لماذا يرفض فان دايك وضع اسم العائلة على قميصه؟
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
ربما تساءل كثيرون من عشاق كرة القدم عن وضع مدافع فريق ليفربول فيرجيل فان ديك اسمه بدلا من لقب العائلة على قميصه، لكن السبب الذي انكشف أخيرا يحمل في طياته قصة حزينة.
خلال مسيرته الكروية، لم يضع مدافع ليفربول فيرجيل فان ديك لقبه على قمصانه أبدا، كما يفعل معظم لاعبي كرة القدم، وتم طباعة اسمه الأول بدلا من ذلك.
وفقا لعمه، ستيفن فو سيو، اختار فان ديك القيام بذلك، بسبب خلاف طويل مع والده، عندما كان عمره 12 عاما.
وقال ستيفن إن والد فان ديك ترك عائلته، بينما كان لاعب كرة القدم المستقبلي لا يزال طفلا، وتوترت علاقتهما.
وأضاف "انفصل والده عن والدته وأطفاله الثلاثة، ومن بينهم فيرجيل. الحقيقة هي أن والده لم يكن موجودا لسنوات عديدة مهمة، وأن والدته هي البطل الحقيقي لهذه القصة".
كان عم فان ديك مفيدا في ظهور ابن أخيه في عالم كرة القدم حيث اصطحبه إلى تدريبات ومباريات الشباب، لكنه لا يزال يصر على أن والدته تستحق كل الفضل. وسلط الضوء على كل العمل الذي قامت به لدعم الأسرة في غياب زوجها باعتباره مفتاح نجاح فان ديك.
وأضاف "كان لديها وظيفة بدوام كامل ولديها 3 أطفال لتعتني بهم، لذلك لم يكن لديها دقيقة واحدة لنفسها. كانت تقضي كل يوم في الذهاب إلى العمل ثم العودة إلى المنزل ورعاية الأطفال والقيام بكل أعمال الطهي".
وختم "رون (فان ديك) رجل لطيف، ولكن عليك أن تكون أكثر من ذلك لتكون أبا جيدا. عليك أن تكون هناك لأطفالك".
تزوج رون مرة أخرى وكانت زوجته الجديدة متسلطة للغاية، لذلك لم ير أطفاله كثيرا.
وكان فيرجيل بطل تتويج ليفربول بكأس رابطة المحترفين الإنجليزية بعد تسجيل هدف الفوز 1-0 على تشيلسي في المباراة النهائية بالدقيقة 118 من عمر اللقاء الذي أقيم في ملعب "ويمبلي" مساء الأحد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: کرة القدم فان دیک
إقرأ أيضاً:
ضياع الهويّة الذاتيّة
عندما كنا في معزل عن الأحداث الخارجية ، ولم تكن هناك شبكة عنكبوتية و لابرامج تواصل اجتماعية ولا هذا الكم الهائل من القنوات الفضائية ؛ سعِدنا بذواتنا ووجدنا أنفسنا وفهمنا أرواحنا وارتقت أفكارنا ونضجت عقولنا مبكراً..
احترمنا أنفسنا قبل أن نحترم الآخر ، وكان مقياس الحرام والعيب ثابت يردع القلوب عن الزلل والخطأ ، ودفئ الأسرة ملموس ، والتفاهم والتقارب بين العائلة قائم على الحب ، وقّرنا الكبير واحترمنا الصغير منهم..
تجد فتى العاشرة يتصرف تصرف الرجال وفتاة الثانية عشرة أم لإخوتها الصغار ، يسعدنا الخلوة بكتاب ونبتهج بصحيفة ومجلة ومقال ، نتسمّر أمام شاشة التلفاز..
شربنا الأخلاق السليمة من أفلام الكرتون القديمة ، الصدق والكرم وحسن التعامل والصداقة والإثار..
وعند البرامج التثقيفية تجدنا علماء صغار ، اندمجنا بمسلسلات عربية أصيلة كانت نِعم الطرح للأفكار ، مع نقاش العائلة أجمع ، حول أحداثها الاجتماعية والعاطفية العفيفة بعيدة عن العُهر والإنحلال والإنحطاط..
.
انحدر الحال بمجرد انفتاحنا على العالم الخارجي ، وتعددت القنوات وكثرت برامج التواصل الاجتماعي ؛ التي سلختنا من أنفسنا وأبعدتنا عن منازلنا ودفئ عائلتنا ، وأخرجتنا من عاداتنا وتقاليدنا وألبستنا ثياب الشهوة والرغبة لما في حوزة الغير ، وأعمّت أعيننا عما أنعم الله به علينا ؛ مسحت القناعة وزرعت التطفل والفضول والحسد والغِل وأفسدت الذوق العام ، وانطبق علينا قوله تعالى:-(وَ لَاتَكُونُوا كَالَّذِين نَسُوا الله فَأنْسَاهُْمَ أنْفُسَهُْم) ، سورة الحشر آية ١٩
.
كثرت الرسائل الدينية والتثقيفية والاجتماعية والتوعويّة وبناء الذات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ؛ فأزددنا جهل على جهلنا ، الذي بات واضحاً في تصرفاتنا وتعاملاتنا مع بعضنا الآخر ، حينها نكتشف بخيبة أنها مجرد رسائل لا تُقرأ بل تُعمم بالقص واللصق والإرسال ؛ لانعي ما فيها ، أصبحنا جُهلاء فكر وعقل وتصرف ، رغم أن شرائح المجتمع تنوع فيه حملة الشهادات العالية ..
.
متى العودة للعقل والمنطق في خضم هذا العبث وهذا الغث..؟ لم نعد نجد أنفسنا الحقيقية ، نحن نعيش حالياً حالة من التوهان وضياع الهوية الذاتية..
قال الشاعر:
النفس في خيرها في خير عافيةٍ والنفس في شرّها في مرتعٍ وخمٍ..