بوابة الوفد:
2024-12-23@09:12:56 GMT

الفن الراقى

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

- إن الفن الراقى هو واجهة الأمة، يعبر عن ماضيها وحاضرها ومستقبلها، ويعبر عن آمالها والامها، إن الفن كنهر متدفق تصب فيه ثقافة الامة، وتتجلى أهمية الفن فى بناء مجتمع أفضل وذلك من خلال دوره فى تعميق مشاعر الفخر والاعتزاز لدى الأفراد فيما يتعلق بتاريخ الأمة وثقافتها ومكانتها.
- إن الفن يؤثر على المجتمع بصورة كبيرة، وهناك ترابط كبير بين الفن والحياة الاجتماعية، ويقوم الفن بعمل هذا عن طريق غرس مجموعة من القيم والأراء التى تؤثر بدورها على إحساس الشخص الذاتى، والفن يحافظ على ذاكرة الأمة حيث يوثق التاريخ المبنى على الحقائق فى أى زمان ومكان.


- إن الفن رسالة إنسانية لها أثر عميق على النفس البشرية وهذه الرسالة الفنية لها أيضا مغزى فى الحياة، فالفن هو الإبداع والتميز والأصالة والتفرد وهو أيضا وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر والأحاسيس، ويحتل الفن فى الدول المتقدمة مرتبة هامة فى الحياة اليومية محققا ما تخططة هذه الدول من أهداف تربوية أو أخلاقية أو أمنية أو سياسية، وبالتالى فإن الفن هو أحد أهم الوسائل الإعلامية التى ترتقى بفكر المتلقى والمتذوق، حيث يساعد على ترسيخ الهوية الوطنية والقيم الأخلاقية.
- إن الفن يسهم فى تهذيب الذوق العام وصقله لدى الإنسان المتلقى لأن الفن هو الجمال والإقبال عليه يسمو بالإنسان إلى القيم الإنسانية الايجابية، كما أنه يسهم فى التعرف على قضايا المجتمع وطريقة معالجة تلك القضايا بطريقة محببة للنفس وجذابة لترسخ فى النفس القيم الإنسانية النبيلة، والفن يمكن أن يقرب وجهات النظر بين شعوب العالم المختلفة ويؤدى إلى تبادل التراث الاجتماعى. 
- إن الفن وليد الإبداع والحرية مهد الإبداع فلا إبداع بدون حرية، والحرية ليست مطلقة أن يفعل الإنسان ما يشاء أنى يشاء لكنها مقيدة بعدم تهديد سلامة النظام العام وعدم إلحاق الضرر بالآخرين، فأنت حر مالم تضر، والحرية الحقيقية كالنهر الذى ينساب إلى الأمام يسقى الزرع والضرع والإنسان، ولكن هذا النهر محدود بشاطئيه فإن لم يكن كذلك تسرب الماءعلى جانبيه فتظهرت المستنقعات فتجف الضرع ويذبل الزرع ويظما الانسان، ولاشك أن شاطئى النهر بالنسبة للإبداع هما القيم الأخلاقية النبيلة التى يتحلى بها الإبداع وبالتالى يولد الفن الراقى.
- فى ظل هذا المناخ المنضبط من الحرية المنضبطة تنطلق العقول من مخادعها والطاقات من كنانتها فينبت الفن الراقى الذى هو واجهة الأمة، فيعبر عن ماضيها وحاضرها ومستقبلها، ويجعل المجتمع قويا متماسكا لا يهتز أمام الشدائد والمحن، ولا تضعف لحمته أمام أية محاولة لإضعافه، هذا هو الفن الراقى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ثقافة الامة الإنسانية الايجابية إن الفن

إقرأ أيضاً:

اقرأ غدًا في «البوابة».. يا مال الشام!.. سوريا الحضارة.. الفكر.. الإبداع.. «وعليك عينى يا دمشق»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تقرأ غدًا في العدد الخاص من جريدة «البوابة» الصادر بتاريخ السبت 21 ديسمبر، مجموعة من الموضوعات والانفرادات المهمة، ومنها:

يا مال الشام!.. سوريا الحضارة.. الفكر.. الإبداع.. «وعليك عينى يا دمشق»

«السومرية» علامة فى التاريخ الإنسانى.. و«القدود الحلبية» حكاية شغف فى قائمة التراث العالمى

هموم المفكرين فى مشاريع التجديد والنهضة.. والعلامة سعيد البوطى ضحية الإرهاب وفتاوى الإخوان

الأدب من سخرية «لوقيانوس» إلى قصص الحرب.. والمسرح أصالة فنية وتجديد للهوية الثقافية

مقالات مشابهة

  • أحمد زعيم.. صوت الإبداع الذي يحلّق في سماء الفن العربي
  • السودان واستغلال الفرص
  • معرض جدة للكتاب يُسدل الستار بعد 10 أيام من الإبداع والمعرفة
  • سوريا والعدالة الانتقالية؟
  • الزناتى: جمال سليمان علامة مضيئة فى الفن العربى ونموذج مشرف للفنان المثقف الواعى
  • الزناتي: جمال سليمان علامة مضيئة في الفن العربي ونموذجاً مشرفاً للفنان المثقف الواعي
  • الزناتى: جمال سليمان علامة مضيئة فى الفن العربى
  • كنيسة قوص الإنجيلية تعقد لقاء “القيم المجتمعية وأثرها في بناء مجتمع متماسك”
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. يا مال الشام!.. سوريا الحضارة.. الفكر.. الإبداع.. «وعليك عينى يا دمشق»
  • ترك بصمة فنية كبرى| نبيل الحلفاوي.. قائد مسرحي أضاء خشبات الفن المصري.. «اضحك لما تموت» آخر ما قدمه على خشبة القومى 2018