يرى محللون وأكاديميون تحدثوا لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟" أن المقاومة الفلسطينية متفطنة لنوايا إسرائيل التي تريد هدنة إنسانية مشروطة بتبادل الأسرى، ولكنها ترفض وقف إطلاق نار كامل في قطاع غزة وسحب قواتها من القطاع.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال إن إسرائيل وافقت على عدم القيام بأنشطة عسكرية في قطاع غزة خلال شهر رمضان المقبل.

وفي الدوحة، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن قطر متفائلة بشأن المحادثات، وتأمل في وقف الأعمال القتالية خلال شهر رمضان، ولكنه أكد عدم وجود أي اتفاق إلى غاية الآن بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل.

وقال الكاتب والباحث السياسي ساري عرابي إن المقاومة الفلسطينية لديها محددان أساسيان، فهي تسعى لأن تكون هناك أي صفقة أو تسوية تفضي لوقف إطلاق النار بشكل كامل في غزة وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع، ولكنها في الوقت نفسه تدرك الكارثة الإنسانية التي تسبب فيها الاحتلال، ولذلك تجد نفسها مسؤولة عن البحث عن حلول عاجلة ومتنفس للفلسطينيين داخل القطاع.

وأضاف عرابي أن الاحتلال الإسرائيلي يريد هدنة إنسانية مشروطة بتبادل الأسرى في الحرب، وأن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يسعى للتخلص من عبء الأسرى الذي قد يعرقل عمليات جيشه في غزة، وفي الوقت نفسه يرغب في تجريد المقاومة الفلسطينية من ورقة الأسرى.

وأعرب عرابي عن اعتقاده أن المقاومة الفلسطينية متنبهة لنوايا الإسرائيليين، ولن تلقي بالأوراق التي بين يديها في مرحلة واحدة، وهي تريد أن تتحكم بالمراحل كي تفشل مخططات نتنياهو وتؤسس بشكل فعلي لوقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، مؤكدا أن المقاومة الفلسطينية أبدت صلابة في مفاوضاتها بخلاف التجارب التاريخية للعرب في مفاوضاتهم مع إسرائيل، حيث ظلت متمسكة بمطالبها في إطار معقول من المناورة في التعاطي مع المقترحات التي تقدم إليها.

شروط إسرائيل

وفي المقابل يعتقد الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى أن إسرائيل تصر وخاصة رئيس حكومتها نتنياهو على عدم وقف إطلاق النار في غزة، وهم يتحدثون بشكل متواز بين مباحثات تهدئة والتحضير لعملية عسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة.

فعدم انتهاء الحرب واستئنافها بعد التهدئة هو قضية أساسية بالنسبة لإسرائيل، وهي تقول -كما يؤكد الأكاديمي والخبير- إن التهدئة غير مرتبطة بأي شكل من أشكال التصورات السياسية المطروحة في المنطقة، وغير مرتبطة بالعملية العسكرية في رفح، أي أن التهدئة بالنسبة لنتنياهو هي فقط من أجل استرجاع الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.

ومن جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية حسن أيوب أن أداء المقاومة على الأرض لا يشير على قدرة إسرائيل على حسم عملية التفاوض بورقة الضغط العسكري، كما يزعم الاحتلال، مؤكدا أن هناك انتقادات شديدة للجيش الإسرائيلي ولحالة الفوضى التي يتخبط فيها، وقد كشفت المقاومة الفلسطينية اليوم الثلاثاء أن جيش الاحتلال انهى عملياته في خان يونس (جنوب قطاع غزة) منذ أكثر من أسبوع دون تحقيق أي إنجاز.

ويرى الدكتور أيوب أن الولايات المتحدة الأميركية ترمي بثقلها من أجل إنجاح عملية التفاوض بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل والوصول إلى حلول وسط، لكن هذه الحلول تبدو غير مقبولة بالنسبة للمقاومة، وخصوصا حركة حماس، لكنها لا ترفضها علنا.

وأشار أيوب إلى بعد إستراتيجي في العملية التفاوضية وهو أن إسرائيل لم تتعود أن تتفاوض مع أي طرف فلسطيني أو عربي يمتلك أوراق قوة، وقال إن هناك لعبة إستراتيجية لتغيير قواعد التفاوض الآن وفي المستقبل، لأن ما يمكن أن يتم الاتفاق عليه اليوم سيكون له انعكاساته التفاوضية في المراحل المقبلة من التفاوض.

وتحدث أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية عن نقاط الخلاف بين الأميركيين والإسرائيليين بشأن الرؤية السياسية لما بعد الحرب على غزة، حيث تريد واشنطن عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، وهو ما ترفضه تل أبيب.

وأكد في السياق نفسه أن الأميركيين يطرحون رؤية سياسية تقوم على فكرة القضاء على المقاومة كشرط في مسار التفاوض على مستقبل المنطقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تغلي.. نتنياهو في عين العاصفة

يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع نفسه في عين العاصفة منذ أن قرر الحرب على قطاع غزة قبل 9 أشهر، خصوصا أن العملية العسكرية لم تحقق أهدافها بعد.

ويواجه نتنياهو عدة عقدة، منها عودة الرهائن التي لم تحرز تقدما رغم المفاوضات والوسطاء، مرورا بالضغوط لإنهاء القتال، وصولا إلى الجبهات المشتعلة والمظاهرات في الداخل، فضلا عن اتهامات الخيانة التي تلاحقه.
من جهته، شن الوزير المستقيل من مجلس الحرب بيني غانتس هجوما حادا على نتنياهو، وأكد أنه لا يمكن له مواصلة إدارة الحرب على هذا النحو، معتبرا أنه حان الوقت لتحديد موعد انتخابات مبكرة.

وقال في تصريحات له، اليوم (الإثنين): إن هذه الحكومة لا تستحق إدارة الحرب وعليها الاستقالة، وأضاف أن من اتخذ قرار الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء، الدكتور محمد أبو سليمة، برفقة 54 أسيرا من غزة بسبب الاكتظاظ في السجون، يجب أن يقال فورا.

وفي ظل تفاقم الخلافات السياسية، كان زعيم المعارضة يائير لبيد، كشف وجود محادثات مع أطراف مختلفة بينها حزب الليكود لإسقاط حكومة نتنياهو، مشددا على أن المعارضة «ستسقط حكومة نتنياهو من أجل إنقاذ الدولة».

وفي محاولة لدعم نتنياهو، قرر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ مساندة رئيس حكومته، قائلا: إن هناك شيئا فظيعا يحدث. وحثّ هرتسوغ، إثر حفل في القدس، الإسرائيليين على التخفيف من حدة التصريحات التحريضية والاتهامات بالخيانة بين المعارضين السياسيين، وفقًا لـ«القناة 13» الإسرائيلية.

وحذّر من أن الإساءة اللفظية يمكن أن تؤدي إلى العنف الجسدي إذا تركت من دون رادع، في إشارة منه إلى حالة الغليان في الداخل الإسرائيلي من الحكومة وملف الأسرى.

ورأى أنه عندما تحرض الجماعات وتتهم بعضها البعض بمحاولة تقويض وتدمير إسرائيل، فمن الواضح أن شيئا فظيعا يحدث، يبدأ بالعنف اللفظي، ولن ينتهي عند هذا الحد.

وكان نتنياهو زعم في كلمة ألقاها خلال احتفال بأسبوع الكتاب، أنه شعر في الأسابيع الأخيرة، بالرعب مرارا وتكرارا من كلمات من النوع الأكثر فظاعة، والمشبعة بالكراهية وبالعنف.

وانتشر مساء الأحد مقطع فيديو يظهر آيالا ميتزجر، زوجة ابن يوروم ميتزجر، الأسير الذي قُتل في ضربات إسرائيلية على غزة، وهي تقول أمام حشد من الناس إنه إذا لم يعد الأسرى المتبقون «فسننتظر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحبل المشنقة».

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تغلي.. نتنياهو في عين العاصفة
  • حماس: استخدام إسرائيل للأسرى دروعا بشرية جريمة حرب
  • فصائل المقاومة ترد على دعوة “بن غفير” لإعدام الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال
  • حركة الفصائل الفلسطينية تطرح 4 مطالب للموافقة على صفقة الأسرى
  • بعد شهور من العدوان الجوي والبري.. «فورين أفيرز»: المقاومة الفلسطينية «قوية» وانتصار إسرائيل «يَبْتعد»!
  • الصحة الفلسطينية تحذر من توقف مستشفيات ومحطات الأوكسجين بسبب نقص الوقود
  • الجهاد الإسلامي الفلسطينية تدين تصريحات بن غفير بقتل الأسرى في سجون الاحتلال
  • ذوو أسرى الاحتلال بغزة يطالبون بعدم السماح لنتنياهو بنسف صفقة التبادل
  • خبير عسكري: المقاومة الفلسطينية تستعيد قدراتها وتنفذ عمليات احترافية ضد الاحتلال
  • محللون: جيش الاحتلال أدرك أن المقاومة أصبحت واقعا يجب التعايش معه