بعد تعليق التنسيق.. الهلال الأحمر تشتكي الاستهداف والجيش الإسرائيلي يرد
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
لمدة 48 ساعة، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، عن تعليق جميع إجراءات تنسيق المهام الطبية في قطاع غزة، مرجعة قرارها إلى ما وصفته بـ"فشلها" في ضمان سلامة طواقمها والمصابين المتواجدين في مستشفيات ومراكز ومركبات الإسعاف التابعة لها.
واتهمت الجمعية القوات الإسرائيلية، الاثنين، بعدم الالتزام واحترام إجراءات وآليات التنسيق المتفق عليها مع المنظمات الدولية والأممية، من خلال "استهداف" أطقم الهلال الأحمر خلال تأدية مهامهم الإنسانية والإغاثية بالقطاع، وهو ما ينفيه الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى تورط عاملين بالمجال الطبي في القطاع في "أنشطة حماس الإرهابية".
مسؤولة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني، نبال فرسخ، تقول لموقع "الحرة"، إن الجمعية أوقفت إجراءات التنسيق مع المنظمات الدولية والأممية لإتمام المهام الطبية في مناطق تواجد أو انتشار القوات الإسرائيلية.
وتوضح فرسخ، أن الهلال الأحمر الفلسطيني ممنوع من الوصول إلى تلك المناطق من أجل إسعاف المرضى والجرحى أو العمل داخل المستشفيات، بالتالي يتطلب التحرك نحوها تنسيقا لضمان الوصول الآمن، وهو ما كان يتم بوساطة من المنظمات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة.
غير أنها تشير إلى أنه حتى في ظل التنسيق بإخطار القوات الإسرائيلية بالعمليات الإغاثية والحصول على الضوء الأخضر لتحرك الأطقم في مركبات الإسعاف، كان "يتم استهدافهم، إما بإطلاق النار عليهم لقتلهم أو إصابتهم أو اعتقالهم".
وتوضح المتحدثة، أن القرار الجديد يعني وقف المهام الإغاثية والإسعافية نحو المناطق التي تتواجد تحت القصف أو التي تنتشر بها قوات أو آليات إسرائيلية.
وأشارت الجمعية، في بيان، إلى أنها "ستقوم بتقييم هذا الوضع للوصول إلى خلاصة تمكنها من حماية طواقمها ومركباتهم والتأكد من عدم تعرضها لخطر الموت أو الإصابة، من خلال الاتفاق على تدخل الدول الفاعلة في المجتمع الدولي لضمان الحماية".
وكشفت فرسخ، على أن القرار الأخير للجمعية، يأتي بعد حادثة، مساء الأحد، عندما حاول 3 مسعفين بالجمعية نقل عددا من المرضى المتواجدين في مستشفى الأمل التابع لها في خانيونس باتجاه مستشفيات رفح لحاجتهم الماسة لتدخل طبي جراحي متقدم، وذلك بالتنسيق مع مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا)، والذي حصل على موافقة من القوات الإسرائيلية لتنفيذ هذا الإجلاء.
وتورد فرسخ، أن بالرغم من معرفة القوات الإسرائيلية لمسار القافلة وأسماء وأرقام هويات الطاقم المرافق للمرضى، فقد اعترضت القافلة لأكثر من 7 ساعات والجرحى بداخل السيارات، وأساءت التعامل مع أفرادها وبخاصة طاقم الهلال الأحمر الطبي المرافق الذين تم إجبارهم على الركوع على الأرض، واعتقلت المسعفين الثلاثة، قبل أن تفرج عن واحد منهم بعد ساعات طويلة، فيما أبقت على اعتقالها لمسعفين اثنين لحدود اللحظة.
تعلق جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني جميع إجراءات تنسيق المهمات الطبية في قطاع غزة لمدة 48 ساعة، لفشلها في كفالة سلامة وأمن طواقم الجمعية والمرضى والمصابين المتواجدين في مستشفيات ومراكز ومركبات الإسعاف التابعة للجمعية، بسبب عدم التزام واحترام قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءات وآليات… pic.twitter.com/YYCLb0e8JC
— PRCS (@PalestineRCS) February 26, 2024 ليست الحادثة الأولىواعتبرت جمعية الهلال الأحمر، أن هذه ليست الحادثة الأولى التي لا تحترم فيها القوات الإسرائيلية التنسيقات التي تجريها منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، إذ قامت سابقا، بإعطاء الضوء الأخضر لمهام صحية، قبل أن تقوم بقصف مركبات الإسعاف أو منع وعرقلة قوافل المساعدات الإغاثية من الوصول إلى مناطق محددة في القطاع خاصة في غزة وشمالها، بالإضافة إلى استمرار اعتقال عدد من كوادر الجمعية.
وذكّرت فرسخ بقصة الطفلة الفلسطينية هند، التي عثر عليها، قبل أسبوعين، مقتولة رفقة مسعفين إثنين، بعدما اتصلت قبلها بأيام مستغيثة، وسط المعارك في مدينة غزة، حين وجدت نفسها عالقة وحيدة في سيارة بين جثث أفراد عائلتها.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع قصة اختفاءها ومكالماتها المؤثرة التي سجلها الهلال الأحمر الفلسطيني، خلال الساعات التي كانت فيها على قيد الحياة في سيارة، وسط عملية إسرائيلية في مدينة غزة.
وتقول فرسخ، إنه قبل تحرك المسعفين من أجل إنقاذ الطفلة، تم التنسيق مع الجانب الإسرائيلي، غير أنه تم استهدافهم عند وصولهم وقتلوا إلى جانب الطفلة، بنيران القوات الإسرائيلية.
وفي المقابل، قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إن التحقيق الأولي في حادث الطفلة الفلسطينية، أشار إلى عدم وجود أي من قواته بمنطقة الحادث لحظة وقوعه، على ما أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
الجيش الإسرائيلي يكشف نتيجة التحقيق الأولي في "القصة المفجعة" قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إن التحقيق الأولي في حادث الطفلة الفلسطينية، هند رجب (6 سنوات)، التي توفيت مع 5 أفراد من أسرتها داخل سيارة في غزة، أشار إلى عدم وجود أي من قواته بمنطقة الحادث لحظة وقوعه، على ما أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".وفي مرة أخرى، تضيف فرسخ، تم استهداف مهمة، نسّقتها منظمة الصليب الأحمر طيلة أسبوع، لنقل جرحى من مستشفيات المعمداني والشفاء، مما أودى بحياة مسعف وإصابة آخر.
ويواجه عمال الإنقاذ الفلسطينيون ظروف عمل صعبة في غزة، بعد أكثر من 4 أشهر من الحرب في ظل قصف إسرائيلي مكثف وقيود مشددة على حركتهم، وتكرار انقطاع الاتصالات، إضافة إلى نقص التجهيزات الطبية.
وتكشف مسؤولة الإعلام بالجهاز الإغاثي، أن "حوالي 14 عاملا في الهلال الأحمر، راحوا ضحية هجمات القوات الإسرائيلية، وهم يؤدون عملهم الإنساني".
وتضيف، أن 16 مركبة إسعاف تابعة للهلال أخرجت عن العمل، بالإضافة إلى أكثر من 20 تعرضت لأضرار مختلفة.
وتكشف أن مستشفى "القدس" التابع للجمعية أُخرج عن الخدمة بمدينة غزة، فيما خدمات مستشفى "الأمل" في خانيونس تقترب من التوقف التام.
أدلة دامغةوفي ردها على القرار الأخير لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، كرر الجيش الإسرائيلي اتهاماته لحماس باستخدام مستشفيات كغطاء لمنشآت عسكرية وشبكة أنفاق، ولأطقم طبية وصحية بالمشاركة في أنشطة الحركة.
وقالت وحدة المتحدثين التابعة للجيش الإسرائيلي، إن "حماس تستغل الهياكل المدنية لأغراض إرهابية"، وهي الاتهامات التي سبق أن نفتها الحركة المصنفة إرهابية، في أكثر من مرة.
وأضافت الوحدة في تصريحات لموقع "الحرة"، أنه، تم توثيق استخدام حماس للمراكز الطبية في أنشطتها الإرهابية من خلال بناء شبكات عسكرية داخل المستشفيات وتحتها، وشن هجمات وتخزين الأسلحة داخلها، واستخدام البنية التحتية المدنية والموظفين في الأنشطة الإرهابية".
ومنذ بدء هجومها البري في قطاع غزة، قامت القوات الإسرائيلية بمداهمة عدد من المستشفيات بالقطاع، واعتقال مجموعة من أطرها الطبية والإدارية.
وأوردت الوحدة، أنه يجب أن يكون واضحا أنه يمنع منعا باتا استغلال المستشفيات للأغراض العسكرية، وتحويل المرضى إلى دروع بشرية، مشيرة إلى أنه "إذا لم يتم إيقاف هذا الاستغلال، في ظل ظروف معينة، يمكن أن يفقد المستشفى حمايته من الهجوم".
واعتبرت، أن الأدلة على استغلال حماس للمستشفيات والخدمات الطبية لـ"أغراض إرهابية دامغة ولا يمكن دحضها".
وقال الجيش الإسرائيلي، إنه "نشر أكثر من دليل يوثق استخدام حماس للمرافق الطبية والبنية التحتية والموظفين لأغراض إرهابية، بما في ذلك بناء شبكات الأنفاق المحيطة بالمستشفيات وتحتها، واستخدام سيارات الإسعاف لنقل الإرهابيين، وإخفاء الأسلحة داخل مباني المستشفيات".
وأرسلت الوحدة رابطا من الموقع الرسمي الخاص بالجيش الإسرائيلي، قالت إنه يقدم "أدلة على استغلال حماس للمرافق الطبية والدور الذي لعبه مهنيون طبيون في الأنشطة الإرهابية".
وردا على مسألة اعتقال أطقم طبية ومسعفين، يقول المصدر ذاته، إنه، "في مواجهة الاستغلال الواسع النطاق للمرافق الطبية، إلى جانب المعلومات الاستخباراتية التي تشير إلى معرفتهم بل ومشاركتهم في الأنشطة الإرهابية، جرى إلقاء القبض على أفراد في غزة واستجوابهم، بمن فيهم موظفون طبيون".
وأكدت الوحدة، أنه "يتم الإفراج عن الأفراد الذين ثبت عدم تورطهم في نشاط إرهابي بعد الاستجواب". مضيفة: "بعبارة واضحة، فإن جيش الدفاع الإسرائيلي غير مهتم بالأطقم الطبية الذين يقومون بأدوارهم كمهنيين طبيين، ولكن بسبب تورطهم المحتمل في إرهاب حماس".
في المقابل، تقول فرسخ إن القوات الإسرائيلية "تتعمد" استهداف المنظومة الصحية بغزة والعاملين في القطاع الإنساني، مؤكدة أنها تحاول إيجاد المبررات للتغطية على انتهاكها الجسيم للقانون الدولي الإنساني، عبر خلال هذه الاتهامات.
وتورد المتحدثة، أن الجيش الإسرائيلي، "يخرج كل مرة باتهامات لا أساس ولا صحة لها"، وتؤكد على أن منظمة الهلال الأحمر "مؤسسة وطنية وجزء من الحركة الدولية لجمعيات الصليب الأحمر ومبادئنا إنسانية وحيادية، وكل ما نقوم به مهام إنسانية وإسعافية لإنقاذ حياة الجرحى والمصابين بالقطاع".
ولم تبق مستشفيات تعمل بشكل كامل في القطاع، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة، بينما يعمل نحو ثلثها بطاقة محدودة.
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، وسط الأسبوع الماضي، أن الوضع في قطاع غزة "لا إنساني"، وذلك بعد أكثر من أربعة أشهر على اندلاع الحرب.
وقال غيبرييسوس، في مؤتمر صحفي في جنيف "في أي عالم نعيش عندما لا يمكن للناس الحصول على الغذاء والماء أو عندما لا يتمكن أشخاص عاجزون حتى عن المشي من الحصول على الرعاية؟".
وأضاف "في أي عالم نعيش عندما تتعرض الطواقم الطبية لخطر القصف أثناء قيامها بعملها؟ في أي عالم نعيش حين تُضطر المستشفيات إلى إغلاق أبوابها لأنه لم يعد هناك كهرباء أو دواء لإنقاذ المرضى ولأنها أهدافا للجيش؟".
واعتبر أن "الوضع الصحي والإنساني في غزة لا إنساني ويستمر بالتدهور".
وأكد أن "قطاع غزة أصبح منطقة موت"، وهو تعبير سبق أن استخدمه، مضيفا "دمر جزء كبير من الأراضي وقُتل أكثر من 29 ألف شخص وفقد كثيرون آخرون يُفترض أنهم ماتوا وأُصيب عدد كبير جدا بجروح".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الهلال الأحمر الفلسطینی القوات الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی الأمم المتحدة فی قطاع غزة الطبیة فی فی القطاع أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
فيولا ديفيس.. ممثلة الفقراء التي يكرّمها مهرجان البحر الأحمر
تشهد الدورة المقبلة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي لعام 2024 تكريما نسائيا بامتياز، حيث اختيرت كل من الممثلتين الأميركية فيولا ديفيس، والمصرية منى زكي لتكريمهما في حفلي الافتتاح والختام.
وتعقد الدورة في المنطقة التاريخية بمدينة جدة خلال الفترة من 6 إلى 14 ديسمبر/كانون الأول 2024، تحت شعار "بيت جديد للسينما".
وتستعرض ديفيس مشوارها الفني في "ماستر كلاس" الذي يعقد ضمن فعاليات المهرجان، وحصلت خلاله على "التاج الثلاثي" للجوائز السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، وهي الأوسكار، وتوني، وغرامي، لكن المدهش في مشوار ديفيس هو بدايتها التي جاءت أقل من متواضعة، وواجهت خلالها الفقر بصمود انعكس على أدائها وتمثيلها للضعفاء والمهمشين والضحايا.
طفولة قاسيةوُلدت فيولا ديفيس في 11 أغسطس/آب عام 1965 في سانت ماثيوز بولاية ساوث كارولينا في الولايات المتحدة، وكانت ثاني أصغر طفلة في عائلتها، التي تتكون من 4 شقيقات وشقيق واحد، لأبوين هما ماري أليس لوغان ودان ديفيس.
قضت طفولتها في شقة من غرفة واحدة في سنترال فولز بولاية رود آيلاند، بعد أن انتقلت مع أسرتها إلى هناك عندما كانت تبلغ من العمر شهرين فقط، وكانت عائلتها تعيش في ظروف صعبة، وكانت تعاني الفقر والجوع، وكان الأب يكسب رزقه من العناية بالخيول، في حين تعمل الأم مدبرة منزل وعاملة في مصنع.
لدى ديفيس 3 شقيقات أكبر سنا هن: ديلوريس ديفيس غرانت، وديان ديفيس رايت، وأنيتا ديفيس، بالإضافة إلى أخت أصغر وهي دانييل ديفيس.
حازت الممثلة الأميركية فيولا ديفيس جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم "الشك" سنة 2008 (غيتي إيميجز)حين بلغ عمرها عامين فقط، أُودعت فيولا مع والدتها في السجن بسبب مشاركة الأم في مظاهرة ضد التمييز العنصري، وتصف فيولا حياتها المبكرة بأنها كانت عبارة عن صراع مستمر من أجل البقاء، حيث كانت الأسرة تفتقر إلى الضروريات الأساسية، وقد صرحت ديفيس أنها كانت تذهب إلى الفراش جائعة.
تعرضت للتنمر بسبب فقرها الظاهر في المدرسة، لكن رواية القصص هي العزاء الوحيد للطفلة التي أصابتها شاشة التلفزيون بالهوس، وأصبحت تتخيل أنها الشخصيات التي رأتها على الشاشة، وهنا وُلِد الحلم المبكر بالتمثيل، لكنه كان أشبه بحلم مستحيل.
ميلاد فنانةرغم المعاناة والعزلة والتحيز العنصري، بدأت فيولا مسيرتها المهنية فور تخرجها من قسم المسرح في جامعة غوليارد بولاية رود آيلاند، حيث ظهرت في أعمال مسرحية صغيرة، قبل أن تظهر على الشاشة بأدوار ثانوية في السينما والتلفزيون خلال أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة.
وكتبت شهادة ميلاد جديدة لها كممثلة بأدائها في مسرحية "الملك هيدلي الثاني" (King Hedley II)، وتحولت إلى نجمة صاعدة في عالم المسرح، وأثبتت الممثلة ذات الأصل الأفريقي أنها تمتلك موهبة فريدة من نوعها تمكّنها من تجسيد جوهر شخصياتها.
انتقلت ديفيس من المسرح إلى الشاشة بأدوار صغيرة في السينما، وجاءت انطلاقتها في عام 2008 مع فيلم "الشك" (Doubt)، حيث لعبت دور السيدة ميلر، والدة صبي صغير يشتبه في تعرضه للاعتداء من قبل قس.
ورغم ظهورها في مشهد واحد فقط، فإن أداء ديفيس القوي أسر الجماهير وأكسبها ترشيحا لجائزة الأوسكار في 8 دقائق فقط من الوقت الذي استغرقته على الشاشة، حيث نقلت ديفيس حياة مليئة بالألم والمرونة والحب الأمومي، فتركت بصمة لا تُمحى في هوليود.
وانتبه المخرجون لذلك العمق وتلك القدرة المدهشة لدى فيولا ديفيس، وحصلت على أدوار تُظهر قدراتها، لتجسد شخصية أبيلين كلارك في فيلم" المساعدة" (The Help) سنة 2011، الذي منحها ترشيحا آخر لجائزة الأوسكار.
التاج الثلاثيفي عام 2014، أدت ديفيس دور آناليس كيتنغ في مسلسل "كيف تفلت من جريمة قتل" (How to Get Away with Murder)، وهو مسلسل تلفزيوني رائد تحدى الصور النمطية عن النساء السود في الأدوار الرئيسية، وقد جسدت ديفيس دور محامية عبقرية، مما أكسبها جائزة إيمي، وكان فوزها بالجائزة تاريخيا، فقد أصبحت أول امرأة سوداء تحصل عليها، لكن دور "روز" في فيلم "الأسوار" 2016 (Fences) دفع بها إلى خشبة مسرح "دولبي" في لوس أنجلوس، لتتسلم جائزة الأوسكار، وقدمت دور زوجة وأم عانت طويلا.
وفي كلمتها على المسرح، بكت فيولا كما لم يبكِ فائز بالأوسكار من قبل، بكت لدرجة دفعت أغلب الحاضرين للبكاء معها ومشاركتها شريط الذكريات الصعبة البائسة، لكنها دعت إلى المقاومة بشكل إيجابي عبر رواية قصص البشر العاديين في الأفلام.
ولعل ذلك البؤس هو الذي شكّل شخصيتها وميولها، فأصبحت واحدة من أبرز المدافعات عن التنوع والاندماج في هوليود، وقد اشتهرت بصراحتها حين يتعلّق الأمر بالممثلين السود، فهي تؤكد دائما أن هناك نقصا في الفرص المتاحة للممثلين الملونين، وهناك حواجز منهجية تعيق نجاحهم.
ولم تكتفِ فيولا بالتصريحات، لكنها أسست شركة مع زوجها، لتنتج أعمالا للسود والملونين في هوليود.
وعلى التوازي تواصل فيولا مشوارا فنيا مميزا بأدوار يعد كل منها علامة مستقلة في تاريخها، فقد قدمت في عام 2020 شخصية "ماريني" في فيلم " قاع ماريني الأسود" (Ma Rainey’s Black Bottom)، الذي نالت عنه ترشيحا جديدا للأوسكار، وعززت مكانتها كواحدة من أعظم الممثلات في جيلها بدور الجنرال "نانيسكا" في فيلم "المرأة الملك" (The Woman King) سنة 2022.
واصلت ديفيس رحلتها إلى القمة، انطلاقا من قاع البؤس والفقر بموهبة واضحة وقدرة مدهشة على التجسيد وإيمان عميق بما تقدمه على الشاشة، فكان نجاحها تكريما للأصوات التي تم إسكاتها لسنوات طويلة باسم العرق واللون.
ورغم جرعات الغضب والبؤس في أدوار ديفيس، فإنها تعيش في حالة رضا ورجاء، كما أكدت في حوارها مع المذيعة الشهيرة أوبرا وينفري، وهي مسيحية متدينة، وقد دعت ربها أن يرزقها زوجا بمواصفات الممثل جوليوس تينون (69 عاما)، فكان أن التقت به بعد أسبوعين فقط من الدعاء عام 1999 في موقع تصوير فيلم "مدينة الملائكة" (City of Angles).
تزوجت ديفيس وتينون، وبحلول عام 2011، تبنيا ابنة سميت نيسيس، بالإضافة إلى ذلك، ديفيس هي أيضا زوجة أب لاثنين من أطفال تينون من زيجات سابقة.