كرهٌ للجيش؛ لا حباً في الأمين!
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
□ كنت شاهداً على مدى حرص قادة الدولة على تأمين الشيخ الأمين عمر وحماية مع حيرانه ومريديه من أي أذى، وتابعت سعيهم لتوفير ممر آمن لإخراجهم سالمين من منطقة ملتهبة تشهد اشتباكات عنيفة بين الجيش ومتمردي الدعم السريع، ولن أذيع سراً إذا ما ذكرت أنني شاركت في تلكم التفاهمات تطوعاً حتى تكللت جهود الجيش بالنجاح، ولله الحمد والمنة.
□ جهود على أعلى مستوى، أشرفت عليها قيادات مرموقة في الدولة لتثبت عظم الفارق بين الجيش الوطني المهني المحترم والمليشيا المجرمة.
□ ولعلنا نتساءل: لماذا دفع متمردو الدعم السريع بمقاتليهم ونهابيهم وكسابتهم إلى أحياء آمنة وداعة مطمئنة يسكنها مدنيون لا يمتلكون (طبنجة)؟
□ لماذا تحتل تلك القوات المتفلتة الأحياء السكنية أصلاً ؟ □ وهل يوجد جيش في حي بيت المال الذي يستضيف مسيد الشيخ الأمين كي تحتله المليشيات المجرمة وتروع سكانه وتنهب منازله وسياراته وتدنس مساجده وتهجِّر أهله وتجوعهم وتحيل أمنهم إلى خوف، وطمأنينتهم إلى رعب؟
□ ونسأل الذين سارعوا إلى ذرف دموع التماسيح بادعاء الحرص على سلامة الشيخ الأمين، ومطالبة الجيش بإطلاق سراحه وعدم التعرض له، لماذا لم يشمل تعاطفهم الكذوب الملايين من المواطنين الأبرياء في دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة ممن تشردوا ونزحوا وتحول ملايين منهم إلى لاجئين؟
□ لماذا لا يلومون الدعامة المجرمين على ما فعلوه بهم، ولم لا يطالبونهم بكف أياديهم القذرة عنهم؟
□ دونكم ما تفعله هذه المليشيات المجردة من كل نوازع الدين والأخلاق في قرى ولاية الجزيرة وحلالها هذه الأيام.
□ باحتلالها لها وقتلها لأهلها واغتصابها لنسائها ونهبها لممتلكاتهم.
□ هل سارعوا إلى إدانة ذلك الفعل القميء بذات السرعة والنهمة التي تناولوا بها موضوع شيخ الأمين؟
□ هل يوجد جيش و (كيزان فلول) في المسيد والرِبع وتنوب والعقدة المغاربة وبرنكو وأب قوتة وأب عدارة ومريود وصراصر والكُبرة وود النعيم وألتي والتكلة وود الماجدي وود البُر وبقية القرى والحلال التي استباحها متمردو القتل السريع وفعلوا بأهلها ما لم يفعله المغول ببغداد؟
□ لماذا يتعالى صياحهم كلما أوقف الجيش متهماً بالتعاون مع المليشيات المجرمة ولا يفعلون ذلك مع من تختطفهم مليشيات حميدتي كل صباح؟
□ نعود لموضوع الشيخ الأمين ونذكر أنه إذا صحّ أنه تعرض إلى التوقيف للتحقيق معه حول ما راج عن تعاونه مع المليشيات فسيصبح في عهدة جهة رسمية في الدولة، لا نشك مطلقاً في أنها ستحافظ على سلامته، وتوفر له ظروف احتجاز ملائمة تحترم إنسانيته وتصون حقوقه القانونية والدستورية، وإذا ثبتت براءته سيطلق سراحه، وإذا توافرت ضده بينات تدل على تعاونه مع المرتزقة فسيحال إلى محاكمة عادلة، تنعقد أمام سلطة مختصة.
□ نسأل المتباكين على توقيف شيخ الأمين، ما مصير خمسة آلاف من المواطنين الأبرياء الذين اختطفتهم المليشيا وحبستهم في سجون سرية وفي ظروف اعتقال قاسية ومهينة، وبينهم شيوخ وأطفال ونساء، بحسب ما ورد في تقرير شهير لوكالة رويترز؟
□ لماذا لا يتحدثون عنهم؟
□ ولماذا لا ينادون بإطلاق سراحهم، ولماذا لا يطالبون المرتزقة بالمحافظة على سلامتهم مثلما فعلوا مع الجيش في موضوع شيخ الأمين، علماً بأن هناك من يتحدث عن أن عددهم يفوق الخمسين ألفاً!
□ يطلق هؤلاء العملاء الخونة مناشداتهم الكذوبة كرهاً في الجيش ودعماً لجناحهم السياسي المجرم، وليس حباً في الشيخ الأمين عمر ولا حرصاً على سلامته.
□ كما يأفكون!
د. مزمل أبو القاسم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الشیخ الأمین لماذا لا
إقرأ أيضاً:
استياء إسرائيلي من تصاعد العزلة الدولية: لماذا بتنا مركز الكراهية العالمية؟
منذ أحداث العاصمة الهولندية أمستردام، تزايدت تعليقات وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تصاعد كراهية دولة الاحتلال، وهو المستوى الأشد من البغض لها، ونبذها، منذ اندلع عدوانها على قطاع غزة قبل أكثر من عام، ومع مرور الوقت تحولت مركزا للكراهية العالمية، وباتت معها مفردات عديدة ملاصقة على الفور حين تذكر في الخطابات السياسية والتقارير الصحفية.
أبراهام فرانك الأكاديمي الإسرائيلي والناشط التربوي، أكد أن "الحديث عن إسرائيل في الخطاب العالمي لابد أن يقترن بمصطلحات مشينة وقاسية، ومنها العداء، العداوة، السم، عدم التعاطف، التدنيس، الشراسة، الاستياء، المرارة، القذف، المصيبة، القسوة، الضيق، الغيرة، الانزعاج، الشجار، الاشمئزاز، الكراهية، وكل مصطلح منها يعود الى حقبة بنيامين نتنياهو سيئة الصيت، لأنه أقام حكمه على الأكاذيب والتلاعب وزلات اللسان، حتى تحولت الدولة في عهده إلى نموذج للانقسام والتفكك إلى حد كبير".
وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل" العبري، وترجمته "عربي21" أن "دولة الاحتلال تشهد حالة من إهمال العدالة الاجتماعية وتعليم القيم والالتزام تجاه المجتمع، مع تفشي سلوكيات التنافس والعداء والفتنة والسخط والعداوة بين الإسرائيليين أنفسهم، حيث شكل نتنياهو حكومته السادسة الحالية نهاية 2022 وهي تبث قيم العداء والعداوة للدولة ذاتها".
وأشار إلى أن "أساس العداء العالمي لإسرائيل يعود في الأصل إلى الانقلاب القانوني الذي بدأه نتنياهو قبل عامين، مستندا لنماذج بولندا والمجر وروسيا وترامب، وبعد ذلك مباشرة، بدأ الصراع هنا بين الإسرائيليين، عقب عمله لمدة تسعة أشهر على تنفيذ مخطط تدمير للنظام الليبرالي الحاكم في الدولة، ونجح بذلك إلى حد كبير، رغم أنه بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر، واندلاع حرب السيوف الحديدية، بدا أن الانقلاب قد تجمّد، ولو مؤقتا، حيث صرفت الحرب المستمرة الأنظار مؤقتاً عن الانقلاب الذي بدأ يعود مرة أخرى في الأشهر الأخيرة بوتيرة متسارعة".
وأكد أنه "لم يكن من المفترض أن تستمر الحرب أكثر من 400 يوم، بل لا ينبغي لها أن تستمر أكثر من أربعة أشهر، لكن نتنياهو لم يرغب بذلك، رغم أن أهداف الجيش اختلفت عن أهدافه، حيث أراد إطالة أمد الحرب لأجل غير مسمى، فيما أراد الجيش أن يفعل ما هو ضروري، وينهيها، خاصة إعادة المختطفين، وبالتالي فقد شهدت حرب غزة أشياء فظيعة، مما يعني أن الدولة تسببت لنفسها بأضرار كبيرة، لأن جيشها يقتل ويجرح عدداً كبيراً من المدنيين، ويدمر المنازل والبنية التحتية، ويسبب معاناة رهيبة لهم".
وأضاف أن "أكثر من 70 بالمئة من المباني الخاصة والعامة في غزة تضررت أو دمرت، بنيران من الجو والبر، ودمرت معظم طرقاتها، وقُتل آلاف الأطفال بسبب القصف والنيران، وعشرات آلاف النازحين البائسين يتجولون من مكان لآخر؛ لا يعرفون كيف سيبقون على قيد الحياة في الشتاء الوشيك".
وكشف أن "حصول كل هذه الممارسات تؤكد أن هناك في الحكومة السابعة والثلاثين للدولة، وهي حكومة نتنياهو السادسة، عناصر معنية باحتلال القطاع، والاستيطان فيه، كما فعلنا وما زلنا نفعل في الضفة الغربية، وبذلك نشعل نار الكراهية ضدنا من ملايين المسلمين وغيرهم في جميع أنحاء العالم، ولا نقوم بشيء سوى برفض وقف الحرب في غزة، ونمنع أي سبيل لإعادة المختطفين".
ولفت إلى أنه "لولا الحرب الأبدية في غزة، ولولا حربنا الدائمة ضد الدولة الفلسطينية، لما حدثت كل هذه الكراهية والسموم ضد الإسرائيليين، لكن نتنياهو في سبيل أن يُظهر أنه لا يزال يتمتع بالقوة، وتسميم كل شيء، يزرع أدوات الكراهية تجاه كل من ليس مناصرا له، ولا يتبع مطالبه، بما يشمل الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، ويجنّد في ذلك الأفراد ذوي الأفواه المليئة بالسموم، ومنهم مجرمون، ويدير بنفسه آلات تسميم إعلامية، ويواصل نشر أكاذيب وخداع جديد".
وختم بالقول إنه "بينما تعاني الدولة من تصاعد معدلات الكراهية ضدها حول العالم، فإنها في الداخلي تواجه المزيد من الثكالى الجدد كل يوم تقريبًا، ممن يصابون بجروح خطيرة بشكل جماعي، والنازحون من منازلهم، كل هؤلاء يرون أن الدولة تسير في طريقها للهاوية، يدخلون في حالة من الكساد العميق، مما يتطلب الكثير من القوة العقلية لإبقائهم على قيد الحياة، وإلا فإن استمرار هذا الواقع يعني مزيدا من الانغلاق، والشعور بالاستياء واليأس، ومغادرة الدولة، لأن البديل القادم هو مزيد من الكراهية التي تجتاحهم في الأيام القادمة".