بوابة الوفد:
2025-01-30@18:26:17 GMT

رأس الحكمة.. وقبلة الحياة

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

هى صفقة ناجحة وتاريخية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. بل هى أشبه بقبلة الحياة التى أعادت ضخ الدماء فى شرايين الإقتصاد المصرى.. بعد أن ضربته الجلطات وأغلقت كافة مساراته ودروبه!
وأنا هنا لن أناقش تفاصيل الصفقة.. فقد باتت كل التفاصيل معروفة للجميع فى الداخل والخارج.. وهى تفاصيل تمثل نجاح للمفاوض المصرى.. خاصة تلك المتعلقة بمنح مصر 35٪ من صافى أرباح المشروع العملاق.

. ناهيك عن أنها أكبر صفقة استثمار مباشر فى تاريخ مصر.. خاصة وأنها جاءت فى وقت كنا فى أشد الاحتياج للدولار.. ولكن لأن هذا البلد الطيب مشمول دائمًا برعاية الرحمن.. فقد أرسلها لنا فى وقت مثالى كقبلة حياة للاقتصاد المصرى كله.
لكن نجاح هذه الخطوة بشكل كامل يتوقف على عدة عوامل.. لعل من أهمها وقف أى مظاهر للإنفاق الحكومى غير الرشيد.. على مشروعات لا تمثل أولوية قصوى فى المسار الإقتصادى.. رغم الاعتراف بأهميتها.. لكن الاختلاف حول الأولوية والتوقيت فقط لاغير.
ولعل الحكومة قد راجعت نفسها مؤخرًا فى هذا الإتجاه.. بأن قررت عدم إقامة أى مشروعات جديدة.. خاصة ذات المحتوى الدولارى.. بل وعدم الاستقرار فى المشروعات القائمة إلا إذا كان توقفه سيؤدى لخسارة اقتصادية للبلد.
وهى خطوة أراها البداية الصحيحة لوقف نزيف الدولار.. بل وكافة العملات الأجنبية الأخرى.
كما أن ترتيب فقه الأولويات بات قرار مصيرى.. لا يقبل الجدل.. بحيث لا ينفق أى مليم فى هذا الوطن إلا فى مكانه الملائم وتوقيته المناسب.
بهذا يتعافى الاقتصاد.. ونستطيع السيطرة على جحيم الأسعار.. التى باتت أشبه بالكرباج السودانى الذى يلهب ظهر المواطن المطحون ليل نهار.
ومن هنا.. السيطرة على الأسعار باتت قرار مصيرى.. لا يحتمل التأجيل أو التسويف أو المماطلة.
باختصار شديد نكون أو لا نكون

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إشراقات الاقتصاد المصري المسار الإقتصادى السيطرة على الأسعار

إقرأ أيضاً:

مواقف مصر لا تخضع للمساومة

كتبت فى الأسبوع الماضى عن الموقف المصرى من القضية الفلسطينية، مقدرا الدور الذي لعبته الدبلوماسية المصرية فى وقف اطلاق النار، واستئناف تقديم المساعدات للشعب الفلسطينى. واستعدت فى مقالى كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى الواضحة والحاسمة خلال أول قمة عقدتها مصر لدعم الشعب الفلسطينى بعد العدوان الإسرائيلى الوحشى على غزة في أكتوبر 2023، والذى قال فيها «إن تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل أمر لن يحدث، وفى كافة الأحوال لن يحدث على حساب مصر».

وعلى الرغم من وضوح كلمات الرئيس، ودقة مفرداتها، وحسمها التام للموقف المصرى، وعلى الرغم من تكرار اعلان هذا الموقف فى مناسبات أخرى على عدة مستويات، فقد كان من الغريب أن يتصور الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب أن هناك مجالا لمساومات جديدة مع مصر، وكان من المُدهش أن يُكرر عرض فكرة إخلاء قطاع غزة من سكانها وترحيل بعضهم إلى مصر والأردن.

ويبدو أن الرجل لم يُدرك بعد أن مواقف الدول العظيمة لا تتبدل ولا تتغير، وأن قضية فلسطين على وجه الخصوص، هى قضية لها أولويتها فى الأمن القومى المصرى، وأن مصر، وقيمها وثوابتها ومكانتها تأبي التفريط فى حق الشعب الفلسطينى، أو الاتجار به.

من هنا، جاء الرد المصرى سريعا وحاسما فى بيان رسمى للخارجية المصرية ليؤكد أن «مصر تشدد على رفضها لأى مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواء كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل، وبما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها».

ودعت الخارجية المصرية المجتمع الدولى إلى العمل على بدء التنفيذ الفعلى لحل الدولتين، بما فى ذلك تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل ترابها الوطنى، وفى سياق وحدة قطاع غزة والضفة الغربية، بما فى ذلك القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وخطوط الرابع من يونيو لعام 1967.

ولا شك أن ذلك الموقف يتسق مع التزام مصر التاريخى بمساندة حق الشعب الفلسطينى في استعادة أرضه السليبة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما سبق وعبرت عنه قرارات الشرعية الدولية المتمثلة فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

فضلا عن اتفاقه مع الموقف الدولى المعلن مُنذ اتفاق أوسلو عام 1992، وما صاحب ذلك الاتفاق من طرح حل الدولتين كحل نهائى وعادل للقضية الفلسطينية، وهو ما حاز مساندة وتشجيع الولايات المتحدة لفترة طويلة انطلاقا من سعيها لإنهاء التوتر فى منطقة الشرق الأوسط والوصول إلى اتفاق تسوية.

ولا شك أن تغير موقف الإدارة الأمريكية بعد وصول ترامب إلى الحكم للمرة الأولى في 2018، ونكوصها عن تعهداتها السابقة بشأن طرح اتفاق عادل وشامل، يؤدى إلى اهتزاز كبير فى صورة الولايات المتحدة فى العالم ويسهم فى تراجع ثقة الشعوب فيها كدولة تقدم نفسها دائما باعتبارها دولة قيم الحريات وحقوق الإنسان والعدالة.

وكما قلنا مرارا، وكما عبرت مصر من خلال رسائل متعددة فإنها لا تخضع للمقايضة ولا تتقبل أن تمارس أى دولة فى العالم ضغوطا عليها لتغيير مواقفها المتسقة مع قيمها، ولا يمكن أن تحيد عن الحق، وهذا ما أكدت عليه القيادة السياسية بجرأة وثقة واصرار.

إن قضية فلسطين لا يُمكن شطبها بجرة قلم، ولا مجال لحل القضية بعيدا عن السلام. وهذا ما تؤمن به مصر قيادة وشعبا، وهو ما يمثل توافقا لدى الشعوب العربية والإسلامية.

وسلامٌ على الأمة المصرية.

 

مقالات مشابهة

  • الشهيد إدريس وأداؤه القائم على الحكمة
  • مكمن صلابة مصر
  • مواقف مصر لا تخضع للمساومة
  • مصر.. رئيس الحكومة يوضح سبب توقف الصفقات الكبرى بعد رأس الحكمة
  • شاهد على دبلوماسية الحكمة العمانية
  • تيار الحكمة ينفي وجود اي انشطة اقتصادية له في مطار النجف
  • دعوا الشعب يصرخ في وجه الأمريكيين، وسترون أمريكا كيف ستتلطف لكم. هي الحكمة
  • الخارجية: قدرة مصر على استيعاب اللاجئين باتت على المحك
  • احذر من صيام هذه الأيام في شعبان.. ما الحكمة والمأثور عن النبي
  • الحكمة من ترتيب الأنبياء في السماوات برحلة الإسراء والمعراج