وأن توائمها مع قيمنا المجتمعية وتوفر الوظائف وتعزز النمو الاقتصادي وترتقي بمستويات المعيشة .
كما يرى التقرير أن التطور السريع للتكنولوجيا وتبنيها عبر سلاسل التوريد العالمية يجعل من تنظيم تكنولوجيا التجارة عنصراً حاسماً في تعميم تبنيها، فآليات حماية البيانات المرتبطة بالتجارة، وضمان المنافسة العادلة، وتوفير الأمن والخصوصية للمستهلكين تتطلب التطوير والاختبار، إلى جانب توطيد الوضوح القانوني لحل النزاعات المحتملة بين الشركاء التجاريين.
لكن بمجرد تحقيق ذلك، ستوفر مواءمة السياسات والأنظمة الدولية، وتسهيل الوصول العادل إلى التكنولوجيا، فرصاً هائلة للتنمية والنمو الاقتصادي الشامل للجميع. واستنتجت أبحاث أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن رقمنة التجارة وحدها يمكنها دعم تجارة الشركات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 4.5%، ويرتفع ذلك الرقم أكثر عندما تترافق الرقمنة مع الاتفاقيات التجارية الإقليمية .
وبالإضافة إلى جلسات النقاش، قدّم منتدى تكنولوجيا التجارة منصّة لعرض حلول تكنولوجيا التجارة بواسطة شركات القطاع الخاص والشركات الناشئة، بما في ذلك “مجموعة Adrianople”، المسؤولة عن إنشاء الخريطة الشاملة الوحيدة لكل منطقة اقتصادية خاصة في العالم، و”Jetstream “، مزود المنصة العابرة للحدود المدعومة بالذكاء الاصطناعي في أفريقيا، وشركة “Enigio” السويدية للتكنولوجيا المالية، التي تحاكي رقميًا العمليات الورقية بدءًا من الفواتير وقوائم التعبئة وحتى بوليصة التأمين أو سند الشحن.
ومن المقرر أن يصبح منتدى تكنولوجيا التجارة حدثًا سنويًا من شأنه تقييم التقدم المحرز نحو تحديث النظام التجاري الدولي وتعزيز التعاون والشراكات من أجل تسريعه. وهو الخطوة الأولى في بناء حركة عالمية لإحداث تغيير دائم في النظام التجاري العالمي.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
السيّدة ميّ ميقاتي التقت عقيلة ملك البحرين وشاركت في المنتدى والمعرض الاقتصادي العالمي للمرأة
إستقبلت عقيلة ملك البحرين الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة عقيلة رئيس الحكومة السيدة مي نجيب ميقاتي لمناسبة مشاركتها في "المنتدى والمعرض الاقتصادي العالمي للمرأة" بدعوة من"جمعية سيدات الأعمال البحرينية".
وجرى البحث في فعاليات المنتدى والعلاقات بين النساء اللبنانيات والبحرينيات.
وكانت السيدة ميقاتي ألقت كلمة في المنتدى جاء فيها:أتيت اليكم من لبنان، وانا احمل معي كل الحب لمملكة البحرين ملكا وشعبا،وبالاخص لنسائها اللواتي يسطرن صفحات ناصعة في تطوير بلدهن.كما أحمل اليكم ايضا الآم ومعاناة شعبنا، وبالاخص النساء، جراء عدوان اسرائيلي غير مسبوق على بلدنا ادى الى قتل وجرح ما يزيد عن عشرين الف انسان، اكثر من سبعين في المئة منهم هم من النساء والاطفال.
إن هذا العدوان لم يضعف عزيمة نساء بلادي على لملمة جراحهن والعودة للقيام بالدور الذي طالما قمن به في بناء وطننا واقتصاده ونهضته. ولهذا الدور تاريخ لا بد ان أعرض خلاصته، فالمرأة اللبنانية ترشحت للحياة البرلمانية للمرة الاولى عام 1960، ثم دخلت البرلمان اللبناني للمرة الاولى عام 1963. كما خاضت السيدات اللبنانيات تجارب الترشح لهذه الانتخابات على مدى العقود المنصرمة حيث تمكن العديد منهن من الفوز مسجلين حضورا مميزا في المجلس التشريعي اللبناني. كما تمكنت النساء اللبنانيات من دخول معترك السلطة التنفيذية مرات عديدة من خلال مشاركة البعض منهن في الحكومات المتعاقبة، وتولي وزارات أساسية.
وقالت: اما على المستوى الشعبي، فان لبنان من اوائل الدول العربية التي شرعت حق المرأة في خوض غمار العمل الاقتصادي والتجاري، على غرار التجربة الرائدة للنساء في البحرين. وقد اثبتت النساء عندنا حضورا مميزا ايضا في الجسم القضائي حيث ان عدد القضاة النساء يتجاوز الاربعين في المئة من العدد الاجمالي للقضاة في لبنان.كما ان عدد المحاميات يتجاوز الخمسين في المئة من اجمالي عدد المحامين.والأمر ذاته ينطبق على القطاع الهندسي.
وعندما نتحدث عن ميادين العمل الاقتصادي والتجاري فان القطاع المصرفي في لبنان تجاوز عدد العاملين فيه خمسة وعشرين الف موظف للنساء منهم حصة مهمة.وهذا الدور ازداد في السنوات العشر الأخيرة، إذ صرنا نرى عدداً أكبر منهن في سوق العمل وفي كل القطاعات الطبية والتجارية وغيرها ويتبوأن مراكز مهمّة في شركات عالميّة كبيرة.
وتابعت السيدة ميقاتي:وفي اوج الازمة الاقتصادية التي يعيشها بلدنا منذ قرابة ست سنوات نهضت النساء بدور كبير في احياء المؤسسات الصغيرة لاعالة عوائلهن، وفي مقدمة هذه المؤسسات كان الحضور البارز للنساء في المشاريع التجارية الصغيرة والمتوسطة الحجم بالاضافة الى التعاونيات الزراعية التي لم تكتف فيها باعمال الزراعة،بل ايضا طورت دورها لتشارك في عمليات تصنيع المنتوجات الزراعية وفق افضل المعايير الدولية. ورأينا في الفترة الأخيرة نساء يقدن شركات زراعية .
وقالت: في زمن ما قبل استقلال لبنان، كان تأسيس الاتحاد النسائي في لبنان وسوريا الخطوة الأولى لتنظيم عمل الناشطات والجمعيات والمؤسسات التي تعنى بشؤون المرأة ضمن برنامج اجتماعي وثقافي وسياسي مشترك، وهو أمر كان طليعياً في ذلك الزمن.كما كان لبنان من أول الدول العربية التي تمنح المرأة حق التعليم وهو الخطوة الأولى للتمكين والاستقلالية، لذلك كان تأسيس المدرسة الأميركية للبنات (LAU حالياً) خطوة رائدة في العام 1835. وفي مطلع القرن العشرين بدأت الجامعة الأميركية في بيروت باستقبال الطالبات في كليات الطب، طب الأسنان والصيدلة.
ان تجربة النساء اللبنانيات لم تبق محصورة في حدود بلدنا الصغير الحجم لبنان، بل ترك نجاح تجاربهن بصماته على تطوير دور المرأة العربية في عالم الاعمال من خلال التفاعل الذي قمن به مع رائدات الاعمال في الدول العربية. وهكذا إستحققن دخول مؤشر فوربس بجدارة، وبات من الصعب الكلام عن دور لسيدات الاعمال في المنطقة العربية من دون اعطاء الحيز الاكبر لدور سيدات الاعمال اللبنانيات.وباختصار فان النساء اللبنانيات وقفن مع النساء البحرينيات والنساء العربيات في مسيرة الكفاح والنضال والنجاح، وهذا الامر نلمس نتائجه المشرّفة في اكثر من ميدان وقطاع على غرار تجربة "جمعية سيدات الاعمال البحرينية" التي نحن في ضيافتها اليوم.وقد وصلنا الى عصر باتت فيه المرأة عنوانا للحداثة.
وختمت" من لبنان، بلدي الحبيب، إلى جميع اللواتي وقفن إلى جانبه في محنته، ومددن له يد المساعدة الانسانية، ادعوكم لزيارة لبنان البلد المضياف الفاتح يديه لاخوته وأخواته العرب، وفي الخليج العربي خصوصا".