سلطنة عمان ومواقف وطنية مشهودة
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
كما يقال دومًا تنتهي الحروب والصراعات والأزمات ويبقى الأثر الإيجابي الذي تتحدث عنه الشعوب قبل القيادات. وبلادنا سلطنة عمان ومنذ أكثر من نصف قرن وهي نموذج للدولة المحبة للسلام التي تسعى بكل مواقفها وجهودها إلى إصلاح ذات البين بين الدول الشقيقة وحتى الصديقة، وهناك نماذج عديدة بذلت فيها سلطنة عمان جهودًا كبيرةً من خلال الحوار والموضوعية والصدق، مما أكسب تلك الجهود مصداقيةً إقليميةً ودوليةً واحترامًا واسعَ النطاق على صعيد المجتمع الدولي.
ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي بين قوات الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية والرأي العام الدولي والعربي ووسائل الإعلام والمراقبين ينظرون باهتمام كبير إلى مواقف بلادنا سلطنة عمان الثابتة تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وهناك إجماع عربي ودولي على أن مواقف سلطنة عمان تعد الأكثر بروزا على الساحة العربية والدولية من خلال الوقوف مع الحق الفلسطيني ومع ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد منطقة تتمتع فيها شعوب المنطقة بالأمن والاستقرار. ولعل الانسجام في موقف بلادنا سلطنة عمان جاء متناغمًا ومنسجمًا مع الموقف السياسي الرسمي، حيث كلمات جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- التي كان آخرها في دور الانعقاد الأول للفترة الثامنة في مجلس عمان، حيث خص القضية الفلسطينية بالاهتمام ووقوف سلطنة عمان مع حقوق الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي الغاشم. وكان هذا هو الموضوع الخارجي الوحيد في كلمة جلالته -حفظه الله- على صعيد القضايا الخارجية، وهذا يعطي مؤشرا على اهتمام القيادة السياسية بالقضية الفلسطينية وتواصل الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني. كما أن الشعب العماني سجل مواقف مشهودة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني الذي تعرض ولا يزال لأكبر المجازر البشعة في التاريخ الحديث. كما أن مواقف سماحة المفتي العام لسلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي أيضا جاءت منسجمة مع مواقف سلطنة عمان الرسمية والشعبية، علاوة على وقوف الصحفيين العمانيين مساندين لزملائهم الذين استشهدوا دفاعا عن الكلمة وإظهار الحقيقة للرأي العام العالمي والجرائم الكبرى التي ارتكبها الكيان الصهيوني وجيشه ضد الشعب الفلسطيني، حيث استشهد ما يقارب من ٣٠ ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء وقصف المدارس والمستشفيات وكل شيء يتحرك على الأرض. إن المواقف الوطنية لبلادنا سلطنة عمان تنم عن مبادئ راسخة ثابتة وعن حضارة إنسانية عريقة وقيم أصيلة لدى الشعب العماني وقياداته المتعاقبة طوال تاريخ سلطنة عمان العريق.
لقد سجلت سلطنة عمان واحدا من أهم المواقف السياسية والشعبية والإعلامية والإنسانية تجاه قضية الشعب الفلسطيني من خلال كلمات جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وبيانات وزارة الخارجية والتصريحات المتواصلة والاتصالات التي يجريها معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية مع عشرات من وزراء خارجية الدول الشقيقة والصديقة لإنهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة ووقف المجازر ضد المدنيين. ومن هنا فإن المواطن العماني يفتخر بمواقف بلاده المشرفة والشجاعة لنصرة الحق والعدل لتواصل سلطنة عمان تقديم نموذج راقٍ في مجال السياسة الخارجية والعلاقات الدولية وإيصال صوت الحق بكل صراحة وصدق. ومن هنا فإن الشعب الفلسطيني يكنّ كل الحب والتقدير والاحترام لسلطنة عمان قيادة وشعبا على تلك المواقف المشهودة التي تنم عن الضمير الإنساني الحي من خلال وصول أطباء عمانيين إلى قطاع غزة عبر معبر رفح لعلاج الجرحى من الشعب الفلسطيني رغم خطورة الوضع، حيث لا يتوقف القصف الهمجي الصهيوني ضد المدنيين الفلسطينيين. وعلى ضوء ذلك فإن الدبلوماسية العمانية تواصل تحركاتها في كل مكان لإيصال صوت الحق الفلسطيني.
لقد عبرت بلادنا سلطنة عمان عن موقفها الذي يستنكر المواقف الغربية وخاصة موقف الولايات المتحدة الأمريكية السلبي في مجلس الأمن، حيث استخدام الفيتو بشكل ينم عن عدم مسؤولية وإصرار وتشجيع رئيس حكومة الكيان الصهيوني على الاستمرار في الحرب وقتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين، كما أدت الصحافة والإعلام العماني دورًا مميزًا على صعيد التغطية الصحفية.
وعلى ضوء ذلك فإن تلك المواقف الوطنية لبلادنا سلطنة عمان وقيادتها الحكيمة هي محل فخر ليس فقط للشعب العماني ولكن للشعوب العربية وأيضا التعليقات الصحفية التي وضعت سلطنة عمان في مصاف الدول ذات المواقف السياسية الثابتة، ولعل المرافعة القانونية لسلطنة عمان أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي تعبر عن مصداقية وصدق الموقف العماني المشرف الذي نعتز ونفخر به جميعًا. حفظ الله بلادنا وسلطاننا والشعب العماني العزيز.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی لسلطنة عمان حفظه الله من خلال عمان ا
إقرأ أيضاً:
ختام ناجح لمبادرة "إعلام مبتكر" من "عمانتل"
مسقط- الرؤية
اختتمت عمانتل مبادرتها الوطنية "إعلام مبتكر" الداعمة لجهود منظومة الاقتصاد الرقمي في سلطنة عمان لتمكين الإعلاميين من مواكبة التطور التقني باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك بمشاركة 200 إعلامي في محافظتي مسقط وظفار.
وكانت المبادرة قد أطلقت في أكتوبر من هذا العام في محافظة مسقط واختتمت جولتها في محافظة ظفار، لتشمل تطوير مهارات 200 إعلامي من مختلف المجالات من خلال ورش عمل تدريبية أخذت طابع المحاكاة والتطبيق العملي لأدوات الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع أكاديمية عمانتل.
وقال الدكتور غالب بن سيف الحوسني الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في عمانتل: "تأتي هذه المبادرة في سياق استراتيجية عمانتل للتحول إلى مزود تقني متكامل ورائد ولدعم الجهود التي تبذلها سلطنة عمان في جعل الاقتصاد الرقمي أولوية ورافدا للاقتصاد الوطني، ونعمل في عمانتل على تعزيز إمكانيات قطاعات الأعمال وتطويرها عبر التوعية بأهمية تقنيات المستقبل والفرص الواعدة عند تمكين هذه القطاعات باستخدام التقنيات الحديثة والناشئة، ولذلك أسسنا أكاديمية عمانتل بهدف تطوير المهارات الرقمية في سلطنة عمان وتعزيز الكفاءات في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني".
من جانبها، أكدت منى بنت ناصر المعمرية مديرة الصحافة الرقمية والإعلام بعمانتل، إيمان الشركة بأهمية الابتكار ودوره في تشكيل نماذج أعمال ملهمة ومميزة، مضيفة: "جاءت فكرة إعلام مبتكر لتعزيز العمل الإعلامي عبر تمكينه بتقنيات داعمة للذكاء الاصطناعي وتحقيق تجربة مستدامة مختلفة".
وقالت المعمرية: "حققت المبادرة نجاحها بالمخرجات الأولية المستهدفة مثل تفاعل المشاركين مع محتوى البرنامج الذي أخذ طابع المحاكاة وتطبيقات عملية تفاعلية ركزت على الذكاء الاصطناعي التوليدي وتحليل البيانات الضخمة وأتمتة المهام، فكانت صناعة البودكاست وتوليد النصوص والصور والفيديو إلى جانب أعمال الترجمة وتحليل البيانات الضخمة، وصولا إلى استخدام الطائرات دون طيار تعمل بالذكاء الاصطناعي هي أهم الأنشطة التي تم العمل بها خلال الورش. وأعد محتوى البرنامج بعناية ليتناسب مع المشاركين وخلفياتهم المهنية وتطلعاتهم من التدريب".