مغردون يصفون الطيار آرون بوشنل بـبوعزيزي أميركا
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
آرون بوشنل كان جنديا عاديا في القوات الجوية الأميركية قبل تاريخ 25 فبراير/ شباط من الشهر الحالي، وبعد هذه التاريخ بات أيقونة على مستوى العالم وخاصة في العالم العربي.
بوشنل فتح بثا مباشرا عبر منصة تويتش وأضرم النار بنفسه أمام مقر السفارة الإسرائيلية في واشنطن وهو يرتدي زيه العسكري ويهتف "لن أتواطأ بعد الآن في الإبادة الجماعية"، احتجاجا وتنديدا بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي دخلت يومها الـ144، وأدت للعديد من المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في القطاع.
المقطع انتشر كالنار في الهشيم على منصات التواصل العربية والغربية، وتصدر وسم آرون بوشنل قائمة الترند في عدة دول عربية وأجنبية.
"لن أكون متواطأ بعد الآن في الإبادة الجماعية" ???? هذه رسالة آرون بوشنل الجندي الأمريكي الذي أحرق نفسه تنديدا بجرائم الكيان الإسرائيلي في غزة ???? #FreePalestine pic.twitter.com/4f81KeRobO
— Adel Karim DZ ???????? (@AdelkarimDZ) February 27, 2024
وشبه مدونون بوشنل بالشاب التونسي محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه احتجاجا على مصادرة البلدية لعربته التي كان يبيع عليها الخضار وأصبح أيقونة وشرارة الربيع العربي.
وتساءل آخرون هل سيكون آرون بوشنل "بوعزيزي" النظام العالمي؟ وهل سيكون الشرارة التي توقظ الوعي العربي؟
هل سيكون #ارون_بوشنل #AaronBushnell "بوعزيزي" النظام العالمي ؟؟
هل سيكون الشرارة التي توقظ الوعي العربي المحنط؟؟؟؟
Will #AaronBushnell #AaronBushnell "Bouazizi" of the world order ??
Will he be the spark that awakens the mummified Arab consciousness ???? pic.twitter.com/BMmIH2FZgT
— أحمد الرافعي (@Alhamlili_Rafai) February 27, 2024
وشارك متابعون بعض ما تداوله الإعلام الأميركي عن إضرام بوشنل النار في نفسه احتجاجا على دعم بلاده لإسرائيل في حرب الإبادة بحق أهالي غزة بالقول: "لحظات نادرة في الإعلام الأميركي الربحي: قراءة كل ما قاله الجندي آرون بوشنل عن أسباب إشعال النار بنفسه أمام سفارة الكيان، وملاحظة أن الرجل شاب أبيض من ولاية تكساس الجنوبية. ويخدم في سلاح الجو، أي أن كل مقومات تأييد الكيان فشلت في إخفاء حقيقة الإبادة الجماعية" بحق أهالي غزة.
لحظات نادرة في الاعلام الامريكي الربحي: قراءة كل ما قاله الجندي #ارون_بوشنل عن اسباب اشعال النار بنفسه امام سفارة الكيان. وملاحظة ان الرجل شاب ابيض من ولاية تكساس الجنوبية. ويخدم في سلاح الجو: اي كل مقومات تأييد الكيان فشلت في اخفاء حقيقة الابادة الجماعية pic.twitter.com/iHhWBKCFl2
— Samar D Jarrah (@SamarDJarrah) February 27, 2024
وأشار مدونون إلى أنه رغم كل محاولات الإعلام الربحي التعتيم وإنكار فداحة معنى ما فعله آرون بوشنل على السياسة الداخلية في أميركا، فإن اسمه تصدر قائمة الترند لعدة ساعات على منصة إكس بأميركا، وتساءل مدونون كيف ستكون آثار هذه العملية على الشباب المتحمس لصالح القضية الفلسطينية وضد حرب الإبادة في غزة؟
وعلق بعض المتابعين بالقول إن ما قام به بوشنل عظيم حيث قدم حياته فداء لأهالي غزة، ووصفوه بالإنسان النبيل الذي قدم رسالة عجزت عنها دول ومنظمات وشعوب أن تقدم مثلها.
#ارون_بوشنل
"لن أكون شريكاً في الإبادة الجماعية بعد الآن، فلسطين حرة"
ما قام به هذا الإنسان النبيل الذي قدم رسالة عجزنا كدول ومنظمات وشعوب أن نقدم مثلها،حرق نفسه وحرق معها ما تبقى من ماء وجوهنا إن كان فيها أصلاً .
قدم حياته فداء لعذابات أهل غزة ونحن على ذلنا ووهننا نبكي على… pic.twitter.com/OjQwo1QIhu
— سلطان طالب جاسم العنزي ???????? (@Sul6an_T) February 27, 2024
ووصف آخرون بوشنل بأيقونة الشرف والحرية، وأن هذه العملية ستغير الكثير في السياسة الأميركية، وستزيد من الضغط على واشنطن لإيقاف دعمها لإسرائيل.
وقال مدونون إن بوشنل أراد بإحراق نفسه إحياء ضمائر الأميركيين وتذكيرهم بكل المبادئ والقيم الإنسانية التي كانت تتغنى بها أميركا، والتي اتضح أنها أصبحت ضحية قتلها وأحرقها بايدن والفيتو الأميركي بحسب وصف أحدهم.
لقد أراد #ارون_بوشنل بإحراق نفسه إحياء ضمائر الأمريكيين وتذكيرهم بكل المبادئ والقيم الإنسانية التي كانت تتغنى بها أمريكا والتي اتضح أنها اصبحت ضحية قتلها وأحرقها المجرم بايدن والفيتو الأمريكي الإرهابي#ارون_بوشنل#فلسطين_حره pic.twitter.com/bUGskNzzNh
— ּصــٰا̍ڵــحۡ جٍندِي الُقائد1 (@salhalqq) February 27, 2024
لقد رحل #ارون_بوشنل ذلك الجندي الذي حرق نفسه اعتراضا على الإبادة الجماعية في غزة صارخا فلسطين حره
رحل هذا الإنسان مضحيا بنفسه لعدم قدرته على مواصلة حياته عاجزا عن إيقاف الاباده
رحل أيقونة الإنسانيه فلترقد روحك بسلام لن اتجاهل بالدعاء لك مع دعائي لأهلنا بغزة
الرحمة لروحك الطيبه pic.twitter.com/bpP42C0Nw1
— غزة hala (@huda54112445811) February 26, 2024
وذكر آخرون بالناشطة الأميركية راشيل كوري التي دافعت عن أرض فلسطينية فدهستها الدبابات الإسرائيلية، وبالأمس الجندي آرون بوشنل من القوات الجوية يشعل النار في جسده وهو يهتف #فلسطين حرة، تنديدا بدعم بلاده عسكريا لحرب الإبادة الإسرائيلية في غزة.
الناشطة الأمريكية #راشيل_كوري دافعت عن أرض فلسطينية فدهستها جرافة صهيونية، الجندي #آرون_بوشنل من القوات الجوية اشعل النار في جسده وهو يهتف #فلسطين حرة، تنديدا بدعم بلاده عسكريا لحرب الابادة.
انها إشراقات انسانية امريكية
المقطع للعلامة مرتضى المحطوري وهو يتحدث عن الناشطةالأمريكية pic.twitter.com/UuRw7cVWrf
— كوثر الشرفي | Kawthar AlSharafi (@KawAlSharafi) February 27, 2024
وفي المكان نفسه الذي أحرق فيه الضابط الأميركي #آرون_بوشنل نفسه، نظم متظاهرون وقفة احتجاجية أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن رفضا للحرب على غزة.
في نفس المكان الذي أحرق فيه الضابط الأميركي #آرون_بوشنل نفسه.. متظاهرون ينظمون وقفة احتجاجية أمام السفارة الإسرائيلية في #واشنطن رفضا للحرب على #غزة pic.twitter.com/c3tsiqW9LP
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) February 27, 2024
وكانت السفارة الإسرائيلية هدفا للاحتجاجات المستمرة ضد الحرب على غزة بالولايات المتحدة وأنحاء كثيرة من العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السفارة الإسرائیلیة الإبادة الجماعیة الإسرائیلیة فی آرون بوشنل ارون بوشنل الذی أحرق pic twitter com النار فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
النفعية .. توغلات الوفرة والندرة
لا تخرج المسألة هنا في هذه المناقشة عن الحديث بين علاقتين متضادتين في الدلالة والمفهوم والتطبيق والنتائج؛ علاقة الوفرة والندرة: الوفرة المادية، والندرة المعنوية، وما يحدث من تبدلات بينهما، على الرغم من أن اللاعب الحقيقي فيها هو الإنسان، ويشار إليه هنا لخصوصيته العقلية، ولكن عند التدقيق فيها يجد أن كل الكائنات تعيش هذا الصراع، وهو صراع وجودي بلا شك، قد يسميه البعض صراعًا لأجل البقاء، ويسميه البعض الآخر صراعا لأجل التميز، وهناك من يسميه صراعا بين الخير والشر، وهناك من يسميه صراعًا بين متناقضين (الغنى والفقر/ الكرم والبخل)، وهناك من يسميه الصراع الطبقي -بين الطبقات الاجتماعية- وصراع التباينات، وصراع المختلفين، وصراع بين المادة والروح؛ وهو المحصلة الحقيقية، وعنوانه الأسمى.
ولذلك تبدو هذه الصراعات في علاقات التجاذب بين الطبقات الاجتماعية أكثر مما تظهر، ويشتد وطيسها بينها أكثر عما بين الأفراد، وذلك لسبب بسيط؛ وهو أن استحقاقات الطبقات فيما بينها تبدو أكثر وزنا عن ذات الاستحقاقات بين الأفراد، وطبعًا عندما تقاس المسألة النفعية بين الدول والحكومات، فتلك هي الأخرى قصة كبرى، حيث تسيل على إثرها الدماء، وتمتحن الإرادات، وتضرب الإنسانية في مقتل، حيث يسود مبدأ السوق القائم على الربح والخسارة، وليس غير ذلك.
في المسألة النفعية لا توجد مساحة رمادية، ولا يسمح؛ في حال تكونها؛ بنموها، ولذلك يستميت المنتصرون للمذهب النفعي استماتة الذاهب إلى الغايات، حيث ينتفي هنا مفهوم الوسيلة، وإنما تسخّر الجهود كلها لتحقيق الغاية، وليس غير ذلك؛ لأن ما يقابل المنفعة هو الخسارة، ويقينا ليس هناك عاقل يركن إلى الخسارة؛ أو يتمناها؛ في ظل تحقيق الربح، ولو كان هناك بصيص أمل صغيرة يبدو عند نهاية النفق، فالنفس محمولة على مظنة الالتحام مع ذلك الأمل الصغير، والعمل على تنميته، لتحقيق منافع أكبر، ولو بعد حين.
تذهب الفكرة أعلاه إلى الإشارة المادية الصرفة في تفكير البشر، وهي قائمة على أساس الفطرة البشرية التي تنتصر إلى المادة أكثر من انتصارها إلى الروح والتي تترجم إلى «الأخلاق البشرية» فالإنسان منذ نشأته الأولى هو محكوم بالفطرة المادية، والدليل على أن هذه الفطرة ليست مكتسبة، فلنرقب سلوك طفل مميز؛ عُرضت أمامه مجموعة ألعاب، سريعًا سينتقي أفضلها، ولو كانت هذه الألعاب لا تخصه، وإنما هي لطفل آخر، سيجنّد هذا الطفل -محل الاختبار- كل قواه المادية من صراخ، وقوة عضلية، وقد يلجأ إلى مَن يشعر أنه سوف يساعده على امتلاك ما يود امتلاكه، وحينها لا يفكر إن كانت هذه الألعاب ليست ملكه، حتى لو أجمع الجميع من كان حاضرا لإقناعه أن هذه الألعاب ليست له، وحتى لو أغري بوعود أنه سوف يُشترى له كل ما يريد وأفضل مما هو أمامه الآن فلن يقتنع وسيظل مصرًّا على رأيه حتى آخر لحظة قبل انسحاب والديه، أو أحدهما من ساحة المعركة، وستكون الدموع الغزيرة آخر ما سيريقه على أرصفة المحاولات في تلك اللحظة، وعندما يصل إلى منزل أسرته سينام نومًا عميقًا من أثر الجهد الذي بذله في تلك المعركة التي خرج منها خاسرًا.
سيعمل الكبار على ترجيح كفة «الأخلاق البشرية» في التفريق بين هوى النفس «المنفعة» وبين حكم قوة العقل القائمة على الرضا بحقيقة الأمر، وهي الحقيقة التي تفصل بين الصح والخطأ في الحصول على المنفعة، ولكن الطفل الذي لم يصل بعد بخبرة الحياة إلى هذا المستوى من التفكير، لذلك ينتصر للعاطفة، ضاربا بحيادية العقل عرض الحائط، ولذلك فالذين يلتحمون مع المذهب النفعي يعطلون نداءات العقل، بل يزيحونها جانبًا حتى تتحقق المنفعة، بعد ذلك سوف لن يكون عندهم المانع في التنظير بأهمية العقل الذي ينادي بالعدالة، والأمانة، والصدق، وإعطاء كل ذي حق حقه، فالثري -وهنا لا أعمم- لا يهمه كثيرًا مَن يتضرر على خط سيره الأفقي من جراء تحقيق مصالحه، ولو أدى ذلك إلى انتهاج سلوكيات تتجاوز القيم الإنسانية، والتشريعية، وقد تعرضه للخطر، والذي يهمه أكثر أن يكون مستوى الثروة عنده غير قابل لنزول مؤشرها ولو قليلا، وإلا دخل في حالة نفسية غير طبيعية، ولرأى الحياة من حوله صفحة سوداء، مع شعوره أنه الوحيد الواقع في مأزق الخسارة.
والسؤال: كيف يكون حاله مع حالة فرد واقع في مستنقع الفقر؟ هل حالة هذا النوع من الأثرياء استثناء؟ إطلاقا لا؛ لأن هؤلاء جميعهم يعودون إلى صورة من الذاكرة المعيشة طوال فترة حياة الفرد، وهذه الصورة مفادها أن لا ضمان لخسارة حاضرة أو قادمة؛ أي لا تعويض لما قد يخسره أحدنا، وهذا مذهب مادي وهو أحد وجوه المذهب النفعي، ولذلك فالناس يتفاوتون في استيعاب مفهوم الصدقة -على سبيل المثال- وهو مفهوم إنساني، وديني في الوقت نفسه، ولأن الإنسانية ملتحمة بالدين التحامًا لا مثيل له، فإن عند من يذهب إلى هذا الاتجاه، فإنه يكون أكثر اطمئنانًا من غيره؛ لأنه يوقن أن ما يدفع به تجاه الصدقة هو معوض عنه بالنص الديني، سواء -بالنسبة للمسلمين- بالقرآن الكريم، وبالحديث النبوي الشريف على صاحبه الصلاة والسلام، ولذلك نسمع عن أناس هنا أو هناك يكادون يبذلون كل أموالهم لمشاريع خيرية، ربما دون أن ترجف لهم عين من خوف، أو شعور بالخسارة، صحيح أن هؤلاء قلة في كل المجتمعات، ولكنهم يظلون نماذج رائعة في الصورة الإنسانية ككل، ومثل هؤلاء مَن يشار إليهم بأنهم تحرروا من استحكامات المذهب النفعي، ونجحوا بإرادتهم لأن يكونوا في دائرة «الأخلاق البشرية».
السؤال هنا أيضا هل المذهب النفعي سلوك معياري؟ والجواب: نعم بكل تأكيد؛ لأنه يضم سلوكيات وممارسات صحيحة وغير صحيحة، وهذا معناه أنه قابل للقياس؛ ففي الوقت الذي يتبناه الفرد كسلوك سيئ ينتصر فيه لذاته فقط (تراكم الثروات) دون أن يكون لها منفذ للصرف المعتدل، بل قد يذهب بذات الفرد إلى كسب المزيد بطرق ملتوية، ودون وجه حق، ففي الوقت نفسه هناك من (يراكم الثروات) ولكنه يوجِد لها منافذ للصرف الرشيد والمعتدل، يحقق فيها ذاته الراغبة في الحصول على المال، وفي الوقت نفسه يترك مجالا نسبيا لأن يفيد غيره، سواء من خلال الصدقات الخارجة عن مفهوم الزكاة، أو من خلال امتثاله لأمر الله عز وجل في تزكية ثروته برضا تام، ودون تململ، أو انزعاج، وللتأكيد أن كلا الصنفين موجودان في أي مجتمع، وربما تكمن خسارة المجتمع أكثر عندما يكون الصنف الأول أكثر عددا من الصنف الثاني، وهل هذه المعيارية في المسألة النفعية؛ يكون فيها للدين موطئ قدم؟ الجواب نعم؛ لأن الدين محفز مهم جدًا في إرباك وتسلط المذهب النفعي واستحكاماته على النفس البشرية المفطورة أصلا عليه، كما جاء أعلاه في مثال الطفل، فـ«المعيار هو التقوى وليس الأقوى».
نسمع كثيرًا من القصص التي تروى عن أصحاب الثروات، المنتصر منها للمذهب النفعي، والعكس كذلك، وفي مجملها العبر والحكم؛ فالإنسان مخلوق ضعيف، خائف، مرتبك، يرى في المال أحيانا قوته وصولجانه، ويراه في حين آخر مأزقًا خطيرًا قد يؤدي به إلى حتفه، فيهرع أحيانًا إلى المنقذ «الدين» لكي ينقّي نفسه؛ خاصة عندما يتقدم به العمر، ويتموضع في أحيان أخرى مع نفسه الأمّارة بالسوء، فيغادر حياته دون أن يستفيد من ثروته شيئا سوى حرق الأعصاب الذي لازمه طوال حياته جزعا، وقلقًا وعداوة، وتجاوزا، خوف الوقوع في مستنقع فقدان؛ ولو الشيء اليسير من ثروته، ويأتي الحكم الصادم من لدن رب العزة والجلال: (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير) - الآية (180) آل عمران.
أحمد بن سالم الفلاحي كاتب وصحفـي عماني