صحيفة عاجل:
2024-07-06@14:56:22 GMT

كيف تحافظ على منصبك في 2030

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

الوصول للمنصب في الثقافة العربية بسيط جدا إذ لا يخلو غالبا من أمور ثلاثة، إما أن تكون لديك شهادة علمية توصلك، أو واسطة تجامل قدراتك وعلاقاتك، أو لديك قدرات شخصية تقنع المسؤول بأنك جدير بهذا المنصب، إذا النتيجة تقول بامتلاكك لواحدة من هذه الثلاث فأنت قد وصلت تقريبا لهذا المنصب ويجب عليك إدارته بشكل جيد للمحافظة على هذا المكسب في مسيرتك المهنية.

وكعادة المشاريع الطموحة فهي تغربل المؤسسات والإدارات والأفراد وتمنح الجميع الفرصة بشكل متساوي للنهوض بها والتقدم بخططها، وكانت رؤية المملكة ٢٠٣٠ هي إحدى الفرص التي قدمت الفرص لكل شخص يرى أنه جدير وبالعمل قدير، لذلك شاهدنا الجميع يتقلد المناصب من كافة اتجاهات الوطن وبكل أطيافه، ومن جميع الأعمار.

والعمل في مثل هذه الرؤى يستلزم أمرين مهمين في مجملهما، أولهما وهو المحافظة على المال العام وعدم تبديده لأغراض ومنافع شخصية، والثاني عدم ارتكاب أعمال أو ممارسة مهام تؤدي لتضارب المصالح، فهذه النقطتان تشكل هاجسا لدى المسؤول ويدرك أنه متى ما كان صاحب المنصب نظيف اليد، طاهر من تضارب المصالح فهذه خطوة أولى نحو صلاحه وصلاح العمل الذي سينجزه، وقدرته على إدارة منصبه بفاعلية، لكن هل هذا كافي؟ بالتأكيد لا.

من أبرز الأمور للمحافظة على المنصب وجود مزيج من الإدارة الاستباقية والتعلم المستمر والتكيف مع المنصب الجديد وما يلحق ذلك من تطورات، فمن الأمور المهمة التي يجب التنبه لها، "الأداء والإدارة" من خلال تحقيق النتائج، وبلوغ أهداف الأداء التي حددها الرؤساء باستمرار مثل استخدام الموارد، ورضا المستخدمين والمشاركة في البرنامج المختلفة، وهذه يتعلق بها أمر آخر وهو قدرة صاحب المنصب على قيادة فريقه بإيجابية وفعالية من خلال تعزيز بيئة عمل تعاونية وداعمة حيث يشعر الفريق بالتمكين والتحفيز، مع أهمية تفويض المهام بشكل فعال وتقديم ردود فعل بناءة.

ومن الأمور المهمة لدى صاحب المنصب هي أن يكون استباقيًا وقابلاً للتكيف فتجده يتوقع التحديات، ومستعدا لإجراء التعديلات حسب الحاجة، ومطلعا على التقنيات والاتجاهات الجديدة في تخصصه العلمي والمهني، وقادرا على دمج ذلك في عملياته الإدارية، بل وقدرته أيضا على التواصل بانتظام مع فريقه وأصحاب المصلحة والمستخدمين المستفيدين من أنشطة إدارته وأهدافه وتحدياته، ومنفتحا على التعليقات والاقتراحات، بالإضافة لكونه متواصلا مع أقرانه وأفراد المجتمع لمعرفة احتياجاتهم وأيضا الترويج لنجاحاته.

ولا يغفل صاحب المنصب عن تطوره المهني، فتجده يطلع بشكل دائم على التقنيات والاتجاهات الجديدة وأفضل الممارسات في مجال تخصصه، والمؤلفات الحديثة التي لها علاقة بعمله، والمشاركة في ورش العمل والمؤتمرات والندوات سواء كان ذلك حضوريا أو عبر الإنترنت، وتطوير المهارات القيادية من أجل التواصل وحل النزاعات، ومشاركة معرفته وخبراته مع فريقه أولا ثم مع المهتمين.

وهناك نصائح إضافية لا تقل أهمية عما ذكر بالأعلى، فكونك صاحب منصب، فإن عليك تتبع إنجازاتك من خلال توثيق النجاحات بالأرقام كي تحافظ على منصبك وتأتيك الترقيات تباعا، أيضا تعتمد على البيانات فهي نفط اليوم وذلك لتتبع تأثير برامجك وخدماتك واتخاذ قرارات مستنيرة، وكن مبتكرا لتحسين منتجاتك وعروضك، وتحلى بالشغف فهو القادر على بقائك في منصبك حتى تقرر ساعة رحيلك متى ما أردت، كما سينعكس نجاحك وشغفك على فريقك والمستفيدين من إدارتك.

بقي القول، إن المشاريع الكبرى تحتاج لأشخاص يطوعون خبراتهم العلمية والمهنية في خدمتها وخدمة أهدافها، مع تحليهم بالتواضع والأخلاق الحسنة، وعدم استخدام السلطة بقسوة في حق مرؤوسيهم لتحقيق النجاح، فإن فعلوا ذلك، أظهروا قيمتهم في المنصب، وتحولوا في نظر رؤسائهم لكونهم أصولا وثروة قيادية يمكن الاستفادة منها، وأهلا بك في المنصب في ٢٠٣٠.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: الثقافة العربية الحفاظ على العمل

إقرأ أيضاً:

منذ الرومان.. مدينة تونسية تحافظ على فن الفسيفساء

أثناء قطع المسافة بين المسرح الروماني في مدينة الجم بولاية المهدية شرقي تونس وفضاء "دار الجم للثقافة والسياحة" يخيل لك أنك تسمع ضجيج معارك ثورة قديمة.

هذه الثورة قام بها أهالي في مدينة توسيدريس (الجم حاليا) في مارس/آذار 238 ميلادي ضد زيادة الضرائب من جانب مفوض الإمبراطورية الرومانية.

وحين تلج بهو الفضاء الفسيح لدار الجم -وهو معرض وورشة- لا ينتبه لوجودك حرفيون منهمكون في تشكيل "ميكروموزاييك" (فسيفساء دقيقة) لأشهر أعمال الفسيفساء الرومانية بتونس وأرقى لوحات الفنانين العالميين، مثل فان جوخ وبيكاسو ودافنشي.

وينقسم المعرض إلى لوحات من الفسيفساء التاريخية المعروفة في تونس، ولوحات مثل غرنيكا لبيكاسو، والتي تعكس أهوال الحرب وما تسببه من معاناة، بالإضافة إلى بورتريه لفان جوخ.

عاصمة الفسيفساء

بدوره، يقول صاحب فضاء دار الجم رضا حفيظ إن "مدينة الجم هي عاصمة الفسيفساء في تونس، وربما في أفريقيا أيضا، ومتحف الجم يضم لوحات من الفسيفساء الرومانية المعترف بأهميتها عالميا".

وتابع "في الجم كانت هناك 400 ورشة للفسيفساء، وفي كل حي من أحيائها كانت هناك ورشات".

"ومن هناك كان الشغف بالفسيفساء إلى أن سنحت الفرصة لبعث (إقامة) مشروع دار الجم، وهو مركب سياحي ثقافي يروج للحرف الفنية، وأهمها الفسيفساء، والموزاييك، والميكروموزاييك"، كما أضاف لوكالة الأناضول.

وبشأن استمرار الاهتمام بالفسيفساء في الجم منذ نحو ألفي عام، قال حفيظ إن "هذا إرث تاريخ في المدينة وتراث ثقافي مهم".

وأضاف "توارثنا هذه الحرفة منذ العهد الروماني ومنذ أن كانت تيسدروس (الجم حاليا) من أهم مدن الإمبراطورية الرومانية، وبالتالي تواصلت أجيالا وأجيالا إلى أن وصلت إلى جيلنا الذي طورها لتكون مواكبة للعصر".

تناقص الحرفيين

وبخصوص الحرفيين في فن الفسيفساء، قال حفيظ إن "الجم كانت تزخر بعديد الحرفيين المختصين في الموزاييك، وتجاوزنا 400 ورشة في المدينة".

واستدرك "لكن عدد الحرفيين تناقص كثيرا نظرا للمشاكل المادية، خاصة بعد أزمة كورونا، ولعزوف الشباب عن تعلم الحرف اليدوية بشكل عام وليس الفسيفساء فقط".

وأضاف "في ورشة دار الجم أردنا أن نقدم أنواع الفسيفساء الموجودة والممكنة، والانطلاقة كانت مع الفسيفساء الرومانية، هذا الموروث التاريخي والحضاري الكبير جدا".

وهذا العمل -كما أوضح- هو عبارة عن "إعادة نسخ اللوحات المعروضة في المتاحف التونسية والأجنبية، لنبين أن الحرفي التونسي اليوم قادر على إعادة نسخها بشكل جيد".

فسيفساء دقيقة

في دار الجم -وفق حفيظ- "عملنا على الفسيفساء الفنية، أي مزج هذه التقنية مع لوحات أخرى لكبار الفنانين، ثم طورناها إلى "الميكروفسيفساء" (الفسيفساء الدقيقة)".

وأوضح أنه عبارة عن "استعمال مكعبات من الحجارة الصلبة والرخام لا يتجاوز سمكها 3 مليمترات لإعادة تشكيل لوحات فنية عالمية لبيكاسو وفان جوخ ودافنشي وغيرهم من كبار الفنانين بحرفية عالمية ومحاكاة مذهلة للأصل".

وتابع "عملنا على إعادة تشكيل عديد اللوحات القديمة بحسب طلب الحريف (العميل)، خاصة لوحة فيرجيل (شاعر روماني 70- 19 قبل الميلاد)".

وحسب حفيظ، فإن "هذه لوحات مرغوب فيها من قبل أصحاب النزل والمنازل الذين يريدون تزيين ديارهم بلوحات معروضة في متاحف تونس، وتعبر عن الحياة اليومية وعن الآلهة في العهد الروماني".

وأضاف "نعمل على محاكاة كل ما هو معروض من الفسيفساء في متاحف (مدن) باردو وسوسة والجم وغيرها".

وبشأن معروضات دار الجم من فسيفساء لأعمال فنية معاصرة وحديثة ومن عصر النهضة، قال حفيظ إن "تقنية الميكروموزاييك تخول لنا العمل على عدة لوحات فنية عالمية".

وشدد على أن "هذه اللوحات تتطلب دقة في العمل واستعمال أحجام ورخام صغيرة جدا حتى تكون مطابقة لأعمال الفنانين، وأردنا كذلك أن نبين أن الحرفي في الجم قادر على الإبداع في هذه الحرفة".

الخط العربي

ورغم النشأة الرومانية لفن الفسيفساء فإن لوحات في دار الجم تتضمن الخط العربي ومعالم مهمة في تونس، مثل برج خديجة، وهو معلم أثري في مدينة الشابة بولاية المهدية يعود إلى الفترة البيزنطية في القرن السابع.

كما تحتوي لوحة تزين رواق دار الجم على السقيفة الكحلة بمدينة المهدية، وهي معلم أثري يعود إلى الفترة الفاطمية في تونس.

وهو ما فسره حفيظ بقوله "من أجل إرضاء الحريف يجب تنويع المنتوج، وهناك طلب على لوحات الخط العربي، خاصة في الشرق العربي والشرق عموما".

واستطرد "كانت لنا مشاركات (بمعارض) في الإمارات وسلطنة عمان وإيران وأذربيجان، ولمسنا اهتماما كبيرا من الحرفاء بالخط العربي والفسيفساء التي تمثل المعالم الإسلامية في المدن العربية، وقمنا بعدة أعمال في هذا السياق".

أحلام الثورة

في دار الجم توجد لوحة يطغى عليها اللون الرمادي وتتوسطها عبارة "ارحل" باللغة الفرنسية، في استدعاء لثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي (1987-2011).

وهذه اللوحة -حسب حفيظ- "تبرز الانتقال من حال إلى حال، وما شاب هذه المرحلة من مشاكل وأحلام كنا نتوقعها من الثورة التونسية".

وأرجع استعمال اللون الرمادي إلى أنه "يوحي بخيبة الأمل واستلهام من لوحة غرنيكا لبيكاسو".

وبشأن الاستلهام من قصر الجم التاريخي الواقع على بعد أمتار من دار الجم، أفاد حفيظ بوجود "مجموعة لوحات حول المسرح الروماني بالجم، وما كان يدور فيه من ألعاب وفرجة، مثل تلك التي جسدتها بطاقات بريدية تونسية قديمة للمسرح".

جامعو التحف

و"منذ سنوات تراجعت المبيعات من الفسيفساء والإقبال عليها" وفق حفيظ الذي استدرك "لكن يبقى جامعو التحف الإيطاليون والفرنسيون والتونسيون هم أبرز الحرفاء".

وتابع "وكذلك أصحاب المنازل والنزل يقتنون بعض اللوحات، وما عدا ذلك تبقى الأمور صعبة نسبيا، فكما هو معلوم لوحات الفسيفساء أسعارها مرتفعة أكثر من اللوحات (العادية)".

وبالنسبة لمستقبل الحرفة أجاب "نحن على يقين تام أن هذه الحرفة ستعيش لسنوات القادمة، وهي حرفة تستحق منا الاهتمام بها، وأتمنى أن تبقى الجم عاصمة للفسيفساء لا في تونس فقط، بل في العالم".

غرام بالحرفة

في فضاء دار الجم تعمل فاتن ماني -وهي حرفية في الفسيفساء- على تشكيل لوحة فسيفساء دقيقة.

وقالت ماني لمراسل الأناضول "تعلمت في الأول العمل على الحجارة الكبيرة الحجم كأي حرفي، ثم تعلمت قطع الحجر العادي بالكماشة، ثم العمل على حجارة أصغر في حجم مليمتر واحد ومليمترين، ونستعمل في قطعها مقص الأظافر".

"أعمل الآن على لوحة موديس، وهي ترمز إلى شخصية أسطورية كان الرومان يعتقدون أنها تطرد الحظ السيئ والنحس، ومعروضة في متحف سوسة"، كما أوضحت.

واعتبرت ماني أن "هذه الحرفية تتطلب غراما بها لتصل إلى إنتاج لوحة جيدة (…)، وهي خدمة أيضا للحفاظ على التراث".

و"هذه اللوحات الصغيرة عليها إقبال، وعمل الميكروموزاييك لا يوجد إلا بمركب (ورشة ومعرض) دار الجم"، كما ختمت ماني.

مقالات مشابهة

  • عضو شعبة الاستثمار العقاري: المدن الساحلية تجذب المستثمرين بفضل البنية التحتية
  • أول مديرة إقليمية للصحة العالمية تحاور الجزيرة نت بعد 100 يوم في المنصب
  • تساؤل برلماني حول معايير اختيار وزير التعليم الجديد
  • رئيس وزراء بريطانيا يتخذ أول قرار له في المنصب
  • ودع اللاعبين مبتسما.. كيف ظهر أحمد رفعت في مران فريقه قبل وفاته؟ (صور)
  • منذ الرومان.. مدينة تونسية تحافظ على فن الفسيفساء
  • نصائح فعّالة لتثبيت رائحة العطر في فصل الصيف لأطول فترة ممكنة
  • العدسة المكبرة والصابون.. أهم اختراعات المسلمين خلال العصر الذهبي
  • وزير الخارجية يتلقى اتصالات من نظيريه اليوناني والبحريني بمناسبة توليه المنصب الجديد
  • 12 مطلبا لأولياء الأمور من وزير التربية والتعليم الجديد