أمين سر «إعلام النواب»: دراما المتحدة تمثل لوحة فنية جميلة
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
قالت النائبة هند رشاد، أمين سر لجنة الإعلام بمجلس النواب، إن دراما المتحدة تمثل لوحة فنية جميلة؛ فالدراما من أهم مصادر القوى الناعمة لمصر بين دراما الوطن العربي.
تقديم محتوى متميزووصفت «هند» الدراما المصرية بأنها عائدة بقوة من خلال الشركة المتحدة واستطاعت تحقيق المعادلة الصعبة بتقديم محتوى متميز في أعمالها، وتسعى إلى التوعية وتنوير العقول وبناء المجتمع؛ فهي سلاح قوي اسمه الدراما.
وأضافت أن هناك من يغزو الدول فكريًا عن طريق دراما بمئات الحلقات تنقل أفكارهم وثقافاتهم وعاداتهم، تنقلها ولو بالمجان، لتصل إلى داخل كل بيت وإلى قلب كل فرد وتأتي بالمطلوب سريعًا؛ فالدراما لها تأثير كبير، وبالتالي كان لا بد أن يتم استغلالها بشكل إيجابي عبر تقديم أعمال وطنية توضح ما تم في الأعوام الماضية.
توصيل التوعية في ثوب التجسيدوأوضحت أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية كونها واحدة من أكبر الكيانات الإعلامية في المنطقة العربية، مشيرة إلى أن ما نراه الآن هو نجاح الشركة المتحدة في حد ذاته، ويتمثل في توصيل التوعية في ثوب التجسيد؛ نراها أمامنا مجسدة من دم ولحم ومشاعر، نتفاعل معها وتتفاعل معنا، تتملكنا كمتلقيين فنستوعبها كغيورين لصنع غدٍ أفضل.
وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك أعمال لا تزال باقية في أذهاننا، معظم مسلسلات الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة منها ليالي الحلمية، الشهد والدموع، أرابيسك، الراية البيضاء وغيرها مع الحوارات الدسمة العميقة التي كانت تضمها كل تلك المسلسلات والأفلام والسيناريوهات، من أفكار وكتابة هذا الكاتب الكبير.
ونجد من خلال الشركة المتحدة أن هناك تنوعا في مسلسلات رمضان العام الماضي وأيضا خلال هذا العام، وهذا إن دل فيدل على أنه بدأنا مرحلة التجديد والتنويع، والإبداع من الروايات التلفزيونية التي صارت من كلاسيكيات الدراما العربية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المتحدة مسلسلات رمضان الشركة المتحدة إعلام النواب الشرکة المتحدة
إقرأ أيضاً:
زنزانة 65: الدراما كسلاح لمواجهة النسيان السياسي
في زمن ينتج فيه السيسي الاختيار، حيث يزيف الحقيقة جهارا نهارا في رمضان في حضرة يوتيوب وكاميرا الديجيتال والبث المباشر، وحيث يصبح التاريخ ساحة معركة لإعادة صياغته وفق مصالح القوى المسيطرة.. في هذا السياق، كان مسلسل "زنزانة 65" كعمل درامي يعيد الاعتبار للأصوات المهمشة، ويقاوم محاولات طمس المعاناة التي تعرض لها المعتقلون السياسيون. من خلال حبكة وشخصيات تنهش بقاياها عتمة السجن وظلم النظام، يفتح المسلسل نافذة على تجربة الاعتقال السياسي وما تخلفه من ندوب نفسية وجسدية، محاولا استعادة ذاكرة جمعية أُريد لها أن تُنسى.
شهدت السنوات الأخيرة موجة متزايدة من الأعمال الدرامية التي تعيد قراءة الأحداث السياسية بطريقة تخدم أجندات النظام، وتلجأ إلى إعادة رسم صورة الجلاد كحامٍ للوطن، فيما يتم تشويه صورة الضحايا وتغييب الحقائق. هذا النهج يفرغ الدراما من رسالتها الأخلاقية ويحولها إلى أداة تطبيع مع القمع.
يأتي "زنزانة 65" ليعيد التوازن ويمنح صوتا لفئة سعى النظام جاهدا لتغييبها عن المشهد ومحو وجودها، كما محا بعضهم من سجلات الدولة وحقهم في المواطنة. من خلال الاستناد إلى شهادات حقيقية وتجارب موثقة، يكشف المسلسل الوجه الحقيقي للسجون السياسية وما تمثله من آلة قمعية تهدف إلى سحق الكرامة الإنسانية
على النقيض من ذلك، يأتي "زنزانة 65" ليعيد التوازن ويمنح صوتا لفئة سعى النظام جاهدا لتغييبها عن المشهد ومحو وجودها، كما محا بعضهم من سجلات الدولة وحقهم في المواطنة. من خلال الاستناد إلى شهادات حقيقية وتجارب موثقة، يكشف المسلسل الوجه الحقيقي للسجون السياسية وما تمثله من آلة قمعية تهدف إلى سحق الكرامة الإنسانية. ولا يكتفي المسلسل بعرض المأساة، بل يتجاوز ذلك إلى مساءلة الصمت الاجتماعي والتواطؤ السياسي الذي يسمح باستمرار هذه الانتهاكات.
لا يمكن قراءة "زنزانة 65" بمعزل عن سياقه السياسي، فالعمل يُعرّي بشكل مباشر ممارسات الأنظمة القمعية التي جعلت من السجون وسيلة لإسكات الأصوات الحرة. من خلال مشاهد دقيقة التفاصيل، يُبرز المسلسل كيف يتم تفكيك شخصية المعتقل ومحاولة تحطيم إرادته، وإعادة تفكيك شخصية الضابط النفسية وما تحمله من تشوهات ونقص مريض يتحول لممارسات وأفعال؛ يعكس من خلالها نفسية النظام السياسي واختلاله إنسانيا في معاملته لهذه الفئة تحديدا وانتقامه منها في خصومة سياسية تجاوزت عقدا من الزمن.
كما يتناول المسلسل أيضا البنية السياسية التي تنتج القمع وتغذيه. فالسجون ليست مجرد مبانٍ، بل هي امتداد لنظام سياسي قائم على الهيمنة وإخضاع المجتمع.
يركز المسلسل بشكل عميق على الأثر النفسي والاجتماعي الذي يتركه الاعتقال على الأفراد وعائلاتهم. عبر شخصيات متعددة، يقدم "زنزانة 65" صورة شاملة للمعاناة: هناك من يُكسر تماما تحت وطأة القهر، وهناك من يحوّل الألم إلى طاقة مقاومة. ومن خلال هذه الثنائيات، يتحدى المسلسل الصور النمطية التي تصوّر المعتقلين إما كأبطال خارقين أو ضحايا عاجزين.
في وقت تحاول فيه الأنظمة القمعية كتابة تاريخ بديل يمحو معاناة الضحايا، يأتي "زنزانة 65" كشهادة حية ضد النسيان، يُذكّرنا بأن لكل معتقل قصة يجب أن تُروى، وأن معركة الحرية ليست شأنا فرديا، بل هي مسؤولية جماعية.
الحكايات التي تُروى، والأصوات التي تعلو رغم القمع، تظل شواهد على مقاومة لا تنكسر. وبهذا المعنى، يتجاوز المسلسل كونه عملا دراميا إلى كونه أداة توثيق ومقاومة
يُبرز المسلسل أن القمع مهما كان ممنهجا وشرسا، لن ينجح في محو الحقيقة بالكامل. فالحكايات التي تُروى، والأصوات التي تعلو رغم القمع، تظل شواهد على مقاومة لا تنكسر. وبهذا المعنى، يتجاوز المسلسل كونه عملا دراميا إلى كونه أداة توثيق ومقاومة.
وعلى الرغم من قلة الإمكانات والتحديات الإنتاجية، إلا أن المسلسل كان تحديا في ذاته أن تكون القصة في هذا الحيز المحدود وفي مسارات قصص متوازية مع خلق رتم رشيق للأحداث دون ملل أو مط، حاولنا أن نوصل رسالتنا بما توفر لنا من إمكانات تحترم المشاهد وتحترم من أردنا أن نوصل صوتهم.
وسعينا أن نستخدم الدراما كسلاح في مواجهة السلطة؛ هذا النوع من الدراما الذي لا يسعى إلى الترفيه فقط، بل يحفز التفكير النقدي ويدفع المشاهدين إلى طرح أسئلة صعبة حول العدالة والحرية والمسؤولية.
في النهاية، أردنا أن نؤكد أن الدراما، حين تكون صادقة في طرحها وملتزمة بجوهر الحقيقة، تمتلك القدرة على اختراق الحواجز، وكشف المستور، وإبقاء ذاكرة المظلومين حيّة في وجه كل محاولات الطمس والإخفاء.