لجريدة عمان:
2024-07-08@01:45:13 GMT

سلطنة عمان ومواقف وطنية مشهودة

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

كما يقال دومًا تنتهي الحروب والصراعات والأزمات ويبقى الأثر الإيجابي الذي تتحدث عنه الشعوب قبل القيادات. وبلادنا سلطنة عمان ومنذ أكثر من نصف قرن وهي نموذج للدولة المحبة للسلام التي تسعى بكل مواقفها وجهودها إلى إصلاح ذات البين بين الدول الشقيقة وحتى الصديقة، وهناك نماذج عديدة بذلت فيها سلطنة عمان جهودًا كبيرةً من خلال الحوار والموضوعية والصدق، مما أكسب تلك الجهود مصداقيةً إقليميةً ودوليةً واحترامًا واسعَ النطاق على صعيد المجتمع الدولي.

ولعل نموذج الملف النووي الإيراني والأزمة اليمنية والموقف المشرف والشجاع لقيادتنا التي يقودها بحكمة واقتدار جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه- تجاه القضية الفلسطينية يعطي مؤشرًا واضحًا على عمق تلك المواقف السياسية والوطنية لسلطنة عمان.

ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي بين قوات الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية والرأي العام الدولي والعربي ووسائل الإعلام والمراقبين ينظرون باهتمام كبير إلى مواقف بلادنا سلطنة عمان الثابتة تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وهناك إجماع عربي ودولي على أن مواقف سلطنة عمان تعد الأكثر بروزا على الساحة العربية والدولية من خلال الوقوف مع الحق الفلسطيني ومع ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد منطقة تتمتع فيها شعوب المنطقة بالأمن والاستقرار. ولعل الانسجام في موقف بلادنا سلطنة عمان جاء متناغمًا ومنسجمًا مع الموقف السياسي الرسمي، حيث كلمات جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- التي كان آخرها في دور الانعقاد الأول للفترة الثامنة في مجلس عمان، حيث خص القضية الفلسطينية بالاهتمام ووقوف سلطنة عمان مع حقوق الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي الغاشم. وكان هذا هو الموضوع الخارجي الوحيد في كلمة جلالته -حفظه الله- على صعيد القضايا الخارجية، وهذا يعطي مؤشرا على اهتمام القيادة السياسية بالقضية الفلسطينية وتواصل الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني. كما أن الشعب العماني سجل مواقف مشهودة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني الذي تعرض ولا يزال لأكبر المجازر البشعة في التاريخ الحديث. كما أن مواقف سماحة المفتي العام لسلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي أيضا جاءت منسجمة مع مواقف سلطنة عمان الرسمية والشعبية، علاوة على وقوف الصحفيين العمانيين مساندين لزملائهم الذين استشهدوا دفاعا عن الكلمة وإظهار الحقيقة للرأي العام العالمي والجرائم الكبرى التي ارتكبها الكيان الصهيوني وجيشه ضد الشعب الفلسطيني، حيث استشهد ما يقارب من ٣٠ ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء وقصف المدارس والمستشفيات وكل شيء يتحرك على الأرض. إن المواقف الوطنية لبلادنا سلطنة عمان تنم عن مبادئ راسخة ثابتة وعن حضارة إنسانية عريقة وقيم أصيلة لدى الشعب العماني وقياداته المتعاقبة طوال تاريخ سلطنة عمان العريق.

لقد سجلت سلطنة عمان واحدا من أهم المواقف السياسية والشعبية والإعلامية والإنسانية تجاه قضية الشعب الفلسطيني من خلال كلمات جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وبيانات وزارة الخارجية والتصريحات المتواصلة والاتصالات التي يجريها معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية مع عشرات من وزراء خارجية الدول الشقيقة والصديقة لإنهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة ووقف المجازر ضد المدنيين. ومن هنا فإن المواطن العماني يفتخر بمواقف بلاده المشرفة والشجاعة لنصرة الحق والعدل لتواصل سلطنة عمان تقديم نموذج راقٍ في مجال السياسة الخارجية والعلاقات الدولية وإيصال صوت الحق بكل صراحة وصدق. ومن هنا فإن الشعب الفلسطيني يكنّ كل الحب والتقدير والاحترام لسلطنة عمان قيادة وشعبا على تلك المواقف المشهودة التي تنم عن الضمير الإنساني الحي من خلال وصول أطباء عمانيين إلى قطاع غزة عبر معبر رفح لعلاج الجرحى من الشعب الفلسطيني رغم خطورة الوضع، حيث لا يتوقف القصف الهمجي الصهيوني ضد المدنيين الفلسطينيين. وعلى ضوء ذلك فإن الدبلوماسية العمانية تواصل تحركاتها في كل مكان لإيصال صوت الحق الفلسطيني.

لقد عبرت بلادنا سلطنة عمان عن موقفها الذي يستنكر المواقف الغربية وخاصة موقف الولايات المتحدة الأمريكية السلبي في مجلس الأمن، حيث استخدام الفيتو بشكل ينم عن عدم مسؤولية وإصرار وتشجيع رئيس حكومة الكيان الصهيوني على الاستمرار في الحرب وقتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين، كما أدت الصحافة والإعلام العماني دورًا مميزًا على صعيد التغطية الصحفية.

وعلى ضوء ذلك فإن تلك المواقف الوطنية لبلادنا سلطنة عمان وقيادتها الحكيمة هي محل فخر ليس فقط للشعب العماني ولكن للشعوب العربية وأيضا التعليقات الصحفية التي وضعت سلطنة عمان في مصاف الدول ذات المواقف السياسية الثابتة، ولعل المرافعة القانونية لسلطنة عمان أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي تعبر عن مصداقية وصدق الموقف العماني المشرف الذي نعتز ونفخر به جميعًا. حفظ الله بلادنا وسلطاننا والشعب العماني العزيز.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی لسلطنة عمان حفظه الله من خلال عمان ا

إقرأ أيضاً:

عُمان الإرث التليد... مشروع طموح يوثق كنوز سلطنة عمان الأثرية من السماء

أطلق المصور العُماني هيثم بن ناصر العزري مشروعًا يحمل اسم "عُمان الإرث التليد"، يهدف إلى توثيق وإبراز المواقع الأثرية والسياحية في سلطنة عُمان بطريقة مبتكرة ومتميزة. يعتمد المشروع على استخدام تقنية التصوير بالطائرات اللاسلكية (الدرون) لتقديم رؤية جديدة وشاملة للمعالم التاريخية والثقافية العُمانية، وحظي المشروع بموافقة ودعم رسمي بعد جهود حثيثة من قبل المصور "العزري"، الذي سعى لنقل صورة متعددة الأبعاد وتوثيق عدد كبير من المواقع الأثرية المنتشرة في أرجاء سلطنة عمان. يأتي هذا الدعم في إطار الحرص على تنمية مواهب الشباب العُماني، وتشجيع المبادرات الإبداعية التي تخدم الوطن.

وعن المشروع يقول المصور هيثم العزري: إن مشروع "عُمان الإرث التليد" يتميز بشموليته، حيث يهدف إلى توثيق أكثر من 430 موقعًا سياحيًا وأثريًا في مختلف محافظات سلطنة عمان. وتكمن أهمية المشروع في كونه يدعم رؤية عُمان 2040، التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد، وترسيخ مكانة سلطنة عمان كوجهة سياحية رائدة على المستويين الإقليمي والدولي.

ويضيف العزري: يتضمن المشروع إصدار كتاب سياحي إعلامي متميز، يوثق المعالم الأثرية والحارات القديمة بأسلوب مبتكر. سيحتوي الكتاب على صور احترافية للمواقع الأثرية، بالإضافة إلى خريطة تفاعلية تعرض جميع المواقع السياحية على امتداد الموقع الجغرافي لسلطنة عمان، مما يسهل على السياح والمهتمين التنقل والوصول إلى مختلف الوجهات.

وحول الأهداف يقول المصور هيثم العزري: يهدف المشروع إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية تعزيز الترويج السياحي من خلال إبراز جمال المواقع الأثرية العُمانية، وتشجيع الاستثمار الخارجي والسياحي في سلطنة عمان، وتقديم صورة مستقبلية ومتطورة للمواقع السياحية الأثرية، وتوفير مرجع شامل ومفيد للسياح والمهتمين بالتراث العُماني، ودعم القطاع السياحي، وتحقيق أهداف رؤية عُمان 2040.

يستهدف المشروع شريحةً واسعةً من الجمهور المحلي والعربي والعالمي، سعيًا لزيادة الاهتمام بالسياحة في سلطنة عمان وإبراز مقوماتها الفريدة، كما يهدف إلى التعريف بالمواقع السياحية الأثرية العُمانية بطريقة جاذبة وحديثة، وإنتاج صور عالية الجودة تحقق الفائدة والجذب المطلوب.

وفي تحليل دقيق لمكونات الشعار، أوضح المصور المبدع هيثم العزري الرمزية العميقة الكامنة في كل عنصر. فعدسة الكاميرا، التي تشكل محور التصميم، تحتضن في قلبها خريطة سلطنة عُمان، مجسدة بذلك الرسالة الجوهرية للمشروع: توثيق شامل ودقيق للكنوز الأثرية المنتشرة في ربوع السلطنة. هذا التكامل بين العدسة والخريطة يرمز إلى الجهد الدؤوب في تسجيل وحفظ الإرث الحضاري العُماني بصريا، وأن إدراج مقدمة القلم في التصميم يأتي كإشارة رمزية إلى أهمية التوثيق المكتوب، مؤكدًا على التكامل بين الصورة والكلمة في حفظ التاريخ. أما فيما يتعلق باختيار الألوان والعناصر التصميمية الأخرى، فقد استُلهمت بعناية من شعار رؤية عُمان 2040، مما يربط المشروع بالتطلعات المستقبلية لسلطنة عمان ويؤكد على الالتزام طويل المدى بالحفاظ على الهوية الثقافية والتراثية للبلاد يعكس مشروع "عُمان الإرث التليد" التزام الشباب العُماني بخدمة وطنهم وإبراز تراثه العريق.

وفي ختام حديثه، وجه المصور هيثم العزري نداءً للمهتمين والجهات الراعية للإبداع، داعيًا إياهم إلى تبني هذا المشروع الطموح ودعمه. وشدد على أن هذا الدعم ضروري لتحقيق الأهداف المنشودة للمشروع، والتي تتجاوز مجرد التوثيق الفوتوغرافي لتصل إلى صون وإحياء الإرث الحضاري العُماني العريق. فهذا المشروع، في نظر العزري، ليس مجرد مبادرة فنية، بل هو استثمار في الهوية الوطنية ورافد مهم لحفظ ذاكرة الوطن لأجيال المستقبل.

تجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع يشكل خطوة مهمة في مسيرة تطوير القطاع السياحي العُماني، ويعد نموذجًا للمبادرات الإبداعية التي تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والتراث العريق، مساهمًا في رسم صورة متكاملة لعُمان كوجهةٍ سياحيةٍ فريدةٍ تجمع بين أصالة الماضي وتطلعات المستقبل.

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف يعتمد تجديد إعارة إمامين إلى سلطنة عمان
  • مفاوضات اليمن وضريبة الدخل على الأفراد
  • عُمان الإرث التليد... مشروع طموح يوثق كنوز سلطنة عمان الأثرية من السماء
  • الفصائل الفلسطينية ترفض أي خطط لنشر قوات دولية في غزة
  • الرئيس الموريتاني يمنح سفير سلطنة عمان وسام كوماندور
  • سلطنة عمان تنافس بقوة فى قطاع الهيدروجين والطاقة النظيفة عالميًّا
  • الحديدة .. 26 مسيرة لأبناء حارس البحر الأحمر بعنوان “مع غزة.. جبهات الإسناد ثبات وجهاد”
  • أبناء الحديدة يحتشدون في 26 ساحة دعما واسنادا لغزة
  • حماس تؤكد رفضها أي خطط تتجاوز الإرادة الفلسطينية بشأن مستقبل غزة
  • حماس: نرفض أي تصريحات أو ومواقف تدعم خططا لدخول قوات أجنبية إلى قطاع غزة