"الرؤية والمستقبل".. شاهد مقروء على النقلات الحضارية لسلطنة عُمان
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
مسقط - العُمانية
احتفت وزارة الإعلام -وبالتعاون مع اللجنة الثقافية لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الحالية- أمس الثلاثاء، بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، بتدشين الكتاب السنوي "عُمان الرؤية والمستقبل".
وقال الدكتور محمد بن علي الهنائي رئيس فريق عمل الكتاب: إنَّ الكتاب يقدم تلخيصًا معبّرًا عن التقدمِ الحضاريّ الذي تحققه سلطنة عُمان سنويًّا في مختلف المسارات الوطنيّة، حيث يُعدّ الكتاب منذ صدورِه عام 1979 شاهدًا على النقلات الحضارية والتنموية، وأرشيفًا موضوعيًّا لمراحل العمل الوطنيّ في سلطنة عُمانَ في شتّى المجالات السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة.
وأوضح أنَّ الكتاب يحظى بعناية كبيرة، وتحسينًا مستمرًا في المستويين التحريري والفني، والمتتبع للكتاب على مدى العقود الأربعة السابقة يلاحظ النقلات النوعية في المستوى التحريري والفني للكتاب، ويمثلُ مرآة تعكسُ المستويات المتقدمة التي تحققُها سلطنةُ عُمان في مختلفِ المجالات، حيث يرصد مؤشرات التقدم في القطاعاتِ الاستراتيجية، والمستهدفاتِ الوطنيّة بشكل سنويّ، بما يقدمُ صورة شاملة للمنجزِ الوطنيّ في مختلف المؤسسات الحكومية. مشيرًا إلى أنَّه من خلال الكتاب يتم تقديم صورة موضوعية وشاملة تعبّر عن وتيرةِ الأعمالِ التنفيذيةِ في مختلفِ القطاعاتِ الوطنية، والتطوراتِ المتسارعةِ والمتلاحقةِ على أرضِ الواقع، بما يعظِّمُ صورةِ سلطنةِ عُمان الحضاريةِ والتنمويةِ في المحافلِ الإقليميةِ، وبما يحققُ الأهداف الوطنية لتعزيزِ القطاعاتِ السياحيةِ والاقتصاديةِ والاستثمارية.
تضمن الاحتفاء عقد جلسة حوارية مع مجموعة من الإعلاميين الذين قاموا بالعمل على إعداده خلال السنوات الماضية، وهم محمد بن أحمد الشيزاوي، وصالح بن هلال الخليلي، وخلفان بن حمد الزيدي، وبإدارة من الدكتور خالد بن راشد العدوي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الكتاب والأدباء تقيم ندوة للقصة القصيرة جدا في عُمان: المفهوم وجمالية التشكيل
أقامت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء مساء الأربعاء ندوة "القصة القصيرة جدًا في عمان: المفهوم وجمالية التشكيل" وقدمت طرحا نقديا حول هذا الجنس الأدبي في عمان، حيث قدم ثاني الحمداني عرضا تناول فيه إشكاليات المفهوم والخصائص، وناقشت غنية الشبيبية الاتساعية النصية في القصة القصيرة جدا، متتبعة كيف تستلهم النصوص الحديثة أعمالا تراثية وتعيد تشكيلها بأساليب جديدة. وتناول أحمد الحجري الكثافة الأنثوية في مجموعة "شبابيك زيانة" مسلطا الضوء على حضور المرأة كعنصر محوري في البناء السردي، فيما أدارت الندوة الأستاذة زوينة سالم.
وقدم الأستاذ ثاني الحمداني عرضا تناول فيه إشكالية المفهوم والخصائص لهذا النوع الأدبي الحديث. استعرض الحمداني جذور القصة القصيرة جدا، متتبعا نشأتها وتطورها بين الأدب العربي والغربي، مع التركيز على الإشكالات النقدية التي أثيرت حولها.
ناقش الحمداني أبرز السمات الفنية للقصة القصيرة جدا، مثل التكثيف، الوحدة السردية، الدهشة، والمفارقة، مشيرا إلى أهمية القفلة المتوهجة في إحداث التأثير المطلوب لدى القارئ. كما استعرض عدة دراسات نقدية تناولت هذا النوع السردي، من بينها أبحاث حول التعاليات النصية، الخطاب السردي العماني، والتكثيف السردي.
كما أشار الحمداني إلى التحديات التي تواجه هذا الفن، خاصة فيما يتعلق بتأصيله في الأدب العربي، ومدى ارتباطه بالحكايات التراثية مثل النادرة والمثل. وختم عرضه بالإشارة إلى أن القصة القصيرة جدا تمثل نوعا أدبيا متجددا، يتطلب براعة في السرد واختزال المعنى دون الإخلال بالحبكة الفنية.
وقدمت الأستاذة غنية الشبيبية ورقة بحثية حول الاتساعية النصية في القصة القصيرة جدا، مستعرضة تطبيقات هذه التقنية في مجموعتي ظلال العزلة وموج خارج البحر لعزيزة الطائية. تناولت الشبيبية مفهوم الاتساعية النصية كما حدده الناقد جيرار جينيت، موضحة كيف أن القصة القصيرة جدًا تستلهم نصوصًا سابقة وتعيد تشكيلها بأساليب حديثة تحمل دلالات جديدة. ركزت الورقة على المحاكاة الساخرة والتحريف الهزلي كأدوات سردية، مستعرضة أمثلة من قصص الحيوانات المستوحاة من كليلة ودمنة، مثل قصة عزاء، التي تعكس استغلال السلطة للفئات الكادحة، وقصة خسارة، التي تُسقط واقع الأوطان المنهوبة على سرد حكائي بسيط.
كما سلطت الضوء على إعادة توظيف ألف ليلة وليلة، مثل قصة مواويل التي تصور شهريار في سياق سياسي حديث يعكس تجاهل الحُكّام لمعاناة شعوبهم. ولم تقتصر الورقة على الحكايات التراثية، بل تناولت تحوير الأساطير والأدب الجاهلي، كما في طائر الرماد، التي تسخر من القيود الاجتماعية المفروضة على المرأة.
واختتمت الشبيبية ورقتها بالتأكيد على أن القصة القصيرة جدًا لا تنغلق على ذاتها، بل تتسع وتتحاور مع نصوص الماضي، مما يجعلها أداة نقدية فعالة لعكس قضايا العصر الراهن بأسلوب مكثف وساخر.
وتناول الأستاذ أحمد الحجري، مجموعة "شبابيك زيانة" لبشاير حبراس للكشف عن الكثافة الأنثوية البارزة في نصوص المجموعة، حيث تشكل المرأة المحور الأساسي في أغلب القصص. استعرض الحجري كيف تم توظيف العناوين، والشخصيات، والرموز، والمواضيع لإبراز مركزية المرأة في السرد، عبر شخصيات نسائية مثل "زيانة، ليلى، سعدة، وأماندا"، وعبر إشارات متكررة لمراحل حياة المرأة، بدءا من الطفولة وحتى الشيخوخة.
سلطت القراءة الضوء على استخدام الرمزية، مثل قصة "كعبة للبحر"، التي تضع المرأة في موقع المركز والقطب الذي تدور حوله الأحداث، إضافة إلى قصص أخرى مثل "كوميدينة ليلى" و"البقعة الصفراء" التي تعزز صورة المرأة كمحور أساسي في العالم السردي للمجموعة. كما ناقش الحجري تكرار الثيمات المرتبطة بالمرأة، مثل الحب، الفقر، والخيانة، وكيف تساهم هذه العناصر في ترسيخ حضورها القوي داخل النصوص.
وأكد الحجري أن هذه المركزية لا تعني غياب الرجل، لكنه غالبًا ما يكون في موقع التابع أو العابر، بينما تبقى المرأة في قلب الحدث.