تقسيم المقسَّم وتجزئة المجزَّأ
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
د. أحمد بن علي العمري
لقد أمضت المملكة المتحدة -البلاد التي لا تغرب عنها الشمس- سنوات بل وعقودًا وقرونًا وهي تقسِّم العالم على هواها، وحسب مصالحها الخاصة، لتأتي بعدها الولايات المتحدة الأمريكية لتُكمِل ذات المشوار وبالتنسيق في أغلب الأحيان مع المملكة المتحدة، ومن خلفهم أوروبا.. قسَّموا وجزَّأوا إفريقيا وحتى بعض البلدان الأوروبية وآسيا وأمريكا اللاتينية، وحدَّدوا أستراليا وكندا، ولكنَّ النطاق الكبير والملعب الواسع كان في العالم العربي والإسلامي؛ فجعلوا الحدود متداخلة ومتشابكة ومعقدة، ليختلف من يأتي بعدهم وهم سكان الأرض، ويتحاربوا، وذلك حتى يعتمدوا عليهم بعد انسحابهم في كل شيء، خاصة شراء الأسلحة والذخائر ليقتلوا بها بعضهم البعض، ويبقوا هم يتفرجون ويتابعون عن بعد.
ولم يكتفوا بهذا، بل زرعوا إسرائيل في قلب الأمة العربية والإسلامية في أرض أولى القبلتين وثالث الحرمين؛ من خلال وعد بلفور المشؤوم، وهو الذي جعل الصراع يستمر إلى يومنا هذا.
وفي السابع من أكتوبر، عندما حدث طوفان الأقصى، هبُّوا ببوارجهم وطائراتهم وأسلحتهم بل وبجنودهم وكل إمكانياتهم لمساعدة اسرائيل والوقوف معها، وهم يعلمون علم اليقين أنها المعتدية والمحتلة والغاصبة ظلما وبهتانا، رامين بعرض الحائط كل ادعاءاتهم عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، هذا إضافة للحروب المدمرة التي خاضوها في شتى أصقاع العالم من قنابل هيروشيما ونجازاكي، إلى فيتنام وحرب الفوكلاند في الأرجنتين، إلى تدمير أفغانستان والعراق ولبيبا والسودان واليمن وسوريا.
يقول المثل: "على الباغي تدور الدوائر"، والدنيا دوارة والدوام لله رب العالمين.. إسرائيل التي يدعون أنَّ جيشها لا يُقهر لم تقدر على عدد من المقاومين الأبطال في غزة، وأمريكا وبريطانيا لم يقدروا على أنصار الله في اليمن.. يا سبحان الله، أين القوة والعظمة والهيبة والإمكانيات والمقدرات؟ لقد أثبتت هذه الأحداث أن الإرادة أقوى من كل ذلك.. وهنا أتذكر قول الشاعر:
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
ولايفوتني هنا أن أفتخر وأعتز بموقف مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الثابت الراسخ على الحق والمبادئ والقيم، وموقف بلادي حكومة وشعبا الذي لا يتزخزح ولا يحيد.. حفظ الله عمان وسلطانها وشعبها.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«الجامعة التي لا تهدأ».. تاريخ من التصعيد والاحتجاجات في كولومبيا
قفزت جامعة كولومبيا الأمريكية إلى واجهة الأحداث مؤخرا إثر إطلاق إدارة الرئيس دونالد ترامب حملة تهديد تهدف لقمع الاحتجاجات الطلابية المناهضة لإسرائيل والحرب في غزة داخل الجامعة، .
وتزامنت حملة التهديد الرئاسية مع اعتقال الناشط الفلسطيني محمود خليل، الذي قاد احتجاجات في جامعة كولومبيا، وقالت وزارة الأمن الداخلي إنه تم احتجاز خليل نتيجة لأوامر الرئيس الأميركي دونالد ترامب التنفيذية التي تحظر معاداة السامية.
واعتقل خليل، الحاصل على إقامة قانونية في الولايات المتحدة والذي أنهى دراساته العليا في كولومبيا في ديسمبر، يوم السبت، على يد عملاء الهجرة الاتحاديين، تمهيدا لترحيله، قبل أن يصدر قاض اتحادي في ولاية نيويورك الأميركية قرارا يمنع ترحيله لحين نظر المحكمة في الدعوى القضائية التي تطعن في احتجازه.
وحذَّر ترامب من أن اعتقال محمود خليل واحتمال ترحيله سيمثلان بداية لسلسلة من الإجراءات المماثلة مستقبلا، وذلك في إطار حملة إدارته لقمع الاحتجاجات الطلابية المناهضة لإسرائيل والحرب في غزة.
وتعد احتجاجات جامعة كولومبيا جزءا من حركة طلابية نشطة تُعبر عن مواقف سياسية واجتماعية مختلفة، وغالبًا ما تكون مرتبطة بقضايا مثل حقوق الإنسان، العدالة الاجتماعية، وحقوق الطلاب.
مواقف تاريخيةولجامعة كولومبيا، الواقعة في نيويورك، تاريخ طويل من النشاط الطلابي. ففي الستينيات من القرن الماضي، شهدت الجامعة احتجاجات كبيرة ضد حرب فيتنام وسط مطالبات بإنهاء التمييز العنصري.
وفي عام 1968، نظم الطلاب إضرابًا احتجاجًا على مشاركة الجامعة في أبحاث مرتبطة بالحرب وبناء صالة ألعاب رياضية في حديقة عامة، مما أدى إلى إغلاق الجامعة لفترة.
الاحتجاجات الحديثةوفي عام 2024، شهدت الجامعة احتجاجات طلابية كبيرة تدعم حقوق الفلسطينيين وتدعو إلى مقاطعة إسرائيل. كما طالب الطلاب بإلغاء استثمارات الجامعة في شركات تدعم الاحتلال الإسرائيلي أو تورطت في انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.
اعتقال محمود خليلواعتقلت سلطات الهجرة الأمريكية الناشط الفلسطيني المقيم في الولايات المتحدة، محمود خليل، بسبب مشاركته في المظاهرات الطلابية بجامعة كولومبيا في نيويورك العام الماضي.
وكان محمود خليل عضوًا في فريق التفاوض الطلابي مع مسؤولي الجامعة للمطالبة بوقف التعاون مع إسرائيل احتجاجا على الإبادة الجماعية في غزة.
محتجون بجامعة كولومبياودعا مسؤولون وأكاديميون وطلاب في مؤتمر صحفي بجامعة كولومبيا إلى إطلاق سراح الناشط والطالب الفلسطيني محمود خليل الذي اعتقلته سلطات الهجرة الفدرالية بزعم دعمه حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وخلال المؤتمر، أعرب المتحدثون عن قلقهم العميق إزاء تداعيات الاعتقال، مؤكدين أنه يمثل انتهاكًا واضحًا لحرية التعبير، ويشير إلى تصعيد خطير في التعامل مع الناشطين في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاًترامب: كولومبيا ستوقف المهاجرين العابرين من منطقة دارين
الأمم المتحدة تدعو إلى إنهاء العنف ضد المدنيين فى كولومبيا
قرينة رئيس كولومبيا تزور المجلس القومي للمرأة وتشيد بمعرض منتجات المصريات