الأوقاف تعلن تفاصيل الأنشطة القرآنية خلال شهر رمضان
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
حققت وزارة الأوقاف المصرية جهودًا غير مسبوقة في خدمة القرآن الكريم خلال شهر رمضان المبارك 1445هـ، ومن المقرر أن تعقد وزارة الأوقاف (17623) مقرأة خلال شهر رمضان1445هـ.
وأوضحت وزارة الأوقاف، أن شهر رمضان سيتضمن عقد مقارئ الأئمة، وعددها (621) مقرأة ، وتعقد يوم الثلاثاء من كل أسبوع بعد صلاة الظهر ، بإجمالي عدد (3105) مقرأة خلال شهر رمضان.
كما سيتضمن الشهر الكريم، عقد مقارئ الأعضاء، وعددها (846) مقرأة ، وتعقد يوم الاثنين من كل أسبوع بعد صلاة الظهر ، بإجمالي عدد (4230) مقرأة خلال شهر رمضان، علاوة على مقارئ الجمهور، وعددها (2507) مقرأة ، وتعقد يوم الجمعة من كل أسبوع بعد صلاة الجمعة، بإجمالي عدد (10028) خلال شهر رمضان.
أما المقارئ النموذجية، فسيكون عددها (25) مقرأة ، وتعقد يوم الأحد من كل أسبوع بعد صلاة الظهر، بإجمالي عدد (100) مقرأة خلال شهر رمضان، وبالنسبة لمقارئ السيدات، فسيكون عددها (5) ، وتعقد يوم السبت من كل أسبوع بعد صلاة الظهر ، بإجمالي عدد (20) مقرأة خلال شهر رمضان، ومقارئ الواعظات، عددها (35) ، وتعقد أيام الجمعة والسبت والأحد والأربعاء بعد صلاة العصر ، بإجمالي عدد (140) مقرأة خلال شهر رمضان.
أما مجالس الإقراء على كبار القراء، فسيكون عددها (18) مجلسًا ، وتعقد أيام السبت والأحد والثلاثاء والجمعة بعد صلاة الفجر ، بإجمالي عدد (78) مجلسًا خلال شهر رمضان.
وعن مراكز تلاوة القرآن الكريم وتعليم أحكام التلاوة، سيكون عددها (14) مركزًا ، تعقد أيام السبت والاثنين والأربعاء بعد صلاة الظهر ، والجمعة قبيل الصلاة ، بإجمالي عدد (152) مجلسًا خلال شهر رمضان.
وأوضحت الوزارة، أن مكاتب التحفيظ، ستتم هذا الشهر بإجمالي عدد (8162) حلقة تحفيظ خلال شهر رمضان، موزعة على مكاتب التحفيظ على درجة، وعددها (151) ، وتعقد يوميًّا من الساعة 8 ص : 3 عصرًا عدا الجمعة والسبت ، بواقع (3322) حلقة تحفيظ خلال شهر رمضان .
أما مكاتب التحفيظ بالمكافأة، فسيكون عددها (220) ، وتعقد يوميًّا في الفترة من الساعة 8ص:12ظهرًا، ومن 2م :4م عدا الجمعة والسبت ، بواقع (4840) حلقة تحفيظ خلال شهر رمضان .
وبالنسبة للتحفيظ عن بعد : وعدد حلقاتها (93) حلقة تحفيظ ، تعقد يوميا حسب الجدول المعد لذلك، وبإجمالي عدد (828) حلقة خلال شهر رمضان.
كما سيعقد برنامج (صحِّح قراءتك) من الأحد حتى الخميس أسبوعيًّا بعدد (1503) مسجد موزعة على الجمهورية ، كما تعقد المبادرة للسيدات بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) من السبت إلى الخميس أسبوعيًّا ، بإجمالي عدد (33088) جلسة خلال الشهر الكريم.
وفي إطار اهتمام وزارة الأوقاف وعنايتها بالقرآن الكريم وأهله ، وحرصها على ترسيخ الفهم الصحيح لمعاني ومقاصد القرآن الكريم ، مع تعلم قواعد النطق السليم الذي يعين على حسن قراءة القرآن الكريم ، أطلقت وزارة الأوقاف برنامج تلاوات يوميًا بعد صلاة العصر بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه ) خلال شهري شعبان ورمضان 1445هـ، بإجمالي عدد (53) مجلس تلاوة من خلال البرنامج .
جدير بالذكر أنه يتم نشر جدول برنامج تلاوات مع بداية كل أسبوع مفصلا بالمواعيد وأسماء القراء.
كما يعقد يوميًّا خلال شهر رمضان بالمساجد الكبرى ؛ حيث تتم قراءة ، (قرآن السهرة – قرآن الجمعة – قرآن العصر) ، وفق الخطة التي المعتمدة لكل مديرية ، بإجمالي عدد (1530) تلاوة قرآنية من خلال البرنامج.
المسابقات القرآنية
1. تم إعلان المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم .
2. المسابقة الرمضانية بمديرية أوقاف شمال سيناء .
3. المسابقة الرمضانية بمديرية أوقاف الوادي الجديد .
4. المسابقة الرمضانية بمديرية أوقاف جنوب سيناء .
5. المسابقة الرمضانية بمديرية أوقاف مطروح .
6. المسابقة الرمضانية بمديرية أوقاف المنيا .
7. المسابقة الرمضانية بمديرية أوقاف البحر الأحمر .
8. المسابقة الثقافية للعاملين بالأوقاف من الإداريين والفنيين والعمال والمؤذنين .
9. الإعلان عن مسابقة النوابغ الدولية للقرآن الكريم والثقافة الإسلامية بجنوب سيناء .
10. فتح باب التقدم للحصول على كارنيه محفظ معتمد من الأوقاف.
وفي إطار تفعيل وزارة الأوقاف للندوات والأنشطة الدعوية، وضمن نشاطها العلمي والتثقيفي واستعدادًا لشهر رمضان المبارك تعقد وزارة الأوقاف (24) ندوة كبرى على مستوى المديريات خلال الأسبوع الأخير من شهر شعبان 1445هـ ، في الفترة من الأحد الموافق: 3 / 3 / 2024م وحتى الخميس الموافق: 7 / 3 / 2024م..
وفي إطار دور وزارة الأوقاف العلمي والدعوي والتثقيفي ، وضمن جهودها في التوعية بالقضايا المجتمعية ، وفي ضوء التعاون مع وزارة الصحة والسكان تنظم وزارة الأوقاف (191) ندوة حول قضايا السكان والصحة الإنجابية بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان ، وذلك خلال الأسبوع الأول من مارس 2024م.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف القرآن شهر رمضان بعد صلاة الظهر وزارة الأوقاف القرآن الکریم بإجمالی عدد حلقة تحفیظ
إقرأ أيضاً:
"الأوقاف" تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. تعرف عليها
حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان: التحذير من خطورة التكفير، وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة هو: التحذير من الفهم المغلوط للكتاب والسنة وأثره في التكفير.
وقالت وزارة الأوقاف: إن موضوع الخطبة موحد على مستوى الجمهورية.
ويسرنا أن ننشر موضوع خطبة الجمعة بعنوان:
التحذير من خطورة التكفير
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الحَمْدُ للهِ غَافِرِ الذَّنْبِ، وَقَابِلِ التَّوْبِ، شَدِيدِ العِقَابِ، ذِي الطَّوْلِ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ، الحَمْدُ للهِ حَمْدًا يُوَافِي نِعَمَهُ وَيُكَافِئُ مَزِيدَهُ، نَحْمَدُكَ اللَّهُمَّ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ، وَنَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ الهُدَى وَالرِّضَا وَالعَفَافَ وَالغِنَى، ونَشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، ونَشْهدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ وَخَلِيلُهُ، صَاحِبُ الخُلُقِ العَظِيمِ، النَّبِيُّ المُصْطَفَى الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ –تَعَالَى- رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فَإِنَّ الفِكْرَ التَّكْفِيرِيَّ مِنْ أَخْطَرِ مَا يُوَاجِهُ أَوْطَانَ المُسْلِمِينَ، يُهَدِّدُ اسْتِقْرَارَهَا وَنُمُوَّهَا وَتَقَدُّمَهَا، وَيَسْعَى فِي تَدْمِيرِ حَاضِرِهَا وَمُسْتَقْبَلِهَا، فَمَا أَنْ يَنْبُتَ ذَلِكَ الفِكْرُ الظَّلَامِيُّ فِي أَرْضِ التَّأْوِيلَاتِ الفَاسِدَةِ وَالاعْتِدَاءِ عَلَى نُصُوصِ الوَحْيَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، حَتَّى تَخْرُجَ لِلدُّنْيَا ثِمَارُهُ الفَاسِدَةُ المُخَرِّبَةُ، فَيُهْدَمُ الإِنْسَانُ وَتُدَمَّرُ الحَضَارَةُ.
أَيُّهَا السَّادَةُ، مَنْ نَصَّبَ هَؤُلَاءِ الحُدَثَاءَ حُكَّامًا عَلَى دِينِ المُسْلِمِينَ بِالتَّفْسِيقِ وَالتَّكْفِيرِ؟! بِأَيِّ حَقٍّ يُدْخِلُونَ هَؤُلَاءِ الجَنَّةَ وَيُخْرِجُونَ أُولَئِكَ مِنَ النَّارِ؟ أَلَيْسَ الوَعِيدُ النَّبَوِيُّ الشَّدِيدُ حَاضِرًا يَهُزُّ القُلُوبَ «أيُّما رَجُلٍ قَالَ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ، فقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُما»، وَكَأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْظُرُ مِنْ وَرَاءِ الحُجُبِ وَيَصِفُ هَؤُلَاءِ وَصْفًا عَجِيبًا: «إِنَّ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ حَتَّى إِذَا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عَلَيْهِ، وَكَانَ رِدْءَ الْإِسْلَامِ، اعْتَرَاهُ إِلَى مَا شَاءَ اللهُ؛ انْسَلَخَ مِنْهُ وَنَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، وَسَعَى عَلَى جَارِهِ بِالسَّيْفِ، وَرَمَاهُ بِالشِّرْكِ، قِيلَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَيُّهُمَا أَوْلَى بِالشِّرْكِ، الْمَرْمِيُّ أَمِ الرَّامِي؟ قَالَ: «بَلِ الرَّامِي»، ثُمَّ قُلْ لِنَفْسِكَ أَيُّهَا المُكَرَّمُ: أَلَيْسَ هَذَا المَشْهَدُ حَاضِرًا اليَوْمَ بِكُلِّ تَفَاصِيلِهِ؟
أَيُّهَا الكِرَامُ، إِنَّ هَؤُلَاءِ المُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ قَدْ أَجْرَمُوا بِالتَّعَدِّي عَلَى آيَاتِ القُرْآنِ الكَرِيمِ وَأَحَادِيثِ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ الأَمِينِ -صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ-، يَقْتَطِعُونَهَا مِنْ سِيَاقِهَا، وَيُنْزِلُونَهَا عَلَى المَعْنَى النَّفسِيِّ الظَّلْمَانِيِّ الَّذِي يَمْلَؤُهُ الاسْتِئثَارُ وَالأَنَانِيَّةُ، وَيُدْخِلُونَ الفُرُوعَ فِي الأُصُولِ بِلَا بَصِيرَةٍ مِنْ عِلْمٍ أَوْ فَهْمٍ، وَقَدْ صَدَقَ فِيهِم الوَصْفُ النَّبَوِيُّ: «يَقْرَأُونَ القُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَقُولُونَ مِنْ قَوْلِ خَيْرِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ»، فَكَانَ الفَهْمُ المَغْلُوطُ مَنْهَجَهُمْ، وَحَمْلُ السِّلَاحِ وَسِيلَتَهُمْ، وَإِذَاقَةُ المُجْتَمَعِ وَيْلَاتِ الدَّمَارِ وَالشَّتَاتِ غَايَتَهُمْ.
يَا أَتْبَاعَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ وَالتَّسَامُحِ، اعْلَمُوا أَنَّ التَّكفِيرَ فِي حَقِيقَتِهِ سَمْتٌ نَفْسِيٌّ مُنْحَرِفٌ، وَمِزَاجٌ حَادٌّ ثَأْرِيٌّ عَنِيفٌ، وَأَنَّ سِرَّ خُصُومَةِ التَّكْفِيرِيِّينَ مَعَ بَنِي الإِنْسَانِ هُوَ الأَنَانِيَّةُ وَالكِبْرُ، وَأَنَّ تَارِيخَهُمْ مُلَوَّثٌ بِتَكْفِيرِ الصَّحَابَةِ وَالعُلَمَاءِ وَالأَتْقِيَاءِ، وَسَفْكِ الدِّمَاءِ، وَانْتِهَاكِ الحُرُمَاتِ، والتَّعَدِّي عَلَى بُنْيَانِ الإِنْسَانِ، وَحَاضِرَهُمْ شَاهِدٌ بِالحَرْقِ وَالذَّبْحِ وَقَطْعِ الرِّقَابِ، فِي مَشَاهِدَ لَمْ تَجْنِ مِنْهَا الأُمَّةُ المرْحُومَةُ إِلَّا الخَرَاب.
وَهَذِهِ رِسَالَةٌ لِكُلِّ مَنْ يَنْتَمِي إِلَى هَذَا الفِكْرِ الظَّلَامِيِّ: هَلْ تَسْتَحِقُّ أُمَّتُكَ المَصُونَةُ المَرْحُومَةُ أَنْ تُكَفَّرَ أَفْرَادُهَا؟ كَيْفَ تَسْتَسِيغُ نَفْسُكَ أن تُدَنِّسَ ثَوْبَ الإِسلَامِ النَّقِيِّ الَّذِي بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ بِالعُدْوَانِ عَلَيْهِ تَفْسِيقًا وَتَبْدِيعًا وَتَكْفِيرًا؟! قِفْ وَقْفَةً مَعَ نَفْسِكَ، مَعَ فِكْرِكَ، مَعَ وِجْدَانِكَ، فَمَا زَالَ الأَذَانُ يُرْفَعُ فِي سَمَاء بِلَادِنَا صَادِحًا بِالحَقِّ وَالسَّكِينَةِ وَالأَمَانِ، وَلَا زَالَتْ شَعَائِرُ الإِسْلَامِ ظَاهِرَةً مُتَأَلِّقَةً تَقُولُ لِلْمُسْلِمِينَ: انْشُرُوا السَّلَامَ وَالأَمَانَ فِي الدُّنْيَا؛ فَأَنْتُمْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ وَالإِحسَانِ وَالْإِكْرَامِ لِلْخَلق.
وَيَا أَيُّهَا المِصْرِيُّونَ، أَبْشِرُوا وَاطْمَئِنُّوا! سَتَظَلُّ مِصْرُ الأَزْهَر حَائِطَ صَدٍّ مَنِيعٍ وَحَجَرَ عَثرَةٍ أَمَامَ الفِكْرِ التَّكْفِيرِيِّ الظَّلَامِيِّ، مُدَافِعةً عَنِ القِيَمِ، مُؤْتَمَنَةً عَلَى الشَّرْعِ الشَّرِيفِ، مُصَدِّرَةً الخَيْرَ وَالرَّحْمَةَ وَالجَمَالَ لِلْعَالَمِينَ، صَانِعَةً لِلْحَضَارَةِ، شِعَارُهَا تَلَقِّي الوَحْيِ الشَّرِيفِ بِالفَهْمِ الصَّحِيحِ الَّذِي يُحَقِّقُ مَقَاصِدَهُ وَغَايَاتِهِ، وَيُرَسِّخُ مُرَادَ اللهِ فِي أُمَّةِ حَبِيبِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}.
*
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:
فَإِنَّ الغِشَّ آفَةٌ ذَمِيمَةٌ، وَجَرِيمَةٌ مُنْكَرَةٌ، تَعْصِفُ بِالمُجْتَمَعِ، وَتُعَطِّلُ طَاقَاتِهِ، وَتَنْهَشُ ثَرَوَاتِهِ، فَكَمْ مِنْ مَوَاهِبَ دُمِّرَتْ، وَكَمْ مِنْ حُقُوقٍ ضُيِّعَتْ، وَكَمْ مِنْ أَرْوَاحٍ أُزْهِقَتْ بِسَبَبِ ذَلِكَ الغِشِّ المَقِيت.
فَيَا أُمَّةَ (اقْرَأْ) أَنْقِذُوا أَجْيَالَنَا مِنْ غِشٍّ يُدَمِّرُ مُسْتَقْبَلَ النَّشْءِ، وَيَقْتَلِعُ عَمَلِيَّةَ التَّعْلِيمِ مِنْ جُذُورِهَا، وَيَا أَيُّهَا التُّجَّارُ الشُّرَفَاءُ اعْلَمُوا أَنَّ الغِشَّ وَالتَّدْلِيسَ سَرَطَانٌ اقْتِصَادِيٌّ مَقِيتٌ، مَا بَيْنَ عَلَامَاتٍ تِجَارِيَّةٍ زَائِفَةٍ، وَتَعَدٍّ عَلَى حُقُوقِ المِلْكِيَّةِ الفِكْرِيَّةِ، وَنَصْبٍ إِلِكْتِرُونِيٍّ فَاضِحٍ، وَنَقْصٍ فِي الأَوْزَانِ وَالمَكَايِيلِ، ثُمَّ يَأْتِي السُّؤَالُ: أَلَمْ يَسْمَعْ أُولَئِكَ الغَشَّاشُونَ هَذَا الوَعِيدَ الإِلَهِيَّ الَّذِي يَخْلَعُ القُلُوبَ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}، أَلَمْ يَقْرَأُوا هَذَا التَّحْذِيرَ الرَّبَّانِيَّ الشَّدِيدَ {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ}، أَمَا آنَ أَنْ تَتَرَبَّى الضَّمَائِرُ مِن جَدِيدٍ عَلَى مَائِدَةِ القُرْآنِ العَظِيم!
السَّادَة الكِرَام، أَلَا تَرَوْنَ أَنَّ الغِشَّ فِي النَّصِيحَةِ، وَالتَّزْيِيفَ، وَتَضْلِيلَ الأَفْكَارِ يُورِثُ عُقُولًا مُتَطَرِّفَةً تُمَثِّلُ عُدْوَانًا صَارِخًا عَلَى الدِّينِ وَالإِنْسَانِ وَالحَضَارَة، وَيُعَدُّ خِيَانَةً لِلْمَقْصِدِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ مِنْ قَوْلِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، أَلَيْسَ التَّلَاعُبُ فِي الأَسْهُمِ وَالسَّنَدَاتِ وَالبُورْصَةِ يَنْطَبِقُ عَلَيْهِ قَوْلُ الجَنَابِ الأَنوَرِ -صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ-: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا»؟!
إِنَّها صَيْحَةُ تَحْذِيرٍ غَايَتُهَا الْحِفَاظُ عَلَى عُقُولِ وَمُقَدَّرَاتِ هَذَا الوَطَنِ مِنَ الغِشِّ الَّذِي يَنْهَشُ فِي ثَرَوَاتِ الوَطَنِ المَادِّيَّةِ وَالعَقْلِيَّةِ نَهْشًا، فَهَلْ مِنْ مُعْتَبِر!