لأول مرة.. علماء ينجحون في إنتاج خصيتين ثلاثيتي الأبعاد بالمختبر
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
لأول مرة، نجح العلماء في مختبر باستخدام خلايا الفئران في إنتاج نسخ مجهرية ثلاثية الأبعاد من الخصيتين.
وبحسب موقع "لايف سينس" العلمي عاشت الخصيتان المختبريتان في طبق لمدة تصل إلى تسعة أسابيع وشبهتا بشكل كبير خصيتي الفئران الطبيعية، حتى أنهما تكونتا من هياكل تشبه الأنابيب تعادل تلك التي تنتج الحيوانات المنوية في خصيتي الفئران والبشر.
كما عبرت الخلايا داخل الخصيتين النموذجية عن جينات مشابهة لتلك النشطة في خصيتي الفئران العادية.
تعد هذه الخصيتان المقلدة ما يسمى بالأعضييات، وهي عبارة عن هياكل ثلاثية الأبعاد ذاتية التنظيم يتم إنشاؤها لتشبه الأنسجة كاملة الحجم في الجسم.
أنشأ العلماء أعضييات لأن العديد من الأعضاء، بما في ذلك القلب والدماغ البشريين، بهدف التقاط تعقيدات هذه الأنسجة بشكل أفضل في صورة ثلاثية بطريقة تمثل علم الأحياء البشرية بشكل أفضل مما تفعله النماذج الحيوانية.
عادةً ما يتم إنشاء الأعضييات عن طريق تحفيز الخلايا الجذعية لتتطور إلى هياكل تشبه الأنسجة عن طريق تعريضها لمواد كيماوية متخصصة للنمو في طبق.
وصف الباحثون وراء أعضييات الخصية الجديدة إنجازهم في ورقة بحثية نُشرت في 12 يناير في المجلة الدولية للعلوم البيولوجية.
ويقولون إن الأعضييات يمكن أن تساعد على تحسين فهمنا للخصيتين، أو الخصى، التي تتمثل وظيفتها الرئيسية في إنتاج هرمون التستوستيرون الذكري والحيوانات المنوية اللازمة للتكاثر.
وبالتالي، يمكن أن توفر الأعضييات أيضًا نظرة قيمة على الحالات المرتبطة بسوء functioning الخصية، مثل اضطرابات النمو الجنسي والعقم عند الذكور، كما يقول العلماء.
وقال نيتسان جونين، المؤلف المشارك في الدراسة وكبير الباحثين في الطب الحيوي بجامعة بار إيلان في إسرائيل، لموقع Live Science في رسالة بريد إلكتروني: "بمجرد أن يكون لدينا نموذج خلوي للخصية في المختبر، يمكننا البدء في استكشاف كيفية عمل الخصيتين، وكيف تتفاعل أنواع الخلايا المختلفة داخل الخصية مع بعضها البعض، وكذلك محاولة معرفة ما إذا كان من الممكن إنتاج الحيوانات المنوية في المختبر".
درس جونين وزملاؤه عملية تسمى تحديد الجنس، حيث تتشكل الأعضاء التناسلية الذكرية أو الأنثوية - الخصيتين والمبيضين على التوالي - أثناء التطور الجنيني، استلهم الباحثون لإنشاء أعضييات الخصية الجديدة بعد إدراكهم لوجود نقص في النماذج المختبرية التي تشبه بشكل كبير هذه الأعضاء في جسم الإنسان.
في الدراسة الجديدة، استخرج الفريق خلايا خصية غير ناضجة من فئران حديثي الولادة، وبمساعدة بروتينات إشارات تحفيز النمو، دفعوها لتكوين أعضييات. تنظمت خلايا الأعضية نفسها بطريقة مشابهة لما يُشاهد في خصية الفئران الطبيعية.
تمكن الفريق أيضًا من زراعة أعضييات خصية من خلايا خصية الفئران المستخلصة من أجنة نامية. تحدث العديد من الأمراض المرتبطة بتطور الخصية وخللها أثناء التطور الجنيني، لذلك قد يكون القدرة على محاكاة هذه المرحلة من نمو الخصية مهمة بشكل خاص، كما كتب الفريق في الورقة البحثية.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
اكتشاف مذهل.. مذنب أخضر غامض ينفجر أثناء رحلته نحو الشمس
الولايات المتحدة – شهد المذنب الأخضر C/2025 F2 (SWAN) الذي اكتشف حديثا انفجارا مثيرا أثناء اقترابه من الشمس، ما أثار اهتمام العلماء وهواة الفلك حول العالم.
وهذا الجرم السماوي الذي يشبه جوهرة زمردية في الفضاء رصد لأول مرة من قبل فلكي أسترالي هاو في الأول من أبريل الجاري، أثناء بحثه في بيانات من مرصد الشمس والغلاف الشمسي، “سوهو”، وهو ثمرة تعاون بين ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية.
وكشفت الصور الجديدة التي التقطها المصور الفلكي مايك أولاسون من أريزونا عن زيادة مفاجئة في سطوع المذنب، حيث تضاعف لمعانه أربع مرات خلال الفترة بين الثالث والسادس من أبريل. وهذا التغير الدراماتيكي يعزوه الخبراء إلى ثوران جليدي أطلق سحابة من الغبار والجليد تعكس ضوء الشمس بشكل أكبر.
وهذه الظاهرة تطرح احتمالا مثيرا بأننا قد نكون أمام ما يعرف بـ”البركان الجليدي”، وهو نوع نادر من المذنبات التي تنفجر بشكل متكرر عند تعرضها لحرارة الشمس.
وتحدث البراكين الجليدية عندما تسبب حرارة الشمس تبخر المواد المتجمدة داخل المذنب، ما يخلق ضغطا هائلا يتسبب في تشقق القشرة الخارجية وانفجار محتوياتها الجليدية إلى الفضاء. ومن أشهر الأمثلة على هذه الظاهرة مذنب 12P/Pons-Brooks الذي أطلق عليه اسم “مذنب الشيطان” بسبب شكل القرون التي اتخذها أثناء انفجاره العام الماضي.
ويحذر العلماء من أن ثوران المذنب الأخضر، الذي كان يطلق عليه سابقا اسم SWAN25F، قد لا يعني بالضرورة بركانيا جليديا، بل قد يكون مجرد تبخر سريع لكتل جليدية على سطحه نتيجة التعرض المباشر لأشعة الشمس.
وهذا التفسير البديل يوضح لماذا كانت زيادة السطوع مؤقتة ولم تصل إلى شدة ما شوهد في المذنبات البركانية الجليدية المعروفة.
أما بالنسبة لرصده من الأرض، فما يزال المذنب مرئيا عبر التلسكوبات الصغيرة ومناظير الرصد الفلكي، لكن التوقعات بأن يصبح مرئيا بالعين المجردة في الأسابيع المقبلة أصبحت أقل تأكيدا بعد هذا الانفجار. فالتوقعات السابقة كانت تعتمد على بيانات تضمنت فترة السطوع المؤقت، ما قد يعني أن التقديرات كانت متفائلة أكثر من اللازم.
وهذا الحدث الفلكي الاستثنائي لا يقدم فقط مشهدا خلابا لعشاق السماء، بل يمنح العلماء فرصة ثمينة لدراسة سلوك المذنبات الغامضة وفهم آليات عمل البراكين الجليدية في أجسام النظام الشمسي البعيدة.
ومع استمرار المذنب في رحلته نحو الشمس، حيث سيصل إلى أقرب نقطة منها في الأول من مايو المقبل على مسافة 31 مليون ميل (50 مليون كيلومتر)، يترقب الجميع ما إذا كان سيقدم المزيد من المفاجآت التي قد تعيد كتابة فهمنا لهذه الأجرام السماوية الغامضة.
المصدر: لايف ساينس