الجزيرة:
2025-03-19@19:33:56 GMT

هل يمكن إيقاف دواء الكوليسترول؟

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

هل يمكن إيقاف دواء الكوليسترول؟

يعاني الكثيرون من ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، ومع ذلك لا يريدون تناول عقاقير لخفض مستوى الكوليسترول، أو يريدون إيقافها، فهل هذا ممكن؟

الجواب المختصر هو أنه إذا كان الشخص يأخذ بالفعل دواء خفض الكوليسترول، فيمنع بتاتا أن يوقفه لوحده، إذ يجب أولا أن يستشير طبيبه ويتأكد ما إذا كان يمكن خفضه عبر الحمية.

وبعد أخذ موافقة الطبيب والتأكد من أن الكوليسترول لديه يمكن خفضه عبر الحمية وأنه ملتزم بها، عندها يمكن أن يوقفه.

أما إذا كان الشخص قد تم تشخيصه حديثا بارتفاع الكوليسترول، فعليه استشارة الطبيب أيضا، الذي قد يقرر أنه يجب خفض الكوليسترول بالحمية، وإذا لم يتجاوب جسمه معها، فعندها سيصف له الطبيب العلاجات.

فلا إيقاف لدواء الكوليسترول دون استشارة الطبيب.

الستاتين

يتم علاج ارتفاع الكوليسترول بعقاقير تسمى الستاتين. وعقار الستاتين فعال، ويعد آمنا بالنسبة لمعظم الأشخاص، ولكنه قد يسبب آثارا جانبية، وتشمل آلام في العضلات ومشاكل في الكبد، والضباب العقلي (التشويش) واحتمالية الإصابة بداء السكري.

وقال دونالد هينسرود، أستاذ مساعد في التغذية والطب الوقائي في كلية مايو كلينك للطب "لا يريد أي شخص البدء في تناول الدواء"، مضيفا "نحن جميعا نكبر في العمر، وعادة ترتفع أمور مع السن: الكوليسترول والوزن وضغط الدم. وفي وقت ما، يتعين علينا مواجهة هذا الأمر".

والكوليسترول مادة شمعية، مشابهة للدهون توجد في الدم، وينتجها الكبد ومن الطعام الذي نتناوله. وهناك نوعان من الكوليسترول: البروتين الدهني منخفض الكثافة، وهو النوع السيئ، والبروتين الدهني مرتفع الكثافة، وهو النوع الجيد. كما أن الدهون الثلاثية تعد نوعا آخر من الدهون يسهم في تراكم الكوليسترول.

ولا يعد الكوليسترول سيئا بطبعه، حيث إن الجسم يستخدمه لصنع الخلايا والفيتامينات وهرمونات معينة، ولكن الكثير من البروتين الدهني المنخفض الكثافة يمكن أن يتراكم داخل الشرايين، مما يزيد من خطورة حدوث أمراض القلب والسكتة الدماغية. في حين أن ارتفاع مستوى البروتين الدهني مرتفع الكثافة يساعد في حماية القلب من خلال حمل البعض من البروتين الدهني المنخفض الكثافة بعيدا عن الشرايين وإعادته إلى الكبد، حيث يتكسر ويتم التخلص عنه.

وبالنسبة للذين يرفضون الأدوية، يقول الخبراء إن أفضل وسيلة للسيطرة على الكوليسترول هي النظام الغذائي المنضبط والعادات الصحية مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحصول على قسط كاف من النوم. ولكن هناك تحذير واحد: التأكد من استشارة الطبيب قبل الإقلاع عن الدواء. كما أن الطبيب يمكن أيضا أن يطلب إجراء اختبارات دم من حين لآخر لمراقبة مستوى الكوليسترول.

وقال ديفيد كاتز، الرئيس السابق للكلية الأميركية لطب نمط الحياة والمدير المؤسس لمركز البحث الوقائي في جامعة ييل "عندما يكون الأشخاص على استعداد للالتزام بنظام غذائي مثالي، سيكون ذلك بلا شك أفضل من أي دواء توصلنا إليه".

وأوضح هينسرود أنه توجد منافع صحية أخرى، مثل خسارة الوزن وخفض "ضغط الدم وغلوكوز الدم، وهذا من شأنه الحد من خطورة الإصابة بأمراض القلب بصورة منفصلة عن الكوليسترول".

نظام غذائي نباتي

ويوصي الخبراء باتباع نظام غذائي نباتي غني بالألياف القابلة للذوبان، مثل التي في نخالة الشوفان والتفاح والبازلاء والحمضيات والفاكهة والجزر والشعير وبذور الكتان، بالإضافة إلى المكسرات.

كما يحث الخبراء المستهلكين على تجنب الدهون المشبعة، خاصة الموجودة في اللحوم الدهنية والمصنعة والزبدة والزيوت الاستوائية مثل النخيل وجوز الهند، واستخدام الزيوت غير المشبعة أو المشبعة المتعددة مثل الذرة والكانولا ودوار الشمس والسمسم.

وقال الخبراء إن الدهون المشبعة تتسبب في رفع مستوى الكوليسترول بصورة أكبر من الكوليسترول الطبيعي الموجود في البيض والمحار.

وأشارت بعض الأبحاث بشكل مفاجئ إلى أن تناول الجبن غير المصنع بصورة معتدلة يخفض من خطورة الإصابة بأمراض القلب. وقال هينسرود "ربما يكون ذلك الاستثناء الوحيد لقاعدة خفض الدهون المشبعة، في حال عدم تناولها بإفراط".

ويوصى الكثير من الخبراء بنظام بورتفوليو النباتي، الذي صممه ديفيد جينكيز، الأستاذ في إدارة علوم التغذية والطب في كلية تيميرتي للطب في جامعة تورونتو. ويركز هذا النظام على تناول الألياف القابلة للذوبان والستيرول النباتي، والابتعاد عن الأطعمة المصنعة. وقد خلصت دراسة أجراها جينكيز وزملاؤه سابقا إلى أنه بالمقارنة بين تأثير حمية بورتفوليو لخفض الكوليسترول والأدوية لم يتم رصد اختلافات كبيرة.

والستيرول هي مواد توجد في النباتات مثل جرثومة القمح ونخالة القمح والفول السوداني والزيوت النباتية (الذرة والسمسم والكانولا وزيت الزيتون) واللوز.

حساء العدس

وقال جينكيز "علينا أن نركز أكثر على مساعدة الأشخاص على فهم الأنظمة الغذائية النباتية". وأضاف "البعض لم يتناولوا حساء العدس قط، يمكن أن يكون شهيا ومغذيا ومفيدا من أجل مستويات الكوليسترول. نحن حريصون على تعليم الأشخاص كيفية تناول الطعام ضمن النظام الغذائي النباتي".

وفيما يتعلق بالتحول لنظام غذائي نباتي، يقول جينكيز "يتعين البدء في تناول أطعمة جديدة تدريجيا"، مضيفا "الفكرة هي المضي لتبني نظام غذائي نباتي ليكون أسلوب حياة.

ويشار إلى أن بعض الأشخاص لا يمكنهم خفض مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة لديهم من دون أدوية بسبب حالة جينية تجعلهم عرضة لارتفاع الكوليسترول، بما في ذلك فرط كولسترول الدم العائلي، وهو مرض وراثي يتعلق بقدرة الجسم على معالجة البروتين الدهني منخفض الكثافة".

وقال جينكيز "سوف يتعين عليهم تناول دواء ستاتين دائما" بالإضافة إلى أدوية أخرى، رغم أن الذين يتبعون نظاما غذائيا وأسلوب حياة يتسم بالصرامة ربما يستفيدون من ذلك أيضا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: البروتین الدهنی غذائی نباتی

إقرأ أيضاً:

القديس يوحنا الذهبي: الصيام دواء وأكثر من مجرد امتناع عن الطعام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يصف القديس يوحنا الذهبي الفم الصيام، كعلاج روحي وجسدي، ليس مجرد حرمان من الطعام والشراب، بل هو فرصة للتغيير الجذري في حياتنا. قد يكون الطب علاجًا فعالًا، لكن تبقى فعاليته رهينة بالخبرة والمعرفة الدقيقة بكيفية استخدامه.

 فلا يكفي أن نأخذ الدواء في الوقت غير المناسب أو بجرعة غير ملائمة؛ فهناك العديد من العوامل التي تؤثر على صحته، مثل حالة الجسم، والطعام المناسب، وحتى فصول السنة. إذا تم تجاهل أي من هذه العوامل، قد يتحول العلاج إلى ضرر.

ويشير القديس يوحنا الذهبي الفم في تأملاته حول الصيام إلى أن العملية الروحية للصوم تتطلب الانتباه والتفكير العميق في كل جانب من جوانب حياتنا. فالصوم ليس مجرد الامتناع عن الطعام، بل هو تجنب الخطيئة والابتعاد عن الأفكار السيئة.

 فالصائم الحقيقي هو من لا يقتصر صومه على الامتناع عن الطعام، بل يتعداه إلى العمل الطيب والمغفرة والمصالحة.


“هل أنت صائم؟ أرني صيامك في أعمالك”، هذا هو التساؤل الذي طرحه القديس يوحنا، مشيرًا إلى أن الصوم يجب أن يشمل جميع أجزاء الجسم، ليس فقط الفم، بل أيضًا العينين واليدين والساقين. 

فيجب على الإنسان أن يصوم عن النظر إلى المحرمات، وأن يتجنب الكلام البذيء أو أي تصرفات خاطئة. فعندما يمتنع المسلم عن الطعام، يجب عليه أيضًا أن يمتنع عن الجشع، السرقة، وكل الأفعال التي تلوث روحه.


 يؤكد القديس أن مجرد الابتعاد عن الطعام لا يكفي. فالصوم يجب أن يكون عبادة نابعة من القلب، تهدف إلى تكريس النفس للأمور الروحية، بعيدًا عن الانغماس في الملذات الدنيوية. 

ولذلك، حتى إذا كان الشخص غير قادر على الصيام بسبب مرضه الجسدي، فإن الله لا يطلب منا أن ننتصر على أنفسنا بما يتجاوز قدراتنا، بل يطلب منا أن نركز على الجانب الروحي من حياتنا.


 إذا تمكنا من تنظيم حياتنا بعقل رصين وتوجيه اهتماماتنا نحو الأفعال الصالحة، فإننا قد نجد أن الصوم يصبح أقل ضرورة. ولكن، لأن الطبيعة البشرية تميل إلى الانغماس في الراحة والإشباع، فإن الله، كأب محب، قد منحنا الصوم كوسيلة لتوجيه اهتمامنا من الأعباء الدنيوية إلى الأعمال الروحية.


 في الختام، يبقى الصوم ليس فقط علاجًا للجسد، بل هو عملية تحول داخلي تسهم في تطهير الروح وتوجيهها نحو ما هو أسمى.

 

مقالات مشابهة

  • القديس يوحنا الذهبي: الصيام دواء وأكثر من مجرد امتناع عن الطعام
  • علماء يوثقون بالصور كيفية تكوّن بلورات الكوليسترول في الجسم
  • بدون مضاعفات .. كيف يتناول مرضى السكري الحلويات في شهر رمضان
  • مسؤول أميركي: يمكن إيقاف الهجوم على غزة في حالة واحدة
  • مسؤول إسرائيلي: يمكن إيقاف حرب غزة بشرط واحد
  • كيف تحمى بذور اليقطين القلب وتعزز صحته؟ طبيب يجيب
  • استشاري: 10 أخطاء يقع فيها بعض السكريين في رمضان
  • أدلة جديدة على أهمية الثوم لخفض الكوليسترول
  • تحذير عاجل .. تناول هذا الفيتامين دون استشارة الطبيب يعرضك لمشاكل خطيرة| اكتشفها
  • أعراض ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم| أنتبه لهذه العلامة