تضغط إدارة بايدن بشدة على إسرائيل وحماس للموافقة على صفقة جديدة لإطلاق الرهائن تجلب معها وقفًا ممتدًا للقتال (هدنة) قبل شهر رمضان المبارك الذي يحل خلال ما يزيد قليلا عن أسبوعين.

تعكس المساومات المكثفة حول صفقة الرهائن إحساس إدارة بايدن بأن حرب غزة قد تصل إلى منعطف آخر مع اقترابها من شهرها الخامس من القتال الوحشي.

ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أنهم إذا أمكنهم تحقيق هدنة لمدة ستة أسابيع تقريبا سيكون بمقدورهم الشروع في عملية أوسع نطاقا لخفض التصعيد في الشرق الأوسط. وبخلاف ذلك سيشتعل الفتيل لانفجار آخر عندما يبدأ شهر رمضان في حوالي 10 مارس.

طرح مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية ويليام بيرنز مقترحًا أمريكيًا «لتجسير الفجوة» في باريس يوم الجمعة الماضي لممثلي إسرائيل وأيضًا مصر وقطر الوسيطتين مع حماس، بحسب مصادر إسرائيلية قريبة من المفاوضات. الخشية من التدهور الحاد للوضع الإنساني في غزة وراء التحرك الأمريكي الجديد.

تدعو خطة الولايات المتحدة الى إطلاق سراح 40 رهينة إسرائيلية معظمها من النساء وكبار السن. وسيترافق ذلك مع وقف القتال لمدة أقلها 40 يومًا للسماح بتدفقات جديدة ومهمة للمساعدات الإنسانية إلى غزة. وسافر المفاوضون إلى قطر يوم الاثنين لجولة أخرى من المفاوضات، حيث سيكون بمقدور المسؤولين القطريين والمصريين تقديم التفاصيل إلى ممثلي حماس المقيمين في الدوحة.

المسألة الشائكة هي الخلاف الحاد بين إسرائيل وحماس حول عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُطلق سراحهم في تزامن مع إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. إسرائيل مستعدة للقبول بنسبة واحد إلى ثلاثة (إطلاق سراح إسرائيلي واحد مقابل ثلاثة فلسطينيين). وهذا من شأنه تحرير أكثر من 100 فلسطيني. في البداية طالبت حماس بإطلاق سراح آلاف الأسرى وهو ما يعني تقريبا كل فلسطيني في الأسر، ويشمل ذلك من تعتبرهم إسرائيل «إرهابيين». ووصفت إسرائيل هذا العدد بغير المعقول.

شكلت قضية الأسرى الانسداد الرئيسي في محادثات الرهائن على مدى أسابيع. وتعتقد بعض المصادر الإسرائيلية أن حماس ربما ستكون على استعداد للقبول بإطلاق سراح عدة مئات من الأسرى بدلًا عن آلاف. لكن سد هذه الفجوة لن يكون يسيرًا.

مقترح ويليام بيرنز يتكون من ثلاثة عناصر، وفقًا لمصادر إسرائيلية مطلعة. هنالك تفاصيل معقدة في كل عنصر من هذه العناصر الثلاثة لكن أساسياتها واضحة.

أول خطوة ستكون زيادة كبرى في المساعدات الإنسانية أثناء فترة الهدنة. وسيشمل ذلك السماح بدخول المزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة والمزيد من مستلزمات الإيواء للنازحين من سكان القطاع وإعادة فتح المخابز ومصادر الغذاء التجارية الأخرى والعمل على إعادة تشييد البنية الأساسية المدمرة.

سيظل توفير الأمن لقوافل العون وعمال الإغاثة تحديًا ضخمًا لأن فئات مسلحة تهاجم الشاحنات الداخلة إلى غزة وتحول بينها وتوصيل الإمدادات. لكن يعتقد المراقبون أن هذه الظاهرة ستخفّ عندما تصبح الإمدادات أكثر وفرة.

الجزء الثاني من صيغة بيرنز عبارة عن خطة لعودة محدودة وتدريجية للفلسطينيين إلى بيوتهم أثناء فترة الهدنة. يخشى الإسرائيليون من أن المناطق شمال غزة ستكون خطرة بحيث يصعب المرور عبرها. لذلك سيعكف المفاوضون على دراسة طبيعة الأرض هناك بعناية قبل الموافقة على التفاصيل.

العنصر الثالث من الخطة الأمريكية يتمثل في صيغة إطلاق سراح الأسرى والتي لها أهمية رمزية لكلا الجانبين. هنالك سؤال مثير للاهتمام وهو: هل ستشمل قائمة أسماء من سيطلق سراحهم مروان البرغوثي الذي قاد الانتفاضتين الأولى والثانية قبل أكثر من عقدين؟ وهو يعتبر على نطاق واسع الشخص الذي يمكن أن يوحِّد الفلسطينيين على أفضل نحو في فترة ما بعد الحرب.

إطلاق سراح الرهائن سيقلل من احتدام القتال لكنه لن يضع نهاية للحرب. فإسرائيل لا تزال مصرّة على استمرارها مع فترات توقف عن القتال في أثناء ذلك حتى هزيمة حماس إن لم يكن القضاء عليها تماما. والخطط الإسرائيلية لفترة ما بعد الحرب لاتزال غامضة وهي في نظر مسؤولي إدارة بايدن غير واقعية إلى حد بعيد.

هنالك جزئية في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن توضح مدى بُعد هذه الحرب من نهايتها. لقد طالبت حماس بانسحاب القوات الإسرائيلية إلى حدود غزة أثناء الهدنة. ويخشى الإسرائيليون أنهم إذا فعلوا ذلك ستبسط حماس سيطرتها مرة أخرى على الأراضي التي انسحبت منها. لذلك من المستبعد أن تستجيب إسرائيل لذلك المطلب.

الاتفاق الذي يحاول بيرنز التوسط لعقده لن يحل أيا من المسائل الكبيرة بشأن إسرائيل والفلسطينيين. لكنه على الأقل سيمنع وضعا مريعا في غزة من أن يصبح أكثر سوءًا. والتوصل إلى هدنة في القتال سيفتح الطريق لمقترحاتٍ أخرى أكثر جرأة من الولايات المتحدة والآخرين ربما توجِد مسارًا نحو حل حقيقي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إطلاق سراح

إقرأ أيضاً:

حماس توافق على المفترح المصري لوقف إطلاق النار

أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية موافقة الحركة على المفترح المصري لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال الحية: “تسلمنها قبل يومين المقترح من الوسطاء في مصر وقطر وتعاملنا مع بإيجابية ووافقنا عليه..ونأمل ألا يعطل الاحتلال هذا المقترح”.
وذكر مراسل موقع أكسيوس، السبت، أن حركة حماس وافقت على العرض المصري لوقف إطلاق النار في غزة من خلال الإفراج عن 5 رهائن أحياء وبدء مفاوضات بشأن وقف طويل للقتال.
ونقل المراسل عن مسؤول إسرائيلي قوله إن “الاقتراح المصري الذي وافقت عليه حماس يشبه إلى حد كبير الاقتراح الذي قدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قبل بضعة أسابيع خلال المفاوضات في الدوحة، وفي ذلك الوقت، رفضت حماس هذا الاقتراح”.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن الاقتراح قد يشمل أيضا إطلاق سراح الرهائن الذين لقوا حتفهم، لافتا إلى أنه من المتوقع أن تقدم إسرائيل مقترحا مضادا للموقف الذي قدمته حماس.
ومن المنتظر أن يتم مناقشة هذه القضية في اجتماع المجلس السياسي والأمني مساء السبت.
وقدر المسؤول الإسرائيلي أنه لن يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق بحلول عيد الفطر، الذي من المتوقع أن يبدأ يوم الأحد أو الاثنين، ولكن ربما يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق بحلول عيد الفصح اليهودي.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تتجه لإغلاق إذاعة الجيش وتطرح مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق النار في غزة
  • تسليم السلاح وخروج قادة حماس..نتانياهو يكشف شروطه لوقف إطلاق النار في غزة
  • إسرائيل توسع عملياتها البرية.. مقترح مصري لوقف إطلاق النار خلال عيد الفطر
  • آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة باتفاق رهائن جديد مع حماس
  • مصدر لـCNN: حماس وافقت على مقترح مصري لوقف إطلاق النار.. وإسرائيل ترد بآخر
  • حماس تعلن موافقتها على المفترح المصري لوقف إطلاق النار
  • حماس توافق على المفترح المصري لوقف إطلاق النار
  • القناة “12” الإسرائيلية: اقتراح مصري جديد لوقف إطلاق النار في غزة
  • مقابل هدنة في عيد الفطر..حماس مستعدة لصفقة جديدة لإطلاق سراح المحتجزين
  • الخارجية الأميركية: المساعدات ستتدفق على غزة إذا أطلقت حماس سراح الرهائن