ما هدف الاحتلال من ترويج التفاؤل بشأن مفاوضات الهدنة في غزة؟
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
تطرح التصريحات الأمريكية، وبعض تلك الصادرة عن أوساط لدى الاحتلال، بوجود تقدم، وأجواء إيجابية، في المفاوضات لإبرام صفقة جديدة، لتبادل أسرى في غزة، تساؤلات عن الجهة التي ترى ما يحصل إيجابيا، وهدفها من وراء ذلك، في ظل تأكيد حركة حماس، على وجود مراوغة وتراجعات من قبل الاحتلال.
وبدأ ترويج "الأجواء الإيجابية"، عبر التصريحات الأمريكية نهاية الشهر الماضي، على لسان وزير الخارجية أنتوني بلينكن، والذي قال في مؤتمر صحفي، أنه يأمل في التوصل، لاتفاق، يقضي بوقف الحرب في غزة، والإفراج عن الأسرى، بعد محادثات باريس.
وقال بلينكن للصحفيين، نهاية الشهر الماضي، إثر لقاء عقده واشنطن مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني "أنجز عمل مهم جدا وبناء. وهناك بعض الأمل الحقيقي بينما نمضي قدما".
لكن الأطراف التي اجتمعت في باريس، كانت الاحتلال والولايات المتحدة، ومصر وقطر، والحديث عن أجواء إيجابية، صدر عنهم ولم يصدر عن حركة حماس، بما يوحي أن الحديث ترويج وجود أجواء إيجابية والذي تكشف عكسه لاحقا، مقصودا بحسب مراقبين.
يضاف إلى ذلك، أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، قال إن المفاوضين من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر ومصر التقوا في باريس، واتفقوا على الشكل الذي يجب أن تبدو عليه صفقة الأسرى بين حماس والاحتلال، ووقف مؤقت لإطلاق، النار، وهو ما أكدت حماس، أن المسودة لم تلق قبولها، بسبب البنود التي يطرحها الاحتلال.
وما زاد الاستغراب، خروج الرئيس الأمريكي جو بايدن، وهو يتناول المثلجات مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بتصريح، يتحدث عن وقف لإطلاق النار، بحلول الاثنين المقبل.
بل إن بايدن، ذهب إلى حد القول، إن هناك توافقا مع الاحتلال، على وقف النشاط العسكري في قطاع غزة، خلال شهر رمضان الذي يحل بعد نحو أسبوعين.
وردا على سؤال لشبكة "إن بي سي نيوز" حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يتعرض للعدوان منذ 5 شهور، قال بايدن: "هناك طريق أمامنا، لكنه طريق صعب".
وفيما يتعلق بوضع الأسرى الإسرائيليين في غزة، قال: "أولا يجب إطلاق سراح الأسرى المحتجزين".
"اندهاش" إسرائيلي
ورغم أن الاحتلال تحدث عن تقدم بشكل أو بآخر، في المفاوضات، ووجود "أجواء إيجابية"، إلا أنه أعرب عن اندهاشه في المقابل، من التصريحات الآمريكية، وتفاؤل الرئيس جو بايدن، بالوصول إلى اتفاق قريبا.
وطرح مسؤولون بارزون للاحتلال، تساؤلات حول ما المعطيات التي دفعت الأمريكيين للحديث عن تفاؤل، وعلقوا في تقرير لموقع "واينت" العبري بالقول: "لا نفهم على أي أساس يرتكز تفاؤله".
وقال الموقع إن تفاؤل بايدن بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حماس، قبل رمضان "يترك المسؤولين الإسرائيليين في حيرة".
ترويج مقصود
لكن حركة حماس، كشفت عن الهدف وراء تصاعد الحديث عن أجواء إيجابية، وتسريب مسودات المباحثات بشأن صفقة تبادل جديدة.
وقال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، إن تسريب تفاصيل وثيقة باريس هدفه الضغط وخلق حالة من الوهن لدى الفلسطينيين.
وكشف عن أن الجانب الإسرائيلي رفض الاتفاق على المسودة التي تقدمت بها الولايات المتحدة، ولفت مسودة باريس مقترح أمريكي، وهدفها إعطاء نتنياهو مزيدا من الوقت للتجهيز لهجوم جديد.
وشدد على أن ما يجري، مراوغة من قبل الجانب الإسرائيلي، للخروج من كافة الالتزامات، إضافة إلى الترويج للمسودة، حالة دعائية لا تصل إلى ما نريد، وهو وقف العدوان وإنهاء الحصار وإدخال المساعدات، وتبادل الأسرى يأتي لاحقا بعد ذلك.
وأشار حمدان، إلى أن الرئيس الأمريكي بايدن، يمارس النفاق السياسي، ويشارك في جريمة قبل الفلسطينيين.
والتأكيد ذاته جاء على لسان قيادي في حركة حماس، عبر بيان قبل أيام، أكد فيه أن أجواء التفاؤل بقرب التوصل لاتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى المحتملة لا تعبر عن الحقيقة.
وأضاف البيان، أن الحركة تعاملت مع الوسطاء بإيجابية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ووقف حرب الإبادة التي يتعرض لها في غزة، متهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتهرب من الاستجابة لأهم مطالب المقاومة المتمثلة في وقف العدوان، والانسحاب التام لقوات الاحتلال، وعودة النازحين لشمالي القطاع.
أمل دون التفاؤل
ويتقاطع مع التأكيد على عدم وجود ما يمكن التفاؤل به، تصريحات الناطق باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، والذي قال: "لدينا أمل، ولسنا بالضرورة متفائلين بأننا نستطيع الإعلان عن شيء ما اليوم أو غدا، لكننا ما زلنا متفائلين بأن نتمكن من التوصل إلى اتفاق ما".
وأكد أنه "حتى الآن ليس لدينا اتفاق نهائي بشأن أي من القضايا، وما زلنا نعمل على المفاوضات مع جميع الأطراف".
وأضاف: "نحن جميعا نسعى إلى تحقيق هذا الهدف، لكن الوضع على الأرض لا يزال متقلبا".
يشار إلى أن حصيلة شهداء عدوان الاحتلال الوحشي على قطاع غزة والمتواصل لليوم الـ144 على التوالي، من الـ30 ألفا، فيما يواصل مجازره بحق العائلات الآمنة في منازلها، رغم اتهامه في محكمة العدل الدولية بتنفيذ إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وذكرت وزارة الصحة بغزة في بيان، أن جيش الاحتلال ارتكب 11 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة، أسفرت عن 96 شهيدا و172 مصابا، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وجددت الوزارة تأكيدها أنه ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، وتمنع قوات الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
وأشارت إلى أن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 29 ألفا و878 شهيدا، إلى جانب إصابة 70 ألفا و215 جريحا، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة صفقة تبادل العدوان غزة الاحتلال صفقة تبادل العدوان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أجواء إیجابیة حرکة حماس قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
لابيد وليبرمان يهاجمان نتنياهو: حكومته غير شرعية ويحاول إفشال صفقة التبادل
شن زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" هجوما على بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة، واتهماه بتعطيل صفقة تبادل الأسرى لأهداف شخصية.
وقال لابيد، الأحد، إن نتنياهو يخشى سقوط حكومته حال انتهاء حرب غزة لأن اعتباراته سياسية، ولا يكترث بشأن "الرهائن"، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وقال لابيد: "لا يوجد ما نفعله في غزة أكثر ويجب وقف الحرب وإعادة الرهائن، يجب إعادة مخطوفينا من غزة وليس إجراء لقاءات صحفية لتخريب إمكانية التوصل لصفقة". وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية.
بدوره، هاجم أفيغدور ليبرمان؛ نتنياهو واتهمه بالتصرف لضمان الحفاظ على ائتلافه الحكومي دون الاكتراث بـ"الرهائن".
ونقلت "معاريف" عن ليبرمان قوله: "الحكومة التي تروج للتهرب من الخدمة العسكرية وتعارض إنشاء لجنة تحقيق في أحداث 7 أكتوبر هي غير شرعية".
هل الصفقة وشيكة؟
مع تزايد الأحاديث الإسرائيلية عن قرب إبرام صفقة التبادل مع حماس، قدرت مصادر مطلعة على تفاصيل المفاوضات أن الصفقة أصبحت قريبة، ورغم بقاء جدل بين الطرفين حول هوية الأسرى وعددهم، فإن هناك اتفاقا على إطلاق سراح النساء والأطفال والمسنّين، ويبقى الآن تحديد عدد الشباب الذين سيتم تعريفهم بأنهم مرضى، مع خلافات أخرى حول هوية الأسرى الفلسطينيين الكبار الذين سيضطر الاحتلال لإطلاق سراحهم، وأين سيتم نقلهم.
ونقل رونين بيرغمان، خبير الشؤون الاستخبارية بصحيفة يديعوت أحرونوت، عن مسؤول إسرائيلي كبير مطلع على مفاوضات صفقة التبادل مع حماس، قوله إن "الجانبين أقرب من أي وقت مضى للاتفاق، لأن كليهما يتصرف بموجب موعد نهائي، وهو دخول الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض، ما يعني أن القاسم المشترك لجميع الأطراف المعنية هو أن الوقت قد حان، ويجب أن ينتهي".
وأضاف في مقال بيديعوت أحرنوت، ترجمته "عربي21"، أنه "رغم هذه التفاهمات، فلا تزال خلافات صعبة تتعلق بشكل رئيسي بهوية المختطفين، وعددهم لدى حماس، والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ما يجعل التوقعات تتجاوز الأيام، إلى بضعة أسابيع على الأقل، وعند التوقيع على الصفقة، سيقول كل جانب إن الآخر تراجع، مع أنه ينبغي التذكير بأنهما كانا قريبين للغاية من التوصل لاتفاق محتمل في 3 يوليو الماضي عند تسليم الخطوط العريضة المقدمة من قطر".
وأوضح أن "التغيرات الإقليمية اليوم، وعزلة حماس، والصعود المرتقب لترامب، كلها تطورات غيّرت الوضع، بجانب تعرّض قيادة حماس لضغوط قطر ومصر، ما يدفع الحركة للحديث عن تخفيف الضغوط الدولية عليها، وبالتالي أن تتحلى بالمرونة، تمهيدا لوقف إطلاق النار المستدام، والتوقيع على الجزء الثاني من الصفقة، فيما النقاش الجوهري المعقد للغاية يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، وفئات المفرج عنهم".
كما كشف أن "رئيس جهاز الشاباك رونان بار، المسؤول بنفسه عن قنوات الاتصال للمفاوضات، ينخرط منذ أسابيع في تحليل وإعداد قوائم الأسرى الفلسطينيين المحتملين للإفراج عنهم، فيما تُعرب مختلف أجهزة الأمن عن رأيها بشأن خطورة الأمر، ويبقى السؤال عن تواجدهم بعد إطلاق سراحهم، سواء بقاؤهم في الضفة الغربية، أو منطقة أخرى، مع احتفاظ الاحتلال بحق النقض تجاه عدد معين من كبار الأسرى، مع العلم أن نظرة للوراء تشير إلى أن الاحتلال وافق على إطلاق سراح أسرى "أيديهم ملطخة بالدماء"، وفق التعريف الإسرائيلي".
وختم قائلا، إن "الصياغة الغامضة المتعمدة في مسودة الاتفاق المتبلور حالياً، يشير لرغبة جميع الأطراف في المضي قدمًا، ما قد يجلب إمكانية التغيير في الصفقة نفسها".