ناقشت ندوة حول المرأة العاملة بين المقاربة القانونية والحقوقية، إكراهات عمل المرأة بين العقلية الذكورية ومتطلبات التنمية ومراجعة الأدوار الاجتماعية. وقالت مليكة الزخنيني البرلمانية والأستاذة الجامعية بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، إن المرأة تعمل أصلا في البيت في إطار وظيفة تقليدية غير مؤدى عنها، وأضيف لها عمل آخر هو العمل خارج البيت، داعية إلى مراجعة الأدوار الاجتماعية داخل الأسرة، سواء بالنسبة للزوج أو الأبناء، وقالت خلال الندوة التي نظمتها مساء أمس الإثنين مؤسسة الفقيه التطواني بشراكة مع وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات بمقر المؤسسة بسلا، إن هذه المراجعة باتت من متطلبات إنصاف المرأة، التي خرجت للعمل مخلخلة مفهوم القوامة.

وربطت هذا التغيير بالتحول الديمقراطي وإقرار المساواة.

من جهتها قالت ليلى داهي برلمانية عن جهة العيون الساقية الحمراء، رئيسة تجمع الشباب بالبرلمان الإفريقي، إن هناك عقليات لبضع الرجال ينظرن بسلبية لعمل المرأة باعتبارها “ضلعا أعوجا، وناقصة عقل”.
وأضافت” من لا يحترم المرأة لايحترم دينه وأمه ومجتمعه. مضيفة  أن الإسلام عزز مكانة المرأة والرسول صلى الله عليه وسلم قال “استوصوا بالنساء خيرا”، وقالت إن “قوة المرأة تكمن في صبرها، لأنها تعمل وتدبر المنزل”.

من جهتها أوضحت محسين زهرة عضوة المكتب الوطني للنقابة الديمقراطية للمالية umt ومستشارة برلمانية، أن النساء في وضعية هشاشة يخرجن للشغل في ظروف صعبة مكرهات، وأنه لو كانت الدولة تخصص لهن تعويضا عن البطالة لما خرجن للعمل. وقالت إن نسبة النساء النشيطات في المغرب لازالت متدنية لأنه لا يتم مراعاة إكراهات عمل المرأة والتي لها عمل في البيت، وتواجه تحدي الحمل والدورة الشهرية والولادة.
وحسب محسين زهرة، فإن العقلية الذكورية لا تكون لدى الرجل وحده ولكن تكون أيضا لدى المرأة.

من جهتها تحدثت إيمان لعوينا أستاذة التعليم العالي وخبيرة في النوع والمساواة وفاعلة جمعوية، عن الأجندة الدولية التي التزم المغرب بتحقيقها، ومنها أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في أفق 2030، والتي تضع ضمن أهدافها تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة. هذا فضلا عن ملاءمة القوانين الوطنية مع الاتفاقيات الدولية.

ومن وجهة نظر المرأة المقاولة أوضحت حياة بركة، رئيسة جمعية الصناعيين ببرشيد، أن هناك إكراهات تواجه عمل المرأة، فحين تكون متزوجة ولها أطفال فإنها لا تستطيع العمل، لأن عليها رعاية أطفالها وزوجها، وحين تعمل تضطر للغياب كثيرا.
كما أنها لا تستطيع العمل لوقت متأخر من الليل، فضلا عن المعاناة من التحرش، وعدم توفر حضانات، في أماكن العمل. وأوضحت أنه حصل تطور لأن بعض المقاولات بدأت توفر النقل والمطعم. وأوضحت أنها كمقاولة تفكر في الإنتاجية، وتفضل من لا يغيب كثيرا عن العمل، وأوضحت أن النساء معروفات بأنهن أكثر مردودية لكن أحيانا تواجههن إكراهات، وقالت مثلا إن امرأة قد تأتي للعمل ولا تستطيع العمل، لأن لها مشكلة مع زوجها وتجلس لتبكي فقط.

عبد الرحيم الرماح، النقابي ورئيس المنتدى المغربي للتنمية الاجتماعية، قال إن النساء اللواتي ولجن سوق الشغل في الستينات في المغرب هن من فئة المطلقات والأرامل، وكن يشتغلن في معامل الصناعة الغذائية ثم في معامل التصبير.

وقال إن هناك أصنافا من النساء العاملات، فهناك الموظفات في القطاع العمومي، وهؤلاء ينطبق عليهن ما ينطبق على الرجل الموظف. ولكن المرأة لديها عمل البيت وبالتالي يحد ذلك من طموحاتها في الترقي في العمل.

ثم هناك المرأة في القطاع الصناعي، والتي تواجه إكراهات، وهناك مشكلة العمل العرضي، وعاملات النظافة وفي القطاع الفلاحي، وأوضح أنه يمكن اتخاذ إجراءات قانونية وعاجلة لمشاكل كل فئة من هؤلاء النساء، فقط يجب أن تكون هناك إرادة.

كلمات دلالية المرأة العاملة مؤسسة الفقيه التطواني ندوة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: المرأة العاملة مؤسسة الفقيه التطواني ندوة عمل المرأة

إقرأ أيضاً:

منع الاختلاط ومواجهة الحرب الناعمة.. الحوثيون يشرعنون دعشنة اليمن

كعادتها تستدعي ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، شماعة "مواجهة الحرب الناعمة" لتلفيق الاتهامات للمناهضين لهم، متناسين سيل الجرائم والانتهاكات البشعة التي تتعرض لها المرأة في مختلف المحافظات اليمنية الواقعة تحت قبضتهم المسلحة.

خلال الأيام الماضية، بثت الميليشيات الحوثية اعترافات جديدة لمن تدعي أنهم خلية تجسس أميركية- إسرائيلية، وركزت على تورط الخلية في "الحرب الناعمة" و"زيادة الاختلاط" و"ممارسة الرذيلة"، وغيرها من الاتهامات التي سعت الميليشيات إلى استغلالها خلال السنوات الماضية لقمع المرأة اليمنية وانتهاك حقوقها في التعليم والعمل والدراسة والتنقل بحرية.

وتعمد القائمون على نشر الاعترافات المفبركة للترويج لأهدافهم الخبيثة وأجندتهم المفضوحة التي يسعون إلى تحقيقها من خلال استهداف المرأة اليمنية. فخلال السنوات الماضية ظلت الميليشيات تمارس جرائم وانتهاكات بشعة بحق النساء من إجبارهن على ترك العمل والجلوس في المنازل وفصل الطالبات ومنع الخروج والتجوال دون محرم في المتنزهات الخاصة والكافيهات وغيرها من الأماكن العامة. الكثير من الممارسات التي تمارس بحق المرأة أظهرت الوجه الحقيقي لهذه الجماعة التي تحاول بشكل كبير نقل تجربة "داعش" و"طالبان" إلى اليمن.

جملة الجرائم والانتهاكات سوقتها الميليشيات الحوثية وقياداتهم الإجرامية تحت مسمى مواجهة "الحرب الناعمة". وباتت هذه الشماعة عصا الميليشيات التي تستغلها لتبرير انتهاكاتها بحق المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وبحسب مصادر حقوقية في صنعاء، فإن الهدف من وراء نشر اعترافات المختطفين بشأن "الاختلاط" و"الحرب الناعمة" وتخصيص لهذا الجانب مساحة كبيرة، يؤكد أن الميليشيات بصدد توسيع دائرة أعمالها القمعية لتقييد تحركات المرأة ضمن وصايا سيدهم "عبدالملك الحوثي" الذي شدد على عزل المرأة وإبقائها في المنزل فقط دون السماح لها بأي مشاركة في الحياة.

وأشارت المصادر أن المخطط الحوثي هدفه التوجه نحو شرعنة انتهاكاتهم ضد المرأة مستغلين ما تم نشره من اعترافات حول استهداف النساء في اليمن وغيرها من الشماعات التي تروج لها لتبرير أي تحركات قادمة. 

وبالعودة لاعترافات المختطفين التي نشرت قبل أيام، حرصت القيادات الحوثية التي فبركت الاعترافات على تأكيد ادعاءاتها وتبرير جرائمها السابقة ضد المرأة اليمنية بأنها تأتي لحمايتها من الغزو الفكري الغربي، ومواجهة المخططات الأميركية والإسرائيلية التي تستهدف النساء في اليمن من خلال المنشآت التعليمية أو البرامج الثقافية والأنشطة المدنية وغيرها من الفعاليات والمشاريع التي تهدف بالحقيقة إلى تعزيز دور مكانة المرأة في المجتمع ومشاركتها في الحياة الاجتماعية والسياسية.

وتؤكد الناشطة الحقوقية في صنعاء، سكينة حسن زيد، أن هناك تيارا عميقا وخفيا في جماعة الحوثي هدفه الأول والأساسي دعشنة اليمن، وأن هذا التيار يحاول خلق الأسباب ويجيز كل شيء من أجل الوصول إلى هذا الهدف من خلال تعبئة وتحريض الجهلة والمتعصبين لنشر هذه الدعشنة. مضيفة: "بصراحة، اعترافات الخلية جعلت الأمر كله يبدو كأنه مجرد تمثيلية، من أجل سن قوانين قريباً تلزم النساء بالبقاء في البيوت".

والناشطة سكينة هي ابنة القيادي البارز في ميليشيات الحوثي "حسن زيد" الذي تعرض للتصفية الداخلية نهاية أكتوبر 2020، وتتعرض بشكل شبه يومي إلى سيل من الاتهامات والشتائم من قبل نشطاء وقيادات حوثية على خلفية مناهضتها للجرائم والانتهاكات التي تتعرض لها المرأة في مناطق سيطرة الميليشيات.

وعبر صفحتها على منصة "إكس" نشرت الناشطة سكينة سلسلة من التغريدات التي وجهت الكثير من الانتقادات لقيادات الميليشيات التي تستغل موضوع "الاختلاط" لصالح أجندتها الخاصة. مضيفة: "أعوذ بالله من الإجرام والتهديدات بالقتل والسجن والاتهامات المتناقضة كلها من شق وطرف! هذا دليل أنكم تلفقون التهم للأبرياء!؛ مشيرة إلى حملات منظمة ومكثفة يشنها نشطاء وموالون للحوثيين على اتهام نساء اليمن وأخلاقهن بأوصاف غير لائقة، رغم أن المجتمع اليمني محافظ وذو حشمة أكثر من أي بلد في العالم.

وخاطبت الناشطة سكينة الحوثيين بالقول: "أيها المتطرفون يا أعوان الشيطان، هذه ستكون النتيجة الوحيدة للشحن المتطرف الذي تشحنون به أتباعكم، ولن نسامحكم ولن يسامحكم الله. ما أبعدكم في هذا الجانب عن نهج الإمام علي وما أقربكم للدواعش"، محذرة من أنه "سيأتي اليوم الذي يتفرغ فيه أتباعكم لملاحقة النساء والاعتداء عليهن في الشوارع بدعوى منع الاختلاط ومنع خروج النساء من المنازل، وبالتأكيد ستحصل فتن ومجازر وأنتم ستتحملون المسؤولية أمام الله والناس".


مقالات مشابهة

  • محامية: وجوب اشتراك جهة العمل في منفعة الأمومة بنسبة 2% لكي تستفيد منها المرأة
  • استبعاد النساء من المناصب القيادية فى مصر.. أرقام وتساؤلات
  • تعويض الأمومة في نظام التأمينات الجديد.. زيادة تمكين المرأة في سوق العمل
  • لجنة البادل تناقش تحديات المرأة في اللعبة.. وتبحث عن مقترحات للتطوير
  • سيطبق بالتدريج على المشتركين الجدد.. تفاصيل مهمة عن نظام التأمينات الاجتماعية الجديد
  • النساء في التغيير الوزاري الجديد في مصر: تعزيز دور المرأة في القيادة
  • جامعة هيريوت وات دبي تحتفل باليوم العالمي للمرأة في الهندسة
  • منع الاختلاط ومواجهة الحرب الناعمة.. الحوثيون يشرعنون دعشنة اليمن
  • اجتماعية قريات تناقش مساعدة الأسر المعسرة
  • مبادرة المشروعات الخضراء الذكية تنظم ندوة للتوعية في الفيوم