بوابة الوفد:
2024-12-16@07:48:00 GMT

السياسة الصناعية الداعمة للنمو الوطنى(٣)

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

تناولنا فى المقالين السابقين كيف أن برنامج الإصلاح الاقتصادى قد استند على ركيزة توطين الصناعة، مع الاستناد على وثيقة المرتكزات الاستراتيجية للإقتصاد الوطنى، وأن السياسة التى ترتكز عليها مصر فى هذه الفترة تقوم على توسيع مجالات الصناعات التحويلية واستغلال وإدارة الموارد الاقتصادية، مع السماح لرؤوس الأموال، والخبرات الأجنبية بالمشاركة فى المشروعات الصناعية مثل شركة «بريتيش بيتروليوم «BP»، سعيًا لتعظيم استفادة الدولة من مواردها لصالح الأجيال الحالية والقادمة.

فحرص القيادة السياسية على جذب استثمارات الشركات العالمية أصبح واضحًا، وأن مصر تحتاج إلى تسليط الضوء على التحديات التى تواجه صناع السياسات عند تحقيق التوازن بين مطالب النمو الاقتصادى، واستقرار القطاع المالى، وإقامة الشركات الوطنية الكبيرة. لأن تحقيق أى هدفين من هذه الأهداف على حساب التضحية جزئيا بالهدف الثالث، يجعل الأمر بمثابة معضلة ثلاثية، لذلك فإن توجه الحكومة حاليًا فى ضوء وثيقتى ملكية الدولة والمرتكزات الاستراتيجية للاقتصاد الوطنى حتى عام 2030 تستند على دعم الشركات الكبيرة، لتعطى الأولوية لاستقرار القطاع المالى، فهذه الاستراتيجية أكثر تركيزًا على الأمن القومى مقارنة بالمنافع التى يمكن جنيها من انتهاج استراتيجية أكثر صرامة. لذا جاء توقيع مشروع رأس الحكمة الذى يعتبر من المشروعات الكبرى، فالمشروع شراكة بين مصر والإمارات، ويتضمن إقامة فنادق، ومنطقة مال وأعمال كبرى، ومطار دولى، وبالتالى فنحن ننظر إلى هذه الصفقة الةستثمارية كبداية لتصحيح مسار الةقتصاد المصرى، عبر جذب ةستثمارات قدرها 35 مليار دولار ستدخل فى شرايين الاقتصاد المصرى، وبالتالى فإننا مطالبين بالعمل على جذب استثمارات أجنبية اخرى من اجل زيادة موارد الدولة الدولارية، مع تحقيق مستهدفات الدولة فى التنمية عبر التميز المؤسسى والكفاءة فى الأداء، والتأكيد على أن رأس المال البشرى هو الأساس فى هذا التميز، وعليه فإن تصحيح المسار الاقتصادى يتطلب وجود دور رائد لمصر فى الاقتصاد العالمى وهو ما تم عبر الانضمام لتجمع البريكس، بالإضافة إلى الانضمام لكثير من التكتلات، مما ساعد فى تعظيم الدور الاقتصادى لأهم نقطة اتصال بين الشمال والجنوب على مستوى العالم وهى منطقة قناة السويس، ولا شك أن الحكومة فى هذه الفترة تبحث عن الدور الفاعل للمصريين بالخارج ليس فقط من اجل زيادة تحويلاتهم لتصبح 35 مليار دولار، ولكن للحصول على الدعم الفنى منهم وهو الأهم فى هذه الفترة، من أجل بناء اقتصاد معرفى وتكنولوجى عصرى، وهذا يتطلب وضع مسارات حقيقية لدعم القطاع الخاص، وتبنى سياسات اقتصادية قابلة للتوقع وداعمة لاستقرار الاقتصاد الكلى. وبالتالى فإن مشروع رأس الحكمة سوف يساهم فى العديد من التحولات والتغيرات التى ستنعكس حتمًا على حياة المصريين فهذا المشروع سيؤدى إلى جذب مزيد من الاستثمارات لخلق مزيد من فرص العمل، التى تتطلب توفير مليون فرصة عمل سنويا، كما أن هذا المشروع باستثماراته الضخمة ستمثل فيه الشركات المصرية بكافه قطاعاتها، مع تكليف للمصانع المصرية بتوفير المواد الخام ومدخلات الإنتاج مما سيزيد من معدلات التشغيل والإنتاج، وبالتالى زيادة الصادرات المصرية لتصل إلى 145 مليار دولار فى عام 2030 كما هو مخطط. لذلك فإن الدولة المصرية يجب أن تتجه من الآن فصاعدًا نحو وضع خارطة طريق لعدم تكرار الأزمات الإقتصادية أو على الأقل الحد من تداعياتها،وجعل الاقتصاد المصرى أكثر مرونة.

 

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزمات الاقتصادية الاقتصاد المصري السياسة الصناعية الداعمة للنمو الوطنى ٣ د علاء رزق

إقرأ أيضاً:

ياسر الحفناوي: انخفاض التضخم مؤشر إيجابي يعزز تنافسية الاقتصاد ويعكس نجاح جهود الدولة

أكد المهندس ياسر الحفناوي، القيادي بحزب مستقبل وطن، أن استمرار انخفاض معدل التضخم خلال الفترة الأخيرة يأتي نتيجة الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لدعم الاقتصاد الوطني وتحسين مؤشراته ونجاح الحكومة في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتوفير النقد الأجنبي، فضلاً عن توفير السلع الاستراتيجية والأساسية، وتوجيهات القيادة السياسية الدائمة للحكومة بالعمل على تعزيز تنافسية الاقتصاد المصري وقدرته على مواجهة التحديات والصدمات الاقتصادية.

وقال الحفناوي، إن إعلان البنك المركزي المصري عن انخفاض معدل التضخم الأساسي إلى 23.7% في نوفمبر 2024 مقابل 24.4% في أكتوبر 2024، خطوة مهمة لاستمرار تحسن مؤشرات الاقتصاد المصري واستقراره، مشيدا بالسياسات النقدية التي ينتهجها البنك المركزي المصري من تثبيت سعر الفائدة وغيرها من الإجراءات التي ساهمت إيجابيا في كبح جماح التضخم ليهبط إلى مستويات منخفضة على نحو ملحوظ مقارنة بالعام الماضي.

وأشار القيادي بمستقبل وطن، إلى أن استمرار انخفاض معدل التضخم خلال عام 2024، يعكس نجاح السياسة النقدية للدولة، حيث شهد معدل التضخم انخفاضًا ملحوظًا خلال شهر نوفمبر الماضى، ليصل إلى23.7%، وهو أقل مستوى يتم تسجيله على مدار العامين الماضيين، مما يؤكد نجاح جهود الدولة المصرية لتحسين المؤشرات الاقتصادية وتحقيق خطوات ملموسة في حل العديد من المشكلات الاقتصادية وتذليل المعوقات التي تواجه المستثمرين وجهود تعزيز توطين الصناعة، مما سيكون له أثرا إيجابيا كبيرا في تشجيع وتعزيز الإنتاج المحلي وتنمية الصادرات المصرية وتوفير فرص عمل للشباب من خلال المشروعات القومية والتنموية.

تحذير| حقنة التخسيس وأدوية سد الشهية خطر في هذه الحالاتالجرام 21 بـ 3820 جنيها.. اعرف أسعار الذهب اليوم

وأشار المهندس ياسر الحفناوي إلى أنه من المتوقع أن يستمر انخفاض معدل التضخم خلال الفترة المقبلة، مما يعزز جهود الدولة في زيادة المخزون الاستراتيجى للسلع الأساسية والمساهمة في مزيد من استقرار الأسواق والأسعار وتخفيف الأعباء عن المواطنين، نتيجة تكثيف جهود الدولة ومبادرات توفير السلع في كل المنافذ بأسعار مناسبة، كما أن انخفاض معدل التضخم مؤشر إيجابي لجذب الاستثمارات، وسوف يساهم استمرار تحسن مؤشرات الاقتصاد المصري ورفع تصنيفه من جانب المؤسسات الاقتصادية الدولية.

وثمن السياسات النقدية التي ينتهجها البنك المركزي المصري من تثبيت سعر الفائدة وغيرها من الإجراءات التي ساهمت إيجابيا في كبح جماح التضخم ليهبط إلى مستويات منخفضة على نحو ملحوظ مقارنة بالعام الماضي.

مقالات مشابهة

  • ضحية النزاع العائلي.. مقتل شخص بطلق ناري في أسيوط
  • إعادة تقييم قوانين الاستثمار ضمان لتعظيم الميزة التنافسية
  • أيمن الجميل: مكاسب ضخمة لجولة الرئيس السيسي الأوروبية على صعيد تعزيز مكانة مصر والتعاون الاقتصادى وزيادة الاستثمارات
  • الإنتاج الحربى: الشركات والوحدات التابعة للوزارة حققت معدل نمو بنسبة 44%
  • جمعية مجالس العمالات تناقش الاقتصاد التضامني ورهانات التنمية الاجتماعية
  • الجلالى- الجولانى..المشهد المؤلم فى سوريا!
  • من أجل أفريقيا مزدهرة
  • مخاطر نفسية وجسدية تطارد «الكبير والصغير» بسبب التسنين.. «لا تضغطوا على أولادكم»
  • المركزي الألماني يخفض بقوة توقعاته للنمو بالعامين المقبلين
  • ياسر الحفناوي: انخفاض التضخم مؤشر إيجابي يعزز تنافسية الاقتصاد ويعكس نجاح جهود الدولة