حسن هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق: منطقة الشرق الأوسط في مرحلة إعادة تشكيلها الآن
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
عقدت لجنة الشؤون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين، برئاسة حسين الزناتي، ندوة اليوم الثلاثاء، للسفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق.
وقال “هريدي” في الندوة، إن القضية الفلسطينية منذ عام 1948، كانت ومازالت حتى الآن، قضية لا اخص الفلسطينيين، ولا المنطقة وحدها، بل هي قضية أمن قومي لمصر، وإن أرض فلسطين هي حدودنا الشرقية، وستظل قضيتنا على مستوي الدولة المصرية كلها في كل وقت.
وأكد وجود محاولات مستمرّة، بدأت مبكرًا من الولايات المتحدة ضد مصر؛ للتضييق علي ى دورها، سمح بها النظام السابق، مع إنشاء المجلس الرئاسي المصري الأمريكي، الذي ضم رجال أعمال، ومعهم وجوه من الشباب؛ لمحاولة فرض شخصيات بعينها على الساحة السياسية، وذلك منذ عام 2022.
وأضاف أن عام 2003، شهد العدوان الأمريكي على العراق، وذلك لتحطيم الجبهة الشرقية من المنطقة، وبعدها فرض العقوبات على سوريا.
وأوضح أن منطقة الشرق الأوسط في مراحل إعادة تشكليها، وأمريكا تسعى دائمًا أن تكون إسرائيل هي الرائدة في المنطقة، مؤكدًا أن الدور المصري في الشرق الأوسط، لم يتغيّر، وخاصة القضية الفلسطينية، وأن ما يحدث في غزة خطة لم تكون وليدة اليوم.
وتابع: “إنه الصراع العربي الإسرائيلي، مع الحديث عنه من قبل الدول الغربية، تريد حل الدولتين، وموضع حل الدولتين غير قابل للتحقيق، وما يحدث في غزة هو مرتبط بمرحلة تنفيذ المشروع الصهيوني الذي وضعته إسرائيل، وهو أن حدودها من البحر المتوسط حتى نهر الأردن، وهذه الخطة يقوم بتنفيذها الآن نتنياهو، وإسرائيل عضو في الأمم المتحدة، وليس لها حدود دولية مُعترف بها في المجتمع”.
وأضاف أن خطة إسرائيل من البحر المتوسط حتى منطقة بحر الأردن، هي التي ستُفرض على العرب فيما بعد، وجزء كبير من الضفة الغربية سيُضم لإسرائيل فيما بعد، فضلًا عن أن إسرائيل هي التي سمحت لحماس بإحداث خلاف، لضرب وحدة صف الفلسطينين من الداخل.
وتابع: “إسرائيل مصممة على أن يكون لها تواجد في منطقة رفح، وهو ما ترفضه مصر التي تقف الآن بمفردها ضد العدوان الإسرائيلي، دون أن يكون لها حليف استراتيجي، والأقرب إلى ذلك كانت ستكون سوريا، والآن حدود مصر كلها مشتعلة في جميع الجبهات، وهي أهم حدود استراتيجية لمصر؛ فالأمن القومي لمصر ليس فقط تأمين حدودنا، بل هناك أيضًا حدود استراتيجية نعمل على الحفاظ عليها من خارج الحدود، ولأن مصر عندما تتحرك تهز الشرق الأوسط، فإن ما يحدث الآن هو محاولة لتحييد الدور المصري”.
واستكمل قائلًا: “المشروع الجديد للشرق الأوسط أن تظلّ مصر داخل حدودها، بالرغم أن ما يحدث في هذه المناطق، يمثّل تهديد لأمننا القومي، وأن الذي يحدث الآن يتطلّب مننا وعي لدى الرأي العام، بأبعاد الحقيقة الاستراتيجية لما يدور في قطاع غزة، وخاصة في اليوم التالي بعد حرب غز والشرق الأوسط؛ حيث أن ملامح التسوية في قطاع غزة هي أحد بنود صفقة القرن المنسوبة للرئيس السابق ترامب، لكن إدارة بايدن لم تلغي أي قرار من قرارات صفقة القرن حتى الآن”.
وقال: “هذا ما يجب أن يعيه الرأي العام الذي تم اختراقه من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، وبعض الإعلام، في تزييف التاريخ ودفع الرأي العام المصري؛ لقبول المخطط الجديد في الشرق الأوسط؛ فمصر لا ستطيع ولا يمكنها أن تتنفس داخل حدودها فقط، ولها حدود استراتيجية وحدود وجغرافية مشتعلة، أتخوّف من الطابور الخامس في مصر، وله أذرع مالية، واقتصادية، ووسائل إعلام، تتحدّث باسمه في مواجهة الرأي الإعلامي المصري، وهو عامل يجب أن نضعه في الاعتبار”.
IMG_4467 IMG_4462 IMG_4450 IMG_4424المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الشرق الأوسط ما یحدث
إقرأ أيضاً:
هل لا زال الحديث عن سلام دائم في الشرق الأوسط أمرا ممكنا؟ نشطاء من إسرائيل وفلسطين يعتقدون ذلك
هل لا زال الحديث عن سلام دائم في الشرق الأوسط أمرا ممكنا؟ في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين، ورغم الحرب المدمرة الأخيرة، يواصل نشطاء من الجانبين جهودهم لإبقاء الأمل حيًا.
تلاشت فرص السلام الطويل الأمد بين إسرائيل وفلسطين حتى قبل أن تشن حماس هجومها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، مما أسفر عن حرب دموية أودت بحياة أكثر من 40,000 شخص في قطاع غزة وحده.
ومنذ أن سيطرت الحركة على القطاع عام 2007، ترسخت أيديولوجيتها المتشددة، فيما اتجهت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أكثر فأكثر نحو اليمين المتطرف. وفي الوقت ذاته، ازدادت وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة بنسبة 200% منذ عام 2000، رغم عدم شرعيته من منظور القانون الدولي.
وسط هذا التصعيد، كشف استطلاع للرأي بعد أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر أن نحو ثلاثة أرباع الإسرائيليين يعتقدون أن السلام مع الفلسطينيين مستحيل، بينما يقترب هذا الرقم من 80% في الضفة الغربية.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة مثيرة للجدل تقترح سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وترحيل سكانها، فيما تواصل إسرائيل التلويح بأن أبواب "الجحيم" ستُفتح إذا لم يُفرج عن الرهائن الـ73 المتبقين بحلول 15 شباط/فبراير، مما يجعل فرص تحقيق السلام أكثر ضآلة من أي وقت مضى.
رغم هذه التحديات، يواصل العديد من النشطاء في إسرائيل وفلسطين نضالهم من أجل السلام، متجاوزين الانتقادات وما يخسرونه على المستوى الشخصي.
في هذا السياق، فإن معاز إينون، الذي نشأ في كيبوتسات قريبة من غزة، أدرك أهمية السلام فقط بعد أن جال حول العالم. في عام 2005، وأسس من مدينة الناصرة ما يسمى "بيوت إبراهيم" وهي مجموعة التي تدير أماكن إقامة يختلط فيها الفلسطيني مع الإسرائيلي وتنظم رحلات سياحية في مدن الدولة العبرية والأراضي الفلسطينية المحتلة. ورغم مقتل والديه في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، يرفض إينون السعي للانتقام، مؤكدًا أن "دوامة العنف لم تبدأ في ذلك اليوم، بل منذ قرن".
على الجانب الآخر، غيَّر عزيز أبو صالح نظرته بعد لقاء مدنيين إسرائيليين لأول مرة في دروس اللغة العبرية، رغم فقدانه شقيقه في السجون الإسرائيلية. لاحقًا، أسس شركة "مجدي" السياحية لتعزيز التفاهم بين الجانبين، لكنه يعترف بأن السلام يواجه اختبارًا صعبًا بعد أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر.
يقبع حاليا 9600 فلسطي في السجون الإسرائيلية، ويوجد قرابة 5000 منهم رهن الحبس الإداري أي دون محاكة أو توجيه تهمة لهم.
أما إيزتر كوراني، فتقول ليورونيوز إنها حين انتقلت إلى إسرائيل قبل 12 عامًا، لم تكن لديها معلومات عن المكان. لكنها قررت الاستقرار هناك بعد أن تعرفت أكثر على البلد. وتضيف: لقد قررت البقاء،وانا أريد أجعل هذا المكان أكثر مساواة للجميع." انضمت إيزتر إلى حركة "مقاتلون من أجل السلام"، حيث التقت رنا سلمان وهي فلسطينية من بيت لحم، وأصبحت الاثنتان مديرتين مشاركتين للحركة التي رُشحت لجائزة نوبل للسلام عام 2018.
Relatedأمريكيون يتظاهرون ضد ترامب في بروكسل عشية اجتماع حلف الناتو في العاصمة البلجيكيةوزير الدفاع الأمريكي: محادثات ترامب للسلام لا تشكل "خيانة" لأوكرانيافي الأيام الأولى للحرب، عقدت حركة "مقاتلون من أجل السلام" اجتماعًا عبر تقنية الفيديو وسط أجواء متوترة مليئة بالأسئلة الصعبة. تؤكد كوراني أن مجرد الاستماع كان تحديًا، فيما ترى سلمان أن من واجبهما الاستمرار رغم الانتقادات، فتقول أنا أدرك أننا أقلية ولا زال أمامنا الكثير الذي يجب علينا القيام به لكننا "لا نملك ترف فقدان الأمل"
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شح المساعدات يدفع سكان غزة للركض وراء شاحنات الإغاثة علّهم يظفرون ببعض الغذاء والدواء هل تنتهك خطة دونالد ترامب بشأن غزة القانون الدولي؟ ترامب يجدد خطته لتهجير سكان غزة.. والعاهل الأردني يترقب موقف القادة العرب قطاع غزةإسرائيلالضفة الغربيةفلسطين