هل تعاني من علاقة تنافسية مع شريك حياتك؟ إليك كيفية تجاوز العقبة
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
لأننا نعيش في عالم تقوده المنافسة، فإننا نقضي وقتا طويلا ونستنزف جهدا كبيرا في إجراء مقارنات مع أشخاص آخرين. وربما تتساءل عن سبب مقارنة نفسك بالآخرين، وكيف يؤثر ذلك عليك وعلى شريك عمرك أيضا؟ وهل وصلت إلى مرحلة تتنافس فيها مع شريك حياتك؟
لفهم حاجتك أو حاجة شريكك إلى المنافسة بشكل أفضل، حاول أن تلقي نظرة فاحصة على طبيعة العلاقات التنافسية، إذ سيساعدك ذلك في التعرف على علامات هذا السلوك، وكيفية التوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين، وبشريك حياتك بطبيعة الحال.
يقول أخصائي الطب النفسي الدكتور أحمد الشلبي للجزيرة نت، إن "العلاقة بين الزوجين يجب أن تكون تكاملية مبنية على أسس الاحترام المتبادل ومعرفة كل منهما واجبه تجاه الآخر. وفي حال فقد أحد هذه الأسس، وأصبح الأساس في العلاقة التنافس، فإنها تصبح أقرب للانهيار".
ويضيف "في بعض المجتمعات، يرفض الكثير من الرجال تفوق الزوجة من الناحية العلمية أو المادية أو العملية، خاصة إذا كانت كثيرة التباهي بإنجازاتها والتقليل من إنجازات شريكها، ناهيك عن شعورها بأحقيتها في حمل بعض مسؤوليات الرجل واتخاذ بعض قراراته. ويؤدي ذلك إلى ردود فعل عنيفة، وأولها عدم استقرار العلاقة الزوجية".
ويستطرد أخصائي الطب النفسي أن بعض الدراسات توصلت إلى أن "العلاقة التنافسية بين الزوجين من أهم أسباب الطلاق، لا سيما إذا كان التنافس ممزوجا بالتكبر على الشريك، لأن ذلك يولد مناخا من الكراهية والحقد الذي يجعل الانفصال هو الحل الأفضل في ظل هذه الظروف".
أحمد الشلبي: النظر إلى الشريك كمنافس يخلق شرخا في العلاقة ويسرع في نهايتها (الجزيرة) متى يكون التنافس بين الأزواج إيجابيا؟في المقابل، يشرح الشلبي أن العلاقة التنافسية بين الأزواج من الممكن أن تكون أمرا إيجابيا، "شريطة أن يكون التفاهم ركنا أساسيا في العلاقة، مع ضرورة تقدير إنجازات الشريك، وعدم التقصير في واجبات كل منهما تجاه الآخر، والابتعاد عن الأنانية وجعل استقرار العلاقة الزوجية والأسرية الأولوية الأولى وفوق أي اعتبار".
ويختم، "الندية في التعامل مع الشريك والنظر إليه كمنافس يخلق شرخا في العلاقة ويسارع في زوالها، لذلك لا بد من جعلها علاقة تكاملية لا تنافسية حتى تستقر".
قد تصبح التنافسية بين الأزواج أمرا إيجابيا شريطة أن يكون التفاهم هو الركن الأساسي في العلاقة (بيكسلز) المنافسة السلبيةوبدوره يقول المستشار الأسري الاجتماعي مفيد سرحان للجزيرة نت، "المنافسة السلبية واحدة من المشكلات التي يعاني منها بعض الأزواج، حيث يحرص كل منهما على أن يتغلب على الآخر ويتفوق عليه في كل شيء، وكأنهما في ساحة معركة ومواجهة مستمرة، مما قد يعجل في انهيار الحياة الزوجية".
ويتابع، "يترك التنافس أثرا سلبيا على كلا الزوجين، إذ إن التنافس السلبي يؤدي إلى الكراهية بينهما ويفقدهما الاحترام المتبادل سواء في التعامل الشخصي أو حتى أمام الآخرين".
وبحسب المستشار الأسري، فإن هذا التنافس "يأخذ أشكالا متعددة، منها التنافس في التحكم في تربية الأبناء دون مراعاة تحقيق مصلحة وحاجة الأبناء، والمنافسة في إدارة شؤون المنزل، واتخاذ القرارات دون الاهتمام برأي الآخر حتى لو كانت هذه القرارات خاطئة".
وأحيانا يأخذ التنافس شكل الخلاف مع الآخر، "مما يسبب الإحراج للزوج أو الزوجة ولأسباب بسيطة يمكن تجاوزها. بل وقد يكون الهدف إظهار السيطرة والتفوق، فقد يحرص الرجل على إظهار نفسه أمام أسرته أو زملائه. أو أن تحرص المرأة على إظهار سطوتها أمام أسرتها أو صديقاتها. وهذا فهم خاطئ لطبيعة العلاقات بين الزوجين والعلاقات الاجتماعية عموما".
مفيد سرحان: التنافس السلبي يؤدي إلى الكراهية بين الزوجين ويفقدهما الاحترام المتبادل (الجزيرة) ما أسباب تنافس الزوجين؟يعدد المستشار سرحان إلى الأسباب التي تؤدي إلى التنافس، ومنها:
طبيعة الشخص. التنشئة الأسرية. المستوى العلمي والمادي. الغيرة العمياء من الغير. حب الذات والأنانية والفردية. عدم إدراك طبيعة العلاقة بين الزوجين.ويوضح، "هنالك التنافس الإيجابي بين الزوجين الذي يشكل حافزا لكل منهما على الإبداع والإنتاج وزيادة التحصيل العلمي. والتنافس قد يكون أمرا طبيعيا بين الناس شريطة ألا يتجاوز حدوده ويصبح مدمرا للجميع. وأن يكون التنافس وسيلة لتقريب الزوجين من بعضهما وليس إبعادهما، وألا يكون أحدهما كأنه المتلقي من الآخر".
وللتقليل من اعتماد أسلوب التنافس السلبي، ينصح سرحان بخلق حالة من التوافق والتكافؤ بين الطرفين والوعي والنضج الفكري والعقلي، "والاستفادة من الآراء المتعددة واتباع منهج الحوار والتفاهم والتنسيق، والحرص على تنمية قيم الحب والتعاون وتحمل المسؤولية واستشعار أهمية المحافظة على الأسرة".
التنافس الإيجابي بين الزوجين يشكل حافزا لكل منهما على الإبداع والإنتاج (بيكسلز) كيف تتوقف عن مقارنة نفسك بشريكك؟سواء كنت تلاحظ علامات المنافسة السلبية في نفسك أو في شريكك أو في كليكما، فهناك طرق لتحرير نفسك منها. والمفتاح هو أن تتصالح مع حدسك وأن تحسن التعامل مع "تدني" أو "تضخم" تقديرك لذاتك.
وإليك النصائح التالية، التي يمكن أن تساعدك على التأقلم والتغلب على التنافس مع شريكك وتحسين العلاقة به، وفق موقع "لاف تو بيفوت":
كن على دراية بسلبيات المقارنات المستمرة: من المفيد تذكير نفسك بالعيوب التي تأتي من مقارنة نفسك مع الشريك. من الضروري بذل الجهد للتخلص من هذه العادة. ركز على أهدافك وإنجازاتك: من المفيد تذكير نفسك بإنجازاتك ووضعها في منظور واقعي وهادف. ممارسة "الامتنان": لا تقلل من شأن نفسك أو شريك حياتك، حاول الخروج من إطارك الذاتي وإظهار الامتنان لإنجازاتك وإنجازات شريكك. بهذه الطريقة، ستتعلم كيف تميز بين التواضع وتقليل قيمة الذات. ابحث عن الإلهام: لا ينبغي أن يبدو نجاح شريكك وكأنه عبء عليك. حاول أن تتعلم منه بدلا من ذلك. حاول التركيز أكثر على طرح الأسئلة الجيدة عليه، وإظهار بعض الاهتمام بإنجازاته.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بین الزوجین شریک حیاتک فی العلاقة کل منهما مع شریک
إقرأ أيضاً:
تقرير: فرنسا تعاني من أعلى مستوى للاكتئاب بين الدول الأوروبية
تناول تقرير جديد مستويات الإكتئاب في مختلف أنحاء أوروبا وبين الأفراد الأكبر سنا والأصغر سنا. ويبدو المستقبل بالنسبة لفرنسا قاتما بشكل خاص. حيث أن فرنسا تعانى من أعلى مستوى من الاكتئاب بين الدول الأوروبية منذ ما قبل ظهور وباء كورونا وحتى الآن.
وكشف تحليل أجراه الذراع الإحصائي لوزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية الفرنسية أن معدل الاكتئاب في فرنسا كان حوالي 11% قبل الوباء. وهو أعلى معدل بين جميع البلدان الأوروبية، وفقا لصحيفة لابانجورديا الإسبانية.
واستند التقرير على بيانات من المسح الصحي الأوروبي الذي يتم إجراؤه كل ست سنوات وشمل حوالي 300 ألف شخص. في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والنرويج وأيسلندا وصربيا.
ويأتي التقرير في وقت أشارت فيه العديد من الدراسات إلى تفاقم أزمة الصحة العقلية في السنوات التي أعقبت جائحة كوفيد-19، وخاصة بين الشباب في فرنسا ودول أوروبية أخرى. وركز التقرير الجديد أيضًا على الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا. والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا.
وقالت جوسلين كابوش، مديرة الأبحاث الفخرية في مختبر علوم الأعصاب بجامعة السوربون (Neuro-SU) في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS)، ليورونيوز هيلث إنها على الرغم من عدم وجود تفسير لديها، فقد سجلت فرنسا مستوى “أعلى نسبيًا” من الاكتئاب وبالمقارنة مع البلدان الأخرى، قد يكون هذا بسبب عدة أشياء.
وقال كابوتشي، الذي لم يشارك في الدراسة: “على الرغم من أننا نخدم بشكل جيد نسبيا في مجال الصحة والتعليم، إلا أننا لا نزال في حاجة إلى بذل جهود كبيرة في رعاية كبار السن”. وأضاف أن الاكتئاب يمكن أن يتحسن مع زيادة الاستثمار في الطب النفسي والابتكار العلاجي.