هل تعيد حادثة آرون بوشنل تشكيل الوعي الأمريكي تجاه وحشية الاحتلال؟!
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
◄ تعاطف واسع مع الجندي الأمريكي وسط تنديدات بالدعم الأمريكي لإسرائيل
◄ استعادة حادثة تعمد قوات الاحتلال قتل الناشطة الأمريكية راشيل كوري دهسا عام 2003
◄ إدانة واسعة لحارس السفارة الإسرائيلية الذي وجه السلاح صوب الجندي وهو يحترق
مسقط- الرؤية
"لن أكون مشاركا بعد الآن في الإبادة الجماعية في غزة.. أنا على وشك القيام بفعل متطرف ولكن بالمقارنة مع ما يلقاه الناس في فلسطين على يد المستعمرين فهذا ليس تطرفا على الإطلاق.
ويبلغ آرون من العمر 25 عاما، وقالت السلطات الأمريكية إنه جندي عامل في سلاح الجو. كما أنه وبحسب "لينكد إن" فإنه يعمل في القوات الجوية الأمريكية منذ عام 2020، كفني أنظمة عملاء في إدارة تكنلوجيا المعلومات وكمهندس DevOps ، ووفقا لموقع "ايكونوميك تايمز" فكان يسعى للحصول على بكالوريوس العلوم في هندسة البرمجيات في جامعة نيو هامبشاير.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحرق فيها شخص نفسه أمام بعثة دبلوماسية إسرائيلية في الولايات المتحدة، إذ إنه في ديسمبر 2023 أضرم شخص آخر النار في نفسه أمام مقر القنصلية الإسرائيلية في ولاية جورجيا، وقد عُثر لاحقا على العلم الفلسطيني في موقع الحادث، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام أمريكية.
ويأتي هذا الحادث في وقت تتزايد فيه الاحتجاجات في الولايات المتحدة ضد الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، إذ تشهد الشوراع الأمريكية احتجاجات شبه يومية رفضا للدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل.
ولاقت هذه الحادثة موجات تعاطف كبيرة داخل أمريكا وخارجها، حيث نشر الآلاف على حساباتهم الشخصية عبارات دعم للجندي الأمريكي، مؤكدين أنه حاول التعبير عن رأيه بطريقة تحدث تأثيرا عالميا لإنهاء المأساة الإنسانية في غزة.
ويرى المحلل السياسي الدكتور خليل العناني- في لقاء مع الجزيرة- أن هذه الحادثة سيكون لها ما بعدها على المستوى العام الشعبي الأمريكي وستُحدث صدمة داخل الجيش الأمريكي، موضحا: "هذا حدث نوعي لأن من قام به شاب صغير وجندي في الجيش الأمريكي ويتحدث بشكل صريح عن الإبادة الجماعية وقام بتوثيق ما قام به أمام السفارة الإسرائيلية لكي يراه العالم وضحى بنفسه من أجل قضية يتعاطف معها إنسانيا، وهو قد يمصل إلى حد كبير الشعور العام لدى الشباب الأمريكي الذي يعمل في المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، ويؤكد أن كل عمليات غسل الأدمغة لم تنجح في التأثير على الشباب".
كما استنكر الآلاف من المغردين والنشطاء ما قام به حارس السفارة الإسرائيلي، والذي قام بتصويب سلاحه تجاه الجندي الأمريكي الذي سقط على الأرض بعدما تمكنت النيران من جميع جسده، معتبرين أن هذا الفعل يعبر عن مدى وحشية نظام الاحتلال وسياسته تجاه أي حدث.
واستعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي حادثة الناشطة الأمريكية راشيل كوري، والتي قتلت دهسا تحت جرافة الاحتلال الإسرائيلي في عام 2003، خلال محاولتها منع هدم منزل لعائلة فلسطينية في قطاع غزة.
وكانت راشيل جزءا من مجموعة من الناشطين الفلسطينيين والدوليين الذين سعوا إلى وقف تدمير الممتلكات الفلسطينية، ونظموا أنفسهم كدروع بشرية لوقف تدمير منزل في مخيم رفح للاجئين، لكن جرافات الاحتلال المصنوعة من قبل شركة "كاتربيلر" (Caterpillar) الأميركية- لم تكترث لوجود الشابة وسحقت راشيل التي قتلت فورا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إيران وترامب.. التوترات تتصاعد وسط جدل حول القوة العسكرية والمفاوضات.. ومطالب بالتمسك بموقف طهران الحازم تجاه الرئيس الأمريكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يؤكد بعض السياسيين الإيرانيين أن القوة العسكرية لبلادهم تشكل عامل ردع للولايات المتحدة، في ظل تصاعد التوتر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيران.
وقال النائب الإيراني السابق، عزت الله يوسفيان: “ترامب لا يريد الحرب مع إيران لأنه يدرك أن القوة الصاروخية الإيرانية قادرة على محو دولة بأكملها"، كما شدد على أن إيران لن تقبل المشاركة في أي مفاوضات في ظل ما وصفه بـ"الغطرسة".
من جانبه، صرح النائب السابق محمد حسن أسفاري بأن "ترامب أدرك أن إيران تتحدث بصوت واحد، وأنه لا أحد في البلاد سيقبل التفاوض تحت التهديدات والضغوط، وأضاف أن قرارات ترامب بشأن إيران تتأثر بالتطورات السياسية الداخلية في طهران.
تغيير في السياسة الخارجية
ورغم حديث أسفاري عن الوحدة الداخلية، إلا أن العديد من الشخصيات السياسية الإيرانية تدعو إلى تغيير في السياسة الخارجية وإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة.
كما حث أسفاري طهران على التمسك بموقفها الحازم تجاه ترامب، قائلاً: "ترامب اعتاد استخدام التخويف في المفاوضات، لكن إيران مدركة لتكتيكاته ولن تخضع للضغوط."
وفيما يتعلق بتصريحات ترامب حول السماح لإسرائيل بمهاجمة إيران إذا رفضت التفاوض بشأن برنامجها النووي، أكد أسفاري أن "الثبات سيجبر ترامب على التراجع، لكن إذا أظهرنا انقسامًا، فسيستغله لمصلحته."
كما شدد على أن القوة الصاروخية الإيرانية تشكل عامل ردع، قائلاً: "إذا ارتكبت إسرائيل أي خطأ في الحسابات، فلن يكون التصدي لإيران أمرًا سهلًا."
وكانت إيران قد أطلقت مئات الصواريخ الباليستية على إسرائيل مرتين في عام 2024، لكنها تسببت بأضرار محدودة، حيث تم اعتراض معظمها من قبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأمريكية والحلفاء.
وأشار يوسفيان إلى أن “ترامب يناقض نفسه باستمرار لإرباك خصومه، وهو ما يعكس أسلوب رجل الأعمال”، وأضاف: “ترامب ملتزم بحماية إسرائيل، لكن لا أحد يمكنه التنبؤ بالأساليب التي سيتبعها لتحقيق ذلك.”
وأوضح يوسفيان أن هدف ترامب يتجاوز منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، إذ يسعى إلى نزع سلاحها بالكامل، قائلاً: "ترامب يضغط على طهران لإجبارها على التفاوض، لكنه ليس مثل بايدن، فهو لا يتحلى بالصبر ولن يستغرق عامين في المفاوضات، بل يريد نتائج سريعة، وإلا فسيزيد الضغط."
توجيهات خامنئي
وفي تطور آخر، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، أن الوزارة "ستعمل ضمن الأطر التي وضعها المرشد الأعلى علي خامنئي للتعامل مع أمريكا." واستخدم مصطلح "التعامل" بدلًا من "التفاوض"، في إشارة إلى رفض خامنئي القاطع لإجراء محادثات مباشرة مع واشنطن.
وخلال مقابلة مع شبكة عراقية أثناء زيارته إلى بغداد، انتقد روانجي الولايات المتحدة لفشلها في الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، مشيرًا إلى انسحاب ترامب من الاتفاق عام 2018 بعد رفض إيران الدخول في مفاوضات جديدة بشأن برنامجها النووي وطموحاتها العسكرية الإقليمية، وأضاف أن إيران تركز حاليًا على الحوار مع أوروبا.
انتقادات إيرانية للولايات المتحدة
وفي سياق متصل، انتقد النائب الإيراني البارز علي كشوري الولايات المتحدة، قائلاً: "لدى واشنطن سجل سيئ في مفاوضاتها السابقة مع إيران، حيث اعتادت على تقويض التزاماتها بسهولة."
كما اتهم الولايات المتحدة باتباع "سياسة الأحادية في التعامل مع الدول المستقلة"، مؤكدًا أنها "تسعى فقط لتحقيق مصالحها وانتزاع التنازلات دون تقديم أي شيء في المقابل." وأضاف: "هذه السياسة لم تقتصر على إيران، بل استخدمتها الولايات المتحدة في تعاملها مع العديد من الدول الأخرى." لكنه لم يحدد تلك الدول.