بوابة الوفد:
2025-02-03@20:57:53 GMT

صديقى سعد والمشكلة الخلقية

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

بعض الأشياء عندما تقع تحت أيدينا، نجدها تفجر داخلنا الكثير والكثير من الذكريات.. وربما نجد الدمع يكاد يفر من مآقينا.. ونسأل.. ولم ولن نجد الإجابة.. لماذا لم تبق تلك الأيام.. ويبقى الصمت هو سيد الموقف.. بين يدى كتاب (المشكلة الخلقية) للدكتور زكريا إبراهيم أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة (رحمه الله).

. وهو أستاذ متميز وله العديد من الكتب المعروفة والهامة والجميلة فى العرض والأسلوب.. هذا الكتاب كلما تناولته يفجر فى داخلى الكثير والكثير من الذكريات، وقد أخذت الكتاب من صديقى أيام الجامعة فى القرن الماضى.. انه الصديق العزيز والجميل.. سعد عبدالرحيم أبوراية من (طهطا – سوهاج).. أذكر أننى تلاقيت معه عندما كنا فى قسم الفلسفة بكلية آداب المنيا، هو يتسم بخط رفيع جدا وجميل.. له تجربة فى الكتابة لكنه لم يستمر فيها.. يتميز انه رقيق ومهذب ومثقف.. كنت أتمنى أن يضع فى اعتباره أن يكمل الدراسة، دراسات عليا وماجستير ودكتوراه.. فهو من العقليات الجيدة.. وكنت أتوقع أنه يمكن أن يحقق الكثير من النجاح.. لكن لكل إنسان ظروفه الخاصة به.. وقد حصل على الليسانس.. وذهب إلى الصعيد سوهاج.. أيضا هو يمتلك اللغة الانجليزية تصل إلى درجة العشق، فيبحث عن الكلمة واشتقاقاتها وعمل فى مجال التعليم كمدرس فلسفة للمرحلة الثانوية.. وهو من الأساتذة المؤثرين بلا شك فى طلابه.. أهم ما يمكن الوقوف عنده أن الأستاذ سعد عبدالرحيم أبوراية.. فى أيام الدراسة تجده خير صديق ووفى.. يتسم بالاتزان العقلى ورزين وهادئ.. على درجة عالية من الأخلاق والأدب فتستريح للتعامل معه.. لديه إحساس رائع وسرعان ما كان يعبر عن كل ما نمر به من مواقف على هيئة أشعار ولعل أهم ما يميزه أيضا أن لديه رأى تجاه كل شئ.. فهو لا يقبل أن يكون مجرد متلقى أعمى أو إمعة فى الخضم.. لكن له رأى وله قدرة على تحليل المواقف والأحداث.. ولكن للأسف مثل تلك السمات غالبا ما يتم وأدها والتخلص منها هلال العمل الوظيفى العقيم.. فالعمل داخل الوظائف يقتل فى داخلنا الكثير من المميزات، وخاصة التربية والتعليم فهى مهنة قاتلة لكل شىء فى الإنسان.. وتحول الإنسان إلى مجرد آلة.. وعملية مملة كشكول التحضير وعناصر التحضير.. أهداف عامة وأهداف خاصة وكلام ممل بكل المقاييس.. كنت اشعر بالضيق وكثيرا ما كنت اصطدم بالموجهين من هذا الكلام الغريب.
كانت أيام الدراسة جميلة وصديقى سعد أبو راية قضاها فى المنيا وقد كانت سنوات جميلة، لذلك كثيرا ما أشعر بالحنين إلى تلك الأيام الماضية وأتذكره وأراسله على الفيس بوك بين الحين والآخر. ولعل أجمل ما فى الذكريات أنها تأتى مبرأة من كل مكدراتها.. الذكريات تأتى إليك بشكل رقيق.. فتشعر فيها بالخفة والرقة.. ويصبح التمنى فى إعادتها أو الرجوع إليها هو الغالب.. وهذا هو المستحيل.. فتشعر الذات بكثير من الأسى والشجن.

 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال
أكاديمية الفنون 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أكاديمية الفنون جامعة القاهرة كلية الآداب الکثیر من

إقرأ أيضاً:

الصالون الثقافي بمعرض الكتاب يناقش «الفلسفة في مصر القديمة»


استضاف الصالون الثقافي في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ56 مؤتمرًا بعنوان «رؤية مستقبلية للفلسفة في مصر: الهوية والانتماء»، حيث جاءت أولى جلساته تحت عنوان «الفلسفة في مصر القديمة».
افتتح الجلسة الدكتور مصطفى النشار، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة ورئيس الجمعية الفلسفية المصرية، بحضور نخبة من الأكاديميين، منهم: الدكتور سامح طنطاوي، أستاذ علم الجمال الحديث والمعاصر بجامعة حلوان، والدكتور محمود مراد، أستاذ الفلسفة اليونانية ووكيل كلية الآداب بجامعة سوهاج، والدكتور شرف الدين عبد الحميد، أستاذ الفلسفة اليونانية بجامعة سوهاج. أدار الجلسة الإعلامي حسام الدين حسين.


وبدأ الدكتور مصطفى النشار حديثه بتوجيه الشكر للدكتور أحمد بهي الدين والقائمين على البرنامج الثقافي لمعرض الكتاب، مشيرًا إلى أهمية الفلسفة، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها اليوم. وأوضح أن الفلسفة ليست مجرد علم ضمن بقية العلوم، بل هي «أم العلوم» وأساس التفكير النقدي والعقلاني.
وأردف قائلًا: «سمعتم عن تهميش الفلسفة في الثانوية العامة، لكن الفلسفة هي العلم الذي يُبنى عليه كل علم آخر. مناهجنا الفلسفية تحسدنا عليها الدول الأخرى؛ حيث ندرّس مهارات التفكير الفلسفي في الصف الأول، والفلسفة والحياة في الصف الثاني، بينما نتطرق إلى فروع الفلسفة التطبيقية والذكاء الاصطناعي في الصف الثالث. نحن أصحاب قضية، وعلينا غرس الفلسفة في النفوس لتمكين الأفراد من التفكير النقدي الذي يميز الإنسان».
وأشار النشار إلى أن الفلسفة ليست غربية المنشأ ولا يونانية الأصل، بل بدأت في مصر القديمة، حيث ظهرت على يد الفيلسوف بتاح حتب في القرن الـ27 قبل الميلاد، كما تجسدت في أفكار إخناتون بالقرن الـ14 قبل الميلاد. وأضاف أن جميع الفلاسفة اليونانيين، ومن بينهم فيثاغورس وأفلاطون، زاروا مصر وتتلمذوا على يد الفلاسفة المصريين.
كما دعا النشار إلى ضرورة تعليم الأطفال المصريين اللغة الهيروغليفية لتعزيز الوعي بالهوية الوطنية، مؤكدًا أن الفلسفة ليست مجرد علم، بل هي أساس للفنون والحضارة المصرية القديمة.

من جانبه، أوضح الدكتور محمود مراد أن الفكر المصري القديم تعرض لتشويه ممنهج، حيث تم تصويره على أنه مزيج من الأساطير والخرافات، في حين أنه احتوى على أفكار عقلانية ثورية.
وأضاف: «مصر القديمة شهدت أول ثورة اجتماعية في التاريخ ضد طغيان الملك والإقطاعيين، وذلك في القرن الـ21 قبل الميلاد خلال عهد الملك بيبي الثاني، آخر حكام الأسرة السادسة. قاد هذه الثورة المفكر والفيلسوف أيبور، الذي وثّق الأحداث في نصوص رغم فقدان أجزاء منها».
وأشار مراد إلى أن الثورة رفضت تسلط الكهنة والنظام الإقطاعي، وأدت إلى تغييرات سياسية كبيرة، من بينها انتقال الحكم من الشمال إلى الجنوب، وهو ما يعكس وعي الشعب المصري القديم وإدراكه لأهمية العدالة الاجتماعية.

أما الدكتور شرف الدين عبد الحميد، فقد تناول النماذج المختلفة التي سعت لتفسير العلاقة بين الفلسفة المصرية القديمة والفكر اليوناني، مشيرًا إلى خمسة اتجاهات رئيسية؛ نموذج المعجزة، نموذج الفلسفة المسروقة، النموذج الانتشاري، نموذج التأثير المتبادل، ونموذج "أثينا السوداء".

بدوره، استعرض الدكتور سامح طنطاوي مفهوم الجمال في الفلسفة المصرية القديمة، مشيرًا إلى أن الحضارة المصرية لم تكن معنية بالجمال الظاهري فحسب، بل امتدت إلى مفهوم «الجلال»، وهو الشعور العميق الذي يثيره الفن العظيم. وقال: «عندما تنظر إلى الأهرامات أو المعابد المصرية، فإنك لا تبتسم فقط لجمالها، بل تشعر بإحساس داخلي من الرهبة والانبهار، وهذا هو الفرق بين الجمال والجلال».
وأكد طنطاوي أن الحضارة المصرية القديمة لا تزال تلهم العالم، وأن النهضة الحقيقية لمصر تكمن في العودة إلى جذورها وإعادة إحياء جوانبها الثقافية والفنية.

مقالات مشابهة

  • أستاذ علاقات دولية: نتنياهو ينتظر الكثير من ترامب خلال زيارته واشنطن
  • الأزهر: الغضب بين الأزواج سر ضياع الكثير من الأسر وحدوث الشقاق بينها
  • بكائية على الذكريات وسيادة ثقافة الاستغناء في معرض «سوق ديانا» بجاليري ضي الزمالك
  • الصالون الثقافي يناقش الواقع الفلسفي في جلسته الثانية بمعرض الكتاب
  • الصالون الثقافي بمعرض الكتاب يناقش «الفلسفة في مصر القديمة»
  • الذكريات قد تكون وراء إصابة الشخص بالسمنة
  • سيرة الفلسفة الوضعية (6)
  • دراسة تربط بين الذكريات وزيادة الوزن وتفتح الباب لمعالجة السمنة
  • خسرت الكثير من وزنها.. شيماء سيف تثير تفاعل متابعيها بإطلالة جذابة
  • فريد زهران: ترامب استعدى الكثير من الدول.. وكل محاولاته ستفشل