حماس وإسرائيل تتقدمان ببطء نحو صفقة لوقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
تضغط إدارة بايدن بشدة على إسرائيل وحماس للموافقة على صفقة جديدة لإطلاق الرهائن تجلب معها وقفًا ممتدًا للقتال (هدنة) قبل شهر رمضان المبارك الذي يحل خلال ما يزيد قليلا عن أسبوعين.
تعكس المساومات المكثفة حول صفقة الرهائن إحساس إدارة بايدن بأن حرب غزة قد تصل إلى منعطف آخر مع اقترابها من شهرها الخامس من القتال الوحشي.
طرح مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية ويليام بيرنز مقترحًا أمريكيًا «لتجسير الفجوة» في باريس يوم الجمعة الماضي لممثلي إسرائيل وأيضًا مصر وقطر الوسيطتين مع حماس، بحسب مصادر إسرائيلية قريبة من المفاوضات. الخشية من التدهور الحاد للوضع الإنساني في غزة وراء التحرك الأمريكي الجديد.
تدعو خطة الولايات المتحدة الى إطلاق سراح 40 رهينة إسرائيلية معظمها من النساء وكبار السن. وسيترافق ذلك مع وقف القتال لمدة أقلها 40 يومًا للسماح بتدفقات جديدة ومهمة للمساعدات الإنسانية إلى غزة. وسافر المفاوضون إلى قطر يوم الاثنين لجولة أخرى من المفاوضات، حيث سيكون بمقدور المسؤولين القطريين والمصريين تقديم التفاصيل إلى ممثلي حماس المقيمين في الدوحة.
المسألة الشائكة هي الخلاف الحاد بين إسرائيل وحماس حول عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُطلق سراحهم في تزامن مع إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. إسرائيل مستعدة للقبول بنسبة واحد إلى ثلاثة (إطلاق سراح إسرائيلي واحد مقابل ثلاثة فلسطينيين). وهذا من شأنه تحرير أكثر من 100 فلسطيني. في البداية طالبت حماس بإطلاق سراح آلاف الأسرى وهو ما يعني تقريبا كل فلسطيني في الأسر، ويشمل ذلك من تعتبرهم إسرائيل «إرهابيين». ووصفت إسرائيل هذا العدد بغير المعقول.
شكلت قضية الأسرى الانسداد الرئيسي في محادثات الرهائن على مدى أسابيع. وتعتقد بعض المصادر الإسرائيلية أن حماس ربما ستكون على استعداد للقبول بإطلاق سراح عدة مئات من الأسرى بدلًا عن آلاف. لكن سد هذه الفجوة لن يكون يسيرًا.
مقترح ويليام بيرنز يتكون من ثلاثة عناصر، وفقًا لمصادر إسرائيلية مطلعة. هنالك تفاصيل معقدة في كل عنصر من هذه العناصر الثلاثة لكن أساسياتها واضحة.
أول خطوة ستكون زيادة كبرى في المساعدات الإنسانية أثناء فترة الهدنة. وسيشمل ذلك السماح بدخول المزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة والمزيد من مستلزمات الإيواء للنازحين من سكان القطاع وإعادة فتح المخابز ومصادر الغذاء التجارية الأخرى والعمل على إعادة تشييد البنية الأساسية المدمرة.
سيظل توفير الأمن لقوافل العون وعمال الإغاثة تحديًا ضخمًا لأن فئات مسلحة تهاجم الشاحنات الداخلة إلى غزة وتحول بينها وتوصيل الإمدادات. لكن يعتقد المراقبون أن هذه الظاهرة ستخفّ عندما تصبح الإمدادات أكثر وفرة.
الجزء الثاني من صيغة بيرنز عبارة عن خطة لعودة محدودة وتدريجية للفلسطينيين إلى بيوتهم أثناء فترة الهدنة. يخشى الإسرائيليون من أن المناطق شمال غزة ستكون خطرة بحيث يصعب المرور عبرها. لذلك سيعكف المفاوضون على دراسة طبيعة الأرض هناك بعناية قبل الموافقة على التفاصيل.
العنصر الثالث من الخطة الأمريكية يتمثل في صيغة إطلاق سراح الأسرى والتي لها أهمية رمزية لكلا الجانبين. هنالك سؤال مثير للاهتمام وهو: هل ستشمل قائمة أسماء من سيطلق سراحهم مروان البرغوثي الذي قاد الانتفاضتين الأولى والثانية قبل أكثر من عقدين؟ وهو يعتبر على نطاق واسع الشخص الذي يمكن أن يوحِّد الفلسطينيين على أفضل نحو في فترة ما بعد الحرب.
إطلاق سراح الرهائن سيقلل من احتدام القتال لكنه لن يضع نهاية للحرب. فإسرائيل لا تزال مصرّة على استمرارها مع فترات توقف عن القتال في أثناء ذلك حتى هزيمة حماس إن لم يكن القضاء عليها تماما. والخطط الإسرائيلية لفترة ما بعد الحرب لاتزال غامضة وهي في نظر مسؤولي إدارة بايدن غير واقعية إلى حد بعيد.
هنالك جزئية في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن توضح مدى بُعد هذه الحرب من نهايتها. لقد طالبت حماس بانسحاب القوات الإسرائيلية إلى حدود غزة أثناء الهدنة. ويخشى الإسرائيليون أنهم إذا فعلوا ذلك ستبسط حماس سيطرتها مرة أخرى على الأراضي التي انسحبت منها. لذلك من المستبعد أن تستجيب إسرائيل لذلك المطلب.
الاتفاق الذي يحاول بيرنز التوسط لعقده لن يحل أيا من المسائل الكبيرة بشأن إسرائيل والفلسطينيين. لكنه على الأقل سيمنع وضعا مريعا في غزة من أن يصبح أكثر سوءًا. والتوصل إلى هدنة في القتال سيفتح الطريق لمقترحاتٍ أخرى أكثر جرأة من الولايات المتحدة والآخرين ربما توجِد مسارًا نحو حل حقيقي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: إطلاق سراح
إقرأ أيضاً:
حماس: مستعدون لوقف فوري للنار لكننا لم نتلق عرضا جديا منذ أشهر (فيديو)
#سواليف
صرح عضو المكتب السياسي لحركة #حماس باسم نعيم بأن الحركة مستعدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في #غزة على الفور، لكنها أكدت أنها لم تتلق أي #مقترحات جادة من إسرائيل منذ أشهر.
وأفاد باسم نعيم خلال لقاء مع برنامج “العالم مع يلدا حكيم” على قناة “سكاي نيوز” البريطانية، بأن “الصفقة الأخيرة التي تم التوصل إليها بوساطة واضحة كانت في الثاني من يوليو.
وذكر في تصريحاته “تمت مناقشة كل التفاصيل وأعتقد أننا كنا قريبين من وقف إطلاق النار الذي يمكن أن ينهي هذه الحرب ووقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا كاملا من القطاع وتبادلا للأسرى”.
مقالات ذات صلة الدويري يكشف عن تحركات إسرائيلية لإنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان 2024/11/15وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس “للأسف.. فضّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو الذهاب في الاتجاه الآخر”.
وأوضح باسم نعيم أن حماس لا تشعر بالندم بشأن هجمات السابع من أكتوبر على الرغم من #الحرب على قطاع غزة التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
وأكد أن “طوفان الأقصى” عمل دفاعي، موضحا أنه يجب تذكر الأسبوع الذي سبق السابع من أكتوبر حيث قتل مئات الفلسطينيين بالقرب من حدود قطاع غزة وكان الناس يموتون من الجوع وبسبب نقص الأدوية.
واتهم باسم نعيم إسرائيل بارتكاب “مجازر كبيرة” في غزة، وقال إن حماس لم تتلق أي “مقترحات جادة” لوقف إطلاق النار منذ اغتيال زعيمها إسماعيل هنية.
وردا على سؤال عما إذا كان الهجوم الذي شنته حماس العام 2023 هو الذي أثار التصعيد في العنف، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم “إن الأمر يشبه تماما اتهام الضحايا بجرائم المعتدي”.
وتابع قائلا: “أنا عضو في حماس ولكنني في الوقت نفسه مدني فلسطيني بريء لأن من حقي أن أعيش حياة حرة وكريمة ومن حقي أن أدافع عن نفسي وأن أدافع عن عائلتي”.
وعندما سئل عما إذا كان نادما على الهجوم على إسرائيل أجاب نعيم: “هل تعتقد أن السجين الذي يطرق الباب أو يحاول الخروج من السجن يجب أن يندم على إرادته؟.. هذا جزء من كرامتنا.. جزء من كرامتنا أن ندافع عن أنفسنا وأن ندافع عن أطفالنا”.
وحول التغيير المقبل في الإدارة الأمريكية، قال نعيم إن حماس تدعو “أي رئيس” بمن فيهم دونالد ترامب إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لوقف الحرب على الفور.