بوابة الوفد:
2025-01-05@09:32:43 GMT

اليوم ذكرى استقلال مصر

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

يوم 28 فبراير الذى يوافق اليوم ولكن منذ 122 عامًا وبالتحديد عام 1922، أعلنت بريطانيا من طرف واحد فى لندن والقاهرة، إنهاء الحماية البريطانية على مصر، وأن مصر «دولة مستقلة لها سيادة»، لكن احتفظت بريطانيا بحق تأمين مواصلات إمبراطوريتها فى مصر، وحقها فى الدفاع عنها ضد أى اعتداء أو تدخل أجنبى، وحماية المصالح الأجنبية والأقليات فيها، وإبقاء الوضع فى السودان كما هو.


قبلت الحكومة المصرية برئاسة عبدالخالق ثروت هذا القرار الذى عرف بتصريح 28 فبراير، وكان أولى ثمرات ثورة 1919، حيث كان المصريون يأملون فى تحقيق آمالهم من خلال مؤتمر الصلح المقرر عقده فى باريس 28 يونيو 1919، وكان سعد زغلول وزملاؤه ينوون الذهاب إلى المؤتمر، ولكن عندما علمت إنجلترا قررت نفى سعد زغلول وبعض أعضاء الوفد إلى جزيرة مالطة واندلعت الثورات بسبب قرار النفى، فشملت كل الطوائف من طبقات الشعب، فسارعت إنجلترا بتعديل قراراتها وقد تمثلت التعديلات فى التساهل فى الإفراج عن سعد زغلول وزملائه والسماح لهم بالسفر إلى باريس، وسد الطريق أمام الوفد من خلال اعتراف دول المؤتمر بالحماية على مصر، والحصول على اعتراف الشعب ذاته بإرسال (لجنة ملنر) لإقناعهم.
رفض الشعب المصرى لجنة ملنر وقاطعوا القرارات التى أقرها المؤتمر، وكان سعد زغلول فى باريس يقود الحركة فى مصر من خلال لجنة الوفد المركزية، ولم يكن أمام (ملنر) إلا التفاوض، وبدأت المرحلة الأولى بين (سعد وملنر) وكان هدفها إلغاء الحماية البريطانية على مصر والاعتراف باستقلال مصر التام الداخلى والخارجى ولكنها فشلت بسبب إصرار بريطانيا على تحويل استقلال مصر لاستقلال شكلى عن طريق: حماية المصالح الأجنبية وحرمان مصر من إقامة أى علاقات مستقلة مع دول أخرى.
رفض سعد زغلول إبرام أى اتفاقيات، واعتقل ونفى للمرة الثانية، ولكن إلى جزيرة سيشل تمهيدًا لإعلان ما عرف بـ«تصريح 28 فبراير» الذى نص على إنهاء الحماية البريطانية على مصر وتكون مصر ذات سيادة، وإلغاء الأحكام العرفية التى التى أعلنت فى 24 نوفمبر 1914، وإلى حين إبرام الاتفاقيات بين الطرفين يكون لإنجلترا بعض التحفظات، وتأمين مواصلات الإمبراطورية البريطانية فى مصر، والحق فى الدفاع عن مصر وحماية الأقليات والحق فى التصرف فى السودان.
البعض يرى أن هذا الإعلان البريطانى المعروف بتصريح 28 فبراير، لم يغير من الواقع كثيرًا، وأن إنجازات ثورة 1919 قد سرقتها البرجوازية، وأن المستفيد الرئيسى من هذا الاستقلال المنقوص كان طبقة الرأسماليين وأصحاب الإقطاعيات الزراعية، بل إن الاستقلال التام لم يتحقق سوى بجلاء القوات البريطانية عام 1956. وفى الواقع أن هذه المزايدات التاريخية، التى نبتت من مدارس إيديولوجية مختلفة لا تستقيم لو وضعنا تصريح 28 فبراير فى إطاره التاريخى الصحيح، فبريطانيا لم تكن لتتخلى عن مصر بسهولة، وهى التى خرجت من الحرب العالمية الأولى منتصرة. وتصريح 28 فبراير بالرغم من عوراته فقد أعطى لمصر استقلالها ومكانتها التى سمحت بالاهتمام بالتعليم والصناعة والثقافة العربية التى حاربها الاستعمار. وما لم يتم تحقيقه عام 1922 تم تدارك بعضه فى معاهدة الصداقة والتحالف عام 1936، وأخيرًا من خلال اتفاقية الجلاء التى توصل إليها عبدالناصر عام 1954.
فى الواقع أن هذا التصريح لم يكن منحة من أحد، ولم تتنازل بريطانيا العظمى عن مصر بسهولة، وقاومت بكل ما لها من جبروت وقوة حصول المصريين على استقلالهم، وحاربت فى كل محفل لمنع حصولهم على حقوقهم. وبقدر ما تم قتلهم فى مظاهرات وأحداث ثورة 1919 بما يربو عن ألف شخص.
واتبعت بريطانيا من الوسائل القمعية بما ينافى قواعد الحرب الإنسانية بما فى ذلك إحراق قرى بأكملها انتقامًا من حوادث الاعتداء على جنود السلطة وعملت بريطانيا على محاصرة الآمال المصرية فى المحافل الدولية.
ولكى تقدر الأجيال الجديدة مدى قيمة الاستقلال الذى حققته القوى الوطنية فى 1922 يلزم فتح عيونهم، وهم الذين نشأوا فى ظل الحرية والاستقلال على مسالب الاستعمار وجرائمه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن محمود غلاب الحكومة المصرية سعد زغلول على مصر من خلال

إقرأ أيضاً:

نشر آلاف من القوات البريطانية في أوروبا .. ما السبب؟

أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستواصل نشر آلاف من القوات البريطانية في أوروبا خلال الشهرين المقبلين في إطار قيادة تمرين كبير لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وذكر بيان على موقع الحكومة البريطانية ، اليوم السبت ، أنه تحت قيادة المملكة المتحدة، التي تقدم أكبر مساهمة من حيث القوات، سيتم نشر أكثر من 2600 فرد و730 مركبة على الجبهة الشرقية للناتو.

قوة الرد السريع الجديدة للناتو


وخلال شهري يناير وفبراير 2025، سينفذ حلف الناتو تمرين "ستيدفاست دارت 25" لاختبار نشر قوة الرد السريع الجديدة للحلف، التي يمكنها تعزيز الجبهة الشرقية للناتو بسرعة، وستستعرض هذه التدريبات الجاهزية والقدرة والالتزام الدفاعي للحلف في حماية كل شبر من أراضيه.


وستقود المملكة المتحدة، ممثلة في الفرقة الأولى، كافة القوات البرية للناتو خلال هذه التدريبات، مما يعزز تقاليدها القيادية في الحلف ويظهر التزام الحكومة البريطانية الثابت تجاه الناتو.


وستشهد التدريبات مشاركة القوات المسلحة البريطانية مع الآلاف من الأفراد من 10 دول حليفة، حيث ستتم العمليات عبر رومانيا وبلغاريا، تزامنًا مع الذكرى السنوية للحرب الروسية الأوكرانية.


وقال وزير القوات المسلحة، لوك بولارد: "ترغب الحكومة البريطانية في أن تكون المملكة المتحدة الدولة الرائدة في أوروبا داخل حلف الناتو. 


وتمرين "ستيدفاست دارت 25" يُظهر التزامنا الثابت تجاه الناتو ويبرز دور المملكة المتحدة القيادي في الحلف، ومع اقتراب الذكرى الثالثة للحرب الروسية، يجب أن نواصل تعزيز دفاعاتنا المشتركة لردع بوتين بشكل فعال".


وأضاف: "سلامة البلاد هي الأولوية الأولى للحكومة، وهي جزء لا يتجزأ من خطة التغيير، إن عمل البحرية الملكية والجيش البريطاني والقوات الجوية الملكية أساسي لأمن واستقرار المملكة المتحدة، ويدعم جميع مهام الحكومة في خطتها".
وسيسهم هذا التمرين في تحسين التنسيق والتعاون بين حلفاء الناتو، خصوصًا في المراحل المبكرة من النشر، وتعتمد قدرة الناتو على الانتشار السريع على قدرة الدول الأعضاء على العمل معًا بسلاسة.


وتعد قوات الناتو عالية الجاهزية التي يمكنها العمل عبر البر والجو والبحر للرد على التهديدات الطارئة عنصرًا حاسمًا في خطط الناتو الدفاعية، وستدعم قوة الرد السريع الجديدة الدفاع عن الحلف في أوقات الأزمات وتقوي ردع الخصوم، وستضمن أن القوات من جميع أنحاء الحلف يمكنها التعاون في وقت قصير أكثر من أي وقت مضى.
 

مقالات مشابهة

  • مش همثل تاني وكان لازم أزور العراق.. لطفي لبيب يكشف سبب اعتزاله الفن
  • 8 فبراير القضاء يحسم مدى دستورية سلطة البنوك فى تحديد معدلات العائد
  • تأجيل محاكمة المتهم بقتل مالك مقهى أسوان بمصر الجديدة لـ 1 فبراير المقبل
  • نشر آلاف من القوات البريطانية في أوروبا .. ما السبب؟
  • اليوم.. الجنايات تستمع لشهود الإثبات في قضية "قهوة أسوان" بمصر الجديدة
  • إيلون ماسك يهاجم السلطات البريطانية: الشعب لا يريد الحكومة الحالية
  • السامعي: العلامة بن عقيل نشر العلم النافع في مختلف المحافظات وكان لتعز وضعًا خاصًا في هذا الجانب
  • اليوم..ذكرى فوز الزمالك على الأهلى بسداسيه نظيفه
  • اليوم.. ذكرى وفاة أيقونة الفكر والفن الكاتب الكبير وحيد حامد
  • استقلال السودان.. الزيف والحقيقة!