جسر جوي من مصر لغزة.. القاهرة تصر على إدخال المساعدات للفلسطينيين رغم أنف الاحتلال
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
بذلت مصر جهودا دولية كبيرة في الأشهر الماضية، منذ بدء العدوان على قطاع غزة، تجلت فى العديد من المسارات المختلفة سواء بإرسال المساعدات الإنسانية أو بالمطالبة بوقف إطلاق النار.
في هذا السياق، أفادت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل لها منذ قليل نقلا عن مصدر أمني رفيع المستوى، أن القوات الجوية المصرية ستنفذ عملية إسقاط لمساعدات غذائية وطبية في قطاع غزة بمشاركة إماراتية وأردنية.
وقالت المصادر إنه تم إسقاط 45 طنا من المساعدات الإنسانية المصرية في شمال ووسط قطاع غزة بمشاركة الأشقاء الإماراتيين والأردنيين.
وأوضحت المصادر أن مصر تكثف مساعيها برا وجوا لإغاثة المناطق المنكوبة في شمال قطاع غزة وإمدادها بالمساعدات العاجلة.
وكانت وسائل الإعلام المصرية قد أعلنت أن القوات الجوية المصرية ستنفذ عملية إسقاط جوي لمساعدات إنسانية طبية وغذائية في قطاع غزة.
وكانت قالت الدكتورة حنان بلخي المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن مركز الإمدادات اللوجستية التابع للمنظمة في دبي والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية وقع اتفاقا؛ لإيصال الإمدادات الصحية والأدوية، ومنها الأنسولين إلى مليون ونص المليون مستفيد في غزة من خلال جسر جوي مؤقت بين الإمارات العربية المتحدة ومصر، مع التخطيط لرحلات جوية متعددة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لعرض مستجدات الأمور في قطاع غزة.
ولفتت بلخي إلى وصول أول طائرة إلى مصر بنجاح أمس الأربعاء، ونظرا لأن النظام الصحي في غزة يكافح ليستمر في أداء وظائفه، يجب تيسير عمليات توصيل هذه الإمدادات إلى شتى أنحاء قطاع غزة على وجه السرعة.
وأكدت بلخي أن المنظمة أرسلت حتى الآنَ 111 شاحنة تحمل إمدادات صحية إلى غزة، منها شاحنات مقدمة من شركاء آخرين في مجال الصحة.
في هذا الصدد، أعلن المفوض العام لوكالة الأمم لمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، انخفاض المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة بنسبة 50%، مقارنة بشهر يناير.
ونوه في تدوينة عبر صفحته الرسمية بمنصة «إكس»، أن كمية المساعدات كان من المفترض أن تزداد خلال تلك الفترة؛ لتلبية الاحتياجات الهائلة لمليوني فلسطيني يعيشون في ظروف معيشية يائسة.
وأوضح أن انخفاض نسبة المساعدات المقدمة إلى غزة يرجع إلى غياب الإرادة السياسية، والإغلاق المنتظم للمعابر، وانعدام الأمن بسبب العمليات العسكرية، وانهيار النظام المدني.
وشدد على أهمية وقف إطلاق النار في غزة، ورفع الحصار عن القطاع للسماح بتقديم المساعدات المنقذة للحياة والإمدادات التجارية التي طال انتظارها.
وقالت هيومن رايتس ووتش، إن الحكومة الإسرائيلية لم تمتثل لأي إجراء صادر عن محكمة العدل الدولية، في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها دولة جنوب إفريقيا.
وأمرت العدل الدولية في 26 يناير الماضي، باتخاذ تدابير فورية وفعالة؛ للتمكين من توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، وذلك استنادا إلى التحذيرات بشأن الظروف الكارثية في غزة.
وذكرت المنظمة الحقوقية أن إسرائيل تواصل عرقلة توفير الخدمات الأساسية ودخول وتوزيع الوقود والمساعدات المنقذة للحياة داخل غزة، بعد مرور شهر من صدور تلك التدابير.
ولفتت إلى استمرار إسرائيل في أعمال العنف والانتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين، وسياسة العقاب الجماعي، واستخدام التجويع كسلاح، ذاكرة أن تلك الممارسات ترقى إلى جرائم حرب.
وأشارت إلى دخول عدد أقل من شاحنات المساعدات إلى غزة، والسماح لعدد أقل من بعثات الإغاثة بالوصول إلى شمال غزة في الأسابيع التي تلت صدور الحكم، مقارنة بالأسابيع التي سبقته، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية.
وقال عمر شاكر، مدير مكتب إسرائيل وفلسطين في هيومن رايتس ووتش، إن الحكومة الإسرائيلية تتعمد تجويع 2.3 مليون فلسطيني في غزة، مما يعرضهم لخطر أكبر مما كانوا عليه قبل قرار المحكمة الدولية الملزم.
القضية الفلسطينيةومن جانبه، قال خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات، الدكتور أحمد سيد أحمد، إن الجرائم التي تحدث في فلسطين لم تحدث في كبرى الحروب، وما يحدث في غزة جرائم حرب من الدرجة الأولى، موضحا أن مصر تبذل الجهود على مختلف المسارات في ظل تفاقم الأزمة وسياسية العقاب الجماعي.
وأضاف في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر حريصة على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، في محاولة للتخفيف من المأساة التي يعيشها سكان غزة، مشيرًا إلى أن مصر أيضًا تدعم جهود التهدئة ومنع التصعيد بالتعاون مع الدول العربية، في محاولة لإفشاء السلام في المنطقة.
وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أن مصر وضعت خارطة طريق في قمة القاهرة أهم ملامحها التسوية السياسية في بيئة تعاونية قائمة على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا أن ما تفعله إسرائيل من اندفاع سيكون له عواقب وخيمة في المنطقة.
وأكد أن مصر وجهت رسالة مهمة للشرق الأوسط، بأن القضية الفلسطينية على رأس أولويات مصر والدول العربية، في ظل تصعيد غير مسبوق لم نشهده من قبل من الجانب الإسرائيلي.
هربا من القصف.. مستشفيات غزة تتحول إلى ملاجئ للفلسطينيين إعلام فلسطيني: مـ قتـ ل 4 جنود من جيش الاحتلال باستهداف صاروخي جنوب غزةجدير بالذكر أن القوات المسلحة الأردنية نفذت، أمس الاثنين، عملية إنزال جوي لمساعدات إنسانية على طول ساحل قطاع غزة من الشمال وحتى الجنوب.
وجاء في بيان القوات المسلحة الأردنية: "قواتنا ماضية ومستمرة بتوجيهات من جلالة الملك بعمليات الإنزال الجوي، بغية توفير ما يلزم من المواد الأساسية والطبية لمساندة القطاع الصحي في غزة"
وأقامت مصر مخيما ثانيا للنازحين بخان يونس يضم 400 خيمة تسع 4 آلاف شخص.
تم تذويد المخيم بالكهرباء ودورات المياه وخدمات معيشية أخري، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي للأشقاء عن طريق الهلال الأحمر المصري، وذلك في إطار سعي مصر الدائم للتخفيف على الأشقاء الفلسطينيين، والعمل على وقف إطلاق النار في غزة وتقديم المساعدات الإنسابية للأشقاء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر غزة قطاع غزة المساعدات الانسانية الفلسطينيين فلسطين المساعدات الإنسانیة قطاع غزة فی غزة أن مصر
إقرأ أيضاً:
سلاح الجوع يقتل الأبرياء في غزة.. إسرائيل تنفي بأدلة تدينها
في كل يوم يمر تزيد حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وينضم إلى قافلة الشهداء أعداد جديدة رحلت إما بالقصف والطلقات النارية، وإما بالسلاح الصامت الذي يستخدمه الاحتلال الإسرائيلي وهو «التجويع»، ورغم اعتراف إسرائيل به ضمنيًا في عدة مناسبات، إلا أن القوى الدولية المؤيدة لها تتجاهل عن ذلك.
تجويع الفلسطينيين يغيب عن دائرة الأضواءإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أشارت إلى ما يعانيه أهالي القطاع من نقص في الإمدادات الغذائية في منتصف أكتوبر الماضي، وهددت بفرض عقوبات على الاحتلال إن لم يتخذ إجراءات تحد من الأزمة الإنسانية، وتسمح بتدفق المساعدات إلى غزة المحاصرة، إلا أنها تغاضت عن محاسبة إسرائيل على الكارثة الإنسانية التي تحل بالقطاع الفلسطيني في شهر نوفمبر، وهو الشهر ذاته الذي صرح فيه مدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية لدى برنامج الأغذية العالمي، جان مارتن باور بأن: «هناك مجاعة تحدث أو إنها وشيكة في أجزاء من شمال قطاع غزة، نتيجة للنزوح على نطاق واسع وانخفاض التدفقات التجارية والإنسانية إلى القطاع».
وخلصت المحكمة الجنائية الدولية في الشهر الجاري إلى أن إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية، وتفرض على الفلسطينيين ظروفًا معيشية مصممة لتدميرهم بشكل ملموس، عن طريق عرقلة المساعدات الإنسانية.
إسرائيل تنفي بأدلة تُدينهامن جانبها، تستمر السلطات الإسرائيلية في النفي، وتقدم عبر صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية التابعة لها أرقامًا تروج لمزاعمها بأنها لا تعرقل دخول المساعدات، ولكن هي نفس الأرقام التي تدينها.
تعهدت دولة الاحتلال في أبريل الماضي بأن تسمح بدخول 500 شاحنة مساعدات يوميًا بعد حادثة مقتل عمل منظمة «المطبخ العالمي» لتقليل حدة الغضب الدولي، إلا أنها لم تفِ بتلك الوعود لا سيما وأن سمحت في شهر أكتوبر الماضي بدخول عدد شاحنات يوميًا بما يقرب من 58 شاحنة، وفي نوفمبر 59 شاحنة فقط، وفقًا لمجلة «Responsible statecraft» الأمريكية استناداً إلى بيانات لجيش الاحتلال.
وبينما تستمر إسرائيل في مراوغتها فإنها تستمر في إدانة نفسها، لا سيما وأنها تنشر بشكل متواتر عبر حسابات تديرها حكومتها مثل وزارة الخارجية الإسرائيلية، وحساب وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التابعة للجيش، عدد الشاحنات التي تدخل إلى قطاع غزة يوميًا، وتشير في عدة مرات إلى أن عدد الشاحنات يقل عن الاحتياجات الإنسانية لأهالي القطاع.
إلى ذلك، فإن إسرائيل تبالغ بشكل مصطنع أحيانًا في إجمالي المساعدات من خلال احتساب الشاحنة نصف الممتلئة على أنها شاحنة كاملة، والجدير بالذكر أن جيش الاحتلال يحدد أن تكون عدد من شاحنات المساعدات الإنسانية مملوءة بنسبة 50% من طاقتها لأسباب أمنية مزعومة.
ويبالغ جيش الاحتلال في أرقام مساعداته من خلال إدراج الشاحنات التجارية كمساعدات إنسانية على الرغم من الأولى باهظة التكلفة بالنسبة لمعظم سكان قطاع غزة، الذين باتوا يعيشون في فقر مضجع بسبب العدوان الإسرائيلي الذي دمر كل ممتلكاتهم وثرواتهم، والثانية موجهة نحو الاحتياجات الإنسانية.
اعترافات دون قصدوزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، نداف شوشاني في الرابع من ديسمبر الجاري عبر منصة «إكس» أن نقص المساعدات الإغاثية التي تصل للفلسطينيين بسبب شح المساعدات المقدمة من المنظمات الإنسانية، وأن إسرائيل لا تقع عليها مسؤولية الأزمة الإنسانية التي يعاني منها قطاع غزة، على الرغم من آلاف الشاحنات الإغاثية تنتظر يوميًا الدخول إلى قطاع غزة ولكن إسرائيل تحول دون ذلك.
ولكن «شوشاني» اعترف دون قصد بأن إسرائيل تنتهك التزاماتها القانونية التي فرضها القانون الدولي، لا سيما وأن تل أبيب من الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة، والتي تنص على أن القوة المحتلة يجب عليها ضمان وصول المواد الغذائية والطبية إلى السكان المحتاجين، وتلزم المادة 59 من الاتفاقية على السماح بإدخال المساعدات وضمان تسليم المساعدات بالفعل وهو ما تفعل إسرائيل عكسه تماماً.
إسرائيل ترعى عصابات مسلحة لنهب المساعداتصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية حصلت على مذكرة صادرة من الأمم المتحدة خلصت إلى أن إسرائيل تمول عصابات مسلحة، تعمل على نهب قوافل المساعدات الشحيحة أصلًا، بينما يوفر الجيش الإسرائيلي الحماية لهم.
وذكرت المذكرة أن العصابات تعمل في نطاق بصر الجيش الإسرائيلي وعندما تنهب مساعدات الإغاثة، ذلك تراقب قوات جيش الاحتلال، ولا تدخل حتى لو طلب عمال الإغاثة ذلك، فضًلا عن أن قوات الاحتلال كثيرًا من الأحيان تتولى مهاجمة عمال الإغاثة على الرغم من أن المنظمات التي يتبع له العمال بإحداثيتهم.
علي جمعة: من لم يمت بالقصف مات بالجوعوعلى أرض الواقع، فإن الأسواق في قطاع غزة تكاد تكون فارغة والواقع المعيشي صعب، وللنجاة بنفس لا يكفي الهرب من مكان إلى آخر لتفادي القصف أو رصاص جنود الاحتلال الذين لا يترددون في قتل أي فلسطيني، بل يجب إيجاد أي غذاء لتفادي الهلاك.
وفي حديث مع «الوطن» قال الناشط الفلسطيني علي جمعة إن الطعام بنسبة لأهالي قطاع غزة للعيش فقط وليس للشبع، وأن اللحوم والخضروات والفواكه تكاد أن تكون نستها الأبصار في القطاع خاصة في الأجزاء الشمالية منه.
وفيما يخص المساعدات الإغاثية أوضح «جمعة» أن سعيد الحظ من يتحصل على «كرتونة مساعدات» مرة أو اثنتين في الشهر، وهي التي لا تسد الرمق لبضعة أيام ما يجعل المواطن أمام خيارين، أولهما أن يشتري من الأسواق أي غذاء وإن وجد فدائما ما يكون سعره باهظ الثمن ولا يكون سوى «معلبات»، بينما معظم الغزيين نضبت مواردهم وتقطعت أرزاقهم ما يضع الكثيرين، أما الخيار الثاني ألا وهو «الجوع» الذي يفتك بالكثيرين وأودا بالكثيرين بصمت، إذ أكد «جمعة» أن هناك حالات استشهاد عديدة بسبب الجوع خاصة بين صفوف الأطفال.
ولفت الناشط الفلسطيني إلى أن رحلات البحث الطويلة عن طعام دائما ما تكون محفوفة بالمخاطر وذكر أنه في إحدى المرات التي ذهب فيها لتسلم مساعدات وبعد السير لأميال قُصفت المنطقة المحددة لتسليم المساعدات ما دفعه للعودة خالي الوفاض.
وفيما يتعلق بأثر ذلك النقص الحاد في الغذاء، أشار «جمعة» إلى أنه خسر ما يزيد عن 10 كيلو جرامات من وزنه، بينما صديقًا له خسر 27 كيلوجراما.