بوابة الوفد:
2025-02-20@02:08:59 GMT

السياسة الصناعية الداعمة للنمو الوطنى(٣)

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

تناولنا فى المقالين السابقين كيف أن برنامج الإصلاح الاقتصادى قد استند على ركيزة توطين الصناعة، مع الاستناد على وثيقة المرتكزات الاستراتيجية للإقتصاد الوطنى، وأن السياسة التى ترتكز عليها مصر فى هذه الفترة تقوم على توسيع مجالات الصناعات التحويلية واستغلال وإدارة الموارد الاقتصادية، مع السماح لرؤوس الأموال، والخبرات الأجنبية بالمشاركة فى المشروعات الصناعية مثل شركة «بريتيش بيتروليوم «BP»، سعيًا لتعظيم استفادة الدولة من مواردها لصالح الأجيال الحالية والقادمة.

فحرص القيادة السياسية على جذب استثمارات الشركات العالمية أصبح واضحًا، وأن مصر تحتاج إلى تسليط الضوء على التحديات التى تواجه صناع السياسات عند تحقيق التوازن بين مطالب النمو الاقتصادى، واستقرار القطاع المالى، وإقامة الشركات الوطنية الكبيرة. لأن تحقيق أى هدفين من هذه الأهداف على حساب التضحية جزئيا بالهدف الثالث، يجعل الأمر بمثابة معضلة ثلاثية، لذلك فإن توجه الحكومة حاليًا فى ضوء وثيقتى ملكية الدولة والمرتكزات الاستراتيجية للاقتصاد الوطنى حتى عام 2030 تستند على دعم الشركات الكبيرة، لتعطى الأولوية لاستقرار القطاع المالى، فهذه الاستراتيجية أكثر تركيزًا على الأمن القومى مقارنة بالمنافع التى يمكن جنيها من انتهاج استراتيجية أكثر صرامة. لذا جاء توقيع مشروع رأس الحكمة الذى يعتبر من المشروعات الكبرى، فالمشروع شراكة بين مصر والإمارات، ويتضمن إقامة فنادق، ومنطقة مال وأعمال كبرى، ومطار دولى، وبالتالى فنحن ننظر إلى هذه الصفقة الةستثمارية كبداية لتصحيح مسار الةقتصاد المصرى، عبر جذب ةستثمارات قدرها 35 مليار دولار ستدخل فى شرايين الاقتصاد المصرى، وبالتالى فإننا مطالبين بالعمل على جذب استثمارات أجنبية اخرى من اجل زيادة موارد الدولة الدولارية، مع تحقيق مستهدفات الدولة فى التنمية عبر التميز المؤسسى والكفاءة فى الأداء، والتأكيد على أن رأس المال البشرى هو الأساس فى هذا التميز، وعليه فإن تصحيح المسار الاقتصادى يتطلب وجود دور رائد لمصر فى الاقتصاد العالمى وهو ما تم عبر الانضمام لتجمع البريكس، بالإضافة إلى الانضمام لكثير من التكتلات، مما ساعد فى تعظيم الدور الاقتصادى لأهم نقطة اتصال بين الشمال والجنوب على مستوى العالم وهى منطقة قناة السويس، ولا شك أن الحكومة فى هذه الفترة تبحث عن الدور الفاعل للمصريين بالخارج ليس فقط من اجل زيادة تحويلاتهم لتصبح 35 مليار دولار، ولكن للحصول على الدعم الفنى منهم وهو الأهم فى هذه الفترة، من أجل بناء اقتصاد معرفى وتكنولوجى عصرى، وهذا يتطلب وضع مسارات حقيقية لدعم القطاع الخاص، وتبنى سياسات اقتصادية قابلة للتوقع وداعمة لاستقرار الاقتصاد الكلى. وبالتالى فإن مشروع رأس الحكمة سوف يساهم فى العديد من التحولات والتغيرات التى ستنعكس حتمًا على حياة المصريين فهذا المشروع سيؤدى إلى جذب مزيد من الاستثمارات لخلق مزيد من فرص العمل، التى تتطلب توفير مليون فرصة عمل سنويا، كما أن هذا المشروع باستثماراته الضخمة ستمثل فيه الشركات المصرية بكافه قطاعاتها، مع تكليف للمصانع المصرية بتوفير المواد الخام ومدخلات الإنتاج مما سيزيد من معدلات التشغيل والإنتاج، وبالتالى زيادة الصادرات المصرية لتصل إلى 145 مليار دولار فى عام 2030 كما هو مخطط. لذلك فإن الدولة المصرية يجب أن تتجه من الآن فصاعدًا نحو وضع خارطة طريق لعدم تكرار الأزمات الإقتصادية أو على الأقل الحد من تداعياتها،وجعل الاقتصاد المصرى أكثر مرونة.

 

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزمات الاقتصادية الاقتصاد المصري السياسة الصناعية الداعمة للنمو الوطنى ٣ د علاء رزق

إقرأ أيضاً:

محافظ بغداد يعلن إنشاء وتسليم 300 مدرسة في العاصمة

الاقتصاد نيوز - بغداد

أكد محافظ بغداد، عبد المطلب العلوي، الاثنين، أهمية إنشاء وتأهيل المدارس لتوفير بيئة تعليمية صحيحة، فيما أشار إلى إنشاء وتسليم 300 مدرسة في بغداد إلى الان.

وقال العلوي، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن "مشروع بناء المدارس وإنشائها وتأهيلها تتقاسمه جهات متعددة في الدولة العراقية لأهميته، إذ إن الأمانة العامة لمجلس الوزراء مطلعة على موضوع المدارس الصينية حيث تم افتتاح عدد كبير منها"، مشيراً إلى "مشروع وزارة التربية رقم واحد المعني بتأهيل المدارس".

وأضاف أن "المحافظة أيضا معنية بالمدارس وقد أنشأت وسلمت الى وزارة التربية إلى الان 300 مدرسة في بغداد، ولدينا مدارس على برامجنا وخططنا المستقبلية والان هي قيد الإنشاء، إذ إن هناك عدداً كبيراً من المدارس"، مردفاً أن "صندوق إعمار المناطق المتضررة أو المحررة من الإرهاب اضطلع أيضاً بعدد كبير من المدارس ضمن الرقعة الجغرافية المسؤول عنها".

ولفت إلى أن "كل هذا الجهد هو إدراك ومعرفة ووعي لأهمية التعليم الذي يبدأ أساساً من توفير بيئة تعليمية صحيحة من المدرسة ومتطلباتها واحتياجاتها والمستلزمات، ومن ثم بالملاكات التدريسية والتعليمية، فضلاً عن المناهج وأساليب التدريس والتعليم وإدارة هذه المؤسسات"، منوهاً بأن "جميع هذه العوامل منظورة من قبل المعنيين في الدولة العراقية".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • خبير علاقات دولية: السياسة الخارجية لمصر تشهد توسعا في علاقاتها مع الشركات الإقليمية
  • للاستثمار بمصر.. رسائل طمأنة من السيسي لكبري الشركات الإسبانية في بناء السفن والطاقة والفنادق والسفر
  • برلمانية: الاستراتيجية الصناعية ستنعش الاقتصاد الوطني وتحقق نموًا مستدامًا
  • الاستراتيجية الوطنية للصناعة تستهدف الوصول لـ145 مليار دولار صادرات.. نواب: ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار الاقتصادى وتنفيذ رؤية مصر 2030
  • مناقشة سُبل تمكين الشركات الناشئة من تحقيق التحول الرقمي والنمو الاقتصادي المُستدام
  • محمد بن زايد يقوم بجولة في المعرض شملت أجنحة ومنصات عدد من الشركات الوطنية والدولية المشاركة
  • إعمار غزة.. نقابة المهندسين: أي شيء يهم الجانب الفلسطيني هو أولوية
  • «ترامب» يواجه «الدولة العميقة».. «نار الانتقام» تثير مخاوف الجميع
  • محافظ بغداد يعلن إنشاء وتسليم 300 مدرسة في العاصمة
  • برلماني يطالب بتعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لتحفيز الشركات الناشئة وريادة الأعمال