5 أبحاث في اليوم الأول للملتقى الثقافي للتراث القنائي غير المادي
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
شهدت جلسات "الملتقى الثقافي الأول للتراث القنائي غير المادي بين الثبات والتغيير"، والذي تنظمه جمعية تنمية المجتمع للمرأة الريفية والحضرية بقنا، بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة، ومحافظة قنا، والمجلس القومي للمرأة، حضورا كبيرا للمشاركة في جلسات مناقشة الأبحاث خلال اليوم الأول.
يعقد الملتقى بقصر ثقافة قنا، برعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، والدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، وبرعاية وحضور اللواء أشرف الداودي محافظ قنا، وأيمن بدوي عبد اللطيف رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية المجتمع للمرأة الريفية والحضرية بقنا، والدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والدكتور محمد شبانة مقرر لجنة التراث الثقافي غير المادي "الفنون الشعبية" بالمجلس الأعلى للثقافة ورئيس الملتقى، والدكتور أحمد سعد جريو، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية المجتمع للمرأة الريفية والحضرية بقنا وأمين عام الملتقى، وأعضاء لجنة التراث الثقافي غير المادي بالمجلس الأعلى للثقافة.
وفي اليوم الأول للملتقى، ناقشت الجلسات 5 أبحاث في الفنون القولية، وذلك في جلستين منفصلتين، وأدار الجلسة الأولى الدكتور محمد شبانة، مقرر لجنة التراث الثقافي غير المادي "الفنون الشعبية" بالمجلس الأعلى للثقافة ورئيس الملتقى، بحضور الكاتب الكبير فتحي عبد السميع، وشهدت عرض بحث للشاعر القنائي الكبير أمير فن الواو عادل صابر، بعنوان "غناء الجنائز وعبقرية المرأة الفطرية في فن العدودة "، وبحث آخر للكاتب والشاعر مصطفى جوهر بعنوان "الصورة الشعرية.. .مصادرها وتجلياتها في" واو "الشاعر عبد الستار سليم، والبحث الثالث بعنوان" فنون التربيع المصرية بين السياق الشعبي والسياق الجماهيري "للشاعر الكبير مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة.
فيما أدار الجلسة الثانية د.حنا نعيم، عضو مجلس أمناء التراث بوزارة الثقافة، وشهدت عرض بحث ل" أشرف أيوب "بعنوان" احتفالية شعبية قبطية، دراسة ميدانية على بعض قرى الصعيد.. .قرية الرحمانية نموذجا "، وبحث آخر للدكتورة أميرة الشوادفي بعنوان" الثنائية الضدية المستلهمة من سيرة بني هلال في المسرح ".
وفي بحثه المعنون" غناء الجنائز وعبقرية المرأة الفطرية في فن العدودة "، قال أمير فن الواو الشاعر القنائي الكبير عادل صابر، أن فن" العدد "أو" العدودة "من ثمار أشجار الحزن الذي نما وترعرع في قلوبنا بعد أن رويناه بدموعنا على الراحلين من الأهل والخلان والأصدقاء.. .وقال إن فن العدد فن شعبي خالد خلود الموت والأحزان، وكلما أوغلت في الجنوب كلما ازدادت العدودة قوة ورصانة وكلما كثرت طموس الحزن وطال أمدها.
وأشار الشاعر عادل صابر، أن العدودة الواحدة تتكون من بيتين من الشعر أو أربعة أغصان، كل غصن منهما بحرفي روي متشابهين، حيث تبدأ النائحة بالغصن الأول وتكاد تصل إلى منتصفه حتى تكمل النساء وراءها باقي الأغصان بمصاحبتها، وتختلط الأصوات المبحوحة الحزينة معا لتصنع سيمفونية من أروع سيمفونيات الحزن الخالدة.
واستعرض الشاعر الكبير عادل صابر، كيفية جمع فن" العدودة "واستراتيجية الباحث الشعبي في مهارة الجمع، كما تطرق إلى الصورة الشعرية الفطرية في فن العدودة، مشيرا إلى أن فن العديد ينقسم إلى أغراض متنوعة تقال وفقا لطبيعة الراحلين من حيث السن والجنس والقيمة الاجتماعية ونوع الوفاة التي لقيها الراحل، فمنه ما يقال عن الشباب وكبار السن والرجل والمرأة واليتيم والغريق والقتيل وقليل الخلفة وأحوال القبر والغاسل والفخار وأغراض أخرى متعددة.. .وقدم بعض النماذج التي تخص بعضا من أغراض هذا الفن الخالد.
وفي البحث الثاني المعنون" الصورة الشعرية.. .مصادرها وتجلياتها في (واو) الشاعر عبد الستار سليم "للكاتب والشاعر مصطفى جوهر، تناول مصادر الصورة الشعرية في أحد الفنون القولية، وهو فن الواو والذي كان الشاعر عبد الستار سليم وما زال أحد أهم رواد جمعه والتعريف به، وأحد أهم كتابة والتنظير التاريخي له.
وتناول- الباحث- متكآت الصورة الجمالية التي اعتمد عليها الشاعر في إنشاء الشقين البياني والدلالي في أحد الفنون القولية، الذي توارثه الجنوب. وأكد أن العمل الأدبي والشعر خاصة يرتكز على محورين أساسيين، البنية المعرفية، تلك التي تختزن حمولة الفكرة والطرح أو القضية التي تسعى الذات الشاعرة إلى مجادلتها ومناقشتها، وسواء بالصورة التقريرية أو بالصورة الإنشائية ومن هنا محور الارتكاز الثاني أو الجناح الآخر- الذي تحلق به القصيدة- يتمثل في البنية الجمالية، وهو ما عرف في البلاغة بالبيان وتعددت روافده من تشبيه بأنواعه وكناية واستعارة، والتي تمثل جميعها أركان بناء الصورة. بينما تتعدد مصادرها بين الطبيعة الجامدة: نور وماء.. .إلخ. والطبيعة الحيه: الطير والحيوان.. .إلخ. والمصادر الإنسانية.
وأوصى الباحث بتضمين مناهج دراسة الأدب والبلاغة الثانوية والجامعية بالفنون القولية ومن ثم دراستها الجمالية والدلالية، إذ إنها تتسق مع البنية الثقافية والاجتماعية للطالب والأستاذ وتتغلغل فيهما ما يجعل من تلك الفنون القولية مادة ترسخ الهوية الثقافية لدى المواطن المصري.
وجاء البحث الثالث بعنوان:" فنون التربيع المصرية بين السياق الشعبي والسياق الجماهيري "للشاعر الكبير مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وأشار إلى أن الإبداع الشعبي- عرف منذ زمن بعيد يستعصى على التحديد- عدد من الأشكال الرباعية، تجلت هذه الأشكال في عدة أنواع، بينها تباينات تخص سباق أدائها، ومناسباته، وطرائق تشكيلها، بل وأوزانها، من هذه الأشكال ما عرف باصطلاح خاص أو باصطلاح دال على شكل الرباعية، من هذه الفنون الشعرية، نجد تجليا لعدد من الأنواع منها: الدوبيت/ الدوباي/ الهابيت- النميم - المسدار- الموال الرباعي- البوشان - الرباعية- الكان وكان- القوما- الحماق - المربع- الواو، ولقد عرفت الجماعة الشعبية فنونا من "التربيع متعددة يصعب حصرها جميعا إلا بعد جمع ميداني وتدوين وتصنيف للوقوف على هذه الفنون والإلمام بها وبطرائق بنائها وجماليتها.
وقدم" شومان "إطلالة تعريفية بهذه الفنون مع التركيز على فني المريع والواي، وجماليات الشفاهة في بنائهما، وتتنوع تجلياتهما بين الشعراء الشعبيين ممن امتلك الناس أشعارهم وحفظوها وآمنوا بما تقدمه من منظومة قيم متسقة مع مجمل عاداتهم وتقاليدهم. والشعراء الأفراد الذين لم يقدر لأسماء بعضهم الذيوع والانتشار، فضلا عن بحث بعض آليات استلهام جماليات فنون التربيع في مربعات عدد من الشعراء الأفراد.
أما البحث الرابع فجاء بعنوان" الميمر.. احتفالية شعبية قبطية- دراسة ميدانية على بعض قرى الصعيد- قرية الرحمانية نموذجا "، للباحث أشرف أيوب معوض، والذي أوضح أن الميمر هو لون ووزن من أوزان الشعر الشعبي المشهور في سوريا والعراق ومتداول في المحافل الريفية والأوساط الشعبية وأوجد هذا النوع من الشعر الشعبي، هم السريان.. .وتعنى كلمة ميمر في صعيد مصر (سيرة) وهو من العادات الشعبية للأقباط.
وأشار إلى أن الميمر عادة يبدأ بأن ينذر أحد الأفراد نذرا لأحد القديسين أن -وفقه الله- في أمر ما أو شفاء مريض أو قضاء مصلحة أو زواج أن يعمل ميمر للقديس، وعند قضاء الأمر تبدأ الأسرة في إقامة الميمر حيث تدعو الأهل والأقارب وكاهن ومعلم الكنيسة وأفراد القرية كلها، وتقوم بإعداد وليمة الطعام، (صينية) ممتلئة بالقمح وتوضع فوقها عدد معين من أرغفة العيش الشمسى، وتغرس فيها الشموع مع كوب ماء ويجلسون في حلقة يتوسطها من يقرأ (ميمر) أحد القديسين، وكلما وصلوا إلى فصل جديد في السيرة، يأخذون في ترتيل المدايح الشعبية بالآلات الموسيقية كالناقوس والطبلة يسمونها" الأرباع "وهناك أرباع تقال للحاضرين الميمر من المسلمين والذين جاءوا يجاملوا جيرانهم المسيحيين أصحاب الميمر.
وقال إن الدراسة تحاول التعرف على بعض أشكال الاحتفالات الشعبية القبطية باعتبارها تراثا مصريا ينبغي التعرف عليه وذلك محاولة لفهم طبيعة الثقافة المصرية ومن هذه الاحتفالات هي ( الميمر ) والذي ما زال يقام في قرى الصعيد (قرية الرحمانية) باستخدام المنهج الفولكلوري. وكشفت الدراسة عن بعض أشكال الإحتفالات الشعبية القبطية باعتبارها تراث مصرى ينبغي التعرف عليه. وأوصى بضرورة العمل على سرعة تسجيل الميمر كاحتفالية شعبية مصرية، والعمل علي سرعة تسجيل المخزون الثقافي لدي معلمو الكنائس من مدائح وأغان شعبية اجتماعية.
أما البحث الخامس فجاء بعنوان:" الثنائية الضدية المستلهمة من سيرة بني هلال في المسرح "للدكتورة أميرة الشوادفي، وأكدت أن التراث يعد هو الوليد الشرعي للوجدان الشعبي، فالتراث جزء من الوعى الفينومينولوجي بالماضي الذي يعمق المتلقى بماهية جذوره وثقافته، ويؤثر الوعى التراثي الذي يقدم للمتلقى من خلال الدراما المسرحية على تماسك وتجانس البناء للشخصية خارجيا وداخليا.
وقالت إن التراث يشمل كل ماهو موروثا من قيم وتقاليد ورؤى لذلك يجدر بنا الاشارة إلى أن الظواهر المسرحية في بطون تراثنا تأخذ مكانا مازال بحاجة إلى الكشف والتنقيب والاستفادة القصوى منه لتقليل الفجوة بين سيرورة الحداثة والتراث.
وأشارت الى ان الفولكلور علم تاريخي إنساني ثقافي، واستدعاء التراث أو الفولكلور في النصوص المسرحية من بالعديد من التحولات كالاستعارات والتمثلات، والتعارضات الناتجة عن التأويل والقراءة الخاطئة للتراث كشكل خارجي للنص دون الغوص في أيديولوجيا النص المسرحي الشعبي، لذلك يعد استلهام وتوظيف التراث في المسرح قائما على الحضور المركزي للتراث داخل النص أو العرض، وتلك الهيمنة النسقية يتم ترجمتها من قبل المتلقى إلى أفعال وأفكار يفسر بها الواقع من منظور تراثه الثقافي ولعل المسرح العربي ذاته نشأت نشأة تراثية حينما قدم مارون النقاش مسرحيته هارون الرشيد، مستلهما التراث الشعبي العربي، وتبعه فيما بعد أبو خليل القباني وغيره من الرواد.كما قدم يسرى الجندى وشوقى عبد الحكيم محاولات عديدة في مجال التأليف المسرحي واستلهام الموروث الشعبي من قصص وحكايات وملاحم وسير.
أضافت: مع بداية الثمانينات بدأت ظاهرة العودة للتراث العربي والاسلامي بين بعض النصوص المسرحية، كعودة فوزى فهمى للتاريخ الاسلامي خلال فترة الرشيد والتجريب على عناصر شعبية متوارثة كالراوى وصندوق الدنيا في مسرحية لعبة السلطان، ومسرحية الظاهر بيبرس لعبد العزيز حمودة واعتماده على الظواهر التاريخية المسرحية وخيال الظل واستدعائه للشخوص المسرحية التي طرحها محمد بن دانيال في باباته الشهيرة والتي تمثل أهم نصوص خيال الظل مثل طيف الخيال والامير وصال، واتجه محمد أبو العلا السلاموني للشكل المسرحي الشعبي المتمثل في السامر والاحتفالات الشعبية وعروض الارتجال والمحبظين.
كما نرى في مسرحية مآذن المحروسة وهي من النصوص التي تحتاج الى وعى كامل بقيمة الموروث لدى المخرج وكيفية توظيفه داخل الاطار المسرحي الشعبي، وكانت الحكايات الشعبية والسير الشعبية منبعا لأعمال عديدة، ولعل اللجوء إلى ألف ليلة وليلة هو معادل للجوء الإغريق الأساطيرهم، ومن أشهر كتاب المسرح الذين استلهموا ألف ليلة وليلة (الفريد فرج). ينتج في باطن ذلك الزخم الدرامي المستلهم تضاد.
وقالت" الشوادفي ": للثنائيات التي تشكل اللاشعور الجمعي الذي يتكون من النماذج البدائية الجمعية التي تشكلت من تراكم أفكار المجتمع ومعتقداته عبر اجيال، وهذه النماذج في حال صراع دائم، فلكل نموذج ضده، ويعبر الناس في رموزهم العقائدية، أو انتاجهم الفنى عن هذه الثنائيات المتصارعة لذلك تعود أسس فلسفة مصطلح الثنائية الضدية إلى فكرة أن الإنسان قد هوس بتحديد موقعه في العالم لما واجهه من انشطار وشرذمة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: المرأة الريفية الملتقى الثقافي الملتقى الثقافي القنائي قصر ثقافة قنا قنا محافظة قنا الأعلى للثقافة الصورة الشعریة غیر المادی إلى أن
إقرأ أيضاً:
النيابة الإدارية تحيل مسئول قسم الصوتيات والمرئيات وأخصائي بأحد معاهد أكاديمية الفنون للمحاكمة التأديبية
أمرت النيابة الإدارية بإحالة مسئول قسم الصوتيات والمرئيات بأحد المعاهد التابعة لأكاديمية الفنون بوزارة الثقافة، وأخصائي بحوث بالمعهد، إلى المحاكمة التأديبية.
جاء ذلك على خلفية قيام المحال الأول باستخدام طرق احتيالية للحصول لنفسه على مبالغ مالية - بالعملات الأجنبية - وهدايا عينية من إحدى الباحثات الوافدات وذلك مقابل إنهاء إجراءات تسجيل رسالة الماجستير الخاصة بها، رغم خروج ذلك عن حدود عمله واختصاصه الوظيفي، وقيامه في سبيل ذلك بإثبات صفة وظيفية غير صحيحة باستمارة بطاقة الرقم القومي الخاصة به، فضلاً عن ارتكابه عددًا من المخالفات الأخرى، وقيام المحال الثاني بالتوقيع منفردًا على استمارة بطاقة الرقم القومي الخاصة بالأول بما يفيد مراجعتها ومهرها بخاتم شعار الجمهورية بالرغم من عدم صحة البيانات المثبتة بها.
وكانت النيابة الإدارية للثقافة قد تلقت بلاغا من الدكتورة رئيسة أكاديمية الفنون، بشأن الشكوى المقدمة من إحدى الباحثات الوافدات المقيدة بالدراسات العليا - مرحلة الماجستير - بالمعهد آنف البيان، ضد المحال الأول تتهمه فيها باستخدام طرقٍ احتيالية للحصول منها على مبالغ مالية من خلال إرسالها حوالات مالية له من الخارج عبر إحدى الشركات الأجنبية لتحويل الأموال، وطلب وقبول وأخذ هدايا عينية مقابل إنهاء إجراءات تسجيلها الأكاديمي مستغلًا في ذلك صفته الوظيفية.
وخلال التحقيقات التي باشرتها ماجي أبو السعود - رئيس النيابة، بإشراف المستشار طلعت رشاد - مدير النيابة، استمعت النيابة لأقوال الممثل القانوني للشاكية، كما اطلعت على كافة الحوالات المالية المرسلة منها للمتهم الأول عبر إحدى الشركات الأجنبية لتحويل الأموال، وتبين وجود حوالات مالية - بالعملات الأجنبية - من الشاكية باسم المتهم وبعض أفراد أسرته، واطلعت النيابة أيضا على عددٍ من المستندات ذات الصلة بموضوع الشكوى، وعلى المحادثات النَصِّية المتبادلة بين الشاكية والمتهم الأول، وتفريغ لجميع مقاطع المحادثات الصوتية بينهما.
وكشفت التحقيقات أن المحال الأول قد التقى الشاكية أثناء تقديمها أوراق قيدها بمرحلة الدراسات العليا بالمعهد، وعرض عليها - رغم عدم اختصاصه الوظيفي - مساعدتها في إنهاء الإجراءات الإدارية الخاصة بالقيد وسداد الرسوم الدراسية المقررة لذلك، وطلب منها إرسال حوالات مالية باسمه - بالعملتين المحلية والأجنبية - عبر إحدى شركات تحويل الأموال، مستغلًا كونها مغتربة وتقيم خارج البلاد، وتَحَصَل لنفسه على مبالغ مالية منها دون وجه حق تجاوزت قيمة الرسوم الدراسية المقررة للتسجيل الأكاديمي، بخلاف طلبه وتَحَصُله على مبالغ مالية - بالعملات الأجنبية - أخرى لإنهاء إجراءات تخص درجتها العلمية، بعد أن أوهمها بسداد تلك المبالغ لأحد المكاتب البحثية الخاصة التابعة لإحدى عضوات هيئة التدريس بالمعهد، نظير حصولها على خدمات بحثية تتعلق بإعداد رسالة الماجيستير وجمع المادة العلمية البحثية، وطلبه هدايا عينية وحصوله عليها بزعم تقديمها لبعض العاملين بالمعهد مقابل إنهائهم الإجراءات، بخلاف إيهامه لها بإقناع أحد أعضاء هيئة التدريس بالمعهد بقبول الإشراف على رسالتها البحثية بغرض الاستمرار في الحصول على مبالغ مالية منها، كما ثبت قيامه بطلب مبالغ مالية أخرى - بالعملات الأجنبية - وحصوله عليها كمساعدات شخصية.
وخاطبت النيابة قطاع الأحوال المدنية بوزارة الداخلية لطلب الإطلاع على أصل استمارة استخراج بطاقة الرقم القومي الخاصة بالمحال الأول وقد ورد للنيابة رد إدارة البحث الجنائي بالقطاع متضمنًا أصل استمارة استخراج بطاقة الرقم القومي الخاصة بالمحال الأول مثبت بها وظيفة "رئيس قسم الصوتيات والمرئيات بالمعهد"، وقد اعتمد بياناتها المحال الثاني منفردًا بما يفيد صحة ما بها من بيانات ومهرها بخاتم شعار الجمهورية الخاص بالمعهد، وهو ما ترتب عليه إصدار بطاقة الرقم القومي للمحال الأول بتلك الصفة الوظيفية بالمخالفة للحقيقة وحال كونه فني بقسم الصوتيات والمرئيات بالمعهد.
وبعرض نتائج التحقيقات على فرع الدعوى التأديبية بالقاهرة -القسم الثاني، وافق المستشار فوزي شحاتة - مدير الفرع، على تقرير الاتهام الذي أعده المستشار حسام الطاهر، بإحالة المُتهَمَين المذكورَين للمحاكمة التأديبية.