بذلت مصر جهودا دولية كبيرة في الأشهر الماضية، منذ بدء العدوان على قطاع غزة، تجلت فى العديد من المسارات المختلفة سواء بإرسال المساعدات الإنسانية أو بالمطالبة بوقف إطلاق النار.

في هذا السياق، أفادت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل لها منذ قليل نقلا عن مصدر أمني رفيع المستوى، أن القوات الجوية المصرية ستنفذ عملية إسقاط لمساعدات غذائية وطبية في قطاع غزة بمشاركة إماراتية وأردنية.

جسر جوي من مصر لغزة

وقالت المصادر  إنه تم إسقاط 45 طنا من المساعدات الإنسانية المصرية في شمال ووسط قطاع غزة بمشاركة الأشقاء الإماراتيين والأردنيين.

وأوضحت المصادر أن مصر تكثف مساعيها برا وجوا لإغاثة المناطق المنكوبة في شمال قطاع غزة وإمدادها بالمساعدات العاجلة.

وكانت وسائل الإعلام المصرية قد أعلنت أن القوات الجوية المصرية ستنفذ عملية إسقاط جوي لمساعدات إنسانية طبية وغذائية في قطاع غزة.

وكانت قالت الدكتورة حنان بلخي المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن مركز الإمدادات اللوجستية التابع للمنظمة في دبي والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية وقع اتفاقا؛ لإيصال الإمدادات الصحية والأدوية، ومنها الأنسولين إلى مليون ونص المليون مستفيد في غزة من خلال جسر جوي مؤقت بين الإمارات العربية المتحدة ومصر، مع التخطيط لرحلات جوية متعددة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لعرض مستجدات الأمور في قطاع غزة.

ولفتت بلخي إلى وصول أول طائرة إلى مصر بنجاح أمس الأربعاء، ونظرا لأن النظام الصحي في غزة يكافح ليستمر في أداء وظائفه، يجب تيسير عمليات توصيل هذه الإمدادات إلى شتى أنحاء قطاع غزة على وجه السرعة.

وأكدت بلخي أن المنظمة أرسلت حتى الآنَ 111 شاحنة تحمل إمدادات صحية إلى غزة، منها شاحنات مقدمة من شركاء آخرين في مجال الصحة.

في هذا الصدد، أعلن المفوض العام لوكالة الأمم لمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، انخفاض المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة بنسبة 50%، مقارنة بشهر يناير.

ونوه في تدوينة عبر صفحته الرسمية بمنصة «إكس»، أن كمية المساعدات كان من المفترض أن تزداد خلال تلك الفترة؛ لتلبية الاحتياجات الهائلة لمليوني فلسطيني يعيشون في ظروف معيشية يائسة.

وأوضح أن انخفاض نسبة المساعدات المقدمة إلى غزة يرجع إلى غياب الإرادة السياسية، والإغلاق المنتظم للمعابر، وانعدام الأمن بسبب العمليات العسكرية، وانهيار النظام المدني.

وشدد على أهمية وقف إطلاق النار في غزة، ورفع الحصار عن القطاع للسماح بتقديم المساعدات المنقذة للحياة والإمدادات التجارية التي طال انتظارها.

وقالت هيومن رايتس ووتش، إن الحكومة الإسرائيلية لم تمتثل لأي إجراء صادر عن محكمة العدل الدولية، في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها دولة جنوب إفريقيا.

وأمرت العدل الدولية في 26 يناير الماضي، باتخاذ تدابير فورية وفعالة؛ للتمكين من توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، وذلك استنادا إلى التحذيرات بشأن الظروف الكارثية في غزة.

وذكرت المنظمة الحقوقية أن إسرائيل تواصل عرقلة توفير الخدمات الأساسية ودخول وتوزيع الوقود والمساعدات المنقذة للحياة داخل غزة، بعد مرور شهر من صدور تلك التدابير.

ولفتت إلى استمرار إسرائيل في أعمال العنف والانتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين، وسياسة العقاب الجماعي، واستخدام التجويع كسلاح، ذاكرة أن تلك الممارسات ترقى إلى جرائم حرب.

وأشارت إلى دخول عدد أقل من شاحنات المساعدات إلى غزة، والسماح لعدد أقل من بعثات الإغاثة بالوصول إلى شمال غزة في الأسابيع التي تلت صدور الحكم، مقارنة بالأسابيع التي سبقته، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية.

وقال عمر شاكر، مدير مكتب إسرائيل وفلسطين في هيومن رايتس ووتش، إن الحكومة الإسرائيلية تتعمد تجويع 2.3 مليون فلسطيني في غزة، مما يعرضهم لخطر أكبر مما كانوا عليه قبل قرار المحكمة الدولية الملزم.

القضية الفلسطينية 

ومن جانبه، قال خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات، الدكتور أحمد سيد أحمد، إن الجرائم التي تحدث في فلسطين لم تحدث في كبرى الحروب، وما يحدث في غزة جرائم حرب من الدرجة الأولى، موضحا أن مصر تبذل الجهود على مختلف المسارات في ظل تفاقم الأزمة وسياسية العقاب الجماعي.

وأضاف في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر حريصة على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، في محاولة للتخفيف من المأساة التي يعيشها سكان غزة، مشيرًا إلى أن مصر أيضًا تدعم جهود التهدئة ومنع التصعيد بالتعاون مع الدول العربية، في محاولة لإفشاء السلام في المنطقة.

وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أن مصر وضعت خارطة طريق في قمة القاهرة أهم ملامحها التسوية السياسية في بيئة تعاونية قائمة على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا أن ما تفعله إسرائيل من اندفاع سيكون له عواقب وخيمة في المنطقة.

وأكد أن مصر وجهت رسالة مهمة للشرق الأوسط، بأن القضية الفلسطينية على رأس أولويات مصر والدول العربية، في ظل تصعيد غير مسبوق لم نشهده من قبل من الجانب الإسرائيلي.

هربا من القصف.. مستشفيات غزة تتحول إلى ملاجئ للفلسطينيين إعلام فلسطيني: مـ قتـ ل 4 جنود من جيش الاحتلال باستهداف صاروخي جنوب غزة

جدير بالذكر أن القوات المسلحة الأردنية نفذت، أمس الاثنين، عملية إنزال جوي لمساعدات إنسانية على طول ساحل قطاع غزة من الشمال وحتى الجنوب.

وجاء في بيان القوات المسلحة الأردنية: "قواتنا ماضية ومستمرة بتوجيهات من جلالة الملك بعمليات الإنزال الجوي، بغية توفير ما يلزم من المواد الأساسية والطبية لمساندة القطاع الصحي في غزة"

وأقامت مصر مخيما ثانيا للنازحين بخان يونس يضم 400 خيمة تسع 4 آلاف شخص.

تم تذويد المخيم بالكهرباء ودورات المياه وخدمات معيشية أخري، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي للأشقاء عن طريق الهلال الأحمر المصري، وذلك في إطار سعي مصر الدائم للتخفيف على الأشقاء الفلسطينيين، والعمل على وقف إطلاق النار في غزة وتقديم المساعدات الإنسابية للأشقاء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر غزة قطاع غزة المساعدات الانسانية الفلسطينيين فلسطين المساعدات الإنسانیة قطاع غزة فی غزة أن مصر

إقرأ أيضاً:

السلطة الفلسطينية ترفض استقدام قوات أجنبية لغزة

أعربت الرئاسة الفلسطينية، مساء الأحد، عن رفضها تكريس الاحتلال عبر استقدام قوات أجنبية لتحل محل المحتل الإسرائيلي في قطاع غزة.

وأكدت الرئاسة أن الشعب الفلسطيني مَن سيحكم القطاع ويدير شؤونه.

وفي وقت سابق الأحد، نقلت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) عن مسؤول أمني لم تسمه إن الجيش الإسرائيلي "سيبقى في قطاع غزة حتى يتم العثور على قوة دولية لتحل محله، وقد يستغرق هذا عدة أشهر".

وقال متحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: "لا شرعية لأي وجود أجنبي على الأراضي الفلسطينية"، و"الشعب الفلسطيني وحده مَن يقرر من يحكمه ويدير شؤونه"، وفق وكالة الأنباء الرسمية (وفا).


على ذات الصعيد قال مصدران مصريان، الأحد، إن القاهرة ترفض دخول أي قوات مصرية إلى قطاع غزة، وتؤكد أن ترتيب أوضاعه بعد الحرب الإسرائيلية هو شأن فلسطيني، مع نفي أي موافقة على نقل معبر رفح أو بناء منفذ جديد.

وأضاف المصدر أن "مصر ترفض دخول أي قوات مصرية إلى داخل قطاع غزة"، وتؤكد أن "ترتيب الأوضاع داخل القطاع بعد العملية العسكرية الجارية هو شأن فلسطيني".

وفي 25 حزيران/ يونيو الماضي، أعلن مستشار مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي أن بديلا لحكم حركة حماس في غزة ستظهر سياسته للنور خلال أيام، في ظل عدم إمكانية القضاء على الحركة كفكرة.

وتابع هنغبي أن "إسرائيل تناقش مع الولايات المتحدة كيف يمكن للأمم المتحدة والدول الأوروبية والدول العربية المعتدلة إيجاد بديل لحكم حماس في غزة"، وفق تعبيره.


وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة أسفرت عن نحو 125 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.

وقال أبو ردينة: "حكومة الاحتلال ورئيسها (بنيامين نتنياهو) سيكونون واهمين إذا اعتقدوا أنهم قادرون على تقرير مصير الشعب الفلسطيني وتكريس الاحتلال عبر استقدام قوات أجنبية تحل محل المحتل في قطاع غزة".

وأردف: "لن نقبل أو نسمح بوجود أجنبي على أرضنا، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".

وشدد على أن المنظمة هي "صاحبة الولاية القانونية على كامل أراضي دولة فلسطين في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس".

التوسع الاستيطاني
أبو ردينة، انتقد كذلك "التوسع الاستيطاني الذي يقوده المتطرف (وزير المالية الإسرائيلي) بتسلئيل سموتريتش، في أراضي الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة"، وفق الوكالة.

وقال إن هذا التوسع "غير شرعي وجزء من الحرب الشاملة على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته".

وتؤكد الأمم المتحدة عدم قانونية الاستيطان في الأراضي المحتلة، وتدعو "إسرائيل" منذ عقود دون جدوى إلى وقفه، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ حل الدولتين.

وزاد أبو ردينة بأن "مؤامرة تهجير شعبنا رفضناها بالمطلق، ولن نسمح بحدوثها مهما كان الثمن، وشعبنا الفلسطيني ضرب أروع الأمثال بتمسّكه بأرضه ومقدساته وصموده على ثوابته الوطنية التي لن نحيد عنها".


وشدد أن "السلام لن يمر إلا من خلال فلسطين والقدس وقيادة منظمة التحرير"، و"قضية فلسطين قضية أرض ودولة وليست مسألة إغاثة إنسانية، وهي قضية مقدسة وقضية العرب المركزية".

والجمعة، قالت هيئة البث إن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) صادق الخميس على خطة سموتريتش، من أجل التصدي لاعترافات دول رسميا بدولة فلسطينية والإجراءات المتخذة ضد "إسرائيل" بالمحاكم الدولية".

ووفق خطة سموتريتش، سيتم اتخاذ إجراءات ضد السلطة الفلسطينية، وتقنين خمس بؤر استيطانية في الضفة الغربية، ونشر عطاءات (قرارات) لبناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات، حسب الهيئة.

والبؤر الاستيطانية مستوطنات صغيرة أقامها مستوطنون على أراض فلسطينية خاصة دون موافقة الحكومة الإسرائيلية.

وبالتزامن مع حربه على غزة، صعَّد الجيش ومستوطنون اعتداءاتهم في الضفة، بما فيها القدس المحتلة؛ ما أدى إلى مقتل 554 فلسطينيا وإصابة نحو 5 آلاف و300 واعتقال حوالي 9 آلاف و450، وفق جهات فلسطينية رسمية.

وتواصل "إسرائيل" هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

مقالات مشابهة

  • الجزائر وروسيا والصين تدعو إلى الاستعجال بتأمين وصول المساعدات إلى قطاع غزة
  • الجزائر تدعو إلى الاستعجال بتأمين وصول المساعدات لغزة
  • الأمم المتحدة تشتكي: إسرائيل تعترض المساعدات الإنسانية
  • واشنطن بوست: قطاع غزة لن يشهد انفراجة طالما نتنياهو في السلطة
  • الكويت تؤكد تواجدها الدائم والأبدي بالصفوف الأولى لمناصرة القضية الفلسطينية
  • الأونروا: نحتاج للوصول إلى كل مناطق فى غزة لتقديم المساعدات للفلسطينيين
  • وفد حقوقي يشيد بجهود مصر لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين
  • وزير شئون الإغاثة الفلسطيني: نكثف اتصالاتنا مع الدول المانحة لزيادة حجم المساعدات لغزة
  • الرئاسة الفلسطينية: نرفض تكريس الاحتلال باستقدام قوات أجنبية لغزة
  • السلطة الفلسطينية ترفض استقدام قوات أجنبية لغزة