مؤتمر طلابي في اللغة واللسانيات بجامعة السلطان قابوس
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
مسقط- الرؤية
نظمت جامعة السلطان قابوس المؤتمر الطلابي في اللغة واللسانيات والأدب والترجمة، والذي ينظمه قسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في الجامعة.
وهدف المؤتمر إلى تعزيز الحوار متعدد التخصصات عبر تشجيع الخطاب متعدد التخصصات عن طريق سد الفجوات بين دراسات اللغة واللغويات والأدب والترجمة، وتسهيل المحادثات التي تستكشف التقاطعات والتفاعلات بين هذه التخصصات، كما يسعى المؤتمر إلى دعم تطوير الطلبة من خلال توفير بيئة داعمة للطلاب المقدمين لتعزيز مهاراتهم الأكاديمية والعرضية، وتلقي ردود الفعل البناءة، واكتساب خبرة قيمة في التواصل العلمي.
كما يهدف المؤتمر أيضا إلى عرض التميز البحثي من خلال عرض الأبحاث المجيدة التي أجراها طلبة المرحلة الجامعية والدراسات العليا، مع تسليط الضوء على الأساليب المبتكرة والأطر النظرية والنتائج التجريبية التي تساهم في تقدم المعرفة في التخصصات ذات الصلة باللغة، بالإضافة إلى تعزيز التطوير المهني وتقديم حلقات عمل وحلقات نقاش وعروض تقديمية رئيسية تركز على فرص التطوير المهني للطلبة المهتمين بممارسة حياتهم المهنية في الأوساط الأكاديمية والنشر والترجمة وتعليم اللغة والمجالات الأخرى ذات الصلة، مع تعزيز السمعة الأكاديمية للجامعة وإظهار التزامها بالتميز الأكاديمي والابتكار البحثي في التخصصات ذات الصلة باللغة، وجذب انتباه العلماء والمؤسسات على الصعيدين الوطني والدولي.
وشارك في المؤتمر مجموعة من المتخصصين والمهتمين منهم 66 من داخل الجامعة و11 من خارجها، حيث يوفر هذا التجمع منصة للأكاديميين الناشئين ليس فقط في قسم اللغة الإنجليزية في جامعة السلطان قابوس وإنما أيضا في الجامعات والكليات المحلية في سلطنة عمان لعرض أبحاثهم والمشاركة في حوار متعدد التخصصات والمساهمة في المشهد المتطور باستمرار لدراسات اللغة.
وتضمن المعرض المصاحب وسائل تعليمية بحثية مختصة بمحاور المؤتمر وهي اللغة واللسانيات والأدب والترجمة، حيث قام كل مشارك بمناقشة بحثه المعروض على الوسيلة التعليمية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
اللغة التي يفهمها ترامب
ما اللغة التى يفهمها الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو؟!
الأول يفهم لغة المصالح، والثانى يفهم لغة القوة، والاثنان لا يفهمان بالمرة لغة القانون الدولى وحقوق الإنسان والمحاكم الدولية وقرارات الشرعية الدولية.
هل معنى ذلك أن الرؤساء الأمريكيين، وكذلك رؤساء الوزراء الإسرائيليون السابقون كانوا ملائكة ويقدسون لغة القانون والشرعية الدولية؟!
الإجابة هى لا. جميعهم يفهمون ويعرفون لغة القوة والمصالح، لكن تعبيرهم عن ذلك كان مختلفا وبدرجات متفاوتة، وكانوا دائمًا قادرين على تغليف القوة الخشنة بلمسات ناعمة وقفازات حريرية ملساء والقتل والتدمير بعيدًا عن كاميرات وعيون الإعلام. والدليل أن المذابح والمجازر الإسرائيلية مستمرة منذ عام 1948 حتى الآن، وخير مثال لذلك كان رئيس الوزراء الأسبق شيمون بيريز.
نعود إلى ترامب ونقول إنه يصف نفسه أحيانًا بأنه مجنون ومن يعرفه يقول عنه إنه يصعب التنبؤ بأفعاله، وأنه لا ينطلق من قواعد معروفة. هو لا يؤمن بفكرة المؤسسات، والدليل أنه همش حزبه الجمهورى، وهمش وسائل الإعلام وتحداها. كما يزدرى المؤسسات الدولية، بل إنه ينظر مثلًا إلى حلف شمال الأطلنطى باعتباره شركة مساهمة ينبغى أن تعود بالعوائد والأرباح باعتبار أن الولايات المتحدة هى أكبر مساهم فى هذه الشركة أو الحلف.
تقييم ترامب لقادة العالم يتوقف على قوتهم وجرأتهم وليس على التزامهم بالأخلاق والقيم والقوانين.
حينما علق على خبر قيام إيران برد الهجوم الإسرائيلى، نصح إسرائيل بتدمير المنشآت النووية الإيرانية، وقبل فوزه بالانتخابات الأخيرة نصح نتنياهو أن ينهى المهمة فى غزة ولبنان بأسرع وقت قبل أن يدخل البيت الأبيض رسميًا فى 20 يناير المقبل.
وإضافة إلى القوة، فإن المبدأ الأساسى الذى يحكم نظرة وقيم ومبادئ ترامب هو المصلحة. ورغم أنه يمثل قمة التيار الشعبوى فى أمريكا، والبعض يعتبره زعيم التيار المحافظ أو اليمين المتطرف، فلم يعرف عنه كثيرًا تعصبه للدين أو للمبادئ. هو يتعصب أكثر للمصالح. وباعتباره قطبًا وتاجر عقارات كبير، فإن جوهر عمله هو إنجاز الصفقات.
وانطلاقًا من هذا الفهم فإنه من العبث حينما يجلس أى مسئول فلسطينى أو عربى مع ترامب أن يحدثه عن قرارات الشرعية الدولية أو الحقوق أو القانون الدولى. هو يعرف قانون المصلحة أو القوة أو الأمر الواقع.
ويحكى أن وزير الخارجية الأسبق والأشهر هنرى كسينجر نصح وزيرة الخارجية الأسبق مادلين أولبرايت قبل أن تلتقى الرئيس السورى الأسد، وقال لها: «إذا حدثك الأسد عن الحقوق والشرعية قولى له نحن أمة قامت على اغتصاب حقوق الآخرين أصحاب الأرض، وهم الهنود الحمر، وبلدنا تاريخها لا يزيد على 500 سنة، وبالتالى نؤمن بالواقع والقوة وليس القانون».
هذا هو نفس الفكر الذى يؤمن به ترامب، لكن بصورة خشنة وفظة. هو يتعامل مع أى قضية من زاوية هل ستحقق له منافع وأرباح أم لا.
وربما انطلاقًا من هذا المبدأ يمكن للدول العربية الكبرى أن تقدم له لغة تنطلق من هذا المبدأ. بالطبع هناك أهمية كبرى للحقوق وللشرعية وللقرارات الدولية والقانون الإنسانى، ومن المهم التأكيد عليها دائمًا، لكن وإضافة إليها ينبغى التعامل مع ترامب باللغة التى يفهمها. أتخيل أن اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية يمكنها أن تتفاوض مع ترامب بمجرد بدء عمله فى البيت الأبيض. بمنطق أنه إذا تمكن من وقف العدوان الإسرائيلى على فلسطين ولبنان فسوف تحصل بلاده على منافع مادية محددة، أما إذا أصرت على موقفها المنحاز?فسوف تخسر كذا وكذا.
بالطبع هذا المنهج يتطلب وجود حد أدنى من المواقف العربية الموحدة، ولا أعرف يقينًا هل هذا متاح أم لا، وهل هناك إرادة عربية يمكنها أن تتحدث مع الولايات المتحدة وإسرائيل بهذا المنطق الوحيد الذى يفهمونه أم لا؟
الإجابة سوف نعلمها حتمًا فى الفترة من الآن حتى 20 يناير موعد دخول ترامب إلى البيت الأبيض
خصوصًا أن تعيينات ترامب المبدئية كلها لشخصيات صهيونية حتى النخاع، وهى إشارة غير مبشرة بالمرة.
أما عن نتنياهو فكما قلنا فهو لا يفهم إلا لغة القوة. وقوته وقوة جيشة وبلاده مستمدة أولًا وثانيًا وثالثًا وعاشرًا من قوة الولايات المتحدة، وبالتالى سنعود مرة أخرى إلى أن العرب والفلسطينيين يقاتلون أمريكا فعليًا وليس إسرائىل فقط.
(الشروق المصرية)