غزة- تضرب قطاع غزة موجة شديدة الحرارة تعمّقت معها أزمة نقص الكهرباء المزمنة، وأدت إلى تذمر واسع في أوساط أكثر من مليوني فلسطيني يقطن أغلبهم في منازل متواضعة ومتلاصقة داخل مخيمات وأحياء هذا الشريط الساحلي الصغير والمحاصر منذ عام 2007.

ومنذ مطلع الشهر الجاري يعاني سكان غزة من أزمة نقص حادة ارتفعت معها ساعات قطع الكهرباء يوميا إلى 12 ساعة، في حين لا تصل الكهرباء للمنازل لأكثر من 4 إلى 6 ساعات وفي ظل انقطاعات متكررة، انعكست بالغضب على حسابات نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويلقي نشطاء بالمسؤولية على الاحتلال وطرفي الانقسام الفلسطيني الداخلي (السلطة وحماس) فيما يخص أزمة الكهرباء، وكتب أحدهم "أخبروا المسؤولين أن منازل الفقراء أصبحت كالمقابر فلا كهرباء ولا هواء".

وبحسب مسؤول في شركة توزيع الكهرباء يحتاج القطاع 500 ميغاوات من الكهرباء، يتوفر منها 120 ميغاوات عبر الخطوط الإسرائيلية، وتنتج محطة توليد الكهرباء الوحيدة هنا ما بين 65 إلى 70 ميغاوات.

وعلى مدار سنوات الحصار، وفي كل مرة تتجدد فيها أزمة الكهرباء يصبّ الغزيون جام غضبهم على محطة التوليد المتهالكة، ويطالبون بحلول مستدامة وليست "ترقيعية" فشلت مرارا في وضع حد للأزمة.

ووسط هذه الحال من الغضب، ظهرت أصوات تدعو للنزول للشوارع للاحتجاج، بينما بحث آخرون عن وسائل بدائية تساعدهم على مجابهة الأزمة المتزامنة مع موجة حر شديدة تضرب القطاع الساحلي منذ بضعة أيام.

موجة الحر تكشف عن تداعيات مضاعفة لأزمة الكهرباء على مناحي الحياة كافة في غزة (الجزيرة) في بيوت من الصفيح

تلجأ أم أحمد أبو حطب وأسرتها المكونة من 3 أبناء (بنتان وولد) إلى استخدام أوان بلاستيكية وقطعا من الكرتون المقوى من أجل التهوية في ساعات انقطاع الكهرباء. وتقول للجزيرة نت إن منزلها المكون من غرفة واحدة من الصفيح يتحول مع غياب الكهرباء مدة 12 ساعة يوميا إلى "فرن يغلي من شدة الحرارة".

وتقيم أم أحمد مع زوجها اللاجئ من قرية "حمامة" داخل فلسطين المحتلة عام 1948، وأبنائها الثلاثة في غرفة من الصفيح يسميه البسطاء في غزة "الزينكو"، في منطقة الشرفا ببلدة بيت لاهيا شمال القطاع.

وتعتمد أسرة أم أحمد بشكل أساسي في معيشتها على مساعدات إغاثية مقدمة من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في حين يعمل زوجها الذي يمتهن الخياطة يعمل على فترات متباعدة.

ومع انقطاع الكهرباء وتوقف المروحة الكهربائية الوحيدة عن الدوران، التي ابتاعت بطاريتها الإضافية مقابل "كيسين من الدقيق"، لا تجد أم أحمد أمامها سوى تعبئة خزان قديم بالمياه يلهو به أطفالها لتبريد أجسادهم، أو بالهرب بهم إلى شاطئ البحر.

حلول مؤقتة

وقال جلال إسماعيل رئيس سلطة الطاقة المعين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، إن موجة الحر الحالية زادت من عمق أزمة الكهرباء، مضيفا أنه "لا حلول بالأفق، وحل المشكلة جذريا هي مسألة سياسية".

ويشير حديث إسماعيل عن المسألة السياسية إلى الخلافات بين حماس التي تتحكم بمقاليد الأوضاع في غزة، والسلطة الفلسطينية في رام الله، التي ألقي مسؤولون فيها بالمسؤولية عن أزمة الكهرباء على حماس.

وفي مسعى للتخفيف من حدة الأزمة لجأت سلطة الطاقة بالتنسيق مع محطة توليد الطاقة إلى حقن الماء في المولدات، الأمر الذي مكنها من توليد ما بين 5  و7 ميغاوات إضافية، بحسب حديث إسماعيل للجزيرة نت، فضلا عن العمل على تشجيع المؤسسات الحكومية وغيرها على استخدام وسائل الطاقة الشمسية والبديلة للتخفيف عن شبكة الكهرباء العامة.

القطاع الصحي أكثر المرافق الحيوية المتأثرة بأزمة الكهرباء في غزة (الجزيرة) برنامج طوارئ

وفي ظل الأزمة المتفاقمة تعمل شركة توزيع الكهرباء وفق برنامج طوارئ لتوزيعها على المدن والمناطق، مع منح أولوية للمستشفيات وآبار المياه، ومحطات معالجة المياه العادمة، وغيرها من المنشآت الحيوية، وفقا لمدير العلاقات العامة والإعلام في الشركة محمد ثابت.

وقال ثابت للجزيرة نت إن الأزمة تفاقمت مع مطلع الشهر الجاري، مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الاحتياج إلى 500 ميغاوات من الكهرباء، بينما المتوفر لا يتجاوز 190 ميغاوات تكفي لوصول التيار الكهربائي للمنازل من 4 إلى 6 ساعات يوميا وقطعه لنحو 12 ساعة.

وتؤثر أزمة الكهرباء المتفاقمة -بحسب ثابت- على مختلف مناحي الحياة، وتمسّ على نحو خطير المرافق الحيوية المتعلقة بحياة الناس، كقطاعات الصحة والصرف الصحي والخدمات الأساسية، إضافة إلى أثرها المباشر على البيئة والمنشآت التجارية والصناعية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أزمة الکهرباء فی غزة

إقرأ أيضاً:

32 خطأ في نصف ساعة.. تعليق نقيب القراء على أزمة الطاروطي في تلاوة القرآن

أوضح الشيخ محمد حشاد، نقيب قراء القرآن الكريم، تفاصيل ما تم تداوله حول وقوع الشيخ عبد الفتاح الطاروطي في 32 خطأ خلال تلاوته للقرآن يوم الجمعة، مشيرًا إلى أنه لم يستمع لهذه التلاوة.

وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامية فاتن عبد المعبود في برنامج "صالة التحرير" على قناة صدى البلد، أكد حشاد أنه لا توجد أي مذكرة أو شكوى تتعلق بأخطاء الشيخ الطاروطي، كما أضاف أنه لم يتم إحالة الشيخ عبد الفتاح الطاروطي للتحقيق، نظرًا لعدم وجود أي شكاوى أو مذكرات بهذا الشأن.

قناة مصر قرآن تطلق تطبيقًا مطورًا يضم فتاوى وأذكارًا والمصحف بأصوات كبار القراء المسلماني يوجّه الشكر لجمهور إذاعة القرآن الكريم : نحن في خدمة القرآن ولسنا في خدمة القراء

وأشار حشاد إلى أنه لم يستمع لتلاوة الشيخ الطاروطي التي أُقيمت يوم الجمعة الماضية في بورسعيد، لكنه ينوي الاستماع إليها للتأكد من الحقائق. 

وعلق على ما تم تداوله حول الأخطاء، موضحًا أن من بين الحضور كان أسامة الأزهري وعبد الكريم صالح وأحمد عمر هاشم، الذين كانوا موجودين في إحدى المسابقات ببورسعيد، وليس في جمعة عادية.

وفيما يتعلق بالقارئ محمود الشحات، أكد حشاد أن كل ما يُقال هو مجرد حديث على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن المعنيين بالأمر لم يخطروا بأي شيء.

 وأوضح أن تكرار هذه الوقائع له دلالة معينة، حيث يبدو أنها موجهة ضد القراء المصريين المتميزين على مستوى العالم.

كما أشار إلى أنه زار أكثر من 30 دولة ولم يجد لهجة أو تلاوة أصح من التلاوة المصرية، مؤكدًا أن الله غالب على أمره وأن المتربصين لن يتمكنوا من النيل من القراء المصريين. 

وأشاد حشاد بوجود أجيال جديدة من القراء الذين يستمتعون بالاستماع إليهم، مما يبعث على السعادة.

مقالات مشابهة

  • تحت الصفر.. موجة باردة على 4 مناطق خلال ساعات الصباح الباكر
  • سكان غزة يستعينوا بالطاقة الشمسية لمواجهة أزمة شح الكهرباء بالقطاع المدمر
  • هيئة الأرصاد تحذر من موجة الطقس السيئ و4 ظواهر جوية خلال 72 ساعة
  • رمال مثارة وأتربة وأمطار .. موجة تقلبات جوية تضرب البلاد لمدة 48 ساعة
  • ترامب في تصريح صادم: يمكن للعالم كله أن يعيش في غزة
  • 32 خطأ في نصف ساعة.. تعليق نقيب القراء على أزمة الطاروطي في تلاوة القرآن
  • وسط تجاهل تزويدها بالوقود .. توقف كهرباء عدن خلال ساعات
  • الطقس.. الأرصاد تعلن تفاصيل موجة التقلبات الجوية- تبدأ بعد ساعات
  • ساعات الصيام بأول أيام رمضان في مصر والدول العربية والأوروبية
  • "كهرباء عدن" توجه نداء لحلف قبائل حضرموت وتحذر من إغراق المدينة بالظلام خلال ساعات