قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إن الفرق بين سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا وسياستها تجاه إسرائيل هو عرض واضح للمعايير المزدوجة.

وأوضح “نيبينزيا” في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، "أن غزو الولايات المتحدة لـ سوريا بالذرائع الكاذبة للقتال ضد الإرهاب لا يزال يلعب دورًا مُدمرًا للغاية".

 

وأشار إلى أن هذا الوضع يكشف بوضوح عن معايير الولايات المتحدة الأمريكية المزدوجة الصارخة، لافتًا إلى أن واشنطن تسعى إلى تبييض هيئة تحرير الشام وهي المُدرجة على القائمة السوداء لمجلس الأمن الدولي.

وأضاف: "وفي الوقت نفسه، تحاول الولايات المتحدة تقديم العملية العسكرية اللاإنسانية والدموية التي تقوم بها إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة، والتي يُزعم أنها حملة على حماس، على أنها حرب ضد الإرهاب وممارسة إسرائيل لحقها في الدفاع عن النفس".

ولفت إلى أن الوضع الإنساني في سوريا يزداد سوءًا بسبب "الأضرار واسعة النطاق التي حدثت على مدى سنوات من الأزمة ونتيجة للزلزال الذي وقع العام الماضي على الحدود مع تركيا، والعقوبات الخانقة غير القانونية الأحادية الجانب، واستنزاف الموارد الطبيعية في سوريا التي نهبتها القوات الأمريكية، والتسييس المفرط للملف الإنساني العام".

وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة: "نشعر بخيبة أمل عميقة إزاء الافتقار المطلق للمبادئ لدى المانحين الغربيين الذين يتباهون بمساهماتهم في مساعدة اللاجئين السوريين في بلدان ثالثة، ويجد هؤلاء الأشخاص أنفسهم محكومًا عليهم بالمعاناة في مخيمات، مع عائلاتهم". 

وأضاف “نيبينزيا” أن بقاء الأشخاص على قيد الحياة يعتمد بشكل كامل على المساعدات الإنسانية، وذلك بدلاً من تقديم مساعدة حقيقية لـ سوريا لمساعدتها على تطوير وإصلاح بنيتها التحتية حتى يتمكن اللاجئون من العودة إلى ديارهم.

شكري لـ بيدرسون: مصر تحرص على التشاور والتنسيق باستمرار لحل أزمة سوريا شكري: مصر تحرص على التشاور مع أعضاء لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا الولايات المتحدة روسيا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إسرائيل مجلس الأمن الدولي هيئة تحرير الشام غزة قطاع غزة تركيا حماس الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

حرب ضروس قد تلتهم الشرق الأوسط

تمثّل المخاطر المرتبطة بالحرب بين إسرائيل وحزب الله سيناريو يوم القيامة بالنسبة لصانعي السياسة الأمريكيين، لكنه سيناريو يجب عليهم تجنبه. ألكسندر لانغلواز – إنترناشيونال إنترىست

يبدو أن إسرائيل وحزب الله اللبناني على استعداد لتصعيد الأعمال العدائية إلى حرب أوسع نطاقا. والحقيقة أن كلا الجانبين يدق ناقوس الخطر بينما تضع إسرائيل اللمسات الأخيرة على العمليات الثقيلة في غزة لتحويل التركيز إلى الجبهة اللبنانية، مع التزام إسرائيل بضمان هزيمة عدوها في الشمال.

ويجب أن يرعب هذا الواقع زعماء العالم الذين يجب عليهم أن يرفضوا علنا ​​أي صراع محتمل، نظرا لاحتمال النزوح الجماعي كما حصل مع أزمة اللاجئين 2015-2016.

لقد أرسل الرئيس جو بايدن مسؤولين كبارا إلى لبنان وإسرائيل للتحدث مع الطرفين عن حرب شاملة، لكن هذه الجهود متعثرة. ولا يزال حزب الله مصرا على ربط أي توقف للقتال بوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وهو الأمر الذي يواصل نتنياهو تقويضه من خلال التحدث علنا عن المفاوضات. وفي سياق مماثل، يفعل المسؤولون الأمريكيون الشيء نفسه مع حزب الله، حيث يقدم مسؤولون مجهولون ضمانات بأن الولايات المتحدة ستدافع عن إسرائيل في الحرب.

أما حزب الله فعليه أن يُظهر القوة والدعم لفلسطين ضمن أيديولوجية المقاومة الأوسع نطاقا للحفاظ على الشرعية بين قاعدة دعمه. وهذه الأيديولوجية هي التي تحرك تفكيره، مما يعني أنه لا يستطيع التراجع وسط قتال مع الإسرائيليين. وفي الوقت نفسه، تدّعي الولايات المتحدة أنها تدعم وقف التصعيد، لكنها تناقض نفسها من خلال الدعم غير المشروط لإسرائيل.

وضمن هذا الإطارفإن كل الطرق تؤدي إلى الصراع. ومن المرجح أن تختار إسرائيل القوة للسماح بعودة ما يقرب من 96 ألف مواطن إلى مدنها الشمالية. ويعتقد الإسرائيليون ذوو النفوذ أن بلادهم قادرة على هزيمة حزب الله رغم هزيمتين محرجتين سابقا في لبنان.

ورغم أن إسرائيل تحاول التوصل إلى وقف غير رسمي لإطلاق النار في غزة من خلال العمليات الكبرى في رفح لإيصال رسالة إلى حزب الله أن الحرب معها سيؤدي بهم إلى الهاوية، إلا أن احتمال نجاح الاستراتيجية ضئيل جدا.

وسبب فشل الاستراتيجية يعود إلى بعض الحقائق على أرض الواقع. فإسرائيل لن تلتزم بوقف كامل ودائم لإطلاق النار في غزة. ومن غير المرجح أن تتخلى حماس عن مطالبها، وعلى وجه التحديد الانسحاب الإسرائيلي الكامل ووقف إطلاق النار الدائم. ومن دون التوصل إلى اتفاق، من غير المرجح أن يوقف حزب الله وقف إطلاق النار من جانب واحد.

وعلى الرغم من كل الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة لتحقيق نتائج إيجابية وسلمية، أثبتت إدارة بايدن عدم قدرتها على القيام بما هو ضروري لتحقيق نتيجة تنهي القتال. ويرجع ذلك إلى اعتقاد بايدن بأن واشنطن يجب أن تلبي كل المطالب الإسرائيلية.

والنتيجة هي حرب بين حزب الله وإسرائيل ستجذب الولايات المتحدة بالتأكيد. فبنيامين نتنياهو يتلاعب بواشنطن بانتظام لدعم طموحاته. وعندما تبدأ القنابل في السقوط على تل أبيب بأعداد كبيرة مع اجتياح ترسانة حزب الله الصاروخية التي يبلغ قوامها 150 ألف صاروخ دفاعات إسرائيل فمن المرجح أن يختار المسؤولون الإسرائيليون إحراج بايدن علانية مرة أخرى. وستغطي هذه الحجة ما يتداولونه من أن بايدن لا يبذل ما يكفي لدعم حليفه الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط.

وسوف تسير النخبة السياسية الأمريكية في ركاب نتنياهو وتنخرط في الحرب. وعندما تبدأ الطائرات الأمريكية في قصف وادي البقاع، فإن خطر نشوب حرب إقليمية سيزداد بشكل كبير، مما يعرض القوات الأمريكية التي تحتفظ بمواقع نائية ضعيفة الدفاع في سوريا والعراق والأردن لخطر كبير من هجمات إيران أو المجموعات التابعة لها.

وسيكون لنزوح السكان آثار خارج المنطقة، مما سيؤدي إلى تفاقم الأزمات المستمرة في العراق وسوريا ولبنان. وسيؤدي هذا في النهاية إلى إجبار عدد لا يحصى من الأشخاص على الفرار إلى أوروبا أو دول إقليمية أخرى تواجه بالفعل مشكلات تتعلق بالاستقرار، بما في ذلك الأردن. ومثل هذه النتيجة من شأنها أن تتجاوز أزمة الهجرة في الفترة 2015-2016، مما يمثل مشكلة كبيرة لأوروبا وسط الحرب في أوكرانيا وصعود اليمين المتطرف.

وإذا انخرطت الولايات المتحدة في هذه الحرب فسوف تصرف انتباهها عن منطقة المحيط الهادي وشرق آسيا. وبذلك تقدم هذية ثمينة للصين التي ستستمتع بواشنطن المتعثرة.

وفي نهاية المطاف فإن المخاطر المرتبطة بالحرب بين إسرائيل وحزب الله تشكل سيناريو يوم القيامة بالنسبة لصناع القرار السياسي الأمريكيين، ولكنه سيناريو ينبغي لهم أن يتجنبوه، ويجب أن يكون واضحا الآن أن الولايات المتحدة لن تدعم الغزو الإسرائيلي للبنان. وأي شيء أقل من هذا النهج يترك واشنطن متواطئة في عاصفة نارية من صنعها.

المصدر: ناشيونال إنترست

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

مقالات مشابهة

  • روسيا تبدأ رئاسة مجلس الأمن الدولي والوضع في اليمن على جدول الأعمال
  • أمريكا وإسرائيل.. حكاية حبّ يجب أن تُروى.. في السياسة لا بدّ من الإيضاح
  • حرب ضروس قد تلتهم الشرق الأوسط
  • موسكو لـ ترمب: لا يمكن إنهاء حرب أوكرانيا في يوم
  • روسيا تلمح إلى إمكان رفع العقوبات عن طالبان
  • روسيا تلمح إلى إمكان رفع  العقوبات عن طالبان
  • روسيا ترد على تصريحات ترامب بشأن الأزمة الأوكرانية
  • نيبينزيا: توريدات إسرائيل لأنظمة "باتريوت" لأوكرانيا قد تكون لها عواقب
  • نيبينزيا: روسيا ستعقد اجتماعات لبحث الأوضاع في الشرق الأوسط خلال رئاستها لمجلس الأمن الدولي
  • التهديد الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية