وزيرة الهجرة: التمسك بتعريف أبنائنا بالخارج باللغة العربية ضروري لتعزيز الهوية
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
أكدت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج السفيرة سها جندي أن أبناء مصر هم القادة الجدد للمستقبل، وأن التمسك بتعريف أبناء المصريين بالخارج باللغة العربية له أهمية مضاعفة حتى لا تكون لغتنا حاضرا نعيشه فقط، بل مستقبل نصبو إليه، مشيرة إلى أن التكلم بها وتداولها هو إعطاء نفحات حياة لثقافات الشعوب التي تتحدث بها.
جاء ذلك خلال افتتاح الوزيرة سها جندي، فعالية بعنوان "مصر المحبة منذ فجر التاريخ"، والتي تم تنظيمها اليوم /الثلاثاء/ في مقر النادي الدبلوماسي المصري بوسط القاهرة، من أجل استعراض نتائج الجزء الأول من المرحلة الثانية للمبادرة والتي أطلقتها الوزارة تحت شعار "جذورنا المصرية".
وبدأت الفعالية بعرض فيلم وثائقي قصير بعنوان "حلقة الوصل" عن المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" وبرعاية وزارة الهجرة، حيث تناول الفيلم أهمية اللغة كأعظم اختراع بشري عرفه التاريخ، والتأكيد على أن مصر كانت وما زالت مهد الحضارات من خلال التجول في عدد من أبرز المعالم الأثرية والدينية التي جسدت مختلف الحضارات الإنسانية في مختلف العصور على أرض الكنانة.
وقالت وزيرة الهجرة إننا "نحرص على أن تكون حلقة الوصل التي تربط ماضينا بحاضرنا ومستقبلنا، ليس فقط من خلال اللغة والتي هي جزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية، بل الاحتفاء بوطننا الغالي مصر أرض المحبة والسلام منذ فجر التاريخ، فقد عرفت مصر المحبة والسلام والوحدة الوطنية منذ آلاف السنين وهي التي نقلت للعالم أجمع مع حضارتها العريقة هذه المفاهيم النبيلة التي هذبت الإنسانية وكانت السبب وراء تقدم الأمم وتحضر شعوبها".
وأضافت: "كعادتها كانت الحضارة المصرية القديمة رائدة في إرساء القيم الإنسانية من حب وخير وعدل، وكان التحام المجتمع على اختلاف طوائفه هو أساس نسيجنا المجتمعي المتماسك الذي امتد عبر العصور، فمصر عبر حضارتها الضاربة في أعماق التاريخ لم تعرف ما يسمى بالضد أو النقيض ولكن عُرِفت بالوئام، فقد عرف المصريون القدماء الوحدة الوطنية وحافظوا عليها وتصدوا للفتن الطائفية قبل 5 آلاف عام، ومن هذا المنطلق، حرصنا على إقامة هذه الفعالية المهمة إيمانًا منا بأهمية إرثنا الحضاري والتاريخي واتصاله على مر الزمان بتمسكنا بهويتنا المصرية الأصيلة ولغتنا العربية الغنية".
وتابعت الوزيرة أنه حرصا على تعميق الولاء والانتماء لدى أبناء المصريين بالخارج، فقد أطلقت وزارة الهجرة المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" والتي تشرف برعاية رئيس الجمهورية لفعالياتها لنواجه معًا حرب طمس الهوية لدى أبناء مصر في الخارج من الأجيال الثاني والثالث والرابع والخامس وتعزيز وتأصيل الروح الوطنية بداخلهم، علاوة على ترسيخ قيم التعايش السلمي والمواطنة وقبول الآخر.
واستعرضت الوزيرة نتائج المرحلة الثانية من المبادرة، وقالت إنه خلال العام الجاري، أطلقت وزارة الهجرة المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" تحت شعار "جذورنا المصرية" لتعريف أبناء المصريين بالخارج أيضًا بتراث وطنهم مصر الضارب بجذوره في عمق التاريخ وحضارتها العريقة، وذلك من خلال المعسكرات التفاعلية والتي كان آخرها في سبتمبر الماضي باستضافة ورعاية المتحف القومي للحضارة المصرية ومشاركة نحو 45 طفلا، تتراوح أعمارهم من 8 إلى 13 عامًا، من مختلف الدول بينها كندا وفرنسا وإنجلترا والمملكة العربية السعودية والإمارات والولايات المتحدة.
ولفتت إلى أنه خلال الفترة القادمة من خلال صفحات الوزارة و"اتكلم عربي" على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، سيتم إطلاق سلسلة "حواديت ماما سماح" بالتعاون مع الدكتورة سماح أبو بكر عزت، كاتبة الأطفال المعروفة، وبالتنسيق مع جريدة الوطن برئاسة الكاتب الصحفي مصطفى عمار، وذلك لغرس القيم والأخلاق النبيلة في نفوس وعقول صغارنا من المصريين بالداخل والخارج على حد سواء بأساليب ابتكارية وإبداعية تناسب العصر الحديث، منوهة كذلك بالتعاون الجاري مع الشاعر محمود موسى مؤسس مبادرة كبسولات لغوية.
واستطردت قائلة: "لقد حرصنا أيضا على عقد عدد من الندوات التثقيفية التي تستهدف أبناءنا في الداخل من المتعلمين في المدارس الدولية في مصر، وأبناءنا في الخارج من الجيل الثاني إلى الخامس من أبناء المصريين، لاهتمامنا بغرس جذور اللغة العربية في وعي أبنائنا بالداخل والخارج، والاحتفاء بالشخصية المصرية وتاريخها وإرثها الحضاري".
وتابعت: "هذا إلى جانب الاعتماد على أحدث أساليب التكنولوجيا الحديثة في إطلاق تطبيق إلكتروني للمبادرة الرئاسية (اتكلم عربي)، بالتعاون مع مؤسسة نهضة مصر، والذي يتيح الفرصة للأجيال المصرية الناشئة بالخارج لتعلم اللغة العربية قراءة وكتابة في أي مكان عن طريق الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، بالاعتماد على أحدث طرق التعلم التفاعلية من خلال تقديم تجربة معايشة متكاملة لثقافتنا المصرية وعاداتنا وتقاليدنا لا تخلو من المرح والألعاب، على إعداد سلسلة من الفيديوهات التعريفية بالتاريخ والحضارة المصرية".
وذكرت السفيرة سها جندي بأنه تم أيضا إطلاق حملة ترويجية على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالوزارة على مدار شهر أكتوبر الماضي تحت شعار "غني لمصر.. غني للنصر.. غني بالعربي" للاحتفال بالذكرى الخمسين لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، وقد لاقت المسابقة رواجا كبيرا بين أبناء المصريين بالخارج.
وتابعت في هذا الصدد أن الوزارة تلقت 30 مقطع فيديو تم نشر أفضل 12 مشاركة منها على 2 فيديو مجمع تم من خلالهما تجميع المشاركات المتميزة لأبناء المصريين بالخارج وهم يعبرون عن فرحتهم بانتصارات أكتوبر المجيدة من خلال النشيد الوطني والأغاني الوطنية الحماسية المختلفة باللهجة المصرية واللغة العربية، وذلك تنفيذًا لتوصيات الحوار الوطني للتأكيد على أهمية الحفاظ على الأغنية المصرية لدورها في الحفاظ على الهوية المصرية.
وأضافت أنه في ديسمبر الماضي، نظمت وزارة الهجرة فعاليات مؤتمر إحياء اليوم العالمي للغة العربية، بالتعاون مع وزارة الثقافة ومنظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة "اليونسكو"، في قصر الأمير طاز بالقاهرة، حيث تضمن المؤتمر جلسة نقاشية بعنوان "اللغة العربية: إبداعات الحاضر وآفاق المستقبل"، وكذلك ورشة لتعليم الكتابة بالخط العربي للأطفال من المصريين بالخارج، شارك فيها 21 من أبنائنا بالخارج والتي أكدت خلالها أهمية تمسك أبنائنا بالخارج بجذورهم وتاريخهم ومعرفة الحضارة المصرية التي علَّمت العالم مختلف الفنون.
وأشارت إلى الحرص على تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" للحفاظ على "جذورنا المصرية" من خلال نشر محتوى تعليمي وتثقيفي عن اللغة العربية وعن الدولة المصرية عبر العصور والحضارات المختلفة والمتعاقبة عليها، بمعدل 260 منشورا على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمبادرة لنصل بها إلى أكثر من 90 ألف متابع وبمعدل نحو 1.5 مليون مشاهدة لما تم نشره من فيديوهات، وقد نجحت الوزارة في الوصول برسائل المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى 10 ملايين كمعدل وصول إلى الجمهور المستهدف.
وتضمنت الفاعلية أيضا عقد حلقة نقاشية تناولت قضية الحفاظ على الهوية المصرية والثقافية وتعزيز الولاء والانتماء لدى أبناء المصريين بالخارج من الجيلين الثاني والثالث، وربطهم بوطنهم الأم وجذورهم المصرية وكيف كانت مصر حاضنة لكل الثقافات الأخرى.
يُذكر أن الفعالية عُقدت بحضور محمد عباس حلمي وزير الطيران المدني، وممثلين عن الأزهر الشريف، وممثلين عن الكنيسة المصرية، ورئيس المجلس الأعلى للثقافة، ورئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، وعدد من أعضاء مجلس النواب عن المصريين بالخارج، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ومجموعة من كبار الكُتاب والمفكرين والشخصيات العامة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أبناء المصریین بالخارج المبادرة الرئاسیة التواصل الاجتماعی المرحلة الثانیة اللغة العربیة وزارة الهجرة اتکلم عربی من خلال
إقرأ أيضاً:
لتعزيز التعاون المستقبلي.. وزيرة التخطيط تلتقي نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي
التقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، جيلسومينا فيجليوتي، نائبة رئيس بنك الاستثمار الأوروبي(EIB) والوفد المرافق لها، بحضور جويدو كلاري، رئيس المركز الإقليمي للبنك بالقاهرة، في إطار زيارتها لمصر، حيث عقدت جلسة مباحثات ثنائية مع البنك، الذي يمثل الذراع التمويلية للاتحاد الأوروبي وأحد أكبر شركاء التنمية متعددي الأطراف لجمهورية مصر العربية، وذلك لمناقشة آليات تعزيز التعاون المستقبلي.
وفي مستهل اللقاء، رحبت الدكتورة رانيا المشاط، بوفد بنك الاستثمار الأوروبي، مؤكدة أن البنك أحد أكبر شركاء التنمية متعددي الأطراف لجمهورية مصر العربية، وعضو رئيسي في مبادرة فريق أوروبا، ويعمل على دعم مجموعة واسعة من المشروعات التنموية في مختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية، لافتة إلى أنه على مدار السنوات الأربع الماضية كان بنك الاستثمار الأوروبي أكبر شريك تنموي أتاح استثمارات وتمويلات للقطاع الخاص من خلال الأدوات المبتكرة.
وأوضحت أن افتتاح بنك الاستثمار الأوروبي مركزه الإقليمي بالقاهرة في نوفمبر 2023، يُعزز التعاون والشراكة مع الشركاء من القطاعين العام والخاص في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما يعمل على تعميق الشراكة بين مصر والبنك، وفتح فرص جديدة في السنوات القادمة، ومعالجة التحديات الاستثمارية وزيادة تأثير التعاون مع الشركاء في الاستثمارات العامة والخاصة.
وناقش الاجتماع أولويات التعاون المُستقبلي بين الجانبين في ضوء أولويات المرحلة المقبلة واحتياجات الوزارات المختلفة لتعزيز التنمية الاقتصادية، كما استعرضت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، التطورات الحالية على مستوى مؤشرات الاقتصاد المصري والجهود التي تقوم بها الحكومة لزيادة مُساهمة القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي.
كما بحث الجانبان تطورات الشراكة في مجال الهيدروجين الأخضر وتحلية المياه والطاقة المتجددة والصحة والري، والتعاون المستقبلي خاصة على مستوى دعم الشركات الناشئة وريادة الأعمال، وكذلك المشروعات الجارية لشركة سكاتك النرويجية في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وتحلية المياه، والتي تعد واحدة من الشركات المستفيدة من التمويلات الميسرة من شركاء التنمية لدفع جهود التحول الاخضر في مصر.
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، على أهمية وضع آليات الاستفادة من المركز في تشجيع التعاون بين الجنوب والجنوب والتعاون الثلاثي بين مصر والمنطقة من خلال تبادل المعرفة بين دول الجنوب والاستفادة من التجارب التنموية الرائدة لمصر مع الشركاء التنمويين، ما يسهم في تحقيق التكامل وسد الفجوات التنموية بين الدول النامية والاقتصادات الناشئة.
وسلّطت الضوء على جهود الدولة المصرية لتعظيم مشاركة القطاع الخاص في القطاعات المختلفة، حيث تسعى الحكومة لتوفير كافة أوجه الدعم للقطاع الخاص وتهيئة بيئة الأعمال وتحسين مناخ الاستثمار، مشيرة إلى حرص الوزارة على تطوير الشراكة بين المؤسسات المالية والقطاع الخاص في مصر ليستفيد بالمزيد من الآليات التمويلية، منوهة عن عرض مختلف تلك الآليات سواء آليات التمويل المباشرة وغير المباشرة من شركاء التنمية عبر منصة "حافز" للدعم المالي والفني.
وشهد اللقاء استعراض مجالات التعاون المختلفة بين الجانبين وأبرزها التعاون في تنفيذ مشروعات برنامج "نوفى" و"نوفى +":بمحاور الطاقة والغذاء والمياه والنقل المستدام، إلى جانب التعاون في مجال الصحة في المشروعات الخاصة بتصنيع اللقاحات، كما تناول الاجتماع مناقشة الموقف التنفيذي لمشروع الصناعة الخضراء المستدامة (GSI) - ، وناقش الجانبان العمليات المستقبلية التي سيتم تنفيذها في مصر خلال السنوات القادمة مع بنك الاستثمار الأوروبي.
وفي هذا الصدد، أشادت «المشاط»، بالشراكة مع البنك في إطار برنامج «نُوَفِّي»، كما تطرقت إلى البيان المُشترك الصادر في COP29، عن 12 بنكًا دوليًا حول أهمية المنصات المبتكرة للعمل المناخي ومن بينها برنامج «نُوَفِّي»، كنموذج لما يجب أن تنفذه الدول النامية فيما يتعلق بطموحها المناخي.
وأطلعت نائب رئيس البنك، الدكتورة رانيا المشاط، على نتائح الاجتماعات التي عقدتها مع الجهات الوطنية والوزارات المختلفة، في إطار زيارتها لمصر، وذلك في ضوء ما تقوم به الوزارة من دور محوري لدفع الشراكة مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، خاصة الاتحاد الأوروبي، وناقشا تطورات الشراكة في مجالات الإسكان والصحة والري والكهرباء وغيرها من القطاعات.
جدير بالذكر، أن مصر والبنك الأوروبي للاستثمار يعملان معاً منذ عام 1979، حيث تم تمويل 127 مشروعًا بإجمالي حوالي 14 مليار يورو في القطاعين العام والخاص لمشاريع استثمارية مستدامة، ويشمل التعاون الحالي تنفيذ 16 مشروعًا تنمويًا في مختلف القطاعات مثل النقل، البيئة، المياه والصرف الصحي، المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والطيران المدني، كما تم افتتاح مكتب البنك الأوروبي للاستثمار في القاهرة في أكتوبر 2003، وكان أول مكتب يتم افتتاحه خارج الأراضي الأوروبية.