غزة منطقة موت..أكبر مجزرة في التاريخ الحديث
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
قطاع غزة (الاراضي الفلسطينية)"أ ف ب":
في قطاع غزة، المقابر لم تعد تتسع للشهداء منذ وقت طويل، لكن الموت يستمر. مع اقتراب عدد الشهداء من الثلاثين ألفا، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، يواصل سكان غزة إحصاء شهدائهم.
تكاد إيمان مسلّم لا تصدّق أن هذا العدد من الضحايا سقط خلال أقلّ من خمسة أشهر منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.
وتقول مسلّم (30 عاما) التي نزحت إلى ملجأ تابع للأمم المتحدة في رفح جنوبا، "العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير".
وتضيف "لا نعرف كم سيرتفع عدد الشهداء عندما تنتهي الحرب".
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس اليوم ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 29878 شخصا، والجرحى الى 70215 منذ بدء الحرب بين حركة حماس وإسرائيل.
في خان يونس ورفح في الجنوب، في دير البلح وبيت لاهيا في الوسط، في مدينة غزة وجباليا في الشمال، وغيرها من المناطق، يسقط القتلى بالعشرات يوميا، في غارات جوية إسرائيلية أو قصف مدفعي أو رصاص قناصين.
ويردّد سكان غزة الذين نزح منهم أكثر من 1,8 مليون أن "لا مكان آمنا" في قطاع غزة، ويقول كثيرون إنهم "ينتظرون دورهم".
وتدفن العائلات أفرادا منها يقتلون وسط ظروف قاسية لا تسمح لهم حتى بالحزن: صلاة سريعة ومقابر مستحدثة بسبب امتلاء المقابر أو الظروف الأمنية، فيحفرون الأرض في باحات المستشفيات والمدارس والملاعب الرياضية. حتى الأكفان تنقص أحيانا.
وبسبب نقص الوقود، يقوم الناس بنقل الجثامين من المستشفيات مثلا الى المقابر بواسطة شاحنات نقل صغيرة أو عربات تجرها الحمير.ودفع عدد القتلى الكبير العاملين في المستشفيات غير المجهزة إلى إيجاد بدائل لثلاجات الموتى الممتلئة، فاستخدموا شاحنات المثلّجات.
ولم ينعم الموتى بالسلام. فقد أقرّت إسرائيل باستخراج بعض الجثث من المقابر كجزء من جهودها لمحاولة التعرّف على جثث محتملة لرهائن قتلوا في الحرب.وقال الجيش إن "الجثث التي لا تعود إلى الرهائن تعاد الى مكانها باحترام".
- "هذه ابنتي" -
وشاهد مصوّر لوكالة فرانس برس الأسبوع الماضي في رفح في أقصى جنوب القطاع المحاصر رجلا يحمل جثة ملفوفة بكفن، وهو مشهد يتكرّر عشرات المرات في اليوم قادما من مناطق مختلفة في قطاع غزة. على الكفن، كتب بخط أسود باليد اسم قتيلة مع عبارة "الطفلة الشهيدة".
وروى الرجل عبد الرحمن محمد جمعة بينما بدت بقعة دماء كبيرة على الكفن، وقد وقف بالقرب من عدد من الجثث الملفوفة بأكفان بيضاء أو بأكياس سوداء للموتى، أنه بعد إحدى الغارات، "وجدت زوجتي مرمية في الطريق وكانت أشلاء، ثم رأيت رجلا في الطريق يحمل طفلة، ركضت اليه، وقلت له هذه ابنتي". وأضاف "نعيش في عالم ظالم، وليس لنا إلا الله".
واستحالت أجزاء كبيرة من قطاع غزة الممتد بطول أربعين كيلومترا مع مساحة إجمالية تناهز ال360 كيلومترا مربعا، الى ركام. وتزعم إسرائيل إنها تستهدف مواقع لحركة حماس التي تتهمها باستخدام المدنيين ك"دروع بشرية"، وقياديين فيها، والأنفاق التي حفرتها الحركة الإسلامية الفلسطينية.
وبدأت الحرب بعد هجوم غير مسبوق لحركة حماس على الدولة العبرية تسبّب بمقتل أكثر من 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى ارقام رسمية إسرائيلية.
وتواجه حكومة الاحتلال ضغوطا من أهالي 130 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة من أصل 250 أخذهم مقاتلو حماس معهم إبان الهجوم. وقد يكون قتل 31 منهم.
- "منطقة موت" -
وتتولى وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس إحصاء القتلى والجرحى. وتؤكد بيانات الوزارة باستمرار أن 70 في المئة من القتلى هم من النساء والأطفال.
ولا تذكر تلك البيانات عدد المسلحين الذي قضوا في القتال لكن الجيش الإسرائيلي يقول إن بيانات الوزارة تضمّ نحو عشرة آلاف من مقاتلي حماس على الأقل.وتضمّ بيانات وزارة الصحة أيضا إحصاءات حول الطواقم الطبية وأفراد الدفاع المدني والصحافيين الذي يغطون الحرب.
وقالت لجنة حماية الصحافيين ومقرها نيويورك، إنه حتى 24 فبراير الجاري، قتل 88 إعلاميا على الأقل منذ بدء الحرب.
ووصف رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قطاع غزة بأنه "منطقة موت".
وتصف مسلّم ما يحدث في قطاع غزة بأنه "أكبر مجزرة في التاريخ الحديث".
وتقول "المقاومون من حماس قاموا بالهجوم واختبأوا تحت الأرض، اليهود عجزوا عن الوصول إلى المقاومة لذلك انتقموا من الشعب الغلبان".وتتساءل "ما ذنبنا نحن المدنيين ليقتل أبناءنا وأطفالنا؟".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وزارة الصحة فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
استعدادات لاستقبال أكبر دفعة من الأسرى الفلسطينيين في رام الله وغزة
ينتظر الفلسطينيون إطلاق سراح أكبر عدد من الأسرى، السبت، ضمن الدفعة السابعة من صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة في قطاع غزة ودولة الاحتلال.
ويتجمع أهالي الأسرى في محيط سجن عوفر الإسرائيلي القريب من مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، لاستقبال ذويهم في حين يتجمع فلسطينيون في محيط مستشفى غزة الأوروبي شرق خانيونس، لاستقبال دفعة كبيرة من أسرى قطاع غزة.
وأوضح مكتب إعلام الأسرى بحركة حماس، أنه سيتم الإفراج السبت عن 50 أسيرا محكوما بالسجن المؤبد، و60 أسيرا من الأحكام العالية، و47 أسيرا من أسرى وفاء الأحرار المعاد اعتقالهم.
ولفت المكتب إلى أنه سيتم الإفراج أيضا عن 445 أسيرا من معتقلي قطاع غزة، الذين جرى اعتقالهم بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2023.
وفرضت قوات الاحتلال انتشارا واسعا وتشديدات أمنية وعسكرية واسعة في محيط سجن عوفر الذي يجري فيه تجميع الأسرى قبيل إطلاق سراحهم نحو مناطق الضفة الغربية المحتلة.
وقالت مصلحة سجون الاحتلال، إن استعدادات لبدء تنفيذ عملية الإفراج عن معتقلين فلسطينيين من سجني عوفر وكتسيعوت.
جيش الاحتلال داخل معسكر "عوفر" غرب رام الله، حيث سيتحرر عشرات الأسرى الفلسطينيين اليوم ضمن صفقة التبادل. pic.twitter.com/8H699VkiQI — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 22, 2025