بوابة الوفد:
2024-08-03@03:16:55 GMT

الحل فين؟ الأخيرة

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

عبقرية الخلاص من الأزمات الاقتصادية وإنقاذ قيمة الجنيه لا يكمن فى الركون إلى حل واحد على الإطلاق، بل يستوجب اللجوء إلى عدة حلول على التوازى، وأشرت فى مقالى السابق إلى أن الدولة عمدت مؤخرًا إلى الخصخصة بصورة كبيرة، وبشكل وصل إلى حد العشوائية، وهو ما يحذر منه خبراء الاقتصاد الوطنيون، ويطالبون بضرورة عمل غربلة وانتقائية لمن يتم البيع لهم لضمان وجود انعكاسات إيجابية تسهم فى خروج مصر من أزمتها بما يتجاوز الاستفادة بمبالغ البيع لسد فجوة النقد الأجنبى، على أن يتم البيع لجهات وأشخاص من رجالات المال والأعمال الوطنيين الذين يهمهم اقتصاد مصر أيضا وليس فقط تنمية أموالهم على حساب التنمية الاقتصادية المستدامة والأيدى العاملة.


وفى تصورى هناك عدة إجراءات عاجلة على الحكومة اتخاذها على التوازى من عمليات الخصخصة التى أؤكد على ضرورة غربلتها بصورة وطنية، وتتمثل هذه الإجراءات فى التنفيذ الفعلى وليس الصورى لخفض الإنفاق الحكومى، والاستغناء عن عشرات المستشارين غير الفاعلين فى الوزارات المختلفة وإغلاق كل أبواب البذخ المكتبى والإدارى بما فيها تلك المواكب المرافقة للوزراء والمسئولين.
مراقبة الأسواق بصورة صارمة لا تهاون بها، ومصادرة أى عملات أجنبية يتم ضبطها بلا استثناء لمحاربة تداول العملات بالسوق السوداء، والقيام بأعمال التفتيش المفاجئة على مكاتب الصرافة، محلات الصاغة، الشركات، والتى يتم تخزين ملايين العملات الأجنبية بها لتعطيش السوق وتكدير أوضاع الاستثمار، فالسوق السوداء للعملات توحشت بصورة غير مسبوقة، ولا يمكن إنكار أنها من أحد أسباب انهيار قيمة الجنيه. 
السعى الجاد للحد من الاستيراد، وإيجاد بدائل محلية للخامات والسلع الاستهلاكية الواردة من الخارج، وأن يتجه المستوردون إلى ترويج المنتج المحلى بما يوفر الحاجة إلى مليارات العملات الأجنبية، وأن يتم هذا على التوازى مع رفع مستوى المنتج المحلى ليضاهى المستورد، وتطوير وتحسين المنتجات المصدرة للخارج، لسد الفجوة الهائلة بين الميزان التجارى للصادرات والواردات، وخلق أسواقً جديدة فى الخارج لترويج المنتجات المصرية، فبديهى أن خفض الواردات سيساعد على خفض الطلب المحلى للدولار، مما يمنح وفرة دولاريه يمكن تعجل من سداد الديون الخارجية ودرء المزيد من فوائدها المتصاعدة.
التركيز بقوة على الجذب السياحى، وفى هذا نشرت عدة مقالات تحذر من فرار السياح بسبب حزمة من المعاملات السيئة والسلبية التى يتم مطاردة السياح بها فى مصر منذ لحظة وصولهم للمطار وحتى سفح الأهرامات ورحلاتهم على سطح نهر النيل، وهى معاملات بشعة الكل يعرفها، وتتسبب فى «تطفيش» السياح، ومن يزور مصر سيتخذ قراره بعدم العودة لها مرة أخرى ويهرب بجلده إلى بلدان أخرى تحسن استقبال السائحين، وأن يتم مع ذلك تنشيط الليالى والمهرجانات السياحية فى الخارج، بالتعاون مع الاتحادات المصرية ورجالات المال والأعمال من المهاجرين المصريين إلى تلك الدول. 
أن يتم فعليًا وليس صوريًا عمل حزمة من المحفزات للمشروعات الصغيرة والمتوسطة للشباب لتنويع وزيادة الإنتاج المحلى، بما يمكن معه الاستغناء التدريجى عن الواردات، مع اتخاذ البنك المركزى قرارات عاجلة تعمد إلى توفير العملات الأجنبية بالبنوك أمام المستوردين والشركات المتعاملة مع الخارج، لغلق أبواب لجوئهم إلى السوق السوداء للحصول على احتياجاتهم من العملات، مع إعادة النظر فى القرارات العقابية التى تم بموجبها إغلاق عشرات من شركات الصرافة، وعمل هوامش ربح مقبولة لهذه الشركات لإعادة الروح لتلك الشركات، وهو أمر من شأنه محاربة السوق السوداء للعملات وجذب العملات من السائحين وغيرهم. 
من المؤكد أن مثل هذه الإجراءات وغيرها مما يطرحها خبراء الاقتصاد الوطنيون من شأنها العمل على استعادة ولو نسبية من قيمة الجنيه، وإغلاق أبواب السوق السوداء للعملات، علاج التضخم، خفض أو ضبط أسعار السلع بالسوق مما يخفف العبء عن كاهل المواطنين الذين باتوا يضجون من الغلاء الفاحش، ولم يعد لديهم الصبر الحقيقى لانتظار مشروعات مستقبلية من شأنها إعادة هيكلة وإصلاح الاقتصادٍ.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فكرية أحمد السوق السوداء أن یتم

إقرأ أيضاً:

وزير المالية: زيادة مساهمة القطاع الخاص المحلى والأجنبي فى الاقتصاد المصرى يتصدر أولويات الحكومة الجديدة

 

أكد أحمد كجوك وزير المالية، أن زيادة دور ومساهمة القطاع الخاص المحلى والأجنبي فى الاقتصاد المصرى يتصدر أولويات الحكومة الجديدة، موضحًا أن ترشيد الإنفاق الاستثمارى العام يدفع حركة الاستثمارات الخاصة فى عملية التنمية الشاملة والمستدامة، وأن السياسات والإجراءات الضريبية خلال المرحلة المقبلة ستكون أكثر استقرارًا ودعمًا للقطاع الخاص وتحفيزًا للاستثمار، وسنساند بكل قوة الإنتاج والتصدير، ولدينا مزايا تفضيلية تعزز تنافسية الفرص الاستثمارية المصرية فى المنطقة، وتمثل البنية التحتية المتطورة والحوافز الاستثمارية الذكية «نواة جاذبة» للقطاع الخاص المحلي والأجنبي.

قال الوزير، فى أول لقاء مع المستثمرين الدوليين بعدد من المؤسسات المالية والبنوك الاستثمارية بلندن، إننا نتعامل مع التحديات العالمية والإقليمية باستراتيجية متكاملة ومرنة لتعزيز التعافي والاستقرار الاقتصادي، ونتعاون مع صندوق النقد الدولي فى إطار برنامج شامل لتطوير أداء الاقتصاد المصرى، موضحًا أن الحكومة المصرية تستهدف خفض الأعباء التضخمية بسياسات اقتصادية متسقة ومتوازنة.

أضاف الوزير، أنه سيصبح لدينا فرصة أكبر لسرعة خفض الدين وفاتورة خدمة الدين للناتج المحلى مع تراجع معدلات التضخم وحدة الضغوط التمويلية، خاصة أن برامج الإصلاح مع المؤسسات الدولية ستسهم فى تدبير أكثر من نصف الاحتياجات التمويلية لأجهزة الموازنة من العملات الأجنبية للعام المالى الحالي، لافتًا إلى أننا ملتزمون بسقف الدين والضمانات الحكومية وتنويع مصادر وأدوات التمويل وتحقيق أهداف النمو المستدام.

أشار الوزير، إلى أن الحكومة المصرية تحرص على الانفتاح إلى أبعد مدى مع كل شرائح المستثمرين خاصة أن اقتصادنا متنوع، وستشهد الفترة المقبلة تعزيز اللقاءات مع المستثمرين الأجانب لجذب المزيد من الاستثمارات، وسنتحدث مع المستثمرين بخطاب واقعي ومتسق ومتوازن يعكس حجم التحديات ويوضح مسار الإصلاح الاقتصادي، مع إيضاح الفجوات الاقتصادية والإصلاحات الهيكلية المتخذة والمستهدفة على المدى القصير والمتوسط، وسنعمل على توفير بيانات اقتصادية محدثة ترسخ جسور الثقة والمصداقية مع كل المستثمرين بمن فيهم المستثمر الدولي.

مقالات مشابهة

  • سعر الدولار اليوم في السوق السوداء والبنوك السبت 3 أغسطس 2024
  • محافظ أسيوط: ضبط 20 شيكارة سماد مدعم قبل بيعها في السوق السوداء بساحل سليم  
  • سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعه في السوق السوداء
  • ارتفاع أسعار العملات اليوم الجمعة بالسوق السوداء مقابل الجنيه المصري
  • ضبط 8 أطنان دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء
  • ضبط 3900 كيلو دقيق قبل بيعه في السوق السوداء بالفيوم
  • تطورات التحقيق مع متهم بتجارة العملة خارج نطاق السوق المصرفية
  • ضبط 21 طن دقيق بلدي مدعم قبل بيعها في السوق السوداء
  • التصدي لمحاولة ترويج 9 أطنان دقيق مدعم في السوق السوداء
  • وزير المالية: زيادة مساهمة القطاع الخاص المحلى والأجنبي فى الاقتصاد المصرى يتصدر أولويات الحكومة الجديدة