بوابة الوفد:
2025-03-25@09:54:24 GMT

السياسة الصناعية الداعمة للنمو الوطنى(٣)

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

تناولنا فى المقالين السابقين كيف أن برنامج الإصلاح الاقتصادى قد استند على ركيزة توطين الصناعة، مع الاستناد على وثيقة المرتكزات الاستراتيجية للإقتصاد الوطنى، وأن السياسة التى ترتكز عليها مصر فى هذه الفترة تقوم على توسيع مجالات الصناعات التحويلية واستغلال وإدارة الموارد الاقتصادية، مع السماح لرؤوس الأموال، والخبرات الأجنبية بالمشاركة فى المشروعات الصناعية مثل شركة «بريتيش بيتروليوم «BP»، سعيًا لتعظيم استفادة الدولة من مواردها لصالح الأجيال الحالية والقادمة.

فحرص القيادة السياسية على جذب استثمارات الشركات العالمية أصبح واضحًا، وأن مصر تحتاج إلى تسليط الضوء على التحديات التى تواجه صناع السياسات عند تحقيق التوازن بين مطالب النمو الاقتصادى، واستقرار القطاع المالى، وإقامة الشركات الوطنية الكبيرة. لأن تحقيق أى هدفين من هذه الأهداف على حساب التضحية جزئيا بالهدف الثالث، يجعل الأمر بمثابة معضلة ثلاثية، لذلك فإن توجه الحكومة حاليًا فى ضوء وثيقتى ملكية الدولة والمرتكزات الاستراتيجية للاقتصاد الوطنى حتى عام 2030 تستند على دعم الشركات الكبيرة، لتعطى الأولوية لاستقرار القطاع المالى، فهذه الاستراتيجية أكثر تركيزًا على الأمن القومى مقارنة بالمنافع التى يمكن جنيها من انتهاج استراتيجية أكثر صرامة. لذا جاء توقيع مشروع رأس الحكمة الذى يعتبر من المشروعات الكبرى، فالمشروع شراكة بين مصر والإمارات، ويتضمن إقامة فنادق، ومنطقة مال وأعمال كبرى، ومطار دولى، وبالتالى فنحن ننظر إلى هذه الصفقة الةستثمارية كبداية لتصحيح مسار الةقتصاد المصرى، عبر جذب ةستثمارات قدرها 35 مليار دولار ستدخل فى شرايين الاقتصاد المصرى، وبالتالى فإننا مطالبين بالعمل على جذب استثمارات أجنبية اخرى من اجل زيادة موارد الدولة الدولارية، مع تحقيق مستهدفات الدولة فى التنمية عبر التميز المؤسسى والكفاءة فى الأداء، والتأكيد على أن رأس المال البشرى هو الأساس فى هذا التميز، وعليه فإن تصحيح المسار الاقتصادى يتطلب وجود دور رائد لمصر فى الاقتصاد العالمى وهو ما تم عبر الانضمام لتجمع البريكس، بالإضافة إلى الانضمام لكثير من التكتلات، مما ساعد فى تعظيم الدور الاقتصادى لأهم نقطة اتصال بين الشمال والجنوب على مستوى العالم وهى منطقة قناة السويس، ولا شك أن الحكومة فى هذه الفترة تبحث عن الدور الفاعل للمصريين بالخارج ليس فقط من اجل زيادة تحويلاتهم لتصبح 35 مليار دولار، ولكن للحصول على الدعم الفنى منهم وهو الأهم فى هذه الفترة، من أجل بناء اقتصاد معرفى وتكنولوجى عصرى، وهذا يتطلب وضع مسارات حقيقية لدعم القطاع الخاص، وتبنى سياسات اقتصادية قابلة للتوقع وداعمة لاستقرار الاقتصاد الكلى. وبالتالى فإن مشروع رأس الحكمة سوف يساهم فى العديد من التحولات والتغيرات التى ستنعكس حتمًا على حياة المصريين فهذا المشروع سيؤدى إلى جذب مزيد من الاستثمارات لخلق مزيد من فرص العمل، التى تتطلب توفير مليون فرصة عمل سنويا، كما أن هذا المشروع باستثماراته الضخمة ستمثل فيه الشركات المصرية بكافه قطاعاتها، مع تكليف للمصانع المصرية بتوفير المواد الخام ومدخلات الإنتاج مما سيزيد من معدلات التشغيل والإنتاج، وبالتالى زيادة الصادرات المصرية لتصل إلى 145 مليار دولار فى عام 2030 كما هو مخطط. لذلك فإن الدولة المصرية يجب أن تتجه من الآن فصاعدًا نحو وضع خارطة طريق لعدم تكرار الأزمات الإقتصادية أو على الأقل الحد من تداعياتها،وجعل الاقتصاد المصرى أكثر مرونة.

 

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزمات الاقتصادية الاقتصاد المصري السياسة الصناعية الداعمة للنمو الوطنى ٣ د علاء رزق

إقرأ أيضاً:

الإمارات: الوصول إلى سلاسل التوريد أساسي للنمو الاقتصادي العالمي

أكدت دولة الإمارات التزامها بدعم نظام تجاري مفتوح وقائم على القواعد، يعزز التنمية الاقتصادية المستدامة، والتوظيف، والتصنيع، والازدهار المشترك، وذلك خلال اجتماع مجموعة عمل التجارة والاستثمار لمجموعة العشرين.

وشارك وفد دولة الإمارات في الاجتماع كضيف خاص مدعو من جنوب أفريقيا، التي تتولى رئاسة مجموعة العشرين لعام 2025، حيث أعرب عن دعمه لدمج الاقتصادات النامية في سلاسل التوريد العالمية، وأكد ضرورة تحقيق التحوّل الأخضر العادل، وأهمية الإصلاح الجاري لمنظمة التجارة العالمية لدعم نظام تجاري حرّ وعادل وشامل متعدد الأطراف.
وترأس وفد دولة الإمارات جمعة الكيت، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التجارة الدولية بوزارة الاقتصاد، وضمّ الوفد ممثلين عن وزارتي الاقتصاد والاستثمار.

الممر الاقتصادي الأفريقي

وفي كلمته أمام مجموعة العمل، قال جمعة الكيت إن الأجندة التجارية لدولة الإمارات تتماشى بشكل وثيق مع أولويات رئاسة جنوب أفريقيا لمجموعة العشرين، ولا سيما التحول النوعي في القارة الأفريقية وتطوير منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية. وقال إن دولة الإمارات أبرمت اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع خمس دول أفريقية هي كينيا، وأفريقيا الوسطى، والكونغو برازافيل، والمغرب، وموريشيوس، كما باشرت نقاشات مع العديد من الدول الأخرى لتوسيع نطاق فوائد التجارة الحرة وتعزيز الاستثمار في القطاعات الرئيسية.
أكد الكيت على استثمار دولة الإمارات في سلاسل القيمة الإقليمية، مستعرضاً استراتيجية الممر الاقتصادي الأفريقي لدولة الإمارات، التي تهدف إلى زيادة التجارة من خلال دعم تطوير مراكز لوجستية جديدة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ومساهمة موانئ أبوظبي وموانئ دبي العالمية في تطوير حلول لوجستية متكاملة للشركات الأفريقية، هذا بالإضافة إلى دعم دولة الإمارات للتصنيع الأخضر في الدول النامية، وهو محور أساسي آخر لرئاسة جنوب أفريقيا لمجموعة العشرين. وأشار إلى الاستثمارات الكبرى لدولة الإمارات في مشاريع الطاقة المتجددة، بالتزامات تزيد عن 16.8 مليار دولار في 70 دولة؛ أكثرها ذات اقتصادات نامية. 

معالجة الفجوات الاقتصادية

وفي الجلسة الختامية، شددت الإمارات على أهمية ضمان قدرة منظمة التجارة العالمية على الوفاء بمهامها كجهة راعية للنظام التجاري العالمي، لا سيما في قدرتها على معالجة الفجوات الاقتصادية. وأشار إلى التقدم غير المسبوق في مجالي الزراعة والثروة السمكية خلال المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية، الذي عُقد في أبوظبي في فبراير 2024، معرباً عن الأمل في التوصل إلى توافق في الآراء خلال المؤتمر الوزاري الرابع عشر في الكاميرون العام المقبل. 
وقال جمعة الكيت إن مجموعة العمل تُمثل فرصةً مهمةً لبناء توافقٍ في الآراء ضمن مجتمع التجارة العالمي، والتأكيد على أهمية التجارة المفتوحة القائمة على القواعد: "تؤمن دولة الإمارات بأن التجارة هي المحرك الرئيسي للتنمية الاقتصادية المستدامة، إذ تؤثر إيجابًا على الاستثمار والتصنيع وتوفير فرص العمل والابتكار. وعلينا دعم نظام تجاري عالمي شامل ومتاح للجميع، لا سيما في ظل مشهد تجاري سريع التطور. كما تتوافق أولويات التجارة لمجموعة العشرين لعام 2025 تمامًا مع أجندتنا الخاصة بالتجارة الخارجية، وستواصل وزارة الاقتصاد ووزارة الاستثمار المساهمة بنشاط في جلسات مجموعة عمل التجارة والاستثمار لهذا العام لتعزيز التقاسم العادل لفوائد التجارة".


مقالات مشابهة

  • وزير قطاع الأعمال: لدينا استراتيجية شاملة لتطوير الشركات التابعة وتعزيز مساهمتها في الاقتصاد الوطني
  • برلماني: الدولة المصرية اتخذت إجراءات ساهمت في ضبط أوضاع الاقتصاد
  • الإمارات: الوصول إلى سلاسل التوريد أساسي للنمو الاقتصادي العالمي
  • زيادة عدد الشركات الأجنبية في إيطاليا خلال 10 سنوات
  • رئيس وزراء باكستان يهنئ الشعب باليوم الوطنى
  • وزير الخارجية: الدفاع عن الأمن القومي وتعزيز الاقتصاد الوطني على رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية
  • ألمانيا على حافة الركود: تسريحات ضخمة تهدد مستقبل أكبر الشركات
  • السودان سيكون شرسا وعنيفا في هذه النقطة مع كل الدول الداعمة للتمرد
  • الرئيس السيسي: كلفت الحكومة بمواجهة كافة أشكال العنف ضد المرأة
  • برلماني: برامج الحماية الاجتماعية عمود وسند لدعم ملايين الأسر المصرية