قطر خامس أكبر سوق للتمويل الإسلامي بالعالم بأصول تفوق 174 مليار دولار
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
الدوحة– أكد مسؤولون ومتخصصون في الشؤون المالية مشاركون بمؤتمر الدوحة العاشر للمال الإسلامي، أهمية العمل على توسيع نطاق تطبيق التكنولوجيا الحديثة في مجال الصيرفة الإسلامية، بما يسهم في زيادة الخدمات والمنتجات المالية للعملاء.
وأضافوا في تصريحات للجزيرة نت أن مؤسسات التمويل الإسلامي تحاول العمل على إعادة تموضعها في المشهد المالي العالمي الحديث، في وقت تشير فيه التقديرات إلى إمكانية إضافة الذكاء الاصطناعي التوليدي ما يتراوح بين 200 و340 مليار دولار في القيمة للقطاع المصرفي.
وتحت عنوان "التمويل الإسلامي.. اندماج المبادئ والتكنولوجيا"، انطلقت أعمال مؤتمر الدوحة العاشر للمال الإسلامي الذي يهدف إلى التعرف على تطورات تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي، وأثرها على الفتوى والرقابة الشرعية في المؤسسات المالية الإسلامية.
كما يهدف المؤتمر إلى بيان أثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي على أداء المؤسسات المالية الإسلامية، واستكشاف فرص وتحديات المؤسسات الوقفية في عالم الذكاء الاصطناعي والوقوف على الاعتبارات الأخلاقية والقانونية للتمويل الإسلامي في ظل الأنظمة الذكية.
وقال خالد السليطي رئيس اللجنة المنظمة ونائب رئيس مجلس إدارة شركة بيت المشورة للاستشارات المالية، التي تنظم المؤتمر، إنه لا يخفى على الجميع ما نعايشه اليوم من ثورة هائلة في عالم التكنولوجيا، ازدادت حِدتها مع ظهور تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي، موضحا أن هذا التحول يؤذن بمرحلة جديدة في مسيرة البشرية والتمويل الإسلامي.
السليطي: دولة قطر تعتبر من أهم الدول الرائدة في مجال التمويل الإسلامي (الجزيرة) توسع السوقوأوضح أن دولة قطر تعتبر من أهم الدول الرائدة في مجال التمويل الإسلامي واعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ تصنف كخامس أكبر سوق للتمويل الإسلامي في العالم بأصول تجاوزت 174 مليار دولار، كما أسهمت التوجهات الحكومية في توسُّع سوق الذكاء الاصطناعي في دولة قطر حيث بلغ في العام الماضي حسب التقديرات 38 مليون دولار.
كما توقع أن يرتفع المبلغ إلى 58.8 مليون دولار في العام 2026، بنمو سنوي يتجاوز 17%، لافتا إلى أن قطر تأتي بالمرتبة الثالثة عربيا في مؤشر الجاهزية الحكومية للذكاء الاصطناعي، والثامنة عالميا في التشريعات والسياسات الرقمية.
شارك في المؤتمر لفيف من المتخصصين في المال الإسلامي بقطر والعالم (الجزيرة) إعادة التموضعوقال عميد الدراسات العليا في جامعة قطر أحمد العون، في حديث للجزيرة نت، إن التكنولوجيا الحديثة وتأثيرها في رفع كفاءة المؤسسات المالية يعتبر أحد أهم الأمور التي تواجه المصرفية الإسلامية في العصر الحديث، وخاصة في السنوات الأخيرة.
وأضاف أن تحليل هذه التوجهات والأهداف الاقتصادية حول العالم يحتاج إلى عنصر السرعة في تناول هذه الأمور، ويحتاج إلى عمل متواصل وطاقات وقدرات كبيرة جدا من المؤسسات المالية لتواكب متغيرات السوق المالية والاقتصادية وجميع الاحتياجات.
وأوضح أن من المميزات الكبيرة حاليا هي تطور التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي ولغات البرمجيات المختلفة التي تقوم على تحليل البيانات والتوجهات، والتي أصبحت متاحة وواقعا يمكن للمؤسسات المالية حول العالم أن تستفيد منه.
وأشار إلى أن المؤتمر ركز على هذا المحور بهدف معرفة قدرة المؤسسات المالية الإسلامية على الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، ومحاولة استكشاف التحديات والمعوقات التي قد تمنعها من الاستفادة من هذه التكنولوجيا، وإيجاد الحلول العملية في مجال استحداث المنتجات المالية الإسلامية، للوصول إلى إجابات لهذه الأسئلة.
ولفت إلى أنه أصبح لزاما على الجميع السعي نحو التطور، خاصة في ظل السرعة الكبيرة في الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من رؤوس الأموال بالعالم، مما يجعل المؤسسات المالية في مواجهة صعوبات تلزمها بضرورة الانخراط في هذا المجال التكنولوجي الكبير.
وأوضح أن مؤسسات التمويل الإسلامي تحاول العمل على إعادة تموضعها في المشهد المالي الحديث، إذ تشير التقديرات إلى إمكانية إضافة الذكاء الاصطناعي التوليدي ما يتراوح بين 200 و340 مليار دولار في القيمة للقطاع المصرفي.
د. أسامة الدريعي، الرئيس التنفيذي لشركة بيت المشورة: مؤتمر الدوحة العاشر للمال الإسلامي يسلط الضوء على استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في تطوير أعمال الصيرفة المالية الإسلامية
برنامج #جلسة_الأعمال #تلفزيون_قطر pic.twitter.com/XqCCU0wv4G
— تلفزيون قطر (@QatarTelevision) February 27, 2024
فتاوى وتحكيممن جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة بيت المشورة للاستشارات المالية في قطر أسامة قيس الدرعي في حديث للجزيرة نت، إن المؤتمر يهدف إلى تعزيز عمل المصارف الإسلامية ومسايرتها للطفرة التكنولوجية الحديثة، من خلال الدمج بين هذه التكنولوجيا والتمويل الإسلامي.
وأضاف أن هذا الدمج قد يؤدي إلى طفرة كبيرة في عالم الصيرفة الإسلامية قد يستغنى فيها عن الأفراد في عمليات مثل الإفتاء أو التدقيق الشرعي أو التحكيم وجودة المنتجات، اعتمادا على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأوضح أن أعمال المؤتمر ناقشت بشكل مستفيض هذه الأمور للوصول إلى مخرجات تعطي دفعة قوية للصناعة المالية الإسلامية، بما فيها من مخاطر ومسائل قد تكون مؤثرة على مبادئ الشريعة الإسلامية في التمويل الإسلامي.
البشير يدعو لتطوير المنتجات المالية الإسلامية وتحسين خدمات العملاء (الجزيرة) معالجة لغة البرمجياتوقال أستاذ الاقتصاد والتمويل الإسلامي المشارك بجامعة الملك عبد العزيز بالسعودية فضل البشير إن المؤتمر ناقش مسألة تطوير المنتجات المالية من خلال معالجة اللغة الطبيعية، المقصود بها لغة الحديث سواء عربية أو إنجليزية أو فرنسية، بمعنى كيفية تطوير أجهزة الكمبيوتر للتعرف على هذه اللغة.
ولفت البشير، في حديث للجزيرة نت، إلى أنه في حال النجاح في هذا الأمر فسوف يسهم بشكل كبير في تطوير المنتجات المالية الإسلامية وتحسين خدمات العملاء والتواصل معهم، من خلال الشفافية والحوكمة وتحليل الفتاوى الشرعية وغيرها من المجالات.
وأضاف أنه يجب التركيز خلال الفترة المقبلة على كيفية استخدام هذه التقنية في تطوير المنتجات المالية الإسلامية، خاصة أنه تم استخدامها في عدد من المصارف الإسلامية على مستوى دول الخليج وعلى مستوى الإقليم، حيث إن المرحلة والتطور التكنولوجي العالمي الحالي يتطلب توسيع التطبيق ليشمل أكبر عدد ممكن من البنوك الإسلامية حول العالم.
وأكد أنه من دون شك سوف تسهم هذه التقنية في تحسين وتطوير المنتجات، موضحا أنه على سبيل المثال نجد أن خدمة العملاء من خلال الهاتف المصرفي هي جزء من هذه التقنية ولكنها لا تطبق بشكل واسع، لافتا إلى أن المصارف الإسلامية بالتأكيد تملك القدرات على تطويع اللغة والتقنيات بما يسهم في زيادة المنتجات المالية الإسلامية.
جانب من حضور المؤتمر (الجزيرة) مخاطر التطوروقال أستاذ المالية المشارك بكلية الإدارة والاقتصاد في جامعة قطر رامي زيتون للجزيرة نت إن التكنولوجيا الحديثة لها تأثير إيجابي ومهم كبير على كفاءة المؤسسات المالية، من خلال تحسين نوعية الخدمات وتوسيع نطاقها وابتكار سلع وخدمات جديدة تقدم للعملاء والوصول لأكبر عدد ممكن منهم، وذلك من خلال ما يعرف بالبنوك الرقمية.
ولفت إلى أن التكنولوجيا لها تأثير إيجابي كبير أيضا من خلال تقليل تكلفة الخدمات والسلع المقدمة للعملاء، مما يساعد على سهولة وصولها لأكبر عدد منهم.
غير أن أستاذ المالية بجامعة قطر حذر من مخاطر محفوفة بالتطور التكنولوجي، ومنها المخاطر السيبرانية ومخاطر السوق وكذلك مخاطر تتعلق بالتشريعات والقوانين، مما يتطلب ضرورة أن يكون هناك قوانين وتشريعات من أجل سرعة التكيف مع هذه الابتكارات وتطوير التشريعات الخاصة بإدارة المخاطر في البنوك الإسلامية، لتكون قادرة على المنافسة مع البنوك والمؤسسات الأخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی التولیدی التکنولوجیا الحدیثة المؤسسات المالیة التمویل الإسلامی ملیار دولار للجزیرة نت وأوضح أن فی مجال من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
الإمارات ضمن أكبر 20 سوق طيران بالعالم في السعة المقعدية
مصطفى عبد العظيم (أبوظبي)
أخبار ذات صلة مكتوم بن محمد: فرص واعدة بقطاع الضيافة في الدولة 1.92 مليار درهم قيمة تداول الأسهم المحليةصعدت الإمارات للمرتبة السابعة عشرة عالمياً والأولى شرق أوسطياً ضمن قائمة أكبر 20 سوقاً للنقل الجوي في العالم خلال عام 2024 من حيث نمو السعة المقعدية المجدولة للرحلات في مطاراتها الدولية، وفقاً لبيانات مؤسسة «أو إيه جي» الدولية.
وأظهرت بيانات التقرير السنوي لـ«أو إيه جي»، المتخصصة في تزويد المزودة لبيانات المطارات وشركات الطيران، تسجيل دولة الإمارات رابع أسرع معدل نموعالمياً في السعة المقعدية المجدولة للرحلات الدولية ذات الاتجاه الواحد عبر مطاراتها في عام 2024، والتي ارتفعت إلى 87.1 مليون، مقارنة مع 78.9 مليون مقعد في عام 2023، بنمو بلغ 10.5%، فيما تجاوزت السعة المقعدية مستويات ما قبل الجائحة المسجلة في عام 2019 والتي بلغت 75.8 مليون مقعد بنسبة بلغت 15%.
ووفقاً للتقرير تصدرت الولايات المتحدة الأميركية أسواق الطيران في العالم خلال عام 2024 من حيث السعة المقعدية التي بلغت نحو 1.2مليار مقعد، بنمو نسبته 4.1% عن عام 2023، تلتها الصين بسعة مقعدية بلغت 920 مليون مقعد، وبنمو نسبته 6.2%، ثم الهند بسعة بلغت 238.3 مليون مقعد، بنمو 8%، واليابان بسعة بلغت 204.7 مليون مقعد بنمو 7.8%، وإسبانيا بسعة بلغت 177.9 مليون وبنمو نسبته 9.4%، ثم المملكة المتحدة بسعة بلغت 177.7 مليون مقعد وبنمو نسبته 6.1%.
كما صنف التقرير البرازيل في المرتبة السادسة بسعة مقعدية بلغت 134.6 مليون مقعد وبنمو نسبته 1.2%، ثم ألمانيا بسعة بلغت 132.4 مليون مقعد، بنمو 8.3%، ثم اندونسيا بسعة بلغت 132.2 مليون مقعد، بنمو 7.4%، فيما حلت إيطاليا في المرتبة العاشرة بسعة بلغت 132.0 مليون مقعد بنمو 10.4%.
وجاءت تركيا في المرتبة الحادية عشرة بسعة مقعدية بلغت 131.9 مليون مقعد وبنمو نسبته 6.2%، تلتها فرنسا بسعة بلغت 112.2 مليون مقعد، بنمو 2.4%، ثم المكسيك بسعة بلغت 110.01 مليون مقعد، بنمو سلبي (3.3%)، استراليا بسعة بلغت 104.2 مليون مقعد، بنمو نسبته 4%، وروسيا بسعة بلغت 104.2 مليون مقعد، بنمو نسبته 4.4%، تلتها كندا في المرتبة الخامسة عشرة بسعة بلغت 99.5 مليون مقعد، بنمو نسبته 4.5%، ثم دولة الإمارات بسعة بلغت 87.13 مليون مقعد بنمو نسبته 10.5%، تلتها تايلاند بسعة بلغت 84 مليون مقعد، وكوريا الجنوبية بسعة بلغت 82.9 مليون مقعد، والمملكة العربية السعودية بسعة بلغت 79.3 مليون مقعد بنمو نسبته 11.7%.