إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

"لقد أعلنت عن استقالة حكومتي للسيد محمود عباس في 20 فبراير/شباط واليوم أقدمها كتابيا". هذا ما قاله رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الإثنين، مضيفا: هذا "القرار ناتح عن الحرب في قطاع غزة والوضع الصعب في الضفة الغربية". وتابع: "المرحلة المقبلة تتطلب إجراءات حكومية وسياسية تأخذ بعين الاعتبار الوضع في القطاع وتدعونا إلى إيجاد توافق سياسي فلسطيني".

وتشهد الساحة الفلسطينية انقساما كبيرا منذ الانتخابات التشريعية في 2006 والتي فازت بها حماس (المسيطرة منذ ذلك الحين على غزة)، وصل إلى حد اندلاع صراع بين الحركة الإسلامية ونظيرتها فتح (المسيطرة على الضفة الغربية المحتلة) في يونيو/حزيران 2007.

وبشأن هذه الاستقالة، قال حسني عبيدي، رئيس مركز الدراسات والأبحاث في العالم العربي ومنطقة المتوسط بجنيف: "فلسطينيو الداخل، سواء كانوا في الضفة الغربية أو في غزة، انتقدوا السلطة الفلسطينية بشدة واتهموها بعجزها عن حمايتهم من الاعتقالات الإدارية التي يتعرضون إليها".

وتراجعت شعبية الحكومة الفلسطينية منذ عدة أشهر بسبب الوضع في غزة والضفة الغربية. بالمقابل ازدادت شعبية حماس، التي تحظى بدعم 42 بالمائة من سكان غزة و44 بالمائة من سكان الضفة الغربية وفق استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والتحقيقات في نهاية 2023.

44:25 السلطة الفلسطينية : لماذا استقالت الحكومة؟ © الصورة ملتقطة من شاشة فرانس 24

وأظهر الاستطلاع أيضا أن ما يقارب 88 بالمائة من الفلسطينيين يؤيدون استقالة محمود عباس. وتدهورت صورة السلطة الفلسطينية بسبب اتهامات الفساد التي تطالها منذ سنين، إلى درجة أن الناشط نزار بنا توفي في يونيو/حزيران 2021 بضربات قوات الأمن الفلسطينية كونه من أشد المنتقدين للفساد داخل السلطة الفلسطينية.

إصلاحات حقيقية أم تجميلية للسلطة الفلسطينية؟

تتعرض السلطة الفلسطينية إلى انتقادات خارجية عديدة، من جهات ودول عربية بينها قطر، وأخرى غربية، إضافة إلى معارضين، تطالب بإصلاحها لكي تتمكن في المستقبل من إدارة الضفة الغربية وغزة على حد سواء تحت راية واحدة وهي راية الدولة الفلسطينية المستقلة. لكن إسرائيل ترفض هذا الحل.

ويعتبر حسني عبيدي أن "استقالة الحكومة الفلسطينية خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح". وهذا ما يعتقده أيضا المحلل الفلسطيني غسان خطاب الذي صرح أن "محمود عباس يريد عبر القرار الذي اتخذه أن يبين للوسيط الأمريكي أنه يسير في طريق الإصلاح".

وسبق أن كان ملف إصلاح السلطة الفلسطينية محل مباحثات بين رئيسها محمود عباس ووزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن خلال الزيارة التي قام بها إلى رام الله في 10 يناير/كانون الثاني.

قال بلينكن يومها إنه تحدث مع عباس حول "أهمية إصلاح السلطة الفلسطينية لكي تكون قادرة على تحمل مسؤولياتها في غزة وأن يتم توحيدها مع الضفة الغربية تحت إدارة فلسطينية".

وتلبية للمطلب الأمريكي، شرع عباس نهاية يناير/كانون الثاني في القيام بالعديد من الإصلاحات وفي ميادين عدة، كالعدالة إذ عين قضاة جدد في المحكمة العليا. كما أجرى تغييرات في صفوف القوات الأمنية وفي قطاع الصحة. لكن العديد من المختصين في الشأن الفلسطيني أكدوا أن هذه الإصلاحات "تجميلية هدفها تهدئة الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي".

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية يضع استقالة حكومته تحت تصرف محمود عباس 00:44

من ناحيته، أكد خليل شيكاكي، مدير معهد البحوث الفلسطينية حول السياسية وسبر الآراء (مستقل) أن "محمود عباس يريد أن يبين للعالم بأنه مستعد لإجراء تغييرات، لكن في الواقع، التغيير الحقيقي الذي يمكن أن يقوم به هو أن يعود إلى منزله ويستقيل من منصبه"، مضيفا أن "أي مسؤول جديد يحل محله سيكون مجبرا أن يكون مخلصا له".

"السلطة الفلسطينية لا تريد أن تقصى من مرحلة ما بعد حرب غزة"

وأضاف خليل شيكاكي أن الحكومة الفلسطينية المقبلة ستكرس الانفتاح نحو قوى سياسية أخرى، على غرار حماس. والحركة الإسلامية ليست ضد هذه الاستراتيجية الجديدة، إذ قال أحد قياديها، سامي أبو زهري: "استقالة حكومة اشتيه لن يكون لها معنى إلا إذا كانت في إطار بناء توافق وطني فلسطيني جديد تحسبا للمرحلة القادمة".

ويرى المحلل السياسي حسني عبيدي أنه من "المنطق أن تنفتح السلطة الفلسطينية أكثر على الآخرين خاصة وأن غزة محكومة من قبل حماس وبالتالي هناك إمكانية لتوسيع هذا الحكم وتقاسمه".

وبخصوص الأسماء المطروحة لخلافة محمد اشتيه، هناك اسم متداول وهو الخبير الاقتصادي محمد مصطفى، المتخرج من جامعة جورج تاون في واشنطن والذي عمل في البنك الدولي لمدة 15 عاما. يشغل هذا الاقتصادي البالغ من العمر 69 عاما حاليا منصب مدير صندوق الاستثمار الفلسطيني فضلا عن كونه مستشار الرئيسي محمود عباس لقضايا الاقتصاد.

وأنهى حسني عبيدي قائلا: "السلطة الفلسطينية لا تريد أن تقصى من اللعبة السياسية بعد نهاية حرب غزة. لكن الأولوية بالنسبة للفلسطينيين هي وقف إطلاق النار وعودة الأمن للبقاء على قيد الحياة ومحاربة المجاعة. فعندما يعود السلم سيمكن أن نتكلم آنذاك عن الإصلاحات والانتخابات العامة".

وجدير بالذكر أن عهدة محمود عباس الرئاسية قد انتهت في 2008 دون أن يتم تنظيم انتخابات جديدة لخلافته، وهو ما يدفع منتقديه للقول إنه فاقد للشرعية السياسية. وأمام غياب رئيس منتخب، تعقد الوضع السياسي الداخلي الفلسطيني أكثر، ما جعله العديد من الفلسطينيين يكررون دعواتهم لكي يغادر السلطة.

 

فرانس24

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج محمود عباس غزة الضفة الغربية إسرائيل حماس غزة الحرب بين حماس وإسرائيل محمود عباس استقالة رئيس الوزراء انتخابات فرنسا غزة الحرب بين حماس وإسرائيل حصار غزة المغرب الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا السلطة الفلسطینیة الضفة الغربیة محمود عباس

إقرأ أيضاً:

مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية

نقلت مراسلة الحرة عن مصادر محلية، السبت، أن مجموعات من المستوطنين اقتحمت المقبرة الإسلامية في شارع الشهداء في البلدة القديمة في مدينة الخليل.

وتصاعدت هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي شنته حماس على بلدات إسرائيلية.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس أعلن، الجمعة، أنه قرر إنهاء استخدام الاعتقال الإداري بحق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية.

وقال كاتس في بيان إنه قرر "وقف استخدام مذكرات الاعتقال الإداري ضد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية في واقع تتعرض فيه المستوطنات اليهودية هناك لتهديدات إرهابية فلسطينية خطيرة، ويتم اتخاذ عقوبات دولية غير مبررة ضد المستوطنين".

وأضاف "ليس من المناسب لدولة إسرائيل أن تتخذ خطوة خطيرة من هذا النوع ضد سكان المستوطنات".

من جهتها، اتهمت السلطة الفلسطينية إسرائيل، الجمعة، بتشجيع "المستوطنين المتطرفين على ممارسة الإرهاب ضد الفلسطينيين"، بعد إعلان إسرائيل إنهاء استخدام الاعتقال الإداري بحق المستوطنين في الضفة الغربية.

ويأتي القرار بعدما أعلنت السلطات الأميركية، في وقت سابق، أنها ستفرض عقوبات على المنظمة الاستيطانية "أمانا" التي تنشط من أجل توسيع الاستيطان في الضفة الغربية وشركة البناء التابعة لها "بنياني بار أمانا" بسبب علاقاتها مع أفراد وبؤر استيطانية خاضعة للعقوبات جراء ارتكاب أعمال عنف في الضفة الغربية.

وتشهد الضفة الغربية تصاعدا في أعمال العنف منذ السابع من أكتوبر 2023 والحرب المستمرة في قطاع غزة.

وسجل مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في تقريره الأخير أكثر من 300 حادثة مرتبطة بالمستوطنين في الضفة الغربية، في الفترة ما بين 1 أكتوبر و4 نوفمبر.

وباستثناء القدس الشرقية، يعيش حوالى 490 ألف مستوطن في الضفة الغربية بالإضافة إلى ثلاثة ملايين فلسطيني.

وأظهرت رسالة نشرت، الخميس، أن نحو 90 مشرعا ديمقراطيا في الكونغرس الأميركي حثوا الرئيس جو بايدن على فرض عقوبات على عضوين في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بسبب العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وحث أعضاء الكونغرس بايدن على توجيه رسالة لشركاء الولايات المتحدة قبل مغادرته منصبه، وقالوا إن وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، حرضوا مستوطنين إسرائيليين على العنف في الأراضي.

وقال المشرعون في الرسالة "نكتب للتعبير عن قلقنا العميق إزاء تصاعد عنف المستوطنين وتوسيع المستوطنات والتدابير المتخذة لإضعاف السلطة الفلسطينية وزعزعة استقرار الضفة الغربية".

وجاء في الرسالة التي وقع عليها 17 عضوا في مجلس الشيوخ و71 عضوا في مجلس النواب أن المستوطنين الإسرائيليين شنوا أكثر من 1270 هجوما مسجلا على الفلسطينيين في الضفة الغربية، بمعدل متوسط يزيد على ثلاث هجمات عنيفة يوميا.

وتدعم الولايات المتحدة منذ عقود حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين وحثت إسرائيل على عدم توسيع المستوطنات.

والضفة الغربية من بين الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967، ويسعى الفلسطينيون بدعم دولي إلى إقامة دولتهم عليها. وتعتبر أغلب القوى العالمية المستوطنات الإسرائيلية في المنطقة غير قانونية. وترفض إسرائيل ذلك، متذرعة بمطالبات تاريخية، وتصف الضفة الغربية بأنها حصن أمني.

واحتفل نتانياهو وحلفاؤه بإعادة انتخاب دونالد ترامب هذا الشهر رئيسا للولايات المتحدة، وهو حليف قوي لإسرائيل لكن تصرفاته غير متوقعة في بعض الأحيان. وفي ولايته الأولى، حقق الرئيس الجمهوري المنتخب مكاسب كبيرة لنتانياهو.

وعلاوة على ذلك، قال سموتريتش إنه يأمل أن تبسط إسرائيل سيادتها على الضفة الغربية في عام 2025 وإنه سيدفع الحكومة إلى إشراك إدارة ترامب القادمة لكسب دعم واشنطن. ويضطلع سموتريتش أيضا بدور الإشراف على المستوطنين وهو من أدوار وزارة الدفاع في إطار اتفاق تشكيل الائتلاف الحاكم مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وبعد التوسع غير المسبوق لنشاط إسرائيل في بناء المستوطنات، يتطلع بعض المدافعين عن بناء المستوطنات في الضفة الغربية إلى دونالد ترامب لتحقيق حلم فرض السيادة على منطقة ينظر إليها فلسطينيون على أنها أساس دولة لهم في المستقبل.

وتتغير ملامح الضفة الغربية بسبب التوسع السريع في المستوطنات اليهودية منذ عودة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على رأس ائتلاف قومي يميني متطرف قبل عامين. وخلال ذلك الوقت، تفجرت أعمال عنف المستوطنين،ما أدى إلى فرض عقوبات أميركية.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، ظهرت الأعلام الإسرائيلية على قمم تلال يطالب بها بعض المستوطنين في وادي الأردن بالضفة الغربية، ما زاد مخاوف العديد من الفلسطينيين حيال سيطرة أكبر لإسرائيل على تلك المناطق. وأقام بعض المستوطنين صلوات من أجل فوز ترامب قبل الانتخابات.

واحتفى مستوطنون بترشيح ترامب لمسؤولين معروفين بآرائهم المؤيدة لإسرائيل لمناصب في إدارته، ومن بينهم السفير مايك هاكابي، وهو مسيحي إنجيلي قال إن الضفة الغربية ليست تحت الاحتلال وإنه يفضل مصطلح "تجمعات" على "مستوطنات".

وعلى مدى الشهر الماضي، دفع وزراء بالحكومة الإسرائيلية ومدافعون عن المستوطنات ممن لديهم علاقات مع اليمين المسيحي في الولايات المتحدة بشكل متزايد بفكرة "استعادة السيادة" على الضفة الغربية في تصريحات عامة. ولم تعلن حكومة نتنياهو أي قرار رسمي بشأن هذه المسألة. ورفض متحدث باسم مكتب نتانياهو التعليق عند إعداد هذا التقرير.

وليس من المؤكد بأي حال من الأحوال أن ترامب سيدعم خطوة من شأنها تهديد طموح واشنطن الاستراتيجي المتمثل في التوصل إلى اتفاق أوسع بموجب اتفاقيات إبراهيم لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، والتي ترفض مثل معظم دول العالم السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية.

ومن شأن ضم الضفة الغربية القضاء على أي أمل في حل الدولتين الذي سيفضي إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة، وكذلك تعقيد الجهود المبذولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة والتي امتدت إلى لبنان.

وخلال ولايته الأولى، نقل ترامب السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس وأنهى موقف واشنطن الراسخ منذ فترة طويلة بأن المستوطنات غير قانونية. لكن في عام 2020، أحبطت خطته لإنشاء جزء من دولة فلسطينية على طول الحدود القائمة جهود نتنياهو من أجل فرض السيادة الإسرائيلية على المنطقة.

ولم يكشف الرئيس المنتخب عن خططه للمنطقة. لم تجب المتحدثة الانتقالية باسم ترامب كارولين ليفيت على أسئلة حول السياسة الخارجية، وقالت فقط إنه "سيعيد السلام من خلال القوة في أنحاء العالم".

ومع ذلك، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أحد أبرز الوزراء المؤيدين للمستوطنات في الحكومة، قبل أيام إنه يأمل في أن تتمكن إسرائيل من ضم الضفة الغربية في العام المقبل بدعم من إدارة ترامب.

وقال يسرائيل غانتس رئيس مجلس يشع، الذي يجمع تحت مظلته مجالس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، في مقابلة إنه يأمل في أن "تسمح" إدارة ترامب للحكومة الإسرائيلية بالمضي قدما في خطط ضم الضفة الغربية.

مقالات مشابهة

  • مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
  • لابيد: حكومة إسرائيل تطيل أمد الحرب بلا داع وحان وقت التحرك
  • كاريكاتير محمود عباس
  • السلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل بتشجيع المستوطنين على الإرهاب
  • السلطة الفلسطينية: قرار كاتس يشجع المستوطنين على ارتكاب الجرائم
  • عاجل | بن غفير يقتحم الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية
  • السلطة الفلسطينية ترحب بمذكرتي التوقيف بحق نتانياهو وغالانت
  • السلطة الفلسطينية تُرحب بإصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
  • السلطة الفلسطينية تعلق على مذكرتي التوقيف بحق نتانياهو وغالانت
  • حكومة البرهان والانقلاب-ما بين خوف القصاص واستثمار الحرب لتحقيق مكاسب سياسية