بن مبارك في موسكو.. الدعم الاقتصادي وفرص الاستثمار والتوتر في البحر الأحمر أهم ملفات مباحثاته مع الروس
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
كثفت روسيا الاتحادية من تحركاتها في ملف اليمن مؤخرا، بشكل لافت، وأكثر من أي وقت مضى، وذلك في ظل وضع مضطرب يعيشه اليمن، وتصدر فيه اهتمام العالم، على خلفية الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي في البحر الأحمر، مستهدفة السفن الأمريكية والبريطانية، والمتصلة بإسرائيل، نصرة لغزة، وفقا لما تعلنه الجماعة.
وعلى غرار هذه التحركات، تأتي زيارة رئيس الوزراء وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، إلى روسيا التي وصلها الأحد، بدعوة من موسكو في أول زيارة رسمية له منذ تعيينه رئيسا للحكومة، خلفا لمعين عبدالملك، في 6 فبراير/ شباط الجاري.
زيارة بن مبارك لموسكو تأتي تلبية لدعوة تلقاها من الجانب الروسي، سيلتقي خلالها برئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين، ورئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفينكو، ونائب رئيس الوزراء الروسي أليكسي أوفرتشوك، ووزير الخارجية سيرغي لافروف.، وفقا لوكالة سبأ الرسمية.
وذكرت الوكالة أن بن مبارك سيناقش في هذه الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها والتطورات في اليمن والمنطقة والدور الروسي للمساهمة في إحلال الأمن والسلام في اليمن والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وبحث بن مبارك اليوم الثلاثاء، مع مسؤولين روس في أكثر من لقاء العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وفرص تعزيزها في مختلف الجوانب، والفرص الاستثمارية.
الاقتصاد وفرص الاستثمار
جلسة مباحثات رسمية يمينة – روسية عقدت اليوم في مقر الحكومة الروسية بالعاصمة موسكو، برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور احمد عوض بن مبارك، ونائب رئيس الوزراء الروسي اليكسي اوفيرتشوك.
كرست المباحثات لمناقشة الفرص الاستثمارية في مجال الطاقة والكهرباء والزراعة والثروة السمكية، إضافة الى مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة واليات تنفيذ بنود اعلان مبادئ علاقات الصداقة والتعاون الثنائي الموقع عام 2003، وتفعيل عمل اللجنة الوزارية المشتركة.
وخلال الجلسة أكد نائب رئيس الوزراء الروسي، على انفتاح بلاده للتعاون مع اليمن في مجال الطاقة والنفط والثروة السمكية والزراعة وصولاً إلى تفعيل اللجنة الوزارية المشتركة، واتخاذ الخطوات اللازمة للبدء بذلك.
كما حضر الجلسة من الجانب الروسي، نائب وزير الزراعة ليفين سرغي، ونائب وزير الطاقة موفشالينكوف سرغي، وممثلين عن وزارات الاقتصاد والتنمية والنقل والخارجية.
التوترات بالبحر الأحمر حاضرة في النقاش
في جلسة مباحثات أخرى، بحث بن مبارك، مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، آخر التطورات في اليمن كما تبادلا وجهات النظر حول الأوضاع على المستوى الإقليمي والدولي.
وتناولت المباحثات مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية، وجهود تحقيق السلام وآثار استهداف جماعة الحوثي للملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن على العملية السياسية والأوضاع الانسانية.
وقدم بن مبارك ايجازا حول التطورات التي تشهدها اليمن في مختلف المجالات، والتحديات التي تواجهها الحكومة.
وتطرق رئيس الحكومة، الى الهجمات الحوثية في البحر الأحمر ومحاولة ربطها بالعدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، موضحا ان ما تقوم به جماعة الحوثي له اهداف داخلية لا علاقة لها بنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، في الوقت الذي تقوم فيه بمفاقمة معاناته باستهداف المنشآت النفطية واستمرار حصار مدينة تعز.
من جانبه جدد وزير الخارجية الروسي، موقف بلاده الداعم لحل الازمة اليمنية سلميا، مشيرا إلى عمق العلاقات اليمنية الروسية ووجود فرص لتطويرها والتعاون المشترك في مختلف المجالات. وفي الشأن الفلسطيني أكد لافروف على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.
وعقب جلسة المباحثات عقد كلا من بن مبارك وسيرغي لافروف، مؤتمرا صحفيا، أكد الأول وجود الكثير من المجالات لتعزيز العلاقات اليمنية الروسية في القطاعات الاقتصادية والخدمية.
وقال بن مبارك، إنه تم الاتفاق على التواصل بين الوزارات المعنية في اليمن وروسيا وزيارات فرق فنية للاتفاق ومناقشة مجموعة من المقترحات في مجالات النفط والكهرباء والثروات المعدنية وغيرها.
وتحدث عن جملة المواضيع التي تم مناقشتها مع المسؤولين الروس في الجوانب السياسية ووجهات النظر المتبادلة إزاء عدد من القضايا وفي مقدمتها السلام في اليمن واستهداف الحوثيين للملاحة والسفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن والوضع في الأراضي الفلسطينية.
بدوره، جدد وزير الخارجية الروسي التزام بلاده بالعلاقات مع اليمن والقائمة على الاحترام المتبادل والحفاظ على تقاليد التعاون المثمر لهذه العلاقات التاريخية، مشيرا الى الحرص على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع اليمن، وموقف بلاده في دعم الحل السلمي للازمة اليمنية.
وتطرق لافروف إلى موقف بلاده المؤكد على وقف العمليات في البحر الأحمر وعدم قبول أي ظواهر مضرة بالتجارة العالمية، مشددا على إعطاء الأولوية للحفاظ على سلامة الملاحة في البحر الأحمر.
وقال إن العملية الأميركية البريطانية في اليمن تسببت في تزايد حدة الصراع وتداعيات سلبية طالت الملاحة البحرية المدنية، مؤكدا أن ضمان الملاحة البحرية في البحر الأحمر يجب أن يتصدر أولويات جميع الفاعلين السياسيين.
وفي سياق موازٍ بحث بن مبارك، مع مدير معهد الاستشراق في أكاديمية العلوم الروسية فيتالي ناؤمكن تبادل الرؤى ووجهات النظر حول القضايا السياسية والاجتماعية في اليمن وابعادها المختلفة والديناميكيات الاقليمية والدولية وتأثيرها في الملف اليمني وسبل تعزيز العلاقات العلمية بين اليمن وروسيا.
القائم بأعمال السفير الروسي في عدن.. زيارات ولقاءات
وتتزامن زيارة بن مبارك في موسكو مع زيارة القائم بأعمال السفير الروسي لدى اليمن، يفغيني كودروف، إلى العاصمة المؤقتة عدن التي وصلها في وقت سابق من الشهر الجاري.
وفي الثامن عشر من فبراير الجاري ناقش يفغيني كودروف مع بن مبارك مختلف جوانب العلاقات الروسية اليمنية وآفاق تطويرها.
وخلال تواجده في عدن عقد يفغيني كودروف عدة مباحثات مع مسؤولين في الدولة، كما نفذ عدة زيارة لمؤسسات الدولة منها وزارة التعليم العالي وجامعة عدن ومحطة الحسوة الكهروحرارية.
وقال د.يفغيني كودروف إنه بحث السبت الماضي مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي د.خالد الوصابي وقيادة الوزارة تعزيز التعاون في مجال التعليم وجهود روسيا من أجل تدريب المتخصصين بين شباب اليمن.
والأحد الماضي، قال الدبلوماسي الروسي إنه عقد لقاء مثمر مع وكيل أول وزارة الكهرباء والطاقة اليمنية عبدالحكيم فاضل جودة، وممثلي قطاع الطاقة وإدارة المحطة الحسوة خلال زياته للمحطة وتم إطلاعه على تركيب المحطة والاحتياجات الحالية لتحديث معداتها.
وأشار إلى أن المحطة بنيت في ثمانينات القرن الماضي كدعم من الاتحاد السوفييتي للشعب اليمني الصديق وقال إنها "تعد رمزًا للروابط التاريخية القوية بين بلدينا الشقيقين. في القرن الحادي والعشرين، لا تزال روسيا تسعى إلى تعزيز العلاقات مع اليمن".
وأكد أنه ناقش خلال اللقاء امكانية تفعيل جوانب الشراكة المختلفة بين الجانبين، خاصة تدريب المتخصصين لهذا القطاع.
وأمس الاثنين، بحث د.يفغيني كودروف مع رئيس جامعة عدن، الخضر ناصر لصور، سُبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين جامعة عدن والجامعات الروسية، والعديد من المواقف والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال إنه "ناقش سبل تطوير التعاون بين الجامعات الروسية وجامعة عدن" مشيرا إلى مساعي روسيا المستمرة في تدريب المتخصصين اليمنيين في جامعات موسكو".
ومنتصف فبراير الجاري ناقش مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوزارة الخارجية الروسية السفير الكسندر كينشاك مع وزير الدفاع الفريق الركن محسن محمد الداعري بمشاركة القائم بأعمال سفير روسيا لدى اليمن د.يفغيني كودروف، تطورات الأوضاع في اليمن.
كما ناقش السفير الكسندر كينشاك مع وزير الداخلية اللواء الركن ابراهيم حيدان تعزيز التعاون بين البلدين في عدة مجالات.
وشهدت الأزمة اليمنية خلال الأشهر الماضية حراكاً دبلوماسياً روسياً لافتاً، ضمن مسارات الوساطة الدولية للدفع بأطراف النزاع في اليمن للوصول إلى تسوية سياسية للحرب، بالتزامن مع انسداد أفق التفاوض بشأن اتفاق جديد للهدنة الأممية.
وجرت في موسكو مباحثات روسية سعودية بشأن اليمن، أواخر يناير الماضي جرت بين نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، مع السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، الذي زار موسكو مع وفد سعودي مرتبط بالملف اليمني.
وتسير هذه الجهود الدبلوماسية الروسية بالتزامن مع حالة التعثر في المحادثات الثنائية بين الحوثيين والسعودية بوساطة عمانية، في الوقت الذي يبحث فيه المبعوث الأممي عن حشد الدعم الدولي لجهود الوساطة الأممية للوصول إلى تسوية سياسية للحرب في اليمن، التي تدخل عامها التاسع على التوالي.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن روسيا الحكومة اليمنية البحر الأحمر الحوثي وزیر الخارجیة الروسی فی البحر الأحمر تعزیز العلاقات الثنائیة بین رئیس الوزراء مع الیمن فی الیمن بن مبارک مع وزیر
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: التصعيد بالبحر الأحمر سبب ضررا بالغا للاقتصاد المصري
قال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي -الأحد- إن ثمة تراجعا كبيرا في عائدات قناة السويس نتيجة التصعيد "غير المقبول" في البحر الأحمر.
وأضاف عبد العاطي في مؤتمر صحفي في الكويت أن المزيد من العسكرة في منطقة البحر الأحمر يضر ضررًا بالغا بالتجارة العالمية وبالاقتصاد المصري، معتبرا أن مصر قد تكون الأكثر تضررا بالتصعيد الحالي في هذه المنطقة.
وتضامنا مع غزة التي تتعرض لإبادة إسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يهاجم الحوثيون في اليمن بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر، مما دفع سفنا عديدة إلى عدم المرور من قناة السويس وتفضيل استخدام مسار رأس الرجاء الصالح رغم ارتفاع التكلفة، كما دفع ذلك دولا غربية إلى تشكيل تحالف لمنع الهجمات فتحول جنوب البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة.
وأشار الوزير المصري إلى أنه تحدث مع وزير خارجية الكويت عن الأوضاع "الكارثية" في البحر الأحمر والتصعيد الحالي، الذي يؤثر على حركة الملاحة الدولية.
وقال: "إذا كانت ثمة جدية لمنع التصعيد لابد من معالجة جذور المشكلة وهي بطبيعة الحال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وأيضا على لبنان حتى لا نعطي الذريعة لأي طرف".
وأكد أن "الاستقرار أمر هام جدا ولن يتحقق الاستقرار إلا بمعالجة جذور المشكلة ووقف هذا العدوان الغاشم".
حركة المرور في قناة السويس تضررت من تصاعد التوتر في البحر الأحمر (المكتب الإعلامي لقناة السويس)كما أكد أن زيارته للكويت "ليست اقتصادية فقط ولكنها سياسية في المقام الأول، ولكن البعد الاقتصادي مهم للبلدين لتطوير هذا القطاع".
وقال "نحن نعتز بالاستثمارات الكويتية في مصر ونأمل بالمزيد من ضخ هذه الاستثمارات".
توقعات صعبةيشار إلى أن صندوق النقد الدولي ذكر الأسبوع الماضي في بيان أن توترات البحر الأحمر أفقدت مصر 70% من إيرادات قناة السويس التي تعد مصدرا رئيسًا للعملة الأجنبية للبلاد.
وذكر الصندوق أنه مع استمرار التوترات الجيوسياسية المتعددة في المنطقة "تظل التوقعات الاقتصادية للمنطقة، بما في ذلك مصر، صعبة".
وأضاف أن "الآثار المترتبة على الصراعات في غزة وإسرائيل وانقطاعات التجارة في البحر الأحمر ما زالت تؤثر سلبا على المعنويات، وتتسبب في انخفاضات كبيرة تصل إلى 70% في عائدات قناة السويس التي تشكل مصدرا كبيرا للعملة الأجنبية لمصر".