كيف تستخدم مديرة مايكروسوفت بقطر الذكاء الاصطناعي في عملها؟
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
على هامش قمة الويب المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة كان للجزيرة نت لقاء مع مديرة مايكروسوفت بقطر لانا خلف، تحدثت من خلاله عن أبرز الاتجاهات الحالية في التكنولوجيا وطرق الاستفادة منها.
مشاريع مايكروسوفت في الشرق الأوسطتحدثت خلف بداية عن مشاريع عملاق التكنولوجيا في الشرق الأوسط وبالتحديد في قطر، وذكرت أن مايكروسوفت تعطي أهمية كبيرة للشرق الأوسط وقطر بالتحديد، وهذا ما جعلها تنقل مركز البيانات الرئيسي لها في الشرق الأوسط إلى قطر.
وقد ذكرت أن مركز البيانات الموجود في الدوحة يتبنى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في العديد من نماذج الأعمال التي تهم عملاء مايكروسوفت في قطر، سواء من القطاع الحكومي أو الخاص.
حقبة الذكاء الاصطناعيوبالإجابة عن السؤال الذي أصبح هو الشغل الشاغل لمتابعي الاتجاهات التقنية، وهو أين تتجه مايكروسوفت في عصر الذكاء الاصطناعي بالنسبة للمستخدمين؟ قالت مديرة مايكروسوفت بقطر إن المستخدم العادي أصبح هو محل التركيز في هذا المجال، خصوصا بعد إطلاق "أوبن إيه آي" برنامج الدردشة الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي" المدعوم من مايكروسوفت.
ولهذا وضعت مايكروسوفت خططا لبناء نظام بيئي متكامل حول أدواتها المعروفة مثل مايكروسوفت أوفيس باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما أسمته "كوبايلوت" الذي أصبح جزءا من أدوات الإنتاجية في مايكروسوفت.
عند سؤالنا عن مستقبل المطورين بوجود الذكاء الاصطناعي والمخاوف المتداولة حول انقراض بعض المهن بسبب تغول الذكاء الاصطناعي كان لخلف رأي آخر، فهي ترى أن الذكاء الاصطناعي وجد ليساعد المطورين في عملهم.
وتقول خلف إن استخدام الذكاء الاصطناعي في البرمجة وتصحيح الجمل البرمجية وكتابتها سيجعل عمل المطور أسهل وينقله لمستوى مختلف، وشددت على أنه لا ينبغي اعتبار الذكاء الاصطناعي منافسا للمطورين والمبرمجين بل مساعدا لهم.
وقد ذكرت بشكل واضح أن اسم "كوبايلوت" يعني مساعد، وهذا يعني أن هناك قائد يجب على المساعد خدمته، ولن يعمل هذا المساعد بشكل تلقائي أو بوضعية الـ"أوتوبايلوت".
وأضافت خلف أن أحد مبادئ مايكروسوفت للاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي هو التأكد أن استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة بحيث لا يتم استبدال الآلة بالإنسان.
أما بخصوص دعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال فقد أكدت خلف أن وجود مايكروسوفت اليوم في قمة الويب هو لدعم هذا القطاع، فقد جلبت مايكروسوفت معها للقمة برنامج مايكروسوفت العالمي للشركات الناشئة لدعم هذه الشركات عن طريق توفير الإرشاد والتوجيه والدعم للشركات الناشئة ورواد الأعمال.
كيف تستخدم مديرة مايكروسوفت الذكاء الاصطناعي؟عند سؤال لانا خلف مديرة مايكروسوفت بقطر عن أهم تطبيقات تستخدمها في عملها ولا تستطيع الاستغناء عنها حاليا، أجابت أنه في الوقت الحالي أصبحت تستخدم برنامج "كوبايلوت" من مايكروسوفت بشكل شبه دائم.
وقد أعطت خلف مثالا يوضح كيف سهل برنامج مايكروسوفت المدعوم بالذكاء الاصطناعي عملها اليومي كمديرة في إحدى أكبر شركات التكنولوجيا في العالم.
وتقول إنها الآن وبحكم وجودها في قمة الويب فأغلي الوقت لا تستطيع الوصول إلى بريدها بشكل منتظم والرد على الرسائل المكدسة، ولكنها عن طريق كوبايلوت أصبحت تقوم بطلب ملخص لكل الرسائل وتحديد ما يحتاج لرد أو القيام بعمل ما، وبهذا أصبحت إنتاجيتها أفضل ويمكنها التفرغ للمقابلات خلال القمة.
ما نصيحة مديرة مايكروسوفت بقطر للمرأة العاملة في مجال التكنولوجيا؟ترى خلف أن المرأة لديها كل المقومات التي تجعلها تقود أكبر شركات التكنولوجيا، وهناك العديد من الأمثلة في الغرب، ولكن ما تلاحظه أن النساء يحتجن لثقة أكبر تدفعهن للسعي لهذه المناصب في الوطن العربي، وأن البيئة مهيأة لإعطائهن هذا الدور إذا كانت لديهن الثقة داخليا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی مایکروسوفت فی قمة الویب
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يداعب خيال صناع الدراما
في أغسطس من العام الماضي، أجرى مركز «إبسوس» الفرنسي لأبحاث السوق وتحليل البيانات، استطلاع رأي، كشف أن "36%" من المصريين يستخدمون تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتزداد النسبة إلى "40%" في الفئة العمرية بين "35 و 44 سنة"، وأكد "21%" منهم، أن هذه التكنولوجيا غيّرت حياتهم اليومية بشكل كبير لم يكن في الحسبان.
وربما لو أجري الاستطلاع مرة أخرى خلال الأشهر الثمانية الأخيرة، لتقافزت الأرقام بشكل لن يكون، أيضًا، في الحسبان، عقب طفرة تطور "شات جي بي تي"، و"ديب سيك" وإخوتهما في مجال "مساعدي الذكاء الاصطناعي"، وربما لو دقق أحدنا في "يد الآخر"، لوجد هاتفه الذكي يكاد يلوّح له قائلاً: "أهلاً يا صديقي، كيف يمكنني مساعدتك اليوم؟!".
عندما نقرأ مصطلح "استنساخ"، سرعان ما ترجع الذاكرة، فلاش باك، إلى عام 1997، حينما حدثت الضجة العالمية باستنساخ النعجة "دوللي" اصطناعيا، بتقنيات طبية تكنولوجية غاية في التعقيد "الجيني". وبعيدًا عن إشكالية الخلاف حول توقيت إجراء أول عملية استنساخ، سواء للفئران أو الحيوانات، فوجئ الجمهور بالمصطلح نفسه، لأول مرة، عبر الصفحات الفنية، كـ"اسم فيلم جديد" تم طرحه بعد عيد الفطر مباشرة، داهمته عواصف من الجدل، عقب التأجيل المفاجئ للعرض الخاص، وتراشق التصريحات بين صناع الفيلم، وجهاز الرقابة، وكانت المفاجأة الكبرى هي "بطل الفيلم" نفسه، الفنان سامح حسين، الذي تصدر التريند خلال شهر رمضان، بعد النجاح الكبير لبرنامجه الذي يقدمه عبر "السوشيال ميديا"، بعنوان "قطايف"، في قالب اجتماعي توعوي أخلاقي، وجاء الإعلان عن فيلمه "استنساخ" بمثابة "ضربة حظ" بتوقيت "يبدو مثاليا" عقب نجاحه في رمضان، كما تشارك بطولته الفنانة هبة مجدي، التي تألقت (أيضًا) في رمضان الماضي بمسلسليْ "المداح"، و"منتهي الصلاحية"، ولكن "التألق المزدوج" لبطليْ الفيلم، لم يشفع لهما أمام شباك التذاكر، فما زالت الإيرادات "هزيلة"، وإن كان صناع العمل يراهنون على الفترة المقبلة، بعد "تشبّع الجمهور من أفلام العيد" التي سبقت طرح "استنساخ".
وكانت "بوصلة" صناع الفيلم تتجه، قبل برنامج "قطايف"، إلى الاكتفاء بالعرض عبر المنصات الإلكترونية، نظرًا لكون بطل العمل ليس "نجم شباك"، وغيابه الطويل عن السينما، وتراجع إيرادات أفلامه السابقة، التي كان معظم جمهورها من "الأطفال"، خاصة أن البطل "يغيّر جلده الذي يعرفه جمهوره"، حيث يجسد سامح حسين دور "يونس العربي"، مريض نفسي سيكوباتي، كما أن فكرة الفيلم الجديد بعيدة تماما عن "اهتمامات الأطفال"، حيث تتناول الأحداث أفكارًا وجودية عميقة بين الفلسفة والهوية، في قالب تشويقي جاد، حول تداعيات الذكاء الاصطناعي والاستنساخ البشري، وآثارها على جوانب حياتنا الإنسانية والاجتماعية، والعلاقة المعقدة بين الإنسان والتكنولوجيا في المستقبل، والطريف، أننا سألنا "شات جي بي تي" عن "رأيه" في هذا الطرح، فكانت إجابته بأن المعالجة الدرامية تبتعد عن الواقع إلى حد كبير، فمساعد الذكاء الاصطناعي لا يستنسخ البشر، وإنما يعالج البيانات ويتفاعل مع المستخدمين بناء على البرمجة والتعلم، وانتقد "شات جي بي تي" ما ينسجه خيال صناع الدراما من "مخاوف" حول سيطرة الذكاء الاصطناعي، و"وصفها" بأنها "مبالغات درامية"، تعكس المخاوف البشرية بشكل عام من المجهول الذي تأتي به التكنولوجيا، وإن كانت "على حد تعبير شات جي بي تي"، مخاوف غير حقيقية، باعتبار أن خروج الذكاء الاصطناعي (أحيانا) عن سيطرة البشر، ليس مرجعه "نوايا خبيثة" من الذكاء الاصطناعي، كما يتوهم البعض، وإنما "قيادة غير حكيمة من البشر"، وإشراف "غير كافٍ"، و"مراقبة غير دقيقة" لتطبيقات حساسة، مما أدى لاتخاذ الذكاء الاصطناعي "قرارات غير متوقعة" بناء على خوارزميات معقدة، لم يتم حسابها بدقة من جانب البشر!!
ومنذ عام، تقريبًا، فتحت الدراما المصرية، أبوابها أمام قضايا "تقنية"، تتعلق بالتكنولوجيا المتطورة، والذكاء الاصطناعي، وتناول معظمها العلاقة "المريبة" مع بعض البشر "المؤذين" الذين يمارسون "جرائم إلكترونية" في الخفاء، ودارت "الحبكات الجديدة" في قوالب التشويق والإثارة والغموض، حول "توريط الأبرياء" بأساليب التحايل و"النصب" و"التزييف العميق" الذي يتم باستخدام "AI"، هذين "الحرفين باللغة الإنجليزية" اللذين باتا من "أساسيات الحوار الدرامي" لعدد من المسلسلات المصرية التي عرضت مؤخرا، ومنها "رقم سري"، و"صوت وصورة"، وفي دراما رمضان 2025: "أثينا"، و"منتهي الصلاحية"، كما قدم مسلسل "تيتا زوزو"، 2024، معالجة "إنسانية" مبتكرة، للعلاقة بين البشر والذكاء الاصطناعي، عن طريق "تطبيق ذكاء اصطناعي يخلق كائنا افتراضيا"، يتفاعل مع الأبطال، يؤنسهم ويؤثر فيهم، وتتغير به مسارات الأحداث، هذا المزج "العاطفي" بين الإنسان و"الآلة" ظهر منذ 2020، في مسلسل "النهاية" ليوسف الشريف، الذي جسد دور "روبوت"، صنعته البطلة (سهر الصايغ)، لتتغير به الحبكة ويتفاعل معه الأبطال، كما ظهر معه "روبوت يتعاطف مع البشر"، عمرو عبد الجليل، ودار الصراع حول سرقة "الوعي البشري" باعتباره "أعز ما يملك بنو آدم"، وبعده بعام، طرح مسلسل "في بيتنا روبوت"، معالجة كوميدية لفكرة تصنيع "روبوت" يساعد البشر في مهام عملهم، وتعاطف الجمهور مع اثنين من الفنانين جسدا "شخصيتيْ الروبوتين لذيذ وزومبا"، عمرو وهبة وشيماء سيف!
وشهدت السينما المصرية، فكرة "الروبوت"، في قوالب مختلفة، كان آخرها، في 2021، "موسى" للفنان كريم محمود عبد العزيز، الذي شارك البطولة مع "روبوت" اخترعه لنصرة الضعفاء، والانتقام من قوى الشر، في قالب فانتازي يعكس حلم الإنسانية الأبدي الذي ينشد تحقيق قيم الحق والخير والجمال، وكانت السينما المصرية قد بدأت مشوارها مع فكرة "الروبوت"، منذ خمسينيات القرن الماضي، بمحاولة "بدائية كوميدية"، في فيلم "رحلة إلى القمر"، 1959، بطولة إسماعيل يس، ورشدي أباظة، حول رحلة فضائية قام خلالها روبوت (إنسان آلي) بالسيطرة على الأبطال، وتحويل مساراتهم، ثم مساعدتهم للعودة إلى كوكب الأرض، وفي 1968، عُرض فيلم "المليونير المزيف"، جسد خلاله الأستاذ فؤاد المهندس، شخصية مهندس اخترع "روبوت" يؤدي الأعمال المنزلية، أطلق عليه "ماك ماك"، جسده الفنان حسن مصطفى، وفي 1987، عرض التليفزيون فوازير "جدو عبده زارع أرضه" للفنان عبد المنعم مدبولي، وظهر فيه "روبوت" يعمل كـ"جنايني"، أطلق عليه أهل القرية اسم "العمدة الآلي"، والطريف، أنه في نفس العام، عرض مسلسل "الزوجة أول من يعلم"، شاركت في بطولته الفنانة شهيرة، وجسدت دور مهندسة كمبيوتر، تستعين بما يشبه "المساعد الذكي"، عن طريق توصيل "الآلة الكاتبة بالتليفزيون"، لمساعدتها في العثور على "لوازم البيت". وبشكل عام، في أغلب الأعمال الدرامية التي تناولت الذكاء الاصطناعي، سواء في مصر، أو حتى هوليوود (مع الفارق الرهيب بالطبع)، تتمحور الفكرة الأساسية حول الأسئلة الأخلاقية والفلسفية والوجودية المعقدة، التي تعكس مخاوف مليارات البشر، باختلاف مستويات تطورهم، من المصير الضبابي الذي ينتظر كوكب الأرض، وتقف في مقدمته "جيوش الذكاء الاصطناعي"، وكأنها "تخرج ألسنتها" للجميع، في "سخرية غامضة" لن يكتشف "سرّها" أحد!!
اقرأ أيضاًسامسونج تستحوذ على شركة ناشئة في مجال الروبوتات بـ كوريا الجنوبية
«الجوانب القانونية لاستخدام الروبوت الذكي في المؤسسات الحكومية».. مؤتمر طلابي بـ«حقوق حلوان»
تطور غير مسبوق.. «جوجل» تضيف تحديثات إخبارية إلى روبوت Gemini