حمدان بن محمد يشهد محاضرة حول الدور التاريخي للمدن في بناء الحضارات ودفع مسيرة التقدم الإنساني
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
شهد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، اليوم “الثلاثاء” محاضرة حول الدور التاريخي للمدن وإسهامها في دفع مسيرة التقدم والتطور الإنساني، والدور المهم الذي اضطلعت به المدن في منطقة الشرق الأوسط في هذا الخصوص، لاسيما على صعيد الحركة الاقتصادية والتجارية العالمية، وذلك في مجلس زعبيل، بحضور سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات.
قدّم المحاضرة الخبير في شؤون الشرق الأوسط الدكتور روي كاساغراندا، أستاذ الدراسات الحكومية والعلوم السياسية في كلية أوستن المجتمعية، بالولايات المتحدة الأمريكية، وتناولت المحاضرة التي حضرها جمع من أعيان البلاد والوزراء وكبار الشخصيات، الدور الذي لعبته المدن على مر التاريخ في بناء الحضارات وتعزيز الابتكار ودفع تقدم الأمم والشعوب، منوهاً بالدور التاريخي والمهم للمدن العربية في صنع الحضارة وتعزيز الاقتصاد بما ضمته من طرق رئيسة للتجارة انطلاقا من موقعها في قلب العالم، والذي مكنها أن تصبح جسرا يربط شرق العالم بغربه وشماله بجنوبه.
وأشار المحاضر إلى أن هذا الدور ربما يكون قد تراجع نسبياً خلال القرون الثلاثة الماضية، مع بعض الاستثناءات ومن أهمها مدينة دبي، كونها تملك كافة المقومات التي تمكنها من الاضطلاع بدور فاعل ومؤثر كعاصمة جديد للابتكار ومنصة رئيسية تنطلق منها الأفكار الخلاقة التي تقود التقدم والازدهار العالمي.
وتناول الدكتور كاساغراندا خلال حديثه المقومات الأساسية اللازمة لتمكين المدن من استعادة دورها الحضاري في دفع مسيرة التطور الإنساني، ومن أهمها الاهتمام بالتعليم ونشره على أوسع نطاق كركيزة أساسية من ركائز التقدم، فضلا عن تشجيع الابتكار والاهتمام بتنمية المواهب والطاقات الخلاقة والتي تتولى قيادة جهود التطوير في مختلف المجالات بما تملكه من فكر مبدع يسهم في التغلب على التحديات وإيجاد السبل التي يمكن من خلالها رصد المزيد من الفرص وتحديد أفضل أساليب الاستفادة منها في تحقيق النمو المنشود على أسس مستدامة.
كما أكد المحاضر على أهمية الدور الذي تضطلع به الحكومات في تعزيز فرص المدن وتأكيد إسهامها في دفع مسيرة التطوير في مختلف المجتمعات، لاسيما على صعيد الاهتمام بالتعليم، وإيجاد المحفزات اللازمة لتنمية قدرات الابتكار في المجتمع، كذلك دور الحكومة في إدماج المجتمع بكل فئاته في وضع التصورات المثلى للمستقبل وإشراك الجميع في عملية التطوير بمنح المزيد من الممكنات وتقديم المزيد من التسهيلات التي تعزز فرص تلك الشراكة في تحقيق النجاحات المأمولة ضمن مختلف المجالات.
وتطرّقت المحاضرة إلى تطبيق دبي عملياً لهذا النهج وهو ما يتجلى في حرص قيادتها الرشيدة على منح مساحة كافية للجميع لكي يكون شريكاً في بناء نموذج تنموي فريد، مستشهداً بفكرة المجلس في الجمع بين مسؤولي القطاعين الحكومي والخاص وكذلك أفراد المجتمع، من أجل التواصل وتبادل الأفكار والرؤى والاستماع إلى الاقتراحات التي تحرص حكومة دبي على وضعها موضع البحث للأخذ بأفضلها وبما يتوافق مع التوجهات التنموية الاستراتيجية لإمارة دبي ودولة الإمارات.
– لقاء متطوعي “يوم لدبي”
والتقى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، فريق متطوعي مبادرة “يوم لدبي” حيث حرص سموه على تبادل أطراف الحديث مع المتطوعين ضمن المبادرة التي تعد منصة اجتماعية إنسانية تعكس القيم الإماراتية الرفيعة، واستمع منهم إلى أهم المناسبات التي شاركوا فيها وما قدموه من جهد خلالها إعلاءً لقيمة العطاء التي تعد من أكثر القيم ارتباطاً بالإمارات وشعبها الذي لا يتأخر عن المبادرة للتطوع في كل موقف يستدعي المشاركة المجتمعية.
وأثنى سموه خلال اللقاء الذي حضره سعادة ضرار بالهول الفلاسي المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، على جهود المتطوعين ضمن المبادرة، وما قدموه من عطاء في العديد من المواقف والمناسبات وفي مقدمتها دورهم المشرف خلال جائحة كوفيد-19، كذلك خلال استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف “COP28” في دبي، وغيرها من المناسبات التي أبدوا فيها تميزاً واضحاً في القيام بالمهام الموكلة إليهم، وما تركوه من أثر في نشر الثقافة التطوعية وتفعيل الشراكة المجتمعية بشكل عام.
وأعرب سعادة ضرار بالهول الفلاسي عن بالغ الشكر والتقدير لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، لحرصه على لقاء متطوعي “يوم لدبي”، وما تعكسه هذه اللفتة الكريمة من سموه من حرص على ترسيخ مبادئ وأسس العمل التطوعي، وتشجيع لتبني فكر العطاء والبذل ونشر ثقافة التطوع سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات وبين مختلف مكونات المجتمع، وتأكيد قيم التضامن والتكاتف المجتمعي في كافة الأوقات.
يُذكر أن مبادرة “يوم لدبي” هي ثمرة رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” ، وأطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في العام 2017 وتشرف على تنفيذها “مؤسسة وطني الإمارات”، بهدف تحويل النشاط التطوعي إلى عمل مستدام يقوم على أسس ومعايير محددة ضمن إطار مؤسسي واضح.
وتقوم فكرة المبادرة على دعوة المواطنين والمقيمين القادرين، إلى التطوع بيوم واحد في السنة لمساعدة الغير وتلبية احتياجات المجتمع، والحفاظ على مدينة دبي واستدامتها، حيث يمكن أن يكون التطوع دفعة واحدة أو من خلال عدة فرص تطوعية على مدار العام، كما يمكن للتطوع أن يكون في عدة أشكال تشمل التطوع بالوقت، أو المعرفة، أو المهارات وغيرها من أوجه التطوع.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
خالد بن محمد بن زايد: القيادة الرشيدة حريصة على مواصلة الارتقاء بصحة وجودة حياة أفراد المجتمع
أبوظبي – الوطن:
ترأس سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، اجتماع مجلس الإمارات للجينوم.
وتناول الاجتماع خطط المجلس لتعزيز أولوية مبادرات الطب الدقيق التي توظف البيانات الجينية بشكل فعال في الارتقاء بمخرجات الصحة العامة في دولة الإمارات، وتسهم في رفع كفاءة منظومة الرعاية الصحية، وتحفز النمو المعرفي والاقتصادي في هذا القطاع الحيوي، وترسخ مكانة الدولة كمركز عالمي متقدم في الطب الدقيق.
وأكد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان حرص القيادة الرشيدة على مواصلة الارتقاء بصحة وجودة حياة أفراد المجتمع، منوهاً سموّه بأهمية جهود البحوث والتطوير في مجالات الطب الدقيق، والرعاية الوقائية، وتحسين وتعزيز العمر الصحي، وإسهامات هذه الجهود النوعية في تحقيق نتائج ملموسة ومستدامة في رفع مستوى الصحة العامة.
وأشاد سموّه بكافة الجهود التي تسهم في تعزيز مكانة الإمارات في صدارة الدول الرائدة في مجال بحوث الجينوم وتطبيقاتها العملية.
واعتمد سموّه، خلال الاجتماع، حزمة برامج جديدة للفحص الجيني، بهدف توسيع الاستفادة من البيانات الجينومية وتسريع تبنّي خدمات الرعاية الصحية الشخصية القائمة على الجينوم في دولة الإمارات.
وتتضمن هذه الحزمة برنامج الفحوص الجينية للأطفال حديثي الولادة، ويهدف إلى الكشف المبكر عن الاضطرابات الوراثية القابلة للعلاج لدى الرُضّع، من خلال تقييم 733 جيناً مرتبطاً بأكثر من 800 حالة وراثية.
وتشمل الحزمة برنامج الفحوص الجينية الإضافية للأشخاص البالغين المشاركين في برنامج الجينوم الإماراتي، بهدف تحديد الحالات الوراثية التي يمكن تشخيصها والتعامل معها مبكراً، من خلال تقييم 94 جيناً مرتبطاً بأكثر من 50 حالة وراثية.
كما تضم برامجاً مخصصة للخصوبة، تشمل تقييم 186 جيناً مرتبطاً بأكثر من 130 حالة وراثية، وتقديم حلول علاجية وتوصيات طبية شخصية للأزواج.
وتتضمن الحزمة كذلك برنامج فحوصات القلب والأوعية الدموية، الذي يوفر التشخيص الجيني الدقيق والعلاجات المخصصة له، ويدعم الوقاية والكشف المبكر، من خلال تقييم أكثر من 800 جين مرتبط بأكثر من 100 حالة وراثية.
واطَّلع سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، خلال الاجتماع، على مخرجات دراسة الجينوم الإماراتي المرجعي “التيلومير إلى التيلومير” (T2T)، التي نُفذت تحت إشراف دائرة الصحة – أبوظبي بالتعاون مع جامعة خليفة ومجموعة “M42″، بهدف سد فجوات مهمة في البيانات الجينومية، وتوفير مصدر مرجعي شامل يدعم أبحاث الطب الدقيق، وتعزيز إجراء مقارنات دقيقة مع المراجع الجينومية العالمية، بهدف تطوير الأبحاث المتخصصة في الأمراض، وعلم الجينوم الدوائي، إلى جانب تطوير حلول علاجية متخصصة تُلبي الاحتياجات الصحية الخاصة بالمجتمع الإماراتي.
كما اطَّلع سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان على مستجدات برنامج الاختبار الجيني للمقبلين على الزواج، الذي تم إطلاقه وتنفيذه على المستوى الوطني اعتباراً من الأول من يناير 2025، وذلك تحت إشراف وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بالتعاون مع دائرة الصحة – أبوظبي، وهيئة الصحة بدبي، ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، وعدد من الشركاء الاستراتيجيين.
ومنذ إطلاقه، قدّم البرنامج الدعم لـ 2,428 من المقبلين على الزواج، إذ بلغت نسبة التوافق الجيني بينهم أكثر من 92%، وذلك من خلال إجراء فحوصات جينية دقيقة لـ 570 جيناً مرتبطاً بأكثر من 840 اضطراباً وراثياً.
كما وفر البرنامج جلسات استشارات جينية للأزواج الذين أظهرت نتائجهم حاجتهم لمزيد من الدعم، لتقييم عوامل الخطر الوراثية المحتملة، وتقديم حلول مدروسة تدعم عملية اتخاذ القرار بشأن التخطيط الأسري.
ويهدف البرنامج إلى تعزيز الصحة العامة وجودة حياة أفراد المجتمع، وحماية الأجيال القادمة من الأمراض الوراثية.
واستعرض سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان أحدث مستجدات برنامج الجينوم الإماراتي، الذي نجح في جمع أكثر من 700 ألف عينة جينية من مواطني الدولة، محققاً تقدماً ملحوظاً نحو هدفه الاستراتيجي بالوصول إلى مليون عينة.
كما تمكن البرنامج، في الآونة الأخيرة، من جمع 100 ألف عينة جينية إضافية من مشاركين من جنسيات متعددة، ضمن مبادرة نوعية جديدة تُنفذ بالتعاون مع مجموعة “M42” للاستفادة من القدرات المتقدمة لدولة الإمارات في مجال الجينوم. وتسهم هذه المبادرة الجديدة في سد فجوات مهمة في البيانات الجينية على المستوى العالمي، وتوفير رؤى علمية دقيقة حول الطفرات الوراثية التي تؤثر على أكثر من 2.5 مليار شخص من مختلف الأعراق، بهدف تعزيز التعاون الدولي في مجالات بحوث الطب الدقيق وحلوله.